لجريدة عمان:
2025-03-10@17:25:03 GMT

«شوقر دادي»

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

ما إن تمكن اللاعب البرازيلي الشاب «رودريجو» -نجم ريال مدريد الذي ظهر بتسريحة شعر غريبة- من إحراز هدفه المُذهل، حتى سألت ابني في الحال مستغربًا: ولكن لماذا يصبغ شعره باللون الأبيض وهو لم يزل صغير السن؟ سيأتي اليوم الذي يصطبغ فيه شعره بلون الثلج دون الحاجة إلى أي تدخل شخصي.. يا لهم من شباب غريبي الأطوار.

حينها لم تصلني إجابة واضحة منه بسبب ضوضاء الاحتفاء بالهدف، وفي اليوم التالي وعندما كانت الظروف مهيأة، فتح الشاب سيرة اللاعب بحضور إخوانه وكأن بينهم اتفاقا مُسبقا لتمرير معلومات حول قصة أُخرى تتعدى قيام لاعب كرة قدم بصبغ شعره باللون الأبيض، خاصة عندما اقترح أحدهم وهو يرسم ابتسامة لا تخلو من مَكر أن أُطلق اللحية وإن كانت بيضاء.

قال دون تردد كاسرًا حاجز الحياء مع أبيه: «وين نته الوالد كنك ما عارف بو يستوي في الدنيا.. الشعر الأبيض تو موضة واللي شعره أبيض يحبنه البنات».. وازداد ثقة في نفسه وواصل معلقًا وسط الغمز واللمز: «ما سمعت أبدًا عن الـ« sugar daddy »؟ معقولة واحنا في زمن الإنترنت وما تعرف عن هاذي السوالف»؟. حينها لم أجد بُدًا من الاعتراف بأنني لا أعرف فعلًا هذه المصطلحات ولم يسبق لي أن سمعت بها من أحد وقلت له: «ما ضروري أعرف كل شيء في هاذي الدنيا».

لم أُصدق خبرًا، فما إن وجدت الفرصة سانحة حتى أمسكت بالهاتف النقال وبدأت أبحث بشغف على محرك «جوجل» عن معنى مصطلح «شوقر دادي»، فإذا به يعني: «الرجل المقتدر الكبير في السن، المهتم بهندامه الذي يصرف أموالًا كثيرة على فتاة شابة «تُمثل عليه الحب وتستغله ماديًا».

ولم يبخل عليّ مُحرك البحث بكرمه بل قال لي لحظة: هناك أيضًا الـ« sugar mam» ويعني «المرأة التي قد يتجاوز سنها 45 عامًا وتحاول جاهدة أن تبدو صغيرة وتحتكم على أموال طائلة تصرفها على شاب يصغرها بأكثر من 20 عامًا بهدف الزواج أو إعادة شبابها المفقود».

يبدو أنه في الحالة الأولى غالبًا ما تصطاد الشابة نوعية محددة من الرجال وهي النوعية «الفاخرة» نتيجة لتردي أحوالها المادية، فتستغله ماديًا بالحصول على النقود أو هدايا غالية القيمة كخواتم الذهب والألماس وماركات الأحذية والساعات والعطور والملابس وتذاكر السفر والإقامة بل تتجاوزها إلى السيارات والعقارات.

أما في الحالة الثانية وهي الـ«شوقر مامي» أو «المرأة السُكرة»، فتسعى المرأة -التي ربما جاوز عمرها الـ٤٥ عامًا- إلى تعويض زواجها الفاشل أو ترميم حياتها المضطربة، فتقع راغبة أو دون وعي في شِراك شاب يصغرها بنصف عمرها، يستغل إمكاناتها بالحصول على أكبر قدر ممكن من المال والمنافع الأُخرى، نظير بيعها وهم الحب إلى أن يجد الفرصة المناسبة للافتكاك من عالمها والبحث عن شابة تناسب سنه وطموحاته، فيهرب هو وتتعرض هي للخسارة المالية والابتزاز النفسي وتُتهم مُجتمعيًا بفقدان التوازن والتصابي.

ولا شك أنه يقف وراء ظهور مثل هذه العلاقات «غير الطبيعية» -التي لا يكاد يخلو منها مجتمع سواء كان ناميا أو متطورا- الاستغلال المادي البحت أو افتقار أحد الطرفين إلى الاستقرار النفسي والأسري، فيتعرض نتيجة لذلك الاستغلال اللاإنساني لآثار نفسية جسيمة، منها أن يكون عرضة للإصابة بكثير من الأمراض النفسية وأبرزها الاكتئاب.

وبحسب مجموعة من الدراسات الحديثة، فإن عدد طالبي العلاج النفسي من الرجال ممن هم في العقد الخامس وما فوق ازداد بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك نتيجة للإهمال الذي يلقونه من زوجاتهم، إضافة إلى الفراغ وتأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي التي تدفع بالرجل للبحث عمّن يتفهمه ويتحدث إليه، فيسقط في فخ الاستغلال.

آخر نقطة..

من شعر «الهايكو»

بأية نظرة حاسدة

العصفور في القفص

يلاحق بعينيه فراشة!

كوباياشي إسا

عمر العبري كاتب عماني .

