نشرت صحيفة فاينانشال تايمز، تقريرا عن جهود أوكرانيا الدبلوماسية بمساعدة فرنسا لكسب المزيد من الدول، التي تسمي بالجنوب العالمي، بعد أن خرجت روسيا أقوى من قمة البريكس التي عقدت الأسبوع الماضي.

خلال زيارة إلى باريس يوم الثلاثاء، أشاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بـ "الديناميكية الجديدة" في البحث عن حلفاء خارج الولايات المتحدة وأوروبا، والتي قال إنها تعتمد على التقدم المحرز خلال المحادثات التي عقدت في السعودية في أغسطس والدنمارك في يونيو.

 

قال وزير الخارجية الأوكراني، إن أوكرانيا تكتسب زخمًا من خلال السماح للدول باختيار جوانب خطة السلام المكونة من 10 نقاط التي طرحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي والتي ستكون مستعدة لدعمها. وقال: "هذه الطريقة المرنة تسمح لنا بتكوين تحالف أكبر"، مضيفا أنه "ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الاتصالات الدبلوماسية". 

 

أضاف وزير الخارجية الأوكراني: "سنستغل الدورة المقبلة للأمم المتحدة لتنظيم المزيد من الاتصالات مع دول في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية".

 

كان وزير الخارجية الأوكراني في باريس كضيف شرف في الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين الذي استضافه الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي سعى إلى لعب دور وساطة في مساعدة أوكرانيا على المسرح الدولي. ومن المقرر أن يجتمع كوليبا وماكرون مساء الثلاثاء.

 

تأتي الجهود الدبلوماسية في الوقت الذي كان فيه التقدم في الهجوم المضاد المرتقب لأوكرانيا بهدف إبعاد روسيا عن أراضيها بطيئًا بشكل مؤلم، مما خلق توترات بين كييف وحلفائها الغربيين بقيادة الولايات المتحدة.

 

كما شرعت روسيا في حملتها الخاصة لحشد الدعم الدولي، بما في ذلك في قمة دول البريكس التي عقدت في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي. واتفق أعضاء البريكس على عقد قمة العام المقبل في مدينة كازان الروسية، في دفعة للرئيس فلاديمير بوتين.

 

منذ حرب روسيا في فبراير من العام الماضي، كافحت كييف وحلفاؤها الغربيون لإقناع القوى العالمية الأخرى بإدانة الحرب الروسية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن بعض الدول الناشئة مثل الهند والبرازيل ترى أن الحرب صراع لا يعنيها.

 

ومع ذلك، تعتقد أوكرانيا أن تواصلها الدبلوماسي يكتسب أخيرًا زخمًا بعد أن اجتمعت عشرات الدول - بما في ذلك الصين - في المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة خطة زيلينسكي للسلام.

 

قال أوليكسي دانيلوف، رئيس مجلس الأمن الأوكراني، لصحيفة فايننشال تايمز: "مهمتنا هي أن نكون على علاقة جيدة مع أكبر عدد ممكن من الدول". نحن نبذل كل ما في وسعنا حتى لا يدعموا روسيا. 

 

حذر دانيلوف من أن الدول الأفريقية لها أهمية استراتيجية بالنسبة لبوتين تتجاوز اقتصاداتها ومواردها الطبيعية. وأضاف أن القارة هي أيضا مصدر لتدفقات اللاجئين المحتملة لزعزعة استقرار أوروبا. "يفكر بوتين في هذه العمليات، في خلق نوع من هجرة المجاعة".

 

قال أوليكسي هاران، أستاذ السياسة المقارنة في جامعة كييف موهيلا، إن التواصل الدبلوماسي الأوكراني مع الجنوب العالمي "أصبح أكثر نشاطًا وأكثر احترافية ويأخذ في الاعتبار خصوصية أكبر للدول التي كانت تحاول التواصل معها. وعينت وزارة الخارجية ممثلا خاصا لإفريقيا يتحدث العربية مكسيم سوبخ.

 

أشار هاران إلى أن ثلاث دول إفريقية فقط صوتت مع موسكو على قرار للأمم المتحدة يدين الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا العام الماضي، في حين حضر 17 رئيس دولة إفريقية فقط القمة الروسية الإفريقية في سان بطرسبرج في يوليو، بانخفاض عن 43 رئيسًا في قمة مماثلة في عام 2019.

 

سعى ماكرون إلى تغيير هذه الديناميكية من خلال الضغط على زعماء الصين والهند والبرازيل لإقناع النظام الدولي ذاته بأنه على المحك في الحرب في أوكرانيا.

