مسقط-أثير
إعداد: د.محمد بن حمد العريمي

نُوقشت مؤخرًا في جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية أطروحة دكتوراه في مجال التاريخ الحديث والمعاصر تحت عنوان (العلاقات الكويتية العمانية 1900-1991) للباحث الكويتي عبد الرحمن بن علي الحيّان.

وتتناول الدراسة العلاقات العمانية الكويتية خلال الفترة من 1900-1991م، وتبدأ مع بواكير القرن العشرين الذي شهد بدايات نمو الحركات القومية في البلدان العربية خصوصًا مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، وتنتهي الدراسة في عام 1991م وهو العام الذي شهد نهاية حرب الخليج الثانية بتحرير الكويت، حيث شهد هذا الحدث قواسم مشتركة بين الكويت وعمان.


العلاقات قبل الاستقلال
تنقسم الدراسة إلى مقدمة وستة فصول وخاتمة وملاحق، حيث جاء الفصل الأول بعنوان العلاقات الكويتية العمانية قبل الاستقلال (1900-1961م)، وناقش شكل العلاقات الكويتية العمانية في فترة الهيمنة البريطانية على منطقة الخليج العربي، فضلًا عن الموقع الإستراتيجي للمنطقة بوصفها تتوسط قارات العالم القديم. كما ناقش الفصل معاناة عمان من الانقسام الداخلي بين السلطنة والإمامة، كذلك موقف الكويت من الصراع الداخلي في عمان (ثورة ظفار(، إلى جانب رصد تطور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد استقلال الكويت وحكم السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه-.

مضيق هرمز
وتناول الفصل الثاني الذي أتى تحت عنوان (العلاقات الكويتية العمانية في ضوء تنامي الأطماع الإيرانية بالخليج)، المحاولات الإيرانية للسيطرة على مضيق هرمز، حيث يخضع المضيق الواقع بين سلطة عمان وجمهورية إيران لاتفاقية قانون البحار لعام 1982م، كما تناول مواجهة الكويت وعمان لهيمنة إيران على مضيق هرمز، حيث نظرت الكويت إلى التهديدات الإيرانية لسلامة الملاحة في مضيق هرمز على أنه تهديد مباشر لأمنها القومي، وأوجدت عمان وإيران نوعًا من التنظيم الأمني المشترك لحماية المضيق منذ عام 1974م بتنظيم الدوريات المشتركة، وبذل الجهود الرامية للمحافظة على أمن المضيق وسلامته وحماية الملاحة الدولية فيه. كما عالج الفصل الادعاءات الإيرانية في البحرين ودور الكويت في مواجهتها من خلال قيامها بدور الوسيط بين إيران وبريطانيا وحاكم البحرين لحل المشكلة.

 

الدعم العماني
وجاء الفصل الثالث بعنوان (الدعم العماني للكويت أثناء حرب الخليج الثانية)، وعالج السياسة الخارجية العمانية تجاه الأزمة العراقية الكويتية من واقع تحمّل سلطنة عمان مسؤوليتها القومية تجاه الطرفين، وبذلت سلطنة عمان جهودًا كبيرة من خلال جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لاحتواء الأزمة وإيجاد حلٍ سلمي لها في إطار عربي منذ اللحظات الأولى لوقوع الغزو، كما تبنت سلطنة عمان الموقف الداعي إلى أن الانسحاب العراقي من الكويت هو المدخل الوحيد لوقف إطلاق النار في الخليج مع النفي أن يكون الهدف من عملية عاصفة الصحراء هو تدمير العراق.

 

العلاقات في إطار القضايا العربية
وفي الفصل الرابع الذي حمل عنوان (العلاقات العمانية الكويتية في إطار القضايا العربية) أوضح الباحث الموقف الكويتي والعماني من الصراع العربي الإسرائيلي بدايةً من حرب 1948 وحتى بعد حرب 1973، بشرح المواقف الكويتية تجاه القضية الفلسطينية، وكذلك موقف الدولتين من العدوان الثلاثي على السويس 1956، وحرب يونيو 1967، وحرب أكتوبر 1973، ومدى الدعم السياسي والاقتصادي لمصر في هذه الحرب، علاوةً على موقف الكويت وعمان من قضايا الوحدة العربية، بدءًا بالجامعة العربية وانضمام الكويت وعمان لها ودورهما في دعم قضايا الجامعة المختلفة، علاوة على الدور الذي لعبته الكويت وعمان في إنشاء مجلس التعاون الخليجي ووضع أسسه ومقوماته، وينهي الباحث الفصل بالحديث عن المساعدات التي قدمتها الكويت وعمان للبنان خلال فترة الحرب الأهلية ومواجهة الاجتياحات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية أعوام 1978، و1982م.

