تضع الدولة المصرية نصب أعينها تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية، ومن هنا جاء اهتمام الحكومة بالتوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح والذرة، في ظل ما يعاني العالم من تهديدات للأمن الغذائي، وبخاصة في اعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في نقص إمدادات الحبوب وكانت القارة الإفريقية الأكثر تضررا من هذا النقص.

 

وفي مصر تسبب التراجع الكبير في إمدادات الحبوب وخاصة الذرة في أزمة كبيرة، قادت أسعار الأعلاف الارتفاع الي مستويات قياسية، مما ترتب عليه ارتفاع كبير في أسعار اللحوم والدواجن والأسماك، وهو ما دفع الحكومة لوضع خطة لرفع إنتاجها من الحبوب عبر زيادة المساحات المزروعة. 

وبالنظر إلى الذرة فإن مصر تستورد سنويا أكثر من 9 ملايين طن ذرة صفراء سنويا تستخدم فى مدخلات وأعلاف الماشية والدواجن، لذا تسعى الحكومة لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الذرة الصفراء إلى 32% بحلول 2025 مقارنة بنحو 24% في 2020.

يشار إلى أن مساحة الذرة الشامية العام الماضي بلغت نحو 2.7 مليون فدان، منها 830 ألف فدان ذرة صفراء تساعد في الحد من استيراد الأعلاف. 

وأكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الوزارة نجحت فى إدخال محصول الذرة الشامية فى الزراعات التعاقدية للحد من فاتورة الاستيراد التى تتكلفها الدولة المصرية كل عام بسبب استيراد هذا المحصول من الخارج، مشيرا إلى أن خطة وزارة الزراعة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج اللحوم البيضاء، وتصدير الطيور الحية للخارج، جعل هناك زيادة على الطلب من محصول الذرة، ومصر تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها من الذرة من 3 دول هي الأرجنتين والبرازيل وأوكرانيا.

وأضاف القصير أن الوزارة اجتمعت بالاتحاد العام لمنتجي الدواجن وشركات الأعلاف لمعرفة احتياجاتهم من كميات الذرة الصفراء هذا العام لتحديد الكمية المنزرعة وبالتالى تم وضع سعر ضمان 6 آلاف جنيه كحد أدنى لسعر الطن، على أن يكون البيع بسعر السوق وقتها وأن يتم تنفيذ ما هو فى مصلحة الفلاح.

وأوضح القصير أن الوزارة تعمل وفق آليات الطلب على المحاصيل الاستراتيجية التى يستهلكها السوق المحلية والعمل على تحديد المساحة المنزرعة من هذه المحاصيل الإستراتيجية للحد من فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المحاصيل.

7.6 مليون طن إنتاج مصر المتوقع من الذرة خلال موسم 2023-2024

وتوقع تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية، ارتفاع إنتاج مصر من الذرة خلال موسم 2023-2024 “أكتوبر-سبتمبر” ليُسجل نحو 7.6 مليون طن بزيادة 2.1% عن الموسم السابق له.

وقال التقرير، إن نمو الإنتاج المتوقع يرجع إلى زيادة محتملة فى المساحة المزروعة بنحو 50 ألف فدان، لتصل إلى 2.4 مليون فدان، كما ستشجع أسعار الذرة المرتفعة فى السوق المحلية العديد من المزارعين على زراعة المزيد من الذرة خلال صيف عام 2023.

وفى 22 فبراير الماضى أعلنت الحكومة عن سعر تعاقدى للذرة يصل إلى 9 آلاف جنيه لطن الذرة البيضاء، ونحو 9500 جنيه لطن الذرة الصفراء، لتشجيع المزارعين على زيادة مساحات الذرة.

ويعتبر السعر التعاقدى المعلن ليس سعر العقد النهائى، بل هو الحد الأدنى لسعر الشراء، والذى يخضع للزيادة إذا ارتفعت أسعار الذرة فى الأسواق الدولية، بينما لن يتم تخفيضها إذا تراجعت بالأسعار.

وفي هذا الشأن، توقع حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن  يصل إنتاج مصر من الذرة لنحو 8 مليون طن هذا الموسم، لافتا إلى ان مصر تزرع نحو 2 مليون  و800 ألف فدان تقريبا من الذره الشاميه هذا الموسم. 

وأضاف "ابو صدام" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن الذرة يعد من المحاصيل الزراعية المهمة حيث يدخل  في الكثير من الصناعات كصناعة الزيوت والنشا والأعلاف. 

وتابع: "زيادة انتاج الذرة يسهم في زيادة الدخل القومي ويقلل من استنزاف العملة الصعبة نتيجة الاستيراد، كما أن حبوب الذرة  تشكل 70% من مكونات الاعلاف، وننتج ما يغطي نحو 60% من استهلاكنا ونستورد 40% تقريبا من احتياجتنا من الذرة". 

ولفت نقيب الفلاحين إلى أن الحكومة تهتم بمحصول الذره فهو من المحاصيل القليلة التي تغطي الدولة جميع المساحات المنزرعة منه بتقاوي هجن متطورة ومعتمدة ذات انتاجية عالية تصل في المتوسط الي ما يزيد عن 3 طن للفدان الواحد، ولتشجيع المزارعين لزيادة مساحات زراعة الذرة  تم الإعلان عن سعر الضمان للموسم الحالى  قبل الزراعه وتحديد سعر  تسعة آلاف جنيه للذرة  الشاميه البيضاء وتسعة آلاف و500 جنيه للذرة الشامية الصفراء، بالإضافة الي تقديم الدولة للارشادات التوعوية  للمزارعين طوال مدة زراعة المحصول لزيادة الانتاج مع توفير كافة الالات والمعدات المتطوره في الزراعه والحصاد.