 

في كلمة افتتاحية لمؤتمر السفراء الاثنين، شدد ماكرون على ضرورة "تجنب تقسيم العالم" بسبب الحرب الأوكرانية، في وقت لم تدن فيه دول كثيرة من الجنوب العالمي الغزو الروسي. وأضاف: "علينا أن نتجنب الخطاب الذي يقول: هذه حرب أوروبا، إنها لا تعنينا".

 

تحاول فرنسا أيضًا مساعدة أوكرانيا في مواجهة النفوذ الروسي في إفريقيا، والذي نما في الأشهر الأخيرة مع انتشار قوات ميليشيا فاجنر في مالي وبوركينا فاسو وبعد سلسلة من الانقلابات، كان آخرها في النيجر. والتقى كوليبا بمجموعة من السفراء الفرنسيين لدى الدول الإفريقية أثناء وجوده في باريس.

 

وردا على سؤال عما إذا كانت فرنسا في وضع أفضل لمساعدة أوكرانيا دبلوماسيا نظرا لأنها كانت في موقف دفاعي في أفريقيا، قالت وزيرة الخارجية كاثرين كولونا إن البلاد لا يزال بإمكانها "لعب دور مهم"، مشيرة إلى كيفية استضافتها مؤخرا لزعماء مؤثرين مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

 

قالت كولونا في مؤتمر صحفي مشترك مع كوليبا: "سيكون من غير الحكمة القول إننا في وضع أفضل، لكننا لسنا وحدنا في هذا الجهد".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أوكرانيا فرنسا الجنوب العالمي وزیر الخارجیة الأوکرانی

إقرأ أيضاً:

فلترق كل الدماء ولكن من المستفيد؟

 

