تغيير نظام الدراسة في كليات الهندسة أحدث حالة من الجدل في الأوساط التعليمية خلال الفترة الحالية، وذلك بعد القرارات التي اتخذها الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، حول عدد سنوات الدراسة في كلية الهندسة.

 

جدل حول عدد سنوات الدراسة في كليات الهندسة.. 4 أم 5 أفضل؟

وأثيرت حالة من الجدل خلال الساعات الماضية بعدما أعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، صدور القرار الوزاري باللائحة الجديدة لكلية الهندسة، والذي يمكن الطلاب من التخرج بعد 4 سنوات دراسية فقط، لتصبح بذلك هندسة القاهرة أول كلية هندسة حكومية تتيح للطالب إمكانية التخرج في 4 سنوات من خلال برامجها التخصصية الحديثة، وذلك في إطار حرص الجامعة على سد الفجوة المعرفية والتوافق مع الأنظمة التعليمية العالمية ومواكبة التطور السريع والمتلاحق في التعليم الجامعي.

وكشف الدكتور حسام عبدالفتاح، عميد كلية الهندسة في جامعة القاهرة، أن كلية الهندسة جامعة القاهرة ستعمل بنظام الساعات المعتمدة، حتى لا تقيد الطالب المتفوق بعدد الـ 5 سنوات دراسة، موضحًا أن الطالب الذي يستطيع الانتهاء من عدد الساعات المطلوبة يستطيع التخرج من الكلية في 4 سنوات فقط بدلا من 5 سنوات.

وبعد قرار رئيس جامعة القاهرة، كشفت مجموعة المعاهد الكندية CIC، عن تعديل اللوائح بمختلف معاهدها، التي من خلالها يمكن للدارسين بالمعهد العالي للهندسة، دراسة 150 ساعة، طبقًا للإطار المرجعي المعتمد من لجنة قطاع المعاهد الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات، وذلك بنظام الساعات المعتمدة، بما يسمح لبعض الطلاب إمكانية الانتهاء من دراسة مقرراتهم في مدة أقل من 5 سنوات، قد تصل إلى 4 سنوات، طبقًا للمستوى الأكاديمي للطالب وقدراته في الانتهاء من المقررات، ويعد القرار هو الثاني على التوالي بعد إعلان كلية الهندسة جامعة القاهرة تطبيق النظام الجديد.

 

خبير تعليمي: تقليل عدد سنوات الدراسة في كلية الهندسة لن يخل بتربوية المناهج

وحول هذا الأمر، قال الخبير التعليمي الدكتور مجدي حمزة، إن قرارات تقليص الدراسة في كليات الهندسة أو باقي الكليات بدأت مع دعوات إيلون ماسك الذي كان ينادي بتقليص سنوات الدراسة في الجامعات، بل وصل الأمر إلى دعوته للدراسة أون لاين في بعض الكليات أو الاعتماد على الدورات التدريبية فقط خاصة بعد نجاح التجربة في فترة كورونا.


وأضاف الخبير التعليمي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه عندما يكون عدد سنوات الدراسة في كلية الهندسة 4 سنوات والسنة الأخيرة عبارة عن دراسة عملية لن يخل بعملية تربوية المناهج بالعكس يمكن أن تخفض المناهج لتقليص الدراسة لثلاث سنوات فقط.

واستطرد: "تقليص المناهج لتقليل عدد السنوات الدراسية لن يخل بالمنظومة التعليمية خاصة وأن هناك حشو في بعض المناهج وتقليلها لن يؤثر على المعلومة التي يتم تقديمها للطلاب وهناك بعض الكليات يمكن إيجازها في سنتين ليكون التعليم كيفي وليس كمي مما يساعد على تخريج الطلاب بشكل مناسب لسوق العمل وهناك كورسات تعليمية يأخذها الطالب لتعويض منهج عدد من السنوات وأتوقع زيادة فكرة تقليل سنوات الدراسة في الكليات المختلفة السنوات المقبلة".

 

أستاذ بجامعة القاهرة: لا مانع من سنوات الدراسة في بعض الكليات بشروط

ومن ناحيته، قال الأستاذ في كلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة الدكتور عاصم حجازي، إن تخفيض سنوات الدراسة في بعض الكليات إذا كان يساير الاتجاهات العالمية والمناهج الدولية والتي أثبتت فعاليتها فلا مانع من تطبيقه ولكن بشرط.

