البرهان بالملابس المدنية في العلمين
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
إلى مصر وبالملابس المدنية وكما يليق بموقع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، جاء الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، هذه الصورة التي غابت عن البرهان منذ اندلاع الاشتباكات في السودان حيث لم يره المتابعون طوال الفترة الماضية إلا بالزي العسكري.
وفي أول خروج له من السودان تكون مصر هي المحطة الأولى له وللوفد المرافق.
الرئيس عبدالفتاح السيسي يفرد للسودان مساحة واسعة من الاهتمام لذلك تحقق اللقاء بنجاح في القصر الرئاسي بمدينة العلمين المصرية على ساحل البحر المتوسط.
منذ اندلاع الحرب التي نسميها تأدبا الاشتباكات، والجيش السوداني يسجل في دفتر التاريخ صفحة مجيدة ترفض انقسام السودان وتحمي الشعب السوداني وتجتهد لوقف تمرد قوات الدعم السريع.
مصر قريبة جدا من الأحداث وبغض النظر عن فتح حدودنا الجنوبية لاستقبال الأشقاء السودانين باعتبار هذا واجب انساني التزمت به مصر على مدار تاريخها، إلا إنني أقصد باقتراب مصر من الأحداث بمعنى المتابعة اللحظية لما يدور على الأرض في الخرطوم وأم درمان ودارفور وكذلك رصد ودراسة وتحليل كافة المبادرات والتحركات السياسية التي تسعى نحو الوصول بالسودان إلى شاطئ الأمن والأمان والاستقرار.
هذا المعنى الذى أذهب إليه هو نفسه ماجاء في بيان مجلس السيادة السوداني عبر صفحته على موقع "فيسبوك" عقب لقاء العلمين حيث أشار إلى إن اللقاء بين الرئيس السيسي والبرهان تناول أوجه التعاون المشترك بين البلدين في جميع المجالات، وتطورات الأوضاع فى السودان والجهود المبذولة لتسوية الأزمة في السودان بما يحفظ أمنه واستقراره.
وإذا ربطنا بين الخروج الأول للبرهان من الخرطوم نحو القاهرة وبين ما شهدته مصر من لقاء سابق موسع تحت عنوان دول جوار السودان نعرف أن المسارات التي تسعى الدولة المصرية نحوها تتطابق مع الأفكار التي يسعى مجلس السيادة السوداني لتحقيقها ولذلك جاء تركيز البيان السوداني بعد لقاء العلمين ليؤكد على أن السيسي والبرهان قد ناقشا تطورات الأوضاع فى السودان كما تم التشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظًا على سلامة وأمن الشعب السوداني، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، وذلك في إطار تعزيز مسار دول جوار السودان الذي إستضافت مصر قمته الأولى مؤخرا.
ولأن الدولة المصرية تعتبر مصالح الشعب السوداني موضوعًا ذا أولوية أولى فكان لابد في لقاء العلمين من تناول سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني المتضرر من الصراع، لاسيما عن طريق إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها لمستحقيها.
اختيار مصر محطة أولى يجعلني دون تردد أن أشير إلى الوعي الذي يتمتع به مجلس السيادة السوداني وإلى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان باعتباره رجل دولة قادر على فرز الصديق من العدو وكذلك الصياغة الدقيقة التي قال فيها كلاما عن تقدير السودان للدور المصري الفاعل بالمنطقة والقارة الأفريقية تحت قيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وعلى الجانب الآخر كان الرد المصري وعلى لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي بحسب بيان مجلس السيادة السوداني، حيث أكد على موقف مصر الثابت والراسخ الداعم للسودان في أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، لاسيما في ظل الظروف الدقيقة الراهنة التى يمر بها، آخذًا فى الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين.
الأزمة التي تعيشها السودان لا يمكن التعامل معها باعتبارها أزمة خارج حدودنا ولكننا في عين العاصفة لذلك يدرك الجانبان المصري والسوداني حكومة وشعبا ضرورة غلق هذا الملف إلى الأبد لتعود الخرطوم منارة وعاصمة عربية قادرة على الإبداع والتفاعل الإيجابي مع جيرانها وفي مقدمتهم مصر العظيمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السودان مصر عبدالفتاح السيسي مجلس السیادة السودانی الشعب السودانی
إقرأ أيضاً:
الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا
شارك الفيلم الوثائقي السوداني «الخرطوم» في مسابقة مهرجان «صن دانس» وبالولايات المتحدة وينتظر مشاركته في مهرجان برلين بالمانيا في الخامس عشر من فبراير ضمن افلام البانوراما.
