بجانب أمريكا.. هل تميل روسيا للعرب في نزاع حقل الدرّة مع إيران؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
فضلا عن موقف الولايات المتحدة الداعم لدول مجلس التعاون الخليجي، تخشى إيران من أن روسيا، التي تربطها بها علاقات شراكة متنوعة، ربما تميل إلى دعم الكويت والسعودية في النزاع مع طهران بشأن حقل الدرّة للغاز الطبيعي في شمال غربي مياه الخليج العربي، بحسب علي باكير، في تحليل بـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council) ترجمه "الخليج الجديد".
باكير قال إنه "في خطوة مفاجئة في يوليو/تموز 2022، أشعلت إيران صراعا قديما مع جيرانها في الخليج، الكويت والسعودية، حول حقوق الاستكشاف والحفر في حقل غاز الدرّة، المعروف أيضا باسم "أراش" باللغة الفارسية".
وأضاف أن "الحقل يقع في المنطقة المحايدة المغمورة بالمياه بين الكويت والسعودية، ويعد بعائدات اقتصادية كبيرة، مع احتياطيات تقدر بنحو 30 مليار برميل من النفط و60 تريليون قدم مكعب من الغاز".
و"نزاع الدرّة ليس جديدا، إذ تعود جذوره إلى فترة الستينيات المضطربة، عندما منحت إيران والكويت حقوق استكشاف متضاربة لشركات مختلفة، مما أوقف التنقيب عن الغاز في المنطقة وأدى إلى نزاع حول حقوق الملكية والتطوير لا يزال قائما"، بحسب باكير.
وأردف أنه "في حين أن حدود إيران البحرية مع الكويت لم يتم ترسيمها بعد، فإن مطالبات طهران جريئة، إذ يطالب مشروعون إيرانيون بـ40% من الحقل، في حين تتكهن وسائل الإعلام الحكومية بـ70%، بينما تُصر السعودية والكويت، بحدودهما المرسومة، على الحقوق الحصرية في الحقل".
وأوضح أنه "على عكس إيران والسعودية، وكلاهما غني باحتياطيات الغاز، فإن حقل غاز الدرّة بمثابة شريان الحياة للكويت، إذ يعتبر الغاز في البلاد منتجا ثانويا لإنتاجها من النفط، وتلبي احتياجاتها بعقود غاز طبيعي مسال طويلة الأجل من قطر".
اقرأ أيضاً
روسيا وإيران والإمارات والجزر الثلاثة.. طعنة موسكو تفتح خاصرة طهران وتحرج "رئيسي"
مفاوضات أحادية
و"في خطوة محورية في مارس/ آذار 2022، وقّعت الكويت والسعودية صفقة لاستثمار إمكانات حقل الدرّة للوصول إلى طاقة تبلغ مليار قدم مكعب و84 ألف برميل من المكثفات يوميا"، كما أضاف باكير.
واستدرك: "لكن مع وجود احتياطيات مذهلة من النفط والغاز، رفضت إيران هذا الاتفاق باعتباره غير قانوني، وطالبت بحصة في الإنتاج".
ورأى أنه "من خلال الدعوة إلى مفاوضات أحادية تتمحور حول حقل الدرّة، تهدف إيران إلى الضغط على الكويت لتقديم تنازلات، كما أن المفاوضات الأحادية الجانب مع الكويت من شأنها أن تثير الشكوك السعودية حول الصفقة، مما يدق إسفينا بين الكويت والرياض ويعزز مصالح طهران".
وزاد بأنه "وتوقعا لمناورة إيران، اتخذت الكويت إجراءاتها المضادة الخاصة بها، إذ تؤكد استراتيجيتها على وحدة الصف مع السعودية، مما يؤكد الموقف الفريد للثنائي الخليجي في حقل الدرّة".
و"في ظل غياب حدود بحرية محددة، تتمسك الكويت بالموقف القائل بأن مطالبات طهران البحرية لا أساس لها وأن الحقل كويتي سعودي حصرا. وهذا الموقف يعيد الخلاف إلى ترسيم الحدود وليس إلى حقل الدرّة"، وفقا لباكير.
