ما لا تعرفه عن عائلة بونجو.. الجابون تكتب نهاية لسلالة حكمتها نصف قرن
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز الأمريكية، ملفاً عن عائلة الرئيس الجابوني الراحل عمر بونجو أونديمبا، الذي توفي عام 2009 بعد 41 عامًا متواصلة كرئيس للبلاد.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن عمر بونجو، لديه ما يصل إلى 50 طفلاً وفقا لما نشرته فاينانشيال تايمز.. أصبح علي بونجو، الذي تلقى تعليمه في فرنسا، وهو أحد "الأبناء الرسميين" السبعة وعازف موسيقى الجاز، خلفاً له في الحكم بعد وفاته.
وتم انتخاب علي بونجو، البالغ من العمر 64 عامًا، رئيسًا بعد أشهر قليلة من وفاة والده، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى هذا الأسبوع حيث أصبح أحدث رئيس دولة أفريقية يتم الإطاحة به من منصبه في تحرك عسكري، تدفق الآلاف من المواطنين إلى شوارع ليبرفيل، العاصمة الساحلية، للاحتفال بالإطاحة بعائلة بونجو من الحكم.
وقال بريس أوليغوي نغويما، أحد المقربين من عائلة بونجو ورئيس الحرس الرئاسي الذي قاد الانقلاب: "قرر الجيش طي الصفحة". قال نغويما، ابن عم علي، إن الرئيس، الذي أصيب بجلطة دماغية عام 2018، لم يكن مؤهلاً لإدارة البلاد وأن الانتخابات التي من المفترض أنه فاز بها – بعد إغلاق الإنترنت وتأخير فرز الأصوات – لم تكن تتحل بالشفافية اللازمة.
ووفقا لتقرير فاينانشيال تايمز، أصبح عمر بونجو أونديمبا رئيسًا عام 1967 عندما كان ابنه الذي تولي بعده الحكم، في الثامنة من عمره، وتم إرسال الصبي الصغير إلى نويي، إحدى ضواحي باريس الثرية، لتلقي التعليم. يتقن الفرنسية والإنجليزية، وتخرج بعد دراسة القانون من جامعة السوربون.
قال علي بونجو لصحيفة فايننشيال تايمز في مقابلة عام 2012: "في الحياة، سوف يتأثر الأطفال بما يفعله آباؤهم"، رافضاً فكرة أنه كان ينبغي عليه الامتناع عن اتباع والده في منصبه. "كم من أبناء الأطباء أصبحوا أطباء؟ كم من أبناء المحامي أصبحوا محاميين؟.
ومع ذلك، لم يكن عمر بونجو، الذي ولد لعائلة ريفية في منطقة باتيكي في الجابون، طبيبا أو محاميا. وبعد صعوده غير المتوقع إلى الرئاسة، عاش كملك وأعاد تسمية مدينة ليواي، مسقط رأسه، إلى بونجوفيل.
وعندما أصبحت بلاده غنية بالنفط، حيث أنتجت نحو 230 ألف برميل يوميا، أنفق بشكل مذهل على القصور والسيارات، وعلى النساء كما يقال.
ووصفت إيفيت سانتا ماريا، ملكة جمال بيرو البالغة من العمر 22 عاماً، كيف تم نقلها جواً إلى ليبرفيل لمقابلة الزعيم الجابوني البالغ من العمر 67 عاماً آنذاك. وقالت لوكالة أسوشيتد برس: "ضغط على زر وفتحت بعض الأبواب المنزلقة لتكشف عن سرير كبير".
جمع علي بونجو مجموعة ضخمة من العقارات في فرنسا. وذكر تقرير للشرطة الفرنسية عام 2007 أن عشيرة بونجو تمتلك 39 عقارًا في فرنسا، بما في ذلك بعض العناوين الحصرية. وشملت الممتلكات الثمينة عقارًا فاخرًا في باريس تم الحصول عليه من عائلة بوزو دي بورجو الأرستقراطية في شارع الجامعة وأسطولًا من السيارات الفاخرة، بما في ذلك فيراري ومرسيدس.
