يوليو الأسود على المغرب| يدخل ضمن الـ10 أرقام قياسية لدرجات الحرارة حول العالم.. والجفاف وتراجع صادرات الزراعات ضمن «الحصاد المر»
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
"يوليوز وغشت الأسود بالمغرب".. هكذا يصف المغاربة شهري يوليو وأغسطس من هذا الصيف، وذلك بعد أن أصبحا أكثر أشهر المغرب في التاريخ الحديث تسجل ارتفاعا في درجات الحرارة، ما دفع العالم لتسجيل درجات الحرارة بالمغرب، ضمن أكثر 10 أرقام قياسية لارتفاعات بدرجات الحرارة حول العالم.
بالطبع كان لذلك أثر كبير على كافة مناحي الحياة بالمغرب، وكان أكثرها تضررا، هي الأراضي الزراعية، حيث كان للجفاف المصاحب لدرجات الحرارة، تأثيرا على حصاد المنتجات، هذا بخلاف تضرر الكثير من الزراعات؛ ما أدى إلى ارتفاع شديد بالأسعار، وتراجع كبير للصادرات الزراعية للرباط.
المغرب وأرقام قياسية حول العالم لزيادة الحرارة
وفقا لما نشرته صحيفة هسبريس المغربية، فقد أفاد مركز الأمم المتحدة الإقليمي للإعلام في أوروبا الغربية (UNRIC) بأن “المغرب يوجد ضمن 10 أرقام قياسية تم تحطيمها مناخيا خلال شهري يوليوز وغشت "يوليو وأغسطس"، من السنة الجارية، بعد كسره حاجز 50 درجة، كدرجة تاريخية للحرارة”، مبرزا أن “مدينة أكادير المغربية التي سجلت 50.4 درجة مئوية في 11 غشت تضاف إلى تركيا التي سجلت درجة حرارة وصلت 49.5 لأول مرة في 15 غشت، وكذلك مقاطعة شينجيانغ في الصين حيث ارتفعت درجة حرارتها إلى 52.2 في 16 يوليوز”.
درجات الحرارة القياسية هذه التي يحضر فيها المغرب، اعتبرها مركز الأمم المتحدة الإقليمي للإعلام في أوروبا الغربية تحصيل حاصل “لاستمرار الأنشطة البشرية المتسببة في المزيد من انبعاثات الغازات الدفيئة باعتبارها المحرك الرئيسي”، محذرا من خطورة هذه الأرقام “المثيرة للقلق بعد أن دخل العالم مرحلة الغليان، بحيث لا بد من تأجيج النقاشات خلال مؤتمر الأطراف (COP 28)، المقرر عقده في دبي قريبا، حول التدابير الواجب اتخاذها والحلول الممكنة”.
الصادرات المغربية الزراعية نحو الخفوت
وفي إطار الآثار الكارثية لتلك الحرارة، كشفت آخر الأرقام المتعلقة بالصادرات المغربية من الفواكه والخضر نحو إسبانيا خلال النصف الأول من السنة الجارية تراجعا نسبته 8 في المائة، ومن خلال المعطيات التي كشفتها الجمارك الإسبانية، وقام بتجميعها الاتحاد الإسباني لـ”روابط منتجي ومصدري الفواكه والخضروات والزهور والنباتات الحية” (Fepex)، فإنه “رغم تراجع صادرات الفواكه إلا أن المملكة المغربية مازالت من كبار موردي إسبانيا الخارجيين”. غير أن هذا التراجع كان لافتا مقارنة بالسنوات الماضية التي عرفت “ارتفاعا متواصلا”.
وبجانب ارتفاع درجات الحرارة، كان هناك عوامل أخرى في تراجع الصادرات، حيث يتزامن هذا الأمر مع وجود تخوف لدى الأوساط الفلاحية بإسبانيا من البطيخ المغربي، الذي سبق أن اكتشف من خلال إحدى الشحنات “وجود مواد كيماوية” به، وهو ما تصدى له المغرب من خلال المكتب الوطني للسلامة الصحية (أونسا)، الذي قام بمعاقبة مصدري الشحنة المرصودة، وفي هذا الصدد يرى إدريس العيساوي، محلل اقتصادي، أن هناك تفسيرات متعددة لتراجع الصادرات المغربية من الخضر والفواكه ويأتي على رأسها الجفاف، وذلك بجانب عوامل أخرى كحركة الجمارك أو بعض الأمراض والمبيدات التي تضر ببعض المنتجات قد تؤثر على هاته الوتيرة”.