 

العلاقات الاقتصادية
أما الفصل الخامس فتناول (العلاقات الكويتية العمانية الاقتصادية)، حيث بدأ الباحث بالحديث عن السياسات البترولية للبلدين وتاريخ اكتشاف النفط فيهما وموقفهما من الانضمام للمنظمات النفطية العربية والعالمية، كما تناول العلاقات الاقتصادية بين البلدين بدايةً من مشروع التكامل الاقتصادي في عام 1981، وتوضيح أهدافه في منطقة التجارة الحرة أو ما يتعلق بالاتحاد الجمركي المشترك، كذلك الاتفاقيات الكويتية العمانية المشتركة مع الاتحاد الأوروبي في عام 1987، والتعاون في مجال النقل البحري والموانئ.
العلاقات الثقافية والاجتماعية
وتناول الفصل السادس والأخير الذي جاء بعنوان (العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الكويت وعمان)، التعاون الثقافي والاجتماعي بين الكويت وعمان، حيث يرى الباحث أن التأثيرات الثقافية بدأت مع نزوج بعض الأسر العمانية إلى الكويت في عام 1910، والذين كانوا من صنّاع السفن، وانتقال بعض التأثيرات الاجتماعية من مسقط إلى الكويت مثل ألبسة النساء والحليّ، وتطرق الباحث إلى المشروعات التي نفذتها الكويت في مجالات التنمية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومكتب التربية العربي لدول الخليج، كما ناقش الباحث وجود عوائل وأسر من الطرفين لدى الطرف الآخر لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة.

يُذكر أن الدكتور عبد الرحمن علي الحيّان حاصل على بكالوريوس آداب تخصص تاريخ من جامعة الكويت، وشهادة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة جنوب الوادي بجمهورية مصر العربية، وشهادة الدكتوراه في الفلسفة تخصص تاريخ حديث ومعاصر من جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية، وله كتاب بعنوان (الكويت وحربا الخليج الأولى والثانية)، صادر عن دار السلاسل.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: سلطنة عمان مضیق هرمز فی عام

إقرأ أيضاً:

الصين والدول العربية.. ازدهار التبادلات الثقافية وتعزيز العلاقات الاستراتيجية | تفاصيل

أكد مازن إسلام، مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن العلاقات بين الصين والدول العربية شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، لاسيما في مجال التبادل الثقافي والشعبي.

أستاذ علوم سياسية: التقارب والتنسيق يصل إلى حد التحالف بين روسيا والصينالصين : تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني تعطل بسبب انسحاب الولايات المتحدة منه

وأوضح أن هذا التطور يرجع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها إقبال الشباب العربي على تعلم اللغة والثقافة الصينية، حيث يوجد في مصر حوالي 30 قسمًا متخصصًا في تدريس اللغة الصينية، بالإضافة إلى أربعة معاهد كونفوشيوس التي أنشأتها الحكومة الصينية لتعريف الشباب بالثقافة الصينية.

وأشار إلى أن مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية قد أدرجت تعليم اللغة الصينية ضمن برامجها التعليمية الوطنية.

وذكر في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك إقبالًا متزايدًا في الصين على تعلم اللغة العربية، حيث تضم أكثر من 50 جامعة ومعهدًا مخصصًا لتدريسها.

ولفت، إلى أن التبادلات الثقافية بين الجانبين تزداد بشكل مستمر، مما يعزز فهم الطلاب من الجانبين لثقافة الآخر، موضحًا، أن الدراما الآسيوية، خاصة الصينية، لعبت دورًا كبيرًا في تعريف الشباب العربي بالتقاليد والثقافة الصينية، لا سيما أن هناك العديد من العادات المتشابهة بين الصين والمجتمعات العربية.

وأوضح أن الرحلات الجوية المباشرة بين الصين والدول العربية ساهمت في زيادة تدفق السياح الصينيين إلى المنطقة.

وذكر أن مصر والسعودية سجلتا أرقامًا قياسية في عدد السياح الصينيين، حيث أشار تقرير لوكالة "شينخوا" الصينية إلى أن مصر تعد من أبرز الوجهات السياحية المفضلة لدى السياح الصينيين، نظرًا لما تتمتع به من تاريخ عريق وثقافة غنية.

وشدد على أن العام المقبل سيشهد انعقاد القمة الصينية العربية، وهو الحدث الذي من المتوقع أن يعزز العلاقات الثقافية والتعليمية بين الجانبين بشكل أكبر.

وذكر، أن الدول العربية تُعتبر شريكًا استراتيجيًا مهمًا للصين، خصوصًا في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني، والتي تهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي والثقافي بين الصين والدول المشاركة.

مقالات مشابهة

  • الصين والدول العربية.. ازدهار التبادلات الثقافية وتعزيز العلاقات الاستراتيجية | تفاصيل
  • باحث في العلاقات الدولية: لا حلول أمريكية فعالة لاتفاق غزة
  • باحث في العلاقات الدولية: لا حلول أمريكية فعالة لإنقاذ اتفاق غزة
  • الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب
  • مخزومي التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • المرأة العمانية في رمضان.. برامج خيرية متزايدة لدعم الأسر وترسيخ التكافل
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي
  • نقيب العلوم الصحية: القانون الجديد ينظم كافة العلاقات داخل العمل
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي .. عاجل
  • وزير الخارجية التايلاندي يشكر مصر على جهودها لإطلاق سراح رهائن بلاده المحتجزين في غزة