جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-18@17:58:07 GMT

صوت المواطن

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

صوت المواطن

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

المجالس البرلمانية تمثل نبض الشارع وصوت المُواطن وتنقل هموم الوطن للمسؤولين، في الدول التي تحظى فيها التجارب الديمقراطية بصلاحيات حقيقية؛ إذ يقوم نوّاب الشعب- كما هو الحال في الدول الغربية- بالعديد من الأدوار والمهام الوطنية، وعلى وجه الخصوص سن القوانين والتشريعات واستجواب الوزراء المخالفين لصلاحياتهم، ومراقبة السلطات التنفيذية في البلاد، ومحاربة الفساد في مختلف قطاعات الدولة.

وفكرة نوّاب الشعب الذين يعبِّرون عن ضمير المُواطن وطموحاته نحو الارتقاء بالمجتمع بمختلف شرائحه الاجتماعية؛ والذي يقوم في الأساس بدفع من يمثله إلى مجلس الشعب أو العموم (كما يطلق عليه في بريطانيا)، هي فكرة مرتبطة بالدرجة الأولى بالثورات الأوروبية في القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين في كل من فرنسا وإنجلترا، فالشعوب انتزعت حقوقها وخرجت من ظلام القرون الوسطى، ثم انتشرت تلك التجارب الانتخابية إلى العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة والهند ومصر وتركيا والعديد من دول شرق آسيا.

من هنا يتطلع الجميع في هذا الوطن العزيز إلى تفعيل الصلاحيات المخصصة لمجلس الشورى، والسماح للأعضاء المنتخبين من الشعب بالقيام بواجباتهم البرلمانية كاملة؛ فعمر نهج الشورى في السلطنة يتجاوز 3 عقود وهي مدة كافية لنضوج هذه التجربة المباركة التي تدرجت في بدايتها في عقدها الأول، وكانت القبيلة هي المسيطرة؛ لكون شيوخ القبائل هم الذين كان يُسمح لهم بالتصويت واختيار من يرونه مناسبًا، ثم تطورت تلك العملية الانتخابية وتوسعت قاعدة المشاركة وأصبح كل من بلغ 21 سنة يحق له المشاركة في التصويت.

وشهد العقد الثالث الأخير اتجاهًا إيجابيًا من العديد من الشيوخ والوجهاء الذين أظهروا رغبة صادقة في اختيار الكفاءات دون انتماء قبلي ومصالح شخصية، لكن لم نصل إلى مستوى طموح الوطن في هذا المجال حتى الآن. هناك تحديات عديدة تواجه الوصول بالتجربة الشوروية إلى المستوى الذي تطمح إليه القيادة الرشيدة لهذا الوطن العزيز؛ فثقافة المجتمع ووجود القبيلة كمكون اجتماعي أصيل لا يمكن التخلص منه في عقود قليلة؛ بل الأمر يحتاج إلى فترات أطول.

لا شك أن هناك إجماعًا بين المسؤولين والعلماء ووسائل الإعلام، العامة منها والخاصة، على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي والحديث بصوت واحد؛ مفاده نبذ المُحاصصة القبلية والمصالح الشخصية والاتجاه نحو الاختيار الأفضل لمن يمثل المجتمع في مجلس الشورى. الشخص المناسب هو الذي يستطيع أن يشارك في بناء الوطن ويقدم نقدا بناءً يساعد الحكومة في الارتقاء بالخدمات التنموية التي تقدم للمواطنين.       

وفي كل فترة انتخابية جديدة يشهد بلدنا الحبيب حراكًا انتخابيًا واصطفافًا عشائريًا غير مسبوق؛ ففي هذه الأيام تتجه الأنظار وتجتمع الحشود استعدادًا للفترة العاشرة لانتخابات مجلس الشورى؛ فهذه التجمعات الانتخابية والتكتلات القبلية بدأت مبكرًا هذا العام، استعدادًا للعرس الانتخابي المرتقب، على أمل أن تكون هذه المرة منافسة شريفة في مختلف ولايات السلطنة لاختيار من يمثّل الناخبين، ويحرز أكبرعدد من الأصوات في مختلف الدوائر الإلكترونية في العالم الافتراضي المرتبط بـ63 ولاية في البلاد.

لذلك نؤكد دائمًا أن صوتنا أمانة واختيارنا الأنسب واجب وطني.