خاص _ التغيير
ويروي الفيلم قصة خمس شخصيات في مدينة واحدة، لبلد في حالة حرب. وتتكون الشخصيات من موظف حكومي، بائعة شاي، متطوع في لجنة مقاومة، وطفلان من الشارع.
وكتب موقع الفيلم على الإنترنت معرفا بطبيعته: خمس قصص من السودان تتشابك معًا بحثًا عن الحرية من خلال الأحلام المتحركة، وثورات الشوارع، وحرب من العاصمة الخرطوم للهروب إلى شرق أفريقيا.
الفيلم من إخراج كل من أنس سعيد، راوية الحاج، إبراهيم سنوبي، تيماء محمد أحمد، والمخرج البريطاني فيل كوكس.
وسبق لفيل كوكس أن زار السودان لتصوير فيلم سبايدرمان وهو ما دفعه وشجعه لتصوير عمل آخر بالشراكة بينه وبين «سودان فيلم فاكتوري ) ليتم طرح طلبات على الإنترنت ويفوز فيلم الخرطوم بالموافقة.
ويتحدث الفيلم عن خمس شخصيات أوكلت لكل مخرج مهمة إخراج شخصية واحدة، وجمع قيل كوكس قصص كل المخرجين الخمسة في فيلم واحد. ويتكون فريق العمل من عدة جنسيات من السودان وبريطانيا وكينيا و فلسطين وغيرها. وبدأ تصوير الفيلم قبل وبعد حرب السودان واستغرق ثلاث سنوات، وأنجز العمل بجزئية كبيرة قبل اندلاع الحرب في الخرطوم .
تقول راوية لـ «التغيير» وهي أحد مخرجي الفيلم: قامت الخطة على الإنتهاء من التصوير في مايو 2023 غير أن الحرب بدلت كل التفاصيل، وفقدنا التواصل كمخرجين مع بعضنا البعض وكذلك مع شركاء المشروع، وأضافت “لجأ أحد المخرجين إلى دولة كينيا ونجح في التواصل مع فيل وشركة الإنتاج ثم وصلنا نيروبي وقمنا بعمل ورشة لدراسة امكانية مواصلة الفيلم”. وتضيف: “كان القرار صعبا علينا لأننا فقدنا جزءاُ كبيراُ من المعلومات وكان ذلك تحدياً كبيراُ، واتصلنا بشركاء المشروع وقرر الجميع المواصلة. وتابعت: لم أجد طريقه لأتواصل مع الأطفال والمشاركين في الفيلم لانقطاع الاتصالات بالخرطوم وسيطرة الدعم السريع على منطقتهم، وبعد شهرين من البحث وجدناهم ونجحنا في اخراجهم لكينيا بعض رحله متعبة مرورا بمدينة بورتسودان شرقي البلاد.
واستخدم فريق الفيلم العديد من التقنيات اهمها تقنيه الشاشة الخضراء لاعادة القصص وخضع المشاركون لجلسات معالجه نفسية لمعالجه صدمات الحرب لتساعد فريق العمل في أن يحكوا قصه نجاتهم من الحرب وذكرياتها المؤلمة.
ويقام مهرجان صندانس في الولايات المتحدة الأمريكية وهو من أكبر المهرجانات السينمائية حيث وافق المنظمون على مشاركه فيلم الخرطوم في المسابقة الرسمية والتي تضم افلاما طويلة وقصيرة ودراما وغيرها، وشارك الفيلم السوداني ضمن قائمه الأفلام الوثائقية.
وقامت فكرة تصوير فيلم الخرطوم في الأساس على أنها حكايات من المدينة تعرض للعالم بصورة إنسانية وتعكس أسرار العاصمة التي تضم كل أهل السودان واستعراض المدينة من منظور اخر غير مرئي.
تواصل المخرجة راوية حديثها لـ «التغيير» بقولها : بعد التغييرات التي حدثت بعد الحرب أردنا إيصال رسالة مفادها أن من قٌتلوا في الخرطوم أشخاص كانت لهم حيوات وقصص إنسانية وليسوا مجرد أرقام للوفيات تذاع في نشرات الأخبار وهو ما حاولنا عكسه في الفيلم مشاركتنا في المهرجان.
الوسومإنترنت سودان فاكتوري فيلم مسابقة