الزراعة التعاقدية 

 كان أول ظهور للزراعة التعاقدية خلال عام 2015، حين أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا، يحمل رقم 14 لسنة 2015، بإنشاء مركز الزراعات التعاقدية، من أجل حماية الزراعة والمزارعين من الخسائر الفادحة.

وتنص المادة الثانية من القرار على أنه، ينشأ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، مركز يسمى (مركز الزراعات التعاقدية)، وتسجيل عقود الزراعة التعاقدية، ووضع نماذج استرشادية للعقود المشار إليها.

وأكد أبوصدام أن بدء حصاد الذرة أدى الي انخفاض أسعار الأعلاف في السوق مما انعكس ايجابيا علي اسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والاسماك والالبان التي بدأت في الانخفاض.

وأردف  ان مصر تحتل المركز الـ14 ضمن أعلي 20 دولة في العالم في انتاج الذرة  الشامية  وتحتل المركز الرابع في انتاج الذرة علي مستوي افريقيا ما يستوجب بذل الكثير من الجهد للتوسع في زيادة الانتاج المحلي.

من جهته، قال محمود العناني رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن محصول الذرة الصفراء من أهم المحاصيل التى تعطي قيمة غذائية عالية للإنسان والحيوان والدواجن، مشيرًا إلى أنه تم عقد برتوكول تعاون بين الاتحاد ووزارة الزراعة لتوريد محصول الذرة الصفراء هذا العام.

وأضاف العناني في تصريحات تلفزيونية، أنه تم تحديد سعر ضمان للطن 6 آلاف جنيه على أن يتم التوريد بالسعر العالمي وقتها، مشيرًا إلى أن  وزارة الزراعة تبذل أقصى جهد لتوفير الكميات اللازمة من الذرة الصفراء للحد من فاتورة الاستيراد.

وأوضح أن الاتحاد ملزم بشراء جميع الكميات المتعاقد عليها من الوزارة والتى يوردها الفلاحون فى نهاية حصاد المحصول.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زراعة المحاصيل الاستراتيجية الاكتفاء الذاتي الحكومة الدولة المصرية القمح

إقرأ أيضاً:

اختيار حسين أبو صدام أمينًا عام لمؤسسة الفلاحين والمنتجين الزراعيين

اختار مؤسسي مؤسسة الفلاحين والمنتجين الزراعيين المشهرة برقم 7629 لعام 2024، حسين عبد الرحمن أبو صدام، الخبير الزراعي، أمينا عام للمؤسسة على مستوى الجمهورية.

وقال «أبو صدام» في أول تصريح له بعد توليه منصب أمين عام مؤسسة الفلاحين والمنتجين الزراعيين على مستوى الجمهورية: إنه على استعداد أن يعمل في أي مكان كمحامي للفلاحين وخدمة لهم ومساهمة في تنمية القطاع الزراعي، شاكرا كل مؤسسي وأعضاء المؤسسة على مستوى الجمهورية على اختيارهم له أمينا عام للمؤسسة.

وأشار إلى أن كل أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعمل كفريق واحد لتوفير الأمن الغذائي للمواطنين وتخفيف الأعباء المعيشية عنهم ودعم الفلاحين للاستمرار في الإنتاج.

أكد «أبو صدام» أنه ورغم قرب حلول شهر رمضان المبارك، والذي عادة ما كانت تزيد فيه أسعار المنتجات الغذائية، إلا أن هذا العام اختلف عن كل الأعوام السابقة وانخفضت فيه كل أسعار المنتجات الغذائية لمستوى قياسي مقارنة بالأعوام الأخيرة، وانتشرت منافذ معارض اهلًا رمضان لبيع المنتجات الغذائية بأقل من أسعار المحلات الغذائية بنسبه تصل لـ 30%.

وتابع: سعر أجود كيلو طماطم يباع حاليا للمستهلك بـ 5 جنيهات، وهو سعر إنتاجه بدون مكسب وكيلو البطاطس بـ 6 جنيهات، مع توفير كافة أنواع المنتجات الغذائية بأسعار معقولة وفي أي وقت ومكان بدون أي مشقه وهذا هو الأمن الغذائي الذي نعرفه.

اقرأ أيضاًلتعزيز الزراعة المستدامة.. مركز بحوث الصحراء يتابع الأنشطة البحثية في محطة توشكى

وزير الزراعة يستقبل المدير الإقليمي لـ «الإيفاد» لبحث سبل التعاون المشترك

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: زيارة السيسي لإسبانيا تعزز التعاون الإستراتيجي والإقليمي
  • صناعات الغانم تعزز قدرات السعودية التصديرية عبر منشأة كيربي الجديدة
  • اختيار حسين أبو صدام أمينًا عام لمؤسسة الفلاحين والمنتجين الزراعيين
  • أسعار اللحوم والسلع في منافذ وزارة الزراعة خلال شهر رمضان
  • نقابة الفلاحين ترحب بدعوة وزير الزراعة للاستثمار في صناعة الأسمدة
  • غروسي يطالب إيران بإثبات عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية
  • نقيب الفلاحين يحذر من شراء هذه اللحوم.. «فيديو»
  • نقيب الزراعيين: إضافة 4 ملايين أفدنة بنهاية 2026.. و4 مناهج جديدة في كليات الزراعة
  • بروتوكول تعاون بين «البترول» ومحافظة مطروح لتشجيع الفلاحين على الزراعة العضوية
  • زيارة الرئيس السيسي لمدريد تعزز التعاون الإستراتيجي بين مصر وإسبانيا