لا يزال هناك تضارب بشأن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، فبينما قالت الولايات المتحدة الأمريكية إن الجيش الأوكراني حقق تقدمًا ملحوظًا، تعلن موسكو أن كييف فشلت في الهجوم.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا "يمضي قدمًا" بعد أن أحرزت كييف بعض التقدم في حملتها لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

وأضاف: “القوات الأوكرانية تتقدم للأمام. على الرغم من كل شيء وبغض النظر عما يقوله أي شخص، فإننا نتقدم، وهذا هو الشيء الأكثر أهمية”، لافتًا "“نحن نتحرك”.

ومن غير الواضح ما إذا كان زيلينسكي يشير إلى مسؤول أو تعليق محدد، ولكن يبدو أنه يحاول الحديث عكس السرد القائل بأن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف قد حقق حتى الآن نتائج أقل من المتوقع. 

ونشرت بعض وسائل الإعلام تقاريرًا نقلت عن مسؤولين غربيين قولهم إن أوكرانيا نشرت قواتها بشكل ضئيل للغاية.

وبعد الكثير من الترقب، بدأ الهجوم المضاد رسميًا في منتصف يونيو. ومع ذلك، فقد تم تحقيق المكاسب بصعوبة، ولم يتم الاستيلاء على البلدات الكبرى حيث واجهت قوات كييف خطوطًا روسية محمية جيدًا.

وحسب “سي إن إن” الأمريكية، فعلى الرغم من استمرار التقدم البطيء، قالت كييف في منتصف يوليو الماضي إنها لا تشعر بأي ضغط لتحقيق نتائج سريعة.

وبحلول نهاية الشهر، كانت أوكرانيا قد أرسلت المزيد من القوات إلى جنوب شرق البلاد، في إشارة إلى أنها حددت نقاط الضعف المحتملة في الخطوط الدفاعية الروسية.

ويبدو أن هذا القرار يحقق بعض النتائج. وفي الأيام الأخيرة، حقق الجيش الأوكراني انتصارات في منطقة زابوريجيا بجنوب شرق البلاد، حيث اخترق هذا الأسبوع "الخط الأول" للدفاعات الروسية.

وقال الجيش الأوكراني يوم السبت إنه يعزز مواقعه هناك ويطلق نيرانًا بالقرب من قرية روبوتاين ذات الموقع الاستراتيجي في زابوريجيا والتي سيطرت عليها القوات الأوكرانية الأسبوع الماضي.

ويعد هذا التقدم علامة على أن كييف تقترب من شبكة موسكو المترامية الأطراف من الخنادق المحصنة على طول الجبهة الجنوبية.

وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، الجمعة، إن القوات الأوكرانية حققت "تقدما ملحوظا" في الأيام الثلاثة الماضية، وحققت "بعض النجاح ضد الخط الثاني من الدفاعات الروسية".

ومن شأن تحقيق المزيد من المكاسب هناك أن يساعد أوكرانيا على كسر "الجسر البري" الذي يربط البر الرئيسي لروسيا بشبه جزيرة القرم، والذي ضمه الكرملين من كييف في عام 2014 في انتهاك للقانون الدولي.

لكن وزارة الدفاع الروسية قالت يوم السبت إنها صدت أربع هجمات أوكرانية في المنطقة المحيطة بروبوتاين ومستوطنة فيربوف القريبة.

وتعكس تصريحات زيلينسكي وكيربي ما قاله وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن شركاء أوكرانيا، بما في ذلك الولايات المتحدة، "يفهمون أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح" ولا يوجد "تباطؤ" في التقدم.

وأضاف كوليبا أن أولئك الذين ينتقدون وتيرة الهجوم المضاد يجب أن يعطوا اهتمامًا أكبر للجنود الذين يقودونه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهجوم المضاد أوكرانيا استعادة الأراضي الجيش الأوكراني الولايات المتحدة الامريكية الهجوم المضاد

إقرأ أيضاً:

من الجمود إلى القصف.. كيف تعيد روسيا صياغة استراتيجيتها في أوكرانيا؟

بعد أسابيع من تعثر الهجوم البري الروسي في أوكرانيا، عادت موسكو لتكثيف قصفها الجوي والصاروخي، مستهدفة البنية التحتية والمدن الأوكرانية. هذا التحول يثير تساؤلات حول ما إذا كان تصعيداً تكتيكياً لتعويض الجمود العسكري، أم مؤشراً على تغيير في الاستراتيجية الروسية باتجاه حرب استنزاف طويلة الأمد.

وقال ستافروس أتلاماز أوغلو، الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إنه خلال الأسبوع الماضي، شن الجيش الروسي أكبر هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أوكرانيا في عام 2025. حيث أطلقت القوات الروسية وابلاً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة الانتحارية، مستهدفة مواقع في أوكرانيا.

Even though the Russian forces lack the necessary sophistication to be considered a true near-peer adversary for the U.S. military and NATO, their “antiquated” attritional strategy gets the work done. https://t.co/EnWk05bl7W

— National Interest (@TheNatlInterest) March 14, 2025

وجاء هذا الهجوم غير المبرر في وقت تمتلك فيه روسيا اليد العليا في الحرب، سواء عسكرياً أو دبلوماسياً.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، استعادة السيطرة على سودجا، أكبر مدينة في مقاطعة كورسك التي اجتاحتها القوات الأوكرانية، منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته عبر الحدود في أغسطس (آب) 2024.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تقترب فيه القوات الروسية، من طرد القوات الأوكرانية من آخر معاقلها في منطقة كورسك.