كارثة الفتك بالمياه السطحية بالمغرب
وهنا في بلاد المغرب كارثة درجات الحرارة المرتفعة متفاقمة، حيث تتجه الأنظار نحو أضرار أخرى ليست أقل خطورة تتكبدها المملكة المغربية بسبب التغيرات المناخية، إذ تجعل الحرارة المخزون المائي السطحي المتراجع أصلا عرضة للتبخر بوتيرة أسرع تنذر بتفاقم أزمة الماء في البلاد، وفي هذه الأجواء يرتفع معدل سخونة الأرض الذي يجعل نسبة مهمة من المياه المجمعة في السدود في مهب الريح، وهو الأمر الذي كان قد لفت الانتباه إليه وزير التجهيز والماء المغربي، نزار بركة، إلى جانب ظاهرة التوحل.
وبحسب ما نشرته صحيفة هسبريس المغربية، فإن درجات الحرارة القياسية، سيكون لها تأثير على “جميع مكونات الحياة والأوساط التي تحتوي على الماء، فالظاهرة القوية التي تثيرها الحرارة المرتفعة هي “تبخر المياه”، وبذلك تكون المياه السطحية عرضة لأكبر نسبة من التبخر، وأننا أمام قياسات جديدة لنسبة التبخر، لأن القياسات الموجودة تحتاج إلى التحيين، فنسبة التبخر تهم كميات ضخمة من المياه السطحية، لأننا نرى كيف تجف البحيرات وعدد من مناطق السدود.
مؤشرات خطيرة ولكنها بداية للأسوأ
مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، اعتبر أن “ما التقطه تقرير المركز الأممي يبين أن المغرب صار يتجه إلى أوضاع مناخية أكثر خطورة وأكثر جدية تستدعي التعامل معها بحزم لكي نتفادى الكوارث الناجمة عنها مستقبلا”، موردا أن “ظاهرة إل نينيو وارتفاع درجة حرارة مياه البحر السطحية منذ ماي وأبريل، كانتا إنذارا صادقا لما عشناه خلال شهري يوليوز وغشت من ارتفاع قياسي في درجة الحرارة”، فالعالم والمغرب يعانيان من تداعيات الاختلال البيئي الذي يعيشه كوكب الأرض جراء تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل خلق تشاؤما لدى العديد من الخبراء المناخيين بأننا لن نستطيع أن ننقذ الكوكب أمام تعنت الدول الصناعية الكبرى.
وحذر الخبير البيئي من أن “درجة الحرارة التي سجلتها مدينة أكادير ومدن مغربية أخرى خلال هذا الصيف، هي مجرد بداية فقط لما سنعيشه في السنوات المقبلة، إذ إن الأنشطة التقليدية للإنسان مادامت مستمرة، فالوضع سيستمر”، مضيفا أن “المناطق الإفريقية والآسيوية ستكون أكثر تأثرا، لأنّ ظروف التكيف والتأقلم مع التغيرات المناخية الحادة والمتطرفة مازالت تواجه صعوبة حقيقية بهذه المناطق، وخصوصا في ظل صعوبة إيجاد صيغ للتعامل السليم معها”.
اضطراب في الفصول ومرحلة الغليان
من جهته، علق مصطفى العيسات، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، بأن “هذه الارتفاعات القياسية في درجات الحرارة ستجعل المغرب والعالم يعيشان في السنوات المقبلة اضطرابا في فصول السنة”، مسجلا أن “جميع المؤشرات اليوم تفيد بأن المغرب دخل مرحلة الغليان التي ترفع حظوظه العاثرة لكي يستفيد من تداعيات كارثية تهدد العديد من الثروات التي ترتبط بشكل حيوي بتغير المناخ، مثل الماء”.
وأكد العيسات، ضمن تصريح لهسبريس، أن “المغرب يفقد العديد من ملايين الأمتار المكعبة بسبب التبخر الناجم عن درجة الحرارة”، لافتا إلى أن “العالم يتجه نحو منعطفات أكثر خطورة تستدعي أن يلتحم المنتظم الدولي لكي يتخذ القرارات السليمة التي تمكن البلدان الإفريقية، الأقل مساهمة في التغيرات المناخية ولكن الأكثر تضررا منها، من النجاة”، وزاد أن “الضريبة المناخية التي سندفعها عالية التكلفة”.
وأوضح الخبير في المناخ والتنمية المستدامة أن “ارتفاع درجة الحرارة في السنوات المقبلة سيساهم في تدهور أنماط البنية التحتية، وستكون له تداعيات كارثية على صحة الإنسان واستقراره، لكونه سيصبح مهددا بهجرة بيئية يبدو أن منسوبها صار يرتفع”، خاتما بأن “الوقت قد حان ليراجع الإنسان سلوكه المتهور تجاه البيئة، وأن يفكر في المنظومة المناخية كخيار استراتيجي سيحمي الكوكب من دمار حقيقي يحدق به باستمرار ولا يترك فرصا كثيرة للنجاة”.
