مكتبة الملك عبد العزيز العامة تحصر العملات التاريخية الإسلامية كذاكرة مادية وبصرية انطلقت في القرن الأول الهجري
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
تعد المسكوكات الإسلامية من أهم مصادر التاريخ الإسلامي، حيث تتضمن معلومات تعبر عن الأحداث الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية التي شهدتها الدولة الإسلامية وقت إصدارها، كما أن دراسة المسكوكات الإسلامية من أهم الدراسات التاريخية والحضارية.، ذلك لما تقدمه من ثراء معرفي يرتبط بمختلف مجالات الحياة، كما يرتبط بالبلاد والأماكن التي تم فيها سك العملات في مختلف البلاد العربية والإسلامية من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى أماكن الخلافة الإسلامية خاصة في دمشق وبغداد والقاهرة وتونس والأندلس، وكذلك في مختلف البلاد الإسلامية.
ولهذه الأهمية الكبيرة للمسكوكات تقام المعارض الخاصة بها، كما لا يخلو متحف عربي أو إسلامي أو عالمي من وجود أقسام خاصة بالمسكوكات والعملات التاريخية، كما أن بعض الجامعات العربية والأوروبية تقوم بتدريس مناهج خاصة بالمسكوكات الإسلامية كما في الجامعات الألمانية والبريطانية والفرنسية.
وقد بدأ سك الدنانير في البداية على طراز العملات البرونزية البيزنطية التي كانت تمثل هرقل حاكم الروم وولديه، وكانت تضرب بدار السك في مدينة الإسكندرية، وقد بدأت تتطور العملة الإسلامية في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ( تولى الخلافة ما بين 65-86هـ / 685-705م) بداية من العام 72 هـ.
أول دينار عربي إسلامي:
وتبلغ المسكوكات والعملات في مكتبة الملك عبد العزيز العامة أكثر من (8100) قطعة نقدية من الذهب والفضة والمعادن الأخرى، والتي تغطي جميع الفترات الإسلامية لتصل التغطية الزمنية إلى أربعة عشر قرنا أو أكثر منذ عهود الإسلام المبكرة إلى الوقت الحاضر، فضلا على التغطية الجغرافية الكبيرة لتشمل: الهند، وأواسط آسيا شرقا، إلى المغرب والأندلس غربا، ومن بلاد القوقاز شمالا إلى اليمن وعمان جنوبا.
وقد عدّ بعض المتخصصين هذه المقتنيات من أهم المجموعات المحفوظة في المملكة العربية السعودية وأكثرها تميزا، حيث تقتني المكتبة عملات نادرة من النقود العربية والإسلامية يعود تاريخها إلى العصور الأموية والعباسية والأندلسية والفاطمية والأيوبية والأتابكية والسلجوقية والمملوكية، ومن دول المشرق الإسلامي ودول المغرب العربي وحتى العصر العثماني.
وتقتني مكتبة الملك عبد العزيز العامة أول دينار عربي إسلامي تم سكه في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في العام 72 هجرية، ( 692م)، وتتفرد هذه العملة النادرة بأنها أول ما ضرب من عملات عربية إسلامية بعد أن كانت النقود المتداولة في صدر الإسلام يتم ضربها في غير البلاد الإسلامية.
وهي أول عملة عربية وإسلامية يكتب عليها شهادة التوحيد، حيث تضمن وجه الدينار:" عمود قائم على أربع مدرجات ينتهي في أعلاه بكرة صغيرة إلى اليمين واليسار نقشت كتابة يونانية ( إيوتا بيتا) وتدل على الرقم (12) وفي الهامش: بسم الله لا إله إلا الله وحده محمد رسول الله) وفي ظهر الدينار " صورة ثلاثة أشخاص ترمز إلى الامبراطور البيزنطي وولديه يرتدون ملابس عربية، تختلف عن الملابس البيزنطية التي تظهر على الدينار البيزنطي" ويبلغ وزن الدينار (3.1 جم) وقطره ( 18.3 مم)
وتتسم معظم أنواع النقود الإسلامية التي تقتنيها المكتبة بالندرة العالمية، ولا يوجد لها مثيل حتى الآن، ومن بين هذه القطع: الدرهم العربي الساساني المضروب في دمشق سنة 75هـ، ودرهم عباسي جرى سكه في مدينة البصرة سنة 140هـ في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور ويتميز هذا الدرهم عن سواه من دراهم الخليفة المنصور بصفة عامة والدراهم العباسية المضروبة في مدينة البصرة بوجود كلمة (عبد) أسفل كتابات مركز الوجه وهي كلمة لم يسبق أن ظهرت على دراهم هذا الخليفة من قبل.
ويعد هذا الدرهم إضافة مهمة لمجموعة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وتتضمن المجموعات أيضا: الدينار الطولوني المضروب في فلسطين سنة 292هـ، ودينار مكة سنة 451هـ، ودينار عَثَّر المضروب سنة 338هـ، والدينار البويهي المضروب في كرسي الديلم سنة 587هـ، إضافة إلى بعض النقود التي تعبر عن الحضارات التي عاشت في الجزيرة العربية والتي كانت تضرب في مدن سك النقود في الجزيرة العربية في مكة المكرمة والمدينة المنورة واليمامة وبيشة وغيرها من المدن.
هذه المقتنيات من المسكوكات العربية والإسلامية تأتي في إطار استراتيجية المكتبة الثقافية والمعرفية للحفاظ على التراثين العربي والإسلامي، في كل مجالاته كتبا، ووثائق، وصورا، ونوادر، ومسكوكات، من أجل توفير مادة تاريخية متنوعة للباحثين والدارسين، وبيان ما يحتويه تراثنا من فلذات قيمة.