نُقل عن عمر، الذي زُعم أنه مول الحملة الرئاسية لساسة فرنسيين، بما في ذلك جاك شيراك ونيكولا ساركوزي، قولها عن العلاقات التكافلية: "إن الجابون بدون فرنسا مثل سيارة بلا سائق. فرنسا بدون الجابون مثل سيارة بلا وقود.
بعد وفاة والده، عمل علي، الذي أصبح أكثر خجلاً وجدية، جاهداً لإعادة تشكيل صورة بلاده. وسعى إلى توسيع علاقات الجابون بالانضمام إلى الكومنولث العام الماضي. وباعتباره مناصرا للبيئة ملتزما، راهن على سمعته بحماية أعداد الغوريلا والأفيال الوفيرة التي تعيش في الغابات الشاسعة، التي تغطي نحو 90 في المائة من مساحة البلاد.
في عام 2010، حظر تصدير جذوع الأشجار غير المعالجة وشجع الاستثمارات في معالجة الأخشاب وتحويلها إلى أثاث ومنتجات تامة الصنع. ومع بدء نضوب احتياطيات النفط، سعى إلى تحويل البلاد إلى "قوة عظمى خضراء"، قوة يمكن أن تحصل على مليارات الدولارات من أرصدة الكربون.
الجابون هي واحدة من الدول القليلة التي تمتص الكربون أكثر مما تنبعث منه. وفي الشهر الماضي، تفاوضت على مبادلة ديون بقيمة 500 مليون دولار بالطبيعة، بترتيب من بنك أوف أمريكا، مما أدى إلى تحرير 163 مليون دولار للحماية البحرية.
مع ذلك، كان بونجو يتواصل مع المشاهير من ملك المملكة المتحدة تشارلز الثالث، الذي شاركه الاهتمام بالحفاظ على البيئة، وأمثال لاعب كرة القدم ليونيل ميسي ومايكل جاكسون، المغني الراحل، الذي كان يستمتع به في ليبرفيل. غالبًا ما كان يعزف على بيانو الجاز خلال زيارة كبار الشخصيات.
قال مارك بورسي، الرئيس التنفيذي لشركة BTP ، التي قدمت المشورة لبونغو بشأن استراتيجية الانتخابات الأخيرة، إن الرئيس قطع شوطا في تغيير المفاهيم تجاه الجابون.
قال بورسي إن بونجو شخصياً حقق نتائج جيدة في استطلاعات الرأي، على الرغم من تعرض أداء حكومته لانتقادات، لا سيما في قدرتها على تحويل الثروة النفطية الكبيرة، وإن كانت متراجعة، في البلاد إلى بنية تحتية ووظائف وفرص.
وقال إن سياسات بونجو البيئية لعبت بشكل أفضل في الخارج عنها في الداخل. وعلى المستوى المحلي، ألقى المزارعون باللوم على الأفيال في تدمير محاصيلهم، وأعرب الناس عن قلقهم من أن حماية الغابات لا تتوافق مع التنمية.
وقال بورسي إن بونجو كان يحب أن يعطي الانطباع بأنه وصل إلى الرئاسة على مضض. "كان علي خجولًا جدًا ومتواضعًا. وقال: "كان سيكون سعيدًا جدًا لو كان موسيقيًا".