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين

قال الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الإمام أبو حنيفة النعمان كان من أبرز الأئمة الذين أسسوا الاجتهاد الفقهي وساهموا في تيسير الفقه الإسلامي بما يتناسب مع واقع الناس وحياتهم اليومية.  


وأوضح أبو هاشم، خلال تصريحات له، أن الإمام أبو حنيفة، ولد في الكوفة عام 80 هـ، ونشأ في بيئة علمية، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء مثل عامر الشعبي ونافع مولى ابن عمر، حتى أصبح من أبرز فقهاء عصره، معتمدًا على الرأي والحجة في اجتهاداته.  

أحمد عمر هاشم: شق صدر النبي حدث 4 مراتكادت تشعل نزاعا.. أحمد عمر هاشم يروي كيف عالج الرسول أشد الأزمات بحكمتهعمر هاشم: أخلاق النبي ليست مستمدة من الشريعة قبل البعثة بل فطريةأحمد عمر هاشم: للبيت النبوي مكانة عظيمة عبر التاريخ وحفظه الله من كل دنس

ولفت إلى أن المذاهب الفقهية الأربعة لم تخلق دينًا جديدًا، بل اجتهد أصحابها في فهم النصوص الشرعية، مما يسر على المسلمين تطبيق الشريعة في حياتهم اليومية، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه."  

واشار إلى بعض اجتهادات الإمام أبي حنيفة التي أثرت في حياتنا اليوم، مثل جواز الوضوء من الصنبور، وهو ما كان موضع خلاف عند ظهوره، حتى أقره الإمام أبو حنيفة، ومن هنا جاء اسم "الحنفية" المستخدم حتى اليوم.  

وأكد أن المحاكم الشرعية في مصر تعتمد على مذهب الإمام أبي حنيفة في قضايا الزواج والطلاق، حيث اشترط أن يكون الشاهد مسلمًا فقط دون الدخول في تفصيلات العدالة التي قد تُعسر الأمر على الناس.  

وبين أن الإمام أبو حنيفة توفي عام 150 هـ ودُفن في حي الأعظمية ببغداد، حيث ظل مذهبه من المذاهب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، داعيًا الله أن يوفق المسلمين لما يحبه ويرضاه.
 

الإمام أبو حنيفة

حفظ الإمام أبي حنيفة، القرآن الكريم في صغره، وحجّ البيت الحرام وهو ابن ستّ عشرة سنة مع أبيه، ويروى أنّ والده ثابت قد عاصر عليًّا بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- فدعا له بالخير ولذريّته كذلك، وقد أخذ العلم عن شيوخ بلغوا أربعة آلاف شيخ، منهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، ومن بقي منهم من تابعي التابعين، وقد أخذ الفقه عن حمّاد بن أبي سلمة.


ومن شيوخه أيضًا عطاء بن أبي رباح والشعبي وعمرو بن دينار ومحمّد الباقر -والد الإمام جعفر الصادق- وابن شهاب الزُّهري، وأخذ عنه العلم خلق كُثُر منهم القاضي أبو يوسف ووكيع -شيخ الإمام الشافعي- وعبد الرزاق بن همام شيخ الإمام أحمد بن حنبل.


محنة الإمام أبي حنيفة

 تعرّض الإمام أبو حنيفة النعمان لمحنة في عهد الدولة الأموية وأخرى في عهد دولة بني العباس، وقد عاصر الإمام الدولتين وكانت معظم حياته أيّام الأمويّين، ففي أيّام الأمويين طلب ابن هُبيرة -وكان والي الكوفة وقتها- من الإمام أبي حنيفة أن يتولى قضاء الكوفة، فرفض الإمام أبو حنيفة النعمان ذلك، فجلده ابن هبيرة مائةسوط ورفض الإمام ولم يلِن، فعندما رآه ابن هبيرة كذلك خلّى سبيله، ثمّ لمّا ولِيَ أبو جعفر المنصور خلافة العباسيين طلب من الإمام أبي حنيفة أن يكون قاضي القضاة، وهذا منصب له أوزار كثيرة كما يرى الإمام أبو حنيفة النعمان، فرفض ذلك، فأقسم المنصور أن يكون أبو حنيفة القاضي، وأقسم أبو حنيفة النعمان ألّا يستلم ذلك المنصب، فحبسه المنصور وأذاقه من الويلات في سجنه ما لا يحتمله من هو في ريعان الشباب بل أن يحتمله ابن السبعين عامًا، فتوفّي -رحمه الله- في سجنه، وكان ذلك سنة 150هـ بعد أن قضى حياته عابدًا صائمًا ساجدًا راكعًا وقد حجّ خمسًا وخمسين مرّةً، وكان يختم القرآن في كلّ يوم مرّة، وعندما مات صلّى عليه النّاس ستّ مرّات لشدّة ازدحامهم عليه.

مقالات مشابهة

  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • جورج كلوني يتخلى عن الشيب ويظهر بشعر مصبوغ – ازمة منتصف العمر أم دور جديد؟
  • ما قصة القرش الذي حرمَ مشتركاً من راتب التقاعد المبكر؟
  • بن صهيون.. والد نتنياهو الذي غرس فيه كره العرب
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلًا وهو يحني الرأس للمرأة الفلسطينية التي تشبثت بوطنها
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • الرعاية الصحية: تطبيق البروتوكولات الإكلينيكية عزز الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة
  • الطاهر ساتي يكتب: هذا الذي ..!!