وتأتي هذه المنافسة كنتيجة طبيعية للجهود الجبارة التي بذلها الأعضاء في الفترة التاسعة، وذلك من خلال استخدامهم الصلاحيات والأدوات الرقابية المنصوص عليها في القانون المتعلق بمجلس الشورى والتي وردت في قانون مجلس عمان وعلى وجه الخصوص المادة (56) والتي تضمنت 7 أدوات رقابية، تبدأ بالبيان العاجل الذي يلقيه العضو أمام المجلس حول قضية وطنية تتعلق بمصلحة الوطن ومستقبل المجتمع، وتنتهي بالاستجواب الذي يتطلب تقديم عريضة موقعة من 15 عضوًا كخطوة أولى؛ ثم يتم التصويت عليها من الجميع في المجلس، وبالفعل استطاع أصحاب السعادة الأعضاء استخدام كل تلك الأدوات خلال السنوات الأربع الماضية.

صحيحٌ أن هناك تحديات واختلافات في وجهات النظر بين السلطة التنفيذية التي تُخطط وتضع السياسات وتُنفذ المشاريع والاستراتيجيات التنموية في السلطنة، وبين المجلس الذي يهدف إلى تحقيق طموحات المُواطن نحو حياة كريمة يسودها الرخاء الاقتصادي والنمو الاجتماعي.

في الختام.. الآمال معقودة على الناخب العُماني أينما وُجد، بالالتزام بالمشاركة في الإدلاء بصوته وأن يكون الاختيار المرشح الأنسب فصوته أمانة. وقد كانت نسبة المشاركة في الفترة التاسعة حوالي 49% فقط، بينما لم تتجاوز نسبة التصويت في انتخابات المجلس البلدي الأخير أكثر من 39% على الرغم من التصويت بالنظام الإلكتروني عبر الأجهزة الذكية التي يمكن استخدامها من المنزل أو المكتب أو السيارة وفي أي مكان.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مجلس الشورى الإيراني يطلب تعديل مشروع قانون مثير للجدل بشأن الحجاب

قالت وسائل إعلام إيرانية إن البرلمان الإيراني طلب رسميا إجراء تعديل على مشروع قانون مثير للجدل بشأن إلزامية ارتداء الحجاب.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة (إسنا) عن نائب الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية شهرام دابيري قوله "طلبنا عدم رفع قانون العفة والحجاب إلى الحكومة" بصيغته الحالية، وأضاف أن "رئيس مجلس الشورى طلب تعديل مشروع القانون" دون أن يحدد طبيعة التعديلات المطلوبة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقاليد كعكة الزفاف.. من رمز للخصوبة إلى فوضى تلطيخ وجه العروس؟list 2 of 2من الستينيات إلى اليوم.. كيف جسدت السينما الفلسطينية شخصياتها المتعددة؟end of list

وفي مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن تحفظه حيال جدوى قانون جديد يقضي بتشديد العقوبة على النساء غير المحجبات.

ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، أصبح لزاما على النساء في إيران وضع الحجاب في الأماكن العامة، لكن المزيد من النساء أصبحن يخرجن الآن دون حجاب خاصة منذ وفاة الشابة مهسا أميني على يد الشرطة التي أوقفتها بتهمة انتهاك قواعد اللباس المعمول بها في البلاد، مما أدى إلى موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات في سبتمبر/أيلول 2022.

ولم ينشر نص القانون الجديد رسميا، لكن بحسب الخطوط العريضة التي نقلتها الصحافة، يقضي النص بعقوبة تصل إلى 10 سنوات سجنا وغرامة تعادل 6 آلاف دولار لمن يشجع "العري" أو "الفحش".

إعلان

كما ينص القانون، حسب التسريبات، على وجوب دفع الغرامة في غضون عشرة أيام تحت طائلة حظر مغادرة البلاد والحرمان من بعض الخدمات العامة كإصدار رخصة القيادة، كما يمنح نص القانون المقترح الشرطة صلاحيات استخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف على النساء غير المحجبات باستخدام الكاميرات.

ويثير مشروع هذا القانون الذي يضم 74 مادة، انقساما بين السياسيين وعلماء الدين والمجتمع المدني. وبموجب الدستور الإيراني، يمكن للحكومة أن تطلب من البرلمان إجراء تعديلات على النص قبل نشره.

مقالات مشابهة

  • مجلس الشورى الإيراني يطلب تعديل مشروع قانون مثير للجدل بشأن الحجاب
  • رئيس مجلس الشورى يلتقي رئيس وزراء باكستان
  • رئيس مجلس الشورى يصل باكستان في زيارة رسمية
  • "الشورى" يطالب بالعمل على مبادرة لتطوير المتاحف والحفاظ عليها
  • أمير منطقة تبوك يستقبل المواطن عبداللطيف العطوي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى
  • «الشورى» لـ«جامعة جدة»: طوّروا البنية الرقمية ونمّوا مواردكم
  • "الشورى" يناقش مشروع تعديل "نظام إنتاج المواد التعليمية المساعدة"
  • استعراض البرنامج الوطني نزدهر أمام مجلس الشورى
  • رئيس مجلس الشورى يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته