الوطن يتساءل عن حال أبنائه!
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
جلستُ على صخرة بحرية نحتتها عوامل البيئة تشرف على شاطئ جميل ممتد الأفق مع سويعات الفجر، وخيوطه المشرقة، بألوانها الزاهرة، ومع صوت أمواج البحر، حدثني الوطن في تلك الجلسة الحالمة المُسترسلة بمشاعر المحبة متسائلًا عن حال أبنائه: أين أبنائي الشباب الفتية العاملين لأجلي؟ وأين سواعدهم الفتية؟ ولماذا تذهب ثرواتي وخيراتي إلى خارج الوطن بمليارات الريالات سنويًا؟ ولماذا الانتظار بين مسرَّح وباحثٍ عن عمل وفي ترابي الآلاف من العاملين الأجانب، وآلاف الفرص الواعدة؟!
قلت له: وطني.
جلست استمع للوطن وهمومه وهو يتنهد بشدة: أبنائي أبنائي بعضهم يُعاني بشدة من ظروف الحياة القاسية رغم تعلمهم وتفوقهم بانتظار وظيفة تحميهم من حاجة السؤال.
قلت له: وما الحل يا وطن الأحرار؟
قال لي وهو يسترسل في حديثه: الحل هو أن ثمار الشجرة أولى بها أهلها، وهذا فيصل الأمر كله؛ فأبنائي عباقرة عظام؛ منهم الطبيب والمهندس والمعلم والتاجر والمخترع والفني والعامل وغيرهم، ممن أُفاخر بهم، وقد تخرجوا في أفضل وأعرق الجامعات، وأثبتوا كفاءتهم في كل الميادين، وها هم اليوم ينتظرون بنائي بكل اقتدار وتفانٍ إذا أعطيت لهم الفرص، لكن هناك من يكبح جماح توظيفهم وتطويرهم وإعطائهم تلك الفرص.
التخطيط السليم وتعمين الوظائف والاستغناء عن الوافد في كثير من الوظائف التي يُتقنها أبنائي ووجود قوانين منظمة لدخول المستثمرين الأجانب لسوق العمل ودعم وتشجيع أصحاب المشاريع الصغيرة قبل الكبيرة، دعمًا صادقًا، والاعتماد على سواعد المواطنين سوف يُسهم في رخاء واستقرار هذا الوطن وتقدمه وسعادة أبنائه وعلو شأنه بإذن الله.
قلت للوطن: وماذا بعد؟
قال: عليكم بإنشاء المشاريع الصناعية الكبرى واستغلال الثروات الطبيعية التي حباني الله بها كوطن له إرث تاريخي ومكانة، وموقعي المميز، كل ذلك سوف يؤدي إلى استفادة أبنائي من كل تلك الثروات، من خلال التوظيف المباشر لهم أو إعطائهم فرصة لريادة الأعمال في كل القطاعات دون منافسة الأجنبي لهم، وذلك سوف يعزز من خلق فرص العمل والتحاق أبنائي بكل تلك الفرص وتراجع أعداد الباحثين عن عمل والمُسرَّحين، وأن يكون اقتصادي قويًا بثروتي ومواردي البشرية قبل المادية؛ فالأبناء هم عماد الوطن ومستقبله المشرق السعيد، إذا تم إعدادهم وتعليمهم الإعداد الجيد؛ فعُمان ولادة للمتميزين والمتعلمين والمتفوقين والقادرين على بنائها بإذن الله وبذل الغالي والنفيس من أجلي وأجل سعادتهم وعيشهم الكريم.
قلت: يا وطني وماذا تطمح أنت لأبنائك وشعبك؟
قال: أطمح أن أرى عُمان وطنًا شامخًا يخدمه أبناؤه ويسعون لبنائه ورقيه، وأن يختفي الفساد والمفسدون، وأن تُخفف الضرائب والرسوم وأن تخفف القيود والشروط الصعبة أمام كل راغب في إنشاء مشروع، وأن يرتفع دخل الفرد، وأن نعتمد على الأبناء ونثق فيهم في بنائي والخوف علي، فلن أجد سواهم في السراء والضراء؛ فهم سندي ومستقبلي وهم عمادي وقوامي وهم الحاضرون في كل وقت من أجلي والدفاع عن ترابي الغالي.