وتقوم مكتبة الملك عبد العزيز العامة بحصر العملات النادرة والتاريخية والإسلامية والسعودية وغيرها، وفهرستها وتصنيفها بالطرق العلمية المتبعة في تصنيف المجموعات العالمية، وإعداد قاعدة بيانات خاصة بها، تشتمل على جميع البيانات الأساسية لكل قطعة على حدة، وإدخالها في نظام آلي خاص بها، بحيث تكون متاحة للباحثين والمختصين من رواد المكتبة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة ومحافظ القاهرة يفتتحان مكتبة «اقرأ نون السحار» بمدينة نصر
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، مكتبة «اقرأ نون السحار» بمدينة نصر، وذلك كبداية للتوسع في إنشاء المكتبات، في إطار جهود وزارة الثقافة المصرية لدعم المبادرات الثقافية والتعليمية التي تساهم في نشر المعرفة، وتعزيز الثقافة العامة، والتوسع في إتاحة المكتبات لتقديم الخدمات المعرفية للجمهور.
وقال «هنو»: «إن افتتاح مكتبة "اقرأ نون السحار" بمدينة نصر، يمثل خطوة مهمة نحو تفعيل توجيهات القيادة السياسية الرامية لتعزيز البنية الثقافية والتعليمية في مصر، وذلك ضمن رؤية الدولة لتأصيل الثقافة وتنمية المجتمع بما يخدم أهداف الوطن التنموية، فهذه المكتبة تُعد إضافة نوعية لمكتبات مصر العامة، حيث تقدم بيئة محفزة على القراءة والمعرفة، وتوفر فرصًا واسعة لجميع أفراد المجتمع للوصول إلى روافد الثقافة والعلوم».
وأشار إلى أن وزارة الثقافة تأخذ على عاتقها إتاحة مثل هذه المساحات الثقافية لجميع فئات المجتمع كفرصة حيوية للوصول إلى المعرفة والموارد التعليمية بشكل مجاني، مما يعكس التزام الدولة بتطوير القطاع الثقافي في مصر وتنميته بما يتماشى مع متطلبات العصر.
وزير الثقافة: نحرص على التعاون مع جميع الجهاتوأكد وزير الثقافة، أن الوزارة، تحرص على فتح آفاق التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات المعنية بالدور الثقافي، لتحقيق التكامل بين الثقافة وغيرها من المجالات كوسيلة لتمكين الفئات المجتمعية المستهدفة، وتطوير قدرات الأفراد، بما يحقق رفع الوعي الثقافي، وكذلك تعزيز أهمية القراءة كجزء من الثقافة المصرية اليومية.
محافظ القاهرة: المكتبة مركز للابتكار الثقافيوأكد الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، أن «هذه المكتبة التي أقامتها الدولة تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بنشر المكتبات العامة في الأحياء كافة، إيمانًا منه بأهمية الدور الذي تقوم به المكتبة في نشر الوعي، وتعميق المعرفة والعلم، وكذلك لتشجيع النشء على القراءة والبحث ورفع المستوى الثقافي».
وأشار محافظ القاهرة إلى أن المكتبة تقدم مواد تعليمية متميزة وخدمات ثقافية موجهة لجميع الفئات العمرية والمجتمعية في المنطقة، بهدف نشر الثقافة والمعرفة، بما يعزز الثقافة العامة ويشجع على التعلم المستمر، ويجعل المكتبة مركزًا للابتكار الفكري والثقافي.
وأوضح محافظ القاهرة أن هذه المكتبة تمثل نموذجًا للتكامل والشراكة البناءة في الإدارة بين الأجهزة التنفيذية، ومؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات الأهلية من أجل رفع جودة الحياة المقدمة للمواطنين.
وأضاف محافظ القاهرة أنه تم اختيار مكان أول مكتبة تقام بالقرب من منطقة الهجانة التي تقوم الدولة بتطويرها لخدمة المواطنين فيها، وكذلك لخدمة المناطق المحيطة بها، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة الثقافة على زيارات دورية لطلبة المدارس للمكتبة وفق جدول زمني لاستفادة أكبر عدد من الطلاب.
ويأتي هذا الافتتاح بعد جهود حثيثة تضمنت إجراء التجهيزات الفنية المتطورة لمكتبة "اقرأ نون السحار"، والتي تمت تحت إشراف مكتبة مصر العامة الرئيسة بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي. حيث تم تجهيز المكتبة على أعلى مستوى فني، بالتعاون مع مؤسسة "مكسيم الخيرية" التابعة لمجموعة مكسيم الاستثمارية، ومن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، التي تحرص على إمداد المكتبة بالإصدارات والسلاسل المعرفية المتعددة. كما قامت مكتبة مصر العامة بتجهيز المكتبة عبر فهرسة وتصنيف الكتب بها، إلى جانب توفير مكتبة متنقلة تابعة لها لإجراء الأنشطة الثقافية بجوار المكتبة لخدمة طلاب المدارس وأهالي المنطقة.
وتقع المكتبة على محور شينزو أبي بمدينة نصر، وتبلغ مساحتها الكلية 625 مترًا مربعًا، منها 105 مترًا مربعًا مخصصة للقراءة للكبار، و16 مترًا مربعًا مخصصة للأطفال، كما تضم المكتبة مساحة خارجية تصل إلى 300 متر مربع، وتخصص كحديقة مفتوحة، وتحتوي على 6000 كتاب في مجالات المعرفة كافة.