وأوضح الأستاذ في كلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن أبرز تلك الشروط تدريس نفس المقررات ونفس المحتوى وعدم الاقتصار على تخفيض عدد الساعات فقط مع تغير المحتوى، بمعنى أنه إذا تم ترجيح الأخذ بنظام تعليمي معين يجب أولا التأكد من كفاءة هذا النظام وثانيا يجب أن نأخذه كما هو دون أي تعديل على مناهجه، أما إذا احتفظنا بمحتوانا ومناهجنا القديمة وخفضنا فقط عدد الساعات فالأمر حينئذ يعود إلى المتخصصين في المجال لتحديد ما إذا كانت هذه المعلومات كافية أم لا.

وأشار هناك العديد من الحقائق والمسلمات التي يجب أخذها في عين الاعتبار أثناء مناقشة الموضوعات التي تتعلق بتخفيض عدد سنوات الدراسة أو زيادتها:

أولا: أن المعتبر في تعليم الطلاب وصولهم إلى امتلاك الحد من المعلومات والمهارات التي تؤهلهم للعمل بعد ذلك في المجال.ثانيا: أنه لا يمكن إعطاء الطلاب كافة المعلومات المتعلقة بمجال تخصصهم وإنما يتعلمون أكبر قدر ممكن من هذه المعلومات وذلك لأن التطور المستمر للمجالات العلمية والعملية يأتي كل يوم بجديد وتتطور المعرفة بشكل كبير ووفقا لذلك فإن إكساب الطلاب القدرة على التعلم المستمر تحظى بنصيب وافر من الاهتمام في المناهج الحديثة.ثالثا: تحديد الضروري والمهم من هذه المعلومات التي يجب أن يمتلكها الخريج الرأي فيها لأصحاب التخصص فهم وحدهم من يمكنهم تحديد ما إذا كانت المقررات التي يدرسها الطلاب كافية لتأهيلهم للالتحاق بسوق العمل أم لا.

 


خبير تربوي يكشف عيوب تقليل سنوات الدراسة في كليات الهندسة

وعلى النقيض، قال الدكتور تامر شوقى الخبير التربوى واستاذ علم النفس التربوى بكلية التربية جامعة عين شمس، إن تقليل سنوات الدراسة في كليات الهندسة سيساهم في عدم استيعاب الطلاب للمقرارت على نحو جيد، لأن المخ البشرى يحتاج فترات زمنية طويلة ومتباعدة لاستيعاب المعلومات وتمثيلها عقليا بشكل صحيح.

وأضاف الخبير التربوى، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن في علم النفس تكثيف إعطاء المقررات الدراسية في مدد زمنية أقل يخدم ما يسمي الذاكرة القصيرة الأمد ولا يسمح للطالب بربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة كما لا يسمح له يربطها بالواقع وممارسته لها ويصبح كل هم الطالب المذاكرة من أجل الامتحانات واجتياز المقررات المختلفة وليس التعلم الحقيقي.

وأشار استاذ علم النفس التربوى بكلية التربية جامعة عين شمس إلى أن مع تطور العلوم المختلفة وتشعبها الأصح هو زيادة سنوات الدراسة وليس انقاصها حتي يستطيع الطالب دراسة فروع العلوم المختلفة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: هندسة جامعة القاهرة نظام الساعات المعتمدة المعاهد الهندسية هندسة جامعة القاهرة كليات الهندسة هندسة القاهرة جامعة القاهرة کلیة الهندسة فی کلیة فی بعض

إقرأ أيضاً:

التعليم.. و تطبيق تجارب الآخرين

كل فترة، تقوم وزارة التعليم بفرض نظام تعليمي جديد على الطلاب دون تجربته على عدد محدود من المدارس، ودراسة مدى نجاحه ومناسبته للطلاب لدينا.
تقوم الدول المتقدمة بتجربة أي نظام جديد في عدد محدود من المدارس، ثم تقوم بتقييم التجربة، وتدخل التعديلات إذا لزم الأمر قبل تطبيقه على الجميع.
هذا غير قياس مستوى الطلاب، ومقارنته بأقرانهم في الدول المتقدمة الأخرى لمعرفة أوجه القصور في المادة التعليمية.
قبل عدة سنوات، فرضت الوزارة نظام التقييم المستمر، حيث لا يخضع الطالب لأي امتحان. فقط ينجح الطالب لانه أجاد المهارة المطلوبة. و بالتالي تعودت أجيال على عدم الاستعداد للامتحان لكي تختبر معلوماتها. ولقد رحبت بعض الأسر بذلك النظام، لأنه كان يعني عدم قيام أحد الأبوين بمساعدة إبنه في المذاكرة. و بالتأكيد كان ذلك يدعو للكسل بالنسبة للطلاب.
ولقد نتج عن ذلك، أن تجد طالب في الجامعة يفتقد للكثير من المهارات الأساسية للتعليم مثل التحليل و الاستنباط ناهيك عن ابسط المهارات مثل الكتابة اللغوية الصحيحة.
ولو سألنا دكاترة الجامعة عن مستوى أغلب الطلاب، لسمعنا الكثير من المواقف الغريبة التى يواجهونها من الطلاب.
ذكر لي أحد الدكاترة في كلية الجغرافيا، أنه طلب من طلبة السنة الأولى أن يرسموا خريطة المملكة، وفوجئ بقيام البعض بتوزيع المدن على الخريطة بطريقة عشوائية، فمكة أصبحت على البحر الأحمر، وسكاكا في الجنوب، وأبها بجانب الرياض.
وأذكر أني سمعت أحد مسؤولي وزارة التعليم آنذاك يقول في مقابلة اذاعية: إن نظام التقييم المستمر لم يفشل، ولا يزال في طور التجربة، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على العمل به. ثم قامت الوزارة بإلغائه بعده بقليل في عام ٢٠٢٢.
والحقيقة أننا أخذنا النظام بعد أن طبقته إحدى الدول العربية وقامت بالغائه لفشله.
ومنذ ٤ سنين قررت الوزارة فرض نظام الثلاث فصول على المدارس والجامعات دون أخذ آراء العاملين في التعليم من مدرسين ومديرين. و حيث أن النظام القديم كان أفضل، قامت بعض الجامعات بالعودة لنظام الفصلين بعد مخاطبة الوزارة.
نحن نقوم بنقل تجارب قامت بها دول أخرى دون مراعة لطبيعة البيئة المدرسية لدينا.
ودون النظر إلى نجاح تلك التجارب من عدمه، أو دراسة الأسباب التى دعت تلك الدول لتطبيقها.
وهنا أذكر أنه ظهر اقتراح أن يخفض الأسبوع الدراسي الى أربعة أيام مثل فنلندا، خاصة وأن فنلندا، تحتل مركزاً متقدماً على مستوى العالم.
لا يجب أن يفرض نظام لأنه ناجح في دولة أخرى، فما يصلح لدولة مثل فنلندا، لا يصلح لمدارسنا. وإذا أردنا أن ننقل عن الآخرين، فيجب أن ننظر إلى التجربة كاملة، لا أن ننقل جزءاً منها.
هناك يبدأ إعداد الطلاب للدراسة في مراكز العناية اليومية ورياض الأطفال لتنمية مهارات التعاون والتواصل لدى الأطفال الصغار، ممّا يهيئهم للتعلم مدى الحياة، وكذلك لتعليمهم القراءة والرياضيات، وتستمر هذه المرحلة التحضيرية حتى يبلغ الطفل سن السابعة. و يركز التعليم الفنلندي في مرحلة الطفولة المبكرة على احترام فردية كل طفل، وعلى توفير الفرصة لتطوير كل واحد منهم حتى يصبح شخصًا فريدًا من نوعه.
ومن أجل ذلك، يتم اختيار تربويين على أعلى مستوى لتولى مهمة إعداد الطلاب لرحلة التعليم.
وهذا يؤكد، أنه لتطوير التعليم لدينا، لابد أن نبدأ من الحضانه والمرحلة الابتدائية. وكما يقول المثل القديم:” التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.”
أما باقي الحلول، فهي مؤقته. وقد يستفيد منها الطلبة المتفوقون فقط.
ولابد من اختيار أفضل التربويين لإعداد الطلاب منذ بداية رحلة التعليم.
وإذا أرادت الوزارة تجربة أي نظام جديد، فلابدَّ أن تستشير العاملين في التعليم من مديرين ومدرسين، فهم شركاء في العملية التعليمية، وهم الأساس لنجاح أي تجربة.

مقالات مشابهة

  • في أجواء رمضانية.. رئيس جامعة القاهرة يشارك طلاب المدينة الجامعية مائدة الإفطار
  • «عمداء جامعة كفر الشيخ» يؤكد أهمية تطوير المناهج وفقًا لمتطلبات سوق العمل
  • رئيس جامعة بنها يفتتح المعرض الخيري للملابس لطلاب كلية التربية النوعية
  • في أجواء رمضانية دافئة.. رئيس جامعة القاهرة يشارك طلاب المدينة الجامعية مائدة الإفطار
  • الطلاقة اللغوية بين السياقات والصياغات.. كتاب جديد لرودينا خير وعدنان عبد الخفاجي
  • التعليم.. و تطبيق تجارب الآخرين
  • د.حسام الدين عبد الفتاح عميدا لكلية الهندسة بجامعة القاهرة
  • تأهل هندسة بنها الأهلية لمسابقة الجمهورية للغواصات البحرية
  • تطبيق مشروع الزراعة المائية الذكية في جامعة صحار
  • بدء الدراسة العام القادم.. جامعة عين شمس الأهلية تكشف عن الكليات المتاحة