وزار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقر القيادة العسكرية في المنطقة، أول أمس الأربعاء، حيث تحدث إلى القادة العسكريين. ووفقا لتقييم استخباراتي حديث لوزارة الدفاع البريطانية، فقد "أطلقت روسيا ما يصل إلى 35 صاروخ كروز جوي من طراز (إيه إس - 23 إيه كودياك)، بالإضافة إلى صواريخ كروز تطلق من سفن أسطول البحر الأسود، وصواريخ باليستية قصيرة المدى، وأكثر من 100 طائرة مسيرة هجومية انتحارية، مما يزيد من تعقيد جهود الدفاع الجوي الأوكراني ويعمل على إنهاكه".

ويستخدم الجيش الروسي مجموعة متنوعة من المنصات لدعم عمليات القصف بعيد المدى ضد أوكرانيا، بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية والمقاتلات والغواصات.

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية: "تواصل روسيا استهداف مجموعة من المواقع، بما في ذلك قطاع الطاقة الأوكراني، وخصوصاً البنية التحتية للغاز، في محاولة لاستغلال فصل الشتاء لإحباط معنويات السكان المدنيين وإضعاف الاقتصاد الأوكراني".

ويقول أتلاماز إنه "على مدار أكثر من 3 سنوات من القتال، جعلت روسيا من الضربات بعيدة المدى سلاحاً رئيسياً في حربها، حيث أطلقت آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على المدن الأوكرانية والمرافق الحيوية وقطاع الطاقة".

وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن "صاروخ كودياك لا يزال العنصر الأساسي في الهجمات الروسية واسعة النطاق، حيث سمحت سلسلة من الضربات الأقل كثافة هذا العام لروسيا، بأن تقوم ببطء بإعادة ملء مخزونها من الأسلحة الدقيقة المتطورة".

ومنذ فترة، كانت موسكو تحتفظ بالضربات بعيدة المدى ضد جارتها كإجراء انتقامي من نجاحات أوكرانيا، مثل إغراق السفن الحربية الروسية، وتدمير أهداف عسكرية مهمة، وتنفيذ عمليات تخريبية. ومع ذلك، قد يكون شن أكبر هجوم صاروخي ومسير منذ فترة طويلة في هذا التوقيت له تأثير عكسي بالنسبة لروسيا.

فالطرفان كانا قد التقيا مؤخراً في السعودية، لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع، ويبدو أن هذا الهجوم الأخير، الذي جاء دون أي استفزاز من أوكرانيا، قد يكلف موسكو أي مكاسب دبلوماسية حققتها مؤخراً، خاصة مع إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

ويرى أتلاماز أن هذا لا يعني أن كييف عاجزة عن التصدي للهجمات الروسية الأخيرة. فقد استلم سلاح الجو الأوكراني مؤخراً الدفعة الأولى من مقاتلات "داسو ميراج" الفرنسية، والتي أثبتت فعاليتها بالفعل في ساحة المعركة.

وخلال الهجوم الروسي الأخير بالصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، تمكنت مقاتلات "داسو ميراج 2000 - 5 إف" الأوكرانية من إسقاط عدة صواريخ كروز روسية من طراز "كي إتش - 101".

واللافت أيضاً هو سرعة تنفيذ عملية النقل. فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن تزويد أوكرانيا بعدة مقاتلات "داسو ميراج 2000" قبل نحو عام فقط. وخلال أقل من عام، خضع الطيارون والفنيون الأوكرانيون لتدريب على نوع جديد تماماً من الطائرات، وتسلموا المقاتلات، وبدأوا فوراً في إسقاط الأنظمة المعادية.

ويختم أتلاماز تقريره بالقول إنه "عادة ما تستغرق هذه العملية سنوات، لكن متطلبات الحرب واسعة النطاق، أظهرت أنه يمكن تحقيق الكفاءة عندما تكون هناك حاجة ماسة لذلك".

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تقصف منشآت طاقة تدعم المجمع الصناعي العسكري الأوكراني
  • بريطانيا: سنجعل روسيا تدفع ثمن هجومها على أوكرانيا
  • ترامب يطلبالرحمة لجنود أوكرانيا وبوتين يشترط استسلام كييف
  • ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي للغاية
  • الجيش الأوكراني يختنق.. وترامب يحذر للمرة الأولى من مجزرة مروعة لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية.. ماذا يحدث؟
  • بوتين يدعو الجيش الأوكراني للاستسلام في منطقة كورسك الروسية
  • من الجمود إلى القصف.. كيف تعيد روسيا صياغة استراتيجيتها في أوكرانيا؟
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف أبدت مرونة تجاه المبادرة الأمريكية للهدنة
  • «حكماء المسلمين» يُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارًا جنوب غرب باكستان
  • الخارجية الروسية: مستعدون لمحادثات مع واشنطن حول مبادرة السلام مع كييف