الجزيرة:
2025-04-27@23:40:14 GMT

الهند تواجه خطر استنزاف المياه الجوفية

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

الهند تواجه خطر استنزاف المياه الجوفية

توصلت دراسة جديدة أجراها فريق دولي بقيادة جامعة ميشيغان إلى أن المزارعين في الهند تكيفوا مع درجات الحرارة المرتفعة من خلال تكثيف سحب المياه الجوفية المستخدمة في الري. وإذا استمر هذا الاتجاه، فإن معدل فقدان المياه الجوفية قد يتضاعف 3 مرات بحلول عام 2080، مما يهدد الأمن الغذائي والمائي في الهند.

ووفق بيان صحفي نشر على موقع "فيز دوت أورغ" أمس الجمعة فإن انخفاض توفر المياه في الهند بسبب استنزاف المياه الجوفية وتغير المناخ، ويمكن أن يهدد سبل عيش أكثر من ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 1.

4 مليار نسمة.

ارتفاع درجات الحرارة مع انخفاض الأمطار الشتوية لا يعوضه إعادة تغذية المياه الجوفية بالأمطار الموسمية (شترستوك) أكبر مستهلك للمياه الجوفية

تقول كبيرة الباحثين في الدراسة مها جاين، الأستاذة المساعدة في كلية البيئة والاستدامة بالجامعة "وجدنا أن المزارعين يزيدون بالفعل من استخدام الري استجابة لارتفاع درجات الحرارة، وهي إستراتيجية تكيف لم يتم أخذها في الاعتبار في التوقعات السابقة لنضوب المياه الجوفية في الهند، وهذا أمر مثير للقلق، بالنظر إلى أن الهند هي أكبر مستهلك للمياه الجوفية في العالم ومورد بالغ الأهمية للإمدادات الغذائية الإقليمية والعالمية".

وحللت الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس أدفانسز" البيانات التاريخية عن مستويات المياه الجوفية والمناخ والإجهاد المائي للمحاصيل للبحث عن التغيرات الأخيرة في معدلات السحب بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وقد استخدم الباحثون أيضا توقعات درجة الحرارة وهطول الأمطار من 10 نماذج مناخية لتقدير المعدلات المستقبلية لفقد المياه الجوفية في جميع أنحاء الهند.

وكانت الدراسات السابقة قد ركزت على التأثيرات الفردية لتغير المناخ واستنزاف المياه الجوفية على إنتاج المحاصيل في الهند. ولم تأخذ هذه الدراسات في الاعتبار عملية صنع القرار لدى المزارعين، بما في ذلك كيفية تكيف المزارعين مع تغير المناخ من خلال التغييرات في قرارات الري.

زيادة الطلب على المياه الجوفية

تأخذ الدراسة الجديدة في الاعتبار حقيقة أن درجات الحرارة الأكثر دفئا قد تزيد من الطلب على المياه من المحاصيل المجهدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة الري من قبل المزارعين.

وقال بهاتاراي الباحث السابق في مرحلة ما بعد الدكتوراه في مختبر جاين "باستخدام تقديراتنا النموذجية، نتوقع أنه في ظل سيناريو العمل كالمعتاد، فإن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى مضاعفة معدلات استنزاف المياه الجوفية في المستقبل وتوسيع النقاط الساخنة لاستنزاف المياه الجوفية لتشمل جنوب ووسط الهند، وبدون سياسات وتدخلات للحفاظ على المياه الجوفية، نجد أن ارتفاع درجات الحرارة من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم مشكلة استنزاف المياه الجوفية الموجودة بالفعل في الهند، مما يزيد من تحدي الأمن الغذائي والمائي في الهند في مواجهة تغير المناخ".

ووجدت دراسات سابقة أن تغير المناخ قد يؤدي إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل الهندية الأساسية بنسبة تصل إلى 20% بحلول منتصف القرن. وفي الوقت نفسه، يتم استنزاف المياه الجوفية في البلاد بمعدل ينذر بالخطر، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى سحب المياه لأغراض الري.

درجات الحرارة الأكثر دفئا قد تزيد من الطلب على المياه من المحاصيل المجهدة (رويترز) تطوير مجموعة بيانات

بالنسبة للدراسة المنشورة حديثا، طور الباحثون مجموعة بيانات تحتوي على أعماق المياه الجوفية من آلاف الآبار في جميع أنحاء الهند، وعمليات رصد عالية الدقة عبر الأقمار الصناعية تقيس الإجهاد المائي للمحاصيل، وسجلات درجات الحرارة وهطول الأمطار.

وقد وجد فريق البحث بقيادة جامعة ميشيغان أن ارتفاع درجات الحرارة إلى جانب انخفاض هطول الأمطار في فصل الشتاء لا يعوضه إعادة تغذية المياه الجوفية خلال أشهر زيادة هطول الأمطار الموسمية، مما يؤدي إلى تسارع انخفاض المياه الجوفية.

وعبر سيناريوهات تغير المناخ المختلفة، كانت تقديراتهم لانخفاض مستوى المياه الجوفية بين عامي 2041 و2080 أكثر من 3 أضعاف معدلات الاستنفاد المقدرة حاليا في المتوسط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة المیاه الجوفیة فی تغیر المناخ على المیاه یؤدی إلى فی الهند

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الشعوب الأصلية تواجه أزمة المناخ لكن دون دعم

كشف تقرير للأمم المتحدة أن الشعوب الأصلية التي لا تمثل سوى 6% من سكان العالم، تحمي 80% من التنوع البيولوجي المتبقي على كوكب الأرض. ورغم ذلك، لا تحصل إلا على أقل من 1% من التمويل الدولي المخصص لمواجهة تغير المناخ.