وتابع أنه "في 3 أغسطس/آب الماضي، أصدرت الكويت والسعودية بيانا مشتركا أكدتا فيه حقوقهما السيادية غير القابلة للمساومة على ثروات الحقل (...) ويشكل النشاط الإيراني المتجدد في هذا النزاع تحديا لعملية التطبيع الناشئة مع السعودية برعاية الصين".
وبوساطة بكين، استأنفت السعودية وإيران، بموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي، علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى 7 سنوات من القطيعة بين دولتين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في المنطقة.
اقرأ أيضاً
نزاع حقل الدرّة.. 3 دول مرشحة لوساطة بين طهران والكويت والرياض
واشنطن وموسكو
و"يقع حقل الدرّة داخل مركز الطاقة النابض بالحياة في منطقة الخليج، والذي يعد شريان الحياة للتجارة والطاقة العالمية"، كما أردف باكير.
وأضاف أنه "إدراكا لخطورة الوضع، قررت الولايات المتحدة تعزيز وجودها في الخليج، وأرسلت الآلاف من (عناصر) مشاة البحرية (المارينز)، مدعومين بطائرات مقاتلة وسفن بحرية حديثة، في حين يستعرض الحرس الثوري الإيراني عضلاته".
وزاد بأن "إيران تهدف إلى تأكيد هيمنتها على مضيق هرمز وممارسة الضغط من خلال اعتراض السفن الدولية، وقد استولت أو حاولت السيطرة على نحو 20 سفينة دولية في العامين الماضيين".
وقال إنه "مما يزيد الأمور تعقيدا، هو أنه يبدو أن روسيا، الشريك الاستراتيجي لإيران (والمنافس للولايات المتحدة)، تميل نحو دول الخليج العربية. وقد أصبح هذا التحول واضحا في النزاع على السيادة على جزر الخليج الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وهي مناطق تدعي الإمارات أنها تابعة لها وتحتلها إيران".
وبحسب رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية، قاسم محبلي، فإنه "على ما يبدو، لا يعير أصدقاء إيران الكثير من الاهتمام لمطالبها ويولون المزيد من الاهتمام لمطالب المنافسين (العرب)".
و"حقل الدرّة لا يتعلق فقط بالغاز، فهو اختبار حقيقي للحظة خفض التصعيد الإقليمي والتحالفات والاصطفافات والدبلوماسية ورمال الجغرافيا السياسية الخليجية المتغيرة باستمرار. وبينما ترسم إيران والكويت والسعودية مساراتها، فإن نتيجة نزاع الدرّة يمكن أن تحدد هذه المسارات"، كما ختم باكير.
اقرأ أيضاً
الكويت والسعودية تتفقان على الاستمرار بالخطة المشتركة في حقل الدرة
المصدر | علي باكير/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران الكويت السعودية حقل الدرة الولايات المتحدة روسيا الکویت والسعودیة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: الدولة المصرية تقف دوما بجانب أشقائها
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، الاجتماع الأسبوعي للحكومة، بمقرها في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك لمناقشة عدد من الملفات والموضوعات المهمة على الساحتين الداخلية والخارجية.
مدبولي يهنئ الرئيس والعمال بعيدهم الوطنيبدأ رئيس الوزراء الاجتماع بتوجيه أخلص التهاني القلبية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ولجميع عمال مصر، بمناسبة الاحتفال بعيد العمال.
مدبولي: مشروعات "مستقبل مصر" توفر منتجات زراعية عالية الجودة بأسعار مناسبة للمواطنين عاجل:- مدبولي يهنئ العمال بعيدهم ويؤكد دعم الدولة لقضايا الوطن وتعزيز الاستثمارات الأجنبيةوأكد أن هذه المناسبة الوطنية تعكس التقدير الكبير لكل السواعد المصرية التي تعمل بإخلاص وتسهم بفاعلية في دفع عجلة التنمية في مختلف قطاعات الدولة، سعيًا لبناء مستقبل أفضل لمصر وشعبها، وتحقيق حياة كريمة لكل المواطنين.