فلترق كل الدماء ولكن من المستفيد؟
عمر البشاري

بالبسابير البارحة أعلن برهان بألا تفاوض إلا باستسلام الدعم السريع… ولا عودة لجدة وأن الفاشر وشندي واحد في حساباته…
في ذات الوقت كان البراؤون وهم كتائب الإسلاميين في مكان ما من امدرمان يحتفلون ويتغنون بأهازيج تردد ضرورة القتال في دار فور وتحرير الفاشر.. ولسان حالهم يقول فلترق كل الدماء..حتي نعود للسلطة ونعد للدين مجده…
وفي ذات الليلة نشرت سودان تربيون مقابلة مع مناوي يظهر فيها امتعاطا من التعديلات في الوثيقة الدستورية التي اجراها برهان مؤخرا ويعترض على أي حكومة تنشأ عنها ويصفها بأنها ستكون مهيضة الجناح لأن الأولوية الآن للحرب وليس الحكم…
قراءة هذا المشهد توحي لك بأنه مكرر وسبق وأن عشناه في حرب الجنوب فماذا كانت النتيجة ؟
إذا كنا نعتبر بالتاريخ بعد سنوات الهوس الديني التي بذل فيها الإسلاميون في الجنوب دمائهم شلالات وانهار بتنظير من الشيخ الترابي وبتحريض من العقيد يونس محمود الذي يقوم بدوره الانصرافي اليوم وساحات الفداء وخزعبلات اسحق أحمد فضل الله حول الغزلان وريحة المسك التي تسد ميديا البلابسة فراغها الآن…ثم انتهى كل ذلك بالمفاصلة الشهيرة واستنكار الترابي لكل تلك الفظاعات التي تمت باسم الدين الى درجة وصف شهداء الأمس بفطائس اليوم كما شاع وانتهي كل ذلك بنيفاشا وحق تقرير المصير وانفصال الجنوب ونحر الطيب مصطفى للثيران السود ابتهاجا بفصل الجنوب واعتلى البشير المنبر في كادقلي ليعلن للناس في العالم أن ( زمن الشريعة المدغمسة قد ولى وجاء عهد التطبيق الصريح للدين…)
وكأني اري كل تلك الصور تمر ببطء امام ناظري لتكرر نفسها مرة أخرى في مقبل الأيام…وقد كان البشير هو بطل الرواية السابقة والمستفيد منها بتمديد سنوات حكمه الى عدد ناهز العشرة بعد فصل الجنوب في ٢٠١١ الى أن تهاوى تحت ثقل تناقضاته الداخلية وفقدان بترول الجنوب وضغط الكفاح المسلح والغضب الشعبي في ديسمبر، ٢٠١٩ .
ولكن السؤال هو من المستفيد من اعادة المأساة الملهاة هذه المرة ومن الذي يحرك مسرح العرائس ممسكا بخيوطها…ويتحكم في المشهد المنظور ؟
كالعادة المستفيدة هي قيادة الجيش وتحديدا الجنرال برهان فمحرقة دارفور /كردفان الوشيكة ستريحه من اثنين من ألد خصومه واخطرهما على مستقبله السياسي السلطوي هما الإسلاميين والمشتركة الإثنين معا بضربة حجر واحد… فليذهبوا إلى جحيمها إن حرروها فله الفضل والمنة وإن هلكلوا وانكسرت شوكتهم فهو الرابح… وذلك أقصى أحلامه…
والغالب أن يتواطأ على هلاكهم لا يتوانى لسببين:-
الأول أن يتخلص من حرج التيار الشعبوي المتصاعد فكريا بقيادة النهر والبحر وبتنظير سخي من عمسيب وله مشايعوه وعسكريا عبر درع البطانة وكيكل والداعي للتخلص من دارفور ومن سكان الكنابي والمشتركة في الجزيرة… وهما المكافئ الموضوعي لتيار الانتباه ومنبر السلام العادل بقيادة الطيب مصطفى سياسيا وعبدالرحيم حمدي صاحب المثلث المعلوم اقتصاديا في النسخة الفائتة من الإنقاذ
والثاني أن ذلك يقع في نطاق تعزيز الطموح السلطوي لبرهان كديكتاتور عسكري همه الأكبر التخلص من خصومه السياسيين والعسكريين خصوصا أولئك الذين لهم عليه افضال في إنقاذ الجيش وسلطانه من التهديد الوشيك والخطر الذي مثله تمرد الدعم السريع…عبر ما اصطلح على تسميته بحرب الكرامة والطغاة لا يحبون من يشعرون تجاهه بالفضل والامتنان.
وعليه السيناريو المتوقع لهذه الحرب أن تستمر وبما أنه لم يكن هناك من سابقة في تاريخنا المعاصر بأن تمكنت الحكومة من قمع تمرد وانهائه بالعنف ولا العكس أي أن نجح تمرد في اقتلاع حكومة وتنصيب نفسه مكانها فمن المتوقع أن تنتهي باتفاق يفصل كردفان ودارفور…هذا إذا أخذنا في الاعتبار أن ميثاق نيروبي ودستوره قد شرعن ذلك عبر حق تقرير المصير وذلك بعد أن يكون البرهان قد استخدم الحرب كمحرقة لإبعاد أو على الأقل أضعاف خصومه السياسيين والعساكر ..لينفرد بالسلطة ولو الى حين كما فعل نظيره البشير في الانقاذ الأولي ..فها هو التاريخ يعيد نفسه والأحداث والظروف تتكرر لتجعله يكرر سلوك البشير وإذا الأخير هو الرابح الاكبر من اراقة كل الدماء في الانقاذ الأولى فما الذي يمنع البرهان بأن يكون هو الرابح الأكبر من ذلك في الانقاذ بنسختها الثانية التي يقود سفينتها اليوم ؟
أرى ألا مانع لديه مع استمرار وجود قوى سياسية وعسكرية بدرجة من الغباء الفكري والروحي والأخلاقي يجعلها مستعدة لتنفيذ ارادته عبر الاستمرار في الحرب ولو قادت إلى وضع نهايتها بأيديها…لتمزق الوطن وتجلس على اشلائه تندب حظها أو قل سوء تقديرها وفساد منطقها وقلة حيلتها وهوان أمرها على نفسها والناس.
عمر البشاري.

الوسومعمر البشاري عمسيب فصل الجنوب فلترق كل الدماء

مقالات مشابهة

  • روسيا ترفض أي وجود للناتو في أوكرانيا وترامب يسعى لجمع الراقصين
  • الخارجية الأميركية: أوكرانيا وافقت على وقف النار مع روسيا 30 يوماً
  • وزير الخارجية الأمريكي: أوكرانيا مستعدة لوقف مؤقت لإطلاق النار ونتطلع لموافقة روسيا
  • وزير الخارجية الأمريكي: أوكرانيا مستعدة لوقف مؤقت لإطلاق النار
  • تعرف على قطار TGV المستقبل الذي طلبه المغرب من فرنسا (صور)
  • فرنسا: نرفض نزع سلاح الجيش الأوكراني
  • فلترق كل الدماء ولكن من المستفيد؟
  • زيلينسكي في السعودية: وساطة جديدة وسط ضغوط أمريكية لإنهاء الحرب
  • ترامب بعد وقف المساعدات لكييف: أوكرانيا قد لا تنجو من الحرب مع روسيا
  • الجزيرة نت ترصد الدمار الذي خلفه الاحتلال بمستشفيات الجنوب اللبناني