ليست الزراعة فقط .. الدواجن تهلك
وفي أحدث ضحايا تلك الظاهرة، هو تسبب الحرارة المفرطة في نفوق نسبة من الدواجن بعدد من المزارع الداجنة خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك بعد أن سجل المغرب درجات حرارة قياسية أثرت بالسلب على الإنتاج الفلاحي، وأوضح مصدر مهني بحسب ما نشرته صحيفة هسبريس المغربية أن موجة الحرارة غير المسبوقة أدت إلى نفوق الكثير من الدواجن، وهو ما أسهم في ارتفاع الأسعار من جديد بعد الاستقرار الذي شهدته أثمان الدجاج بعد عيد الأضحى، وقد تسببت الحرارة المفرطة في خسائر فادحة للمهنيين بفعل تراجع إنتاج الدواجن، بالنظر إلى أن عملية الإنتاج تتطلب توفير ظروف خاصة في الضيعات الفلاحية، الأمر الذي لم يتحقق مع درجات الحرارة القياسية.
وارتفعت أسعار الدجاج بمختلف الأسواق الوطنية، وهو ما تسبب في استياء المستهلكين المغاربة الذين دعوا إلى مراعاة القدرة الشرائية الضعيفة للفئات الهشة، إذ تراوح سعر الكيلوجرام الواحد بين 21 و25 درهماً، وهنا مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، يقول إن الإنتاجية انخفضت منذ أسبوع تقريبا نتيجة الحرارة المسجلة بجميع الحواضر والبوادي، مؤكداً أنها تقلصت بـ25 بالمائة، وأضاف المنتصر، أن انخفاض الإنتاجية أدى مباشرة إلى ارتفاع الأسعار من جديد في الأسواق، وهو ما يفسّر تصاعد أثمان الدجاج في الأسبوع الأخير”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: درجات الحرارة درجة الحرارة وهو ما
إقرأ أيضاً:
تقلبات جوية مفاجئة في حالة الطقس الأحد المقبل
انخفاض درجات الحرارة.. تتوقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن تشهد البلاد خلال الأيام المقبلة تغيرًا مفاجئًا وتقلبات في حالة الطقس، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ على معظم أنحاء البلاد، ليكون الطقس مائلًا للبرودة خلال النهار على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية، وشمال الصعيد، مائلًا للحرارة على جنوب سيناء وجنوب الصعيد، باردًا ليلًا على كافة الأنحاء، في الوقت التى تشهد فيه بعض المناطق عددًا من الظواهر الجوية من أمطار متفاوة الشدة، ونشاطًا للرياح تعمل على زيادة برودة الطقس.
المجر تستعد لنشر نظام دفاع جوي بالقرب من الحدود مع أوكرانياتغيرات مفاجئ في حالة الطقس
وقالت الأرصاد، إنّه من المتوقع أن تنخفض الحرارة بقيم تتراوح بين 3 إلى 4 درجات مئوية بداية من يوم الأحد المقبل الموافق 24 نوفمبر، على أغلب أنحاء البلاد، يصاحب ذلك نشاط لحركة الرياح ما يؤدي إلى زيادة الإحساس ببرودة الطقس، مع وجود فرص لسقوط أمطار متفاوتة الشدة على مناطق متفرقة من شمال البلاد.
انخفاض درجات الحرارة 13 درجة
وتشهد درجات الحرارة انخفاضًا ملحوظًا لتكون العظمى على القاهرة الكبرى 23 درجة والصغرى 15 درجة مئوية، في حين تنخفض العظمى على السواحل الشمالية إلى 20 درجة والصغرى إلى 15 درجة وتصل على شمال الصعيد إلى 13 درجة مئوية، وإليك تفاصيل درجات الحرارة على القاهرة والأقاليم يوم الأحد 24 نوفمبر:
القاهرة الكبرى: العظمى 23 درجة والصغرى 15 درجة مئوية.
الوجه البحري: العظمى 22 درجة والصغرى 15 درجة مئوية.
السواحل الشمالية الغربية: العظمى 20 درجة والصغرى 15 درجة مئوية.
السواحل الشمالية الشرقية: العظمى 22 درجة والصغرى 16 درجة مئوية.
جنوب سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر: العظمى 26 درجة والصغرى 17 درجة مئوية.
شمال الصعيد: العظمى 24 درجة والصغرى 13 درجة مئوية.
جنوب الصعيد: العظمى 29 درجة والصغرى 16 درجة مئوية.