ووصف التقرير الوضع الحالي للعمل المناخي بأنه لا يفتقر فقط إلى الإلحاح، بل يعاني أيضا من نقص العدالة. فبينما تعتمد الحلول البيئية بشكل كبير على الأراضي والخبرات التقليدية للشعوب الأصلية، غالبا ما يتم استبعادهم من طاولات صنع القرار، بل وأحيانا يتعرضون للتشريد نتيجة تنفيذ مشاريع "خضراء" دون استشارتهم.

وأصدرت الأمم المتحدة التقرير بعنوان "حالة الشعوب الأصلية في العالم" الخميس الماضي ووصفت نتائجه بأنها "تكشف عن مفارقة صادمة".

تجاهل الشعوب الأصلية قد يؤدي إلى تكرار أنماط الاستغلال والإقصاء التي غذت الأزمات البيئية (شترستوك) حلول عريقة تُهمل

وأبرز التقرير أهمية ما تسمى بـ"أنظمة المعرفة الأصلية" التي تطورت عبر آلاف السنين، مشيرا إلى أن هذه المعارف لا ينبغي اعتبارها مجرد تقاليد أو فولكلور، بل أنظمة علمية وتقنية متكاملة.

ففي بيرو، على سبيل المثال، أعادت جماعة كيتشوا في أياكوتشو إحياء ممارسات بذر وحصاد المياه التقليدية للتكيف مع الجفاف وتراجع الأنهار الجليدية. وحاليا، تُنقل هذه التجربة إلى مزارعين في كوستاريكا لتعزيز التعاون المناخي عبر بلدان الجنوب.

وفي الصومال، لا تزال القوانين البيئية تُنقل شفهيا عبر الأجيال، من خلال أمثال وقصص تحظر قطع أنواع معينة من الأشجار أو الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية.

إعلان

كما أظهر التقرير كيف تُشفّر قبائل الكومكا في المكسيك معرفتها البيئية والبحرية داخل لغتها، إذ تحمل أسماء الأماكن معلومات دقيقة عن تجمعات السلاحف أو مواقع تكاثر الطيور، مما يجعلها ضرورية لبقاء المجتمع.

رغم هذا الثراء المعرفي، أشار التقرير إلى أن السياسات المناخية الدولية نادرا ما تستفيد فعليا من هذه الخبرات المحلية. بل في كثير من الأحيان، تُفرض مشاريع كبرى للطاقة المتجددة على أراضي الشعوب الأصلية دون أخذ موافقتهم، مما يؤدي إلى فقدان أراضيهم وسبل عيشهم.

أضرار "المشاريع الخضراء"

وذكر التقرير أنه بينما يُروّج للتحول نحو الطاقة المتجددة كخطوة نحو مستقبل مستدام، فإن هذا التحول قد يهدد الشعوب الأصلية إذا تم دون إشراكهم.

فمن أفريقيا إلى الأميركيتين، أدى الطلب المتزايد على معادن مثل الليثيوم والكوبالت، المستخدمة في تقنيات الطاقة النظيفة، إلى مشاريع استخراجية كبرى غالبا ما تفتقر إلى موافقة المجتمعات المحلية. وفي بعض الحالات، أدت خطط تعويض الكربون إلى استبعاد السكان الأصليين من إدارة أراضيهم أو جني الفوائد الاقتصادية.

وحذر التقرير من أن استمرار تجاهل هذه المجتمعات قد يؤدي إلى تكرار أنماط الاستغلال والإقصاء التي غذت الأزمات البيئية في الأصل.

الأمم المتحدة طالبت بتمكين الشعوب الأصلية لإدارة وحماية مواردها الطبيعية (شترستوك) دعوة إلى التصحيح

وشدد التقرير على ضرورة تحول جذري في السياسات المناخية العالمية، ليس فقط عبر زيادة التمويل الموجه إلى الشعوب الأصلية، بل من خلال تمكينهم من التحكم الكامل في كيفية إدارة هذا التمويل وتنفيذه.

كما أبرز التقرير أهمية البعد الصحي لتغير المناخ. فارتفاع درجات الحرارة، وتغير مواسم الهجرة الحيوانية، وزيادة الكوارث الطبيعية تؤثر بشكل خاص على صحة النساء والشباب في مجتمعات السكان الأصليين، ما يزيد من هشاشة أمنهم الغذائي والاقتصادي.

إعلان

ويختتم التقرير بتحذير واضح "ما لم يتم إشراك الشعوب الأصلية بوصفهم قادة حقيقيين في العمل المناخي، فإن الجهود الدولية ستظل مهددة بتكرار الأخطاء نفسها التي قادت العالم إلى أزماته الحالية".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد تعلن حالة الطقس غدا الإثنين 28 أبريل
  • اقليم كوردستان يقرع ناقوس الخطر جراء انخفاض مستوى المياه الجوفية والسطحية
  • الأمم المتحدة: الشعوب الأصلية تواجه أزمة المناخ لكن دون دعم
  • طقس فلسطين اليوم يشهد ارتفاعا على درجات الحرارة
  • عودة الأمطار.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس خلال الأيام القادمة
  • مهتمون بالزراعة لـ"الرؤية": ارتفاع درجات الحرارة يهدد المحاصيل ويفاقم ندرة مصادر المياه
  • المياه الجوفية.. طوق النجاة المهدد في معركة العراق ضد الجفاف
  • هل يعيد العراق خطأ السعودية في استنزاف المياه الجوفية بالصحراء؟
  • عودة ارتفاع درجات الحرارة .. تحذيرات جديدة من الأرصاد
  • طقس فلسطين اليوم الجمعة: انخفاض على درجات الحرارة