وأشار نجويما، الزعيم الانتقالي، في مقابلة مع صحيفة لوموند هذا الأسبوع إلى أن بونجو، الذي يخضع الآن للإقامة الجبرية، سيحصل أخيرًا على رغبته. وقال: إنه متقاعد ويتمتع بجميع حقوقه. إنه جابوني عادي، مثل أي شخص آخر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس بونجو أونديمبا الجابون فرنسا
إقرأ أيضاً:
مونيكا وليم تكتب: الانتخابات الامريكية.. ما بين الولايات المتأرجحة والحرب في الشرق الأوسط
تفصلنا ساعات على تحديد مؤشرات مبدئية للفائز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل أكبر خطر سياسي على العالم في عام 2024 بغض النظر عمن سيفوز وذلك وفقاُ للتقرير الصادر عن مجموعة أوراسيا الاستشارية لتحليل المخاطر وذلك في ضوء عدد من المعطيات، الأول انها ستسهم في إعادة تموضع الولايات المتحدة في النظام الدولي ، الثاني ستشكل الانتخابات مرحلة نوعية جديدة بالنسبة لمسار العديد من الحروب الدائرة في المنطقة وكذا الحرب الروسية-الأوكرانية
ومع اقتراب موعد الانتخابات، تتزايد حدة التنافس والاستقطاب بين المرشح الجمهوري والمرشحة الديمقراطية خاصة في الولايات المتأرجحة ورغم ان القضايا الاقتصادية هي التي غالبا ما تؤثر علي اراء الناخبين في الولايات المتحدة الامريكية
من حيث المبدأ، فأن أولويات الناخب الأمريكي تختزل في الاقتصاد كونه المحرك الأساسي والمؤثر علي حياة المواطن ، والمهاجرين غير الشرعيين في قضية الإجهاض، فعلي سبيل المثال ، فقد تُظهر استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة السبعة أن الاقتصاد يتصدّر أولويات الناخب الأميركي واهتماماته بنسبة (41 %)، متبوعًا بالهجرة (14 %)، فالإجهاض (13 %)، ثمّ الرعاية الصحية (8 %)، فالديمقراطية وتوحيد البلاد ونزاهة الانتخابات (7 %)وبالتالي فإن ترامب يتقدّم في ملفيّ الاقتصاد والهجرة، في حين تتقدّم هاريس في ملفات الإجهاض والرعاية الصحية والديمقراطية
الا ان التغيرات المتلاحقة في الشرق الأوسط، سيكون لها تأثيرات كبيرة علي مجري الانتخابات الحالية وآراء الناخبين، فقد اظهر استطلاع للرأي ان غالبية الناخبين الأمريكيين يشعرون بأن احتمال التصاعد الصراع الدائر في الشرق الأوسط، فقد ابدي اكثر من 50% تخوفهم من اتساع الحرب في المنطقة، ووفقا لاستطلاع اجراؤه لاسوشيتد برس كما أن مركز (اه بي يورك نيور للأبحاث العامة ( AB York) ، أظهر أن 4 من كل 10 أمريكيين يشعرون بالقلق من انجرار الولايات المتحدة في حرب في الشرق الأوسط
واستناداً على ذلك، وحين تقترب الانتخابات وتفصلها ساعات عن حسم المعركة بين المرشح الجمهوري والمرشحة الديمقراطية، يصبح أي مجموعة من الناخبين لها تأثير علي ولاية قد تكون الحاسمة، وهو ما انعكس في مخاطبة الرئيس ترامب للجالية اللبنانية الامريكية بانه سيسعي إلي السلام في حال انتخابه في ولاية ميشيغان و اوهايو وبنسيلفانيا حيث الانتشار اللبناني ليس لاستمالتهم ولكن لمنع تصويتهم إلي هاريس.
وانطلاقاً من حقيقة مفاداها، أن الأمريكيون لا ينتخون مرشح لأنه نجح في إدارة ال لكنهم يعاقبون في حال فشلهم كما حدث مع جيمي كارتر جراء أزمة الرهائن منذ 40 عاما ، وبالرجوع إلي اخر السبعينات مع احتجاز 52 امريكي في طهران لمدة 444 يوما، بعد اندلاع الثورة الايرانية الخمائيني ، وفشل جيمي كارتر في عودتهم ، تلاحظ تغيير مجري الانتخابات لصالح رونالد ريجان ، وبالتالي هناك تقديرات و احتمالات لمعاقبة هاريس كونها جزء من الإدارة الحالية، فأي تصويت عقابي ضدها يصب لصالح ترامب اعتباراً من مبدأ الكلفة السياسية
ومن ثم ما هي الأصوات التي ستحسم السباق؟
تشير كافة استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير والفارق يظل بين نقطة أو نقطتين، فوفقا إلى News week حيث يحقق ترامب 48.5% بينما هاريس 48.4% ، لذلك انتقل المرشحين بين الولايات المتأرجحة لحشد الناخبين على التصويت، وباستقراء الخلفية التاريخية للسبعة ولايات متأرجحة لمحاولة توقع اتجاهات التصويت، تبين ما يلي:
ففي بنسيلفانيا التي تعد أكبر الولايات المتأرجحة والتي فار بها دونالد ترامب عام 2016 وعادت إلى الحزب الديمقراطي في 2020 نتيجة مشروعات البنية التحتية التي أطلقها جو بايدن، فهي تتميز بمكانة استراتيجية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث ستكون النتائج في هذه الولاية حاسمة في تحديد الفائز في الانتخابات، كونها تحظي ب 19 مندوبا في المجمع الانتخابي.
اما ميشيغان، فقد تعد معقل الحزب الديمقراطي ألا انه في 2016 تم ترجيح كفة جو بايدن وهو ما اثار العديد من التساؤلات حينها، غير ان الحزب الديمقراطي قد استعادها في 2020 وبالتالي تمثل هذه الولاية ذات الأغلبية العربية المسلمة نقطة فاصلة أخري في الانتخابات خاصة في ظل وجود انقسام بين الجالية العربية، حيث انه يوجد اتجاه متنامي يتعلق بالمقاطعة وعدم التصويت وبالتالي تواجه هاريس مشكلةً في كسب أصوات العرب والمسلمين الأميركيين بسبب دعم إدارة بايدن، للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، غير إن خطابها في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي جاء مخيّبًا لآمالهم.
أما ولاية ويسكونسن، فقد تتشابه مع ميشيغان فقد خسرها الديمقراطيين في انتخابات 2026 وتم استعادتها في 2020 وولاية جورجيا التي يسيطر علي سكان أمريكيين من اصل أفريقي وهو ما يمثل افضلية لصالح كاملا هاريس إلا ان هناك جانب يؤيد مشروع ترامب الذي ينص علي ألغاء الضمانة الفيدرالية للإجهاض وبالتالي ستشكل هي الآخري نقطة حاسمة في ظل الصراع الدائر في المنطقة اخذا بالاعتبار أم
في حين ان كارولينا الشمالية الولاية المتأرجحة التي لم تصوت لصالح الحزب الديمقراطي منذ 2008، إلا انها قد انتخبت حاكم ديمقراطي عام 2017 وقد استغل ترامب الاثار المدمرة لإعصار هيلين الذي تسبب في مقتل 63 شخصاً للتشكيك في سياسات الديمقراطيين واهتمامهم بالولاية.
اما سادس ولاية متأرجحة هي اريزونا المتاخمة للحدود مع المكسيك ، فهي تعد ولاية جمهورية بالأساس لكنها ايدت الديمقراطيين في انتخابات 2020 ومع ذلك هناك فرصة لترامب للفوز بها نتيجة تركيزه على ملف الهجرة الغير الشرعية وهو ما يساهم بحد كبير في تغيير قواعد اللعبة
ومنذ 2004 لم تصوت ولاية نيفادا لصالح أي مرشح جمهوري غير ان المحافظين يعتقدون أن بإمكانهم الفوز خلال الاعتماد علي تصويت سكان أمريكا اللاتينية الذين ينفصلون بشكل متزايد عن المعسكر الديمقراطي
بعد استعراض جميع المعطيات المذكورة عاليه، فهناك صعوبة في وضع تقديرات تتعلق بحسم كفة مرشح علي غيره فالاحتمالات متقاربة إلي حد كبير وبالتالي أي تقدم لاحداهما سيحسم الانتخابات، كما يبدو أنه لم يكن هناك اقتناع كامل بأي من المرشحين أو برامجهم. ومع ذلك، يمكن القول إن التصويت في الانتخابات الأمريكية يعد تصويتًا عقابيًا، يهدف إلى منع مرشح معين من الفوز على آخر.