عرض لنشاطات الرئيس خلال الأسبوع الماضياستعرض رئيس مجلس الوزراء ملخصًا للأنشطة والفعاليات التي قام بها الرئيس السيسي خلال الأيام الماضية، موضحًا أنها تندرج ضمن جهود الدولة المصرية للدفاع عن قضايا الوطن، وتعزيز استقرار المنطقة.
وأشار في هذا السياق إلى اللقاء الذي جمع بين الرئيس السيسي والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني.
دعم مصر للسودان في مواجهة الحربأوضح مدبولي أن الدولة المصرية تواصل الوقوف إلى جانب أشقائها في الدول العربية، مؤكدًا أن الرئيس السيسي شدد خلال لقائه مع البرهان على ضرورة تكثيف الجهود لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة للسودانيين المتضررين من الحرب والمقيمين في مناطق النزاع.
لقاءات الرئيس مع مسؤولي دول العالمأشار رئيس الوزراء إلى استقبال الرئيس السيسي لرئيس البرلمان المجري، حيث تناول اللقاء الجهود التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
كما استعرض اللقاء الذي جمع الرئيس بالحاكم العام لكومنولث أستراليا، خلال زيارتها الأولى لمصر، والتي تزامنت مع الاحتفال بمرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد أن اللقاء شهد تأكيدًا مشتركًا على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا واعدة متاحة للاستثمار في مصر يمكن للشركات الأسترالية الاستفادة منها.
مشاركة مصر في قمة دعم الصومالتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى مشاركته نيابة عن الرئيس السيسي في الجلسة الافتتاحية للقمة غير العادية للدول المساهمة في بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال، والتي انعقدت مؤخرًا في مدينة عنتيبي الأوغندية.
وشدد على أن الدولة المصرية أكدت خلال القمة دعمها الكامل للرؤية التي أعلنها الرئيس الصومالي بشأن إقامة دولة موحدة ومزدهرة، لافتًا إلى أن مصر ستظل دائمًا شريكًا فاعلًا في دعم استقرار جمهورية الصومال الفيدرالية.
تفقد مشروعات "مستقبل مصر" للتنمية الزراعيةنوه مدبولي إلى الزيارة الميدانية التي قام بها أمس، بصحبته نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وعدد من الوزراء والمسؤولين، لتفقد مشروعات جهاز "مستقبل مصر" للتنمية المستدامة.
وأكد أن هذه الزيارة عكست مدى التقدم الكبير الذي تحرزه الدولة في تنفيذ مشروعات زراعية استراتيجية تهدف إلى توفير منتجات غذائية عالية الجودة بأسعار مناسبة، وتلبية احتياجات المواطنين من السلع الاستراتيجية، فضلًا عن تصدير الفائض للأسواق الخارجية، ما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي.
مراجعة إيجابية لنمو الاقتصاد المصرياستعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، خلال الاجتماع، أبرز التوجهات الاقتصادية العالمية، في ضوء نتائج اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأوضحت أن صندوق النقد خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي نتيجة تصاعد التوترات التجارية وحالة عدم اليقين، ما يزيد من مخاطر تباطؤ التعافي الاقتصادي.
إلا أنها أشارت إلى أن مصر حازت على مراجعة إيجابية لتوقعات نموها الاقتصادي في عامي 2025 و2026، وهو ما يعكس التقدم في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.
لقاءات دولية تعكس ثقة المستثمرين في مصرأكد وزير المالية، خلال الاجتماع، مشاركته على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، ومجموعة العشرين، بعدد من اللقاءات المهمة مع وزراء مالية دول مجموعة العشرين، ومسؤولي المؤسسات المالية والبنوك الدولية الكبرى.
وأوضح أن هذه اللقاءات تناولت أوضاع الاقتصاد العالمي، وتداعياته على الاستثمار والتجارة والتنمية في الدول النامية، مشيرًا إلى وجود حالة من التفاؤل بين المستثمرين تجاه السوق المصرية.
من جانبه، استعرض أحمد كجوك، نائب وزير المالية، نتائج لقاءاته مع عدد كبير من المستثمرين خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أنه لمس من خلال تلك اللقاءات نظرة إيجابية وثقة متزايدة في الاقتصاد المصري، في ضوء تحسن المؤشرات الاقتصادية وقدرة الدولة على تجاوز التحديات.