تنهدتُ قليلًا وقلت: أكرمك الله يا وطن وأكرم شعبك وأفرحك بأبنائك، فقريبًا بإذن الله ستُفرج الهموم وسترتفع هامات أبناء عُمان الصالحين عاليةً شامخةً أبيةً فليس للوطن سواهم، وسيبقون على العهد والوعد مرابطين من أجلك واستقرارك بإذن الله.
فتحتُ عيني لأرى ذلك الحلم الجميل أمام ناظري تتلألأ صوره الجميلة في سعادة سرت في نفسي وجوارحي من أجل الوطن ومواطنيه، وقلت عساه خيرًا وبشرى جميلة ستحملها الأيام القادمة، وتذكرت أبنائي الذين تخرجوا وهم ينتظرون توظيفهم بعد تخرجهم بتفوق، وفي تخصصات الهندسة، وجهدهم الذي بذلوه في سبيل التفوق والنجاح.
اليوم أنشد للوطن وأبنائه السعادة والنجاح والفلاح، وادعو الله العلي القدير التوفيق لجميع الأبناء في الحصول على وظائف أو بناء مشاريع ناجحة، تسهم في بناء عُمان؛ فليس للوطن سوى أبنائه، وليكن ملف التوظيف والمسرحين من أعمالهم، ملفًا على عاتق المسؤولين يسعون لحله وتفريج كرب الشباب والمهمومين من باحثين ومُسرَّحين؛ فكفانا سماعا لأصوات استغاثة المعوزين والمهمومين وكفانا جراحاً في رؤية أبناء الوطن عاطلين.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وفرّج هموم وكرب المهمومين، وجعلها الله واحة للأمان والخير بإذنه.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي للدعاة: حفظ العهد مع الله ثم الوطن أعظم ما ننتظره منكم
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة للدعاة قائلا “إن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة ، وسفراء سلام للعالم بأسره”.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن تخريج وتأهيل هذه الدفعة الجديدة من الأئمة، التي ضمت 550 إماما واستمرت لمدة 24 أسبوعاً، يأتي في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس لوزارة الأوقاف، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، بما فيها الأكاديمية العسكرية المصرية، لوضع برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى تعزيز قدرات الأئمة على مختلف المستويات، بما يسهم في الارتقاء بالخطاب الديني وتطوير آليات التواصل، خاصة لمكافحة ودحض الفكر المتطرف، فضلاً عن ترسيخ الوعي والمعرفة والإدراك لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.
رسالة الرئيس السيسي للمصريين: حسن الجوار وتربية الأبناء ومواكبة العصر دون المساس بالثوابت
الرئيس السيسي: الحفاظ على اللغة العربية واجب.. والدعاة حماة الحرية
الرئيس السيسي: رحيل بابا الفاتيكان خسارة للإنسانية.. قامة كبيرة رحلت
الرئيس السيسي: بناء الإنسان تحصين لجيلٍ قادم
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن فعاليات الحفل شملت عرضاً لفيلم وثائقي بعنوان "تقرير نجاح الدورة"، تلاه عرض للبحث الجماعي لدارسي دورة الأئمة حول موسوعية العالم والداعية واثر ذلك على اداء مهامه (الامام جلال الدين السيوطي نموذجا)، وإعلان نتيجة تخرج الدورة، كما أدى الخريجون قسم الولاء، وهو قسم مستحدث للخريجين من الأئمة والدعاة، لقنه للخريجين الدكتور أحمد نبوي عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، وذلك قبل أن تشهد الفعاليات فقرة شعرية ألقاها أحد الدارسين، أعقبها إنشاد ديني.
وألقى كلٌ من الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كلمات سلطت الضوء على أهمية التكامل والتعاون بين جهات الدولة المعنية لتنفيذ رؤية القيادة السياسية في إعداد جيل جديد من الأئمة، يجمع بين التعمق في علوم الدين وإتقان أدوات التواصل الحديثة، بما يعزز دورهم في نشر الفكر الوسطي وترسيخ القيم الوطنية.
تخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمةوقال الرئيس السيسي: نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي.