القدس المحتلة - صفا

نعت حركة "حماس" الشيخ الداعية سامي عبد اللطيف (المصري)، أحد قادة العمل الإسلامي وإمام مسجد قباء في قرية كفر قرع بالداخل الفلسطيني المحتل، الذي ارتقى اليوم السبت بجريمة قتل في كفر قرع بالداخل الفلسطيني المحتل.

وقال الناطق باسم الحركة في القدس محمد حمادة في بيان وصل وكالة "صفا" اليوم السبت: إن استمرار قافلة ضحايا الجريمة وآخرهم الشيخ المصري، الذي أمضى حياته في الإصلاح والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، يدق ناقوس خطرٍ متصاعد لما يتعرض له أهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل على يد عصابات الجريمة المنظّمة التي تعمل تحت عين جهاز الشاباك  لإضعاف المجتمع الفلسطيني".

وأكد أن الاحتلال يعمل على زرع الفتنة في الداخل، والفلتان الأمني في أوساطه، ما يستدعي يقظة عالية لحماية السلم الأهلي في أوساط المجتمع الفلسطيني الذي يضطلع بدور هام في حماية الهوية الوطنية والدفاع عن المسجد الأقصى.

ولاقت جريمة قتل المصري تنديد وغضب واسع وسط فلسطينيي الداخل، والذين تظاهروا وطردوا أفراد شرطة الاحتلال من كفر قرع عقب الجريمة، محملين الاحتلال وأجهزته المسؤولية الكاملة عن تصاعد الجرائم في الداخل.

 

 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حماس امام مسجد كفر قرع

إقرأ أيضاً:

الخطر الوجودي الذي يهدد مسلمي الهند

في ظل التصاعد المخيف لموجة القومية الهندوسية في الهند، تلوح في الأفق نذر كارثة وجودية تهدد أكبر أقلية مسلمة في العالم، يزيد تعدادها عن 200 مليون نسمة. فالمشهد الهندي لم يعد مجرد نزاع سياسي أو ديني، بل بات مشروعا منظما يستهدف استئصال الهوية الإسلامية من الهند، وإعادة تشكيل البلاد على أساس هندوسي صرف.

أولا: من ثورة 1857 إلى صعود مودي.. رحلة الإقصاء الطويلة

لم يكن التحدي الذي واجهه المسلمون في الهند حديث عهد، بل بدأ مع سحق ثورة 1857 التي قادها المسلمون ضد الاحتلال البريطاني، حيث اعتُبر المسلمون العدو الأول، وتعرضوا بعدها لعقوبات جماعية، ففُكِّكت مؤسساتهم، وصودرت أوقافهم، وتم تهميشهم سياسيا وتعليميا واقتصاديا.

لكن الأخطر لم يبدأ إلا مع صعود حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي إلى السلطة، بزعامة ناريندرا مودي، الذي تمكن من توظيف المشاعر الدينية، والدعاية القومية، والمظلومية الهندوسية، ليطلق مشروع "الهند الهندوسية" على حساب التنوع التاريخي للبلاد.

الأخطر لم يبدأ إلا مع صعود حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي إلى السلطة، بزعامة ناريندرا مودي، الذي تمكن من توظيف المشاعر الدينية، والدعاية القومية، والمظلومية الهندوسية، ليطلق مشروع "الهند الهندوسية"
ثانيا: ملامح الخطر الوجودي الحالي

الخطر اليوم ليس مجرد اضطهاد ديني، بل مشروع تهويد حضاري شامل، ومن أبرز ملامحه:

1- التمييز القانوني المُقنن: بإصدار قانون الجنسية الجديد الذي يمنح الجنسية للاجئين غير المسلمين، ويستثني المسلمين صراحة، مما يهدد بسحب جنسية ملايين المسلمين واعتبارهم "متسللين غير شرعيين".

2- تغيير هوية التعليم والمناهج: بإعادة صياغة التاريخ ليقصي المسلمين من مساهماتهم، ويقدمهم كغزاة أجانب، بما يعيد إنتاج الأجيال على كراهية الإسلام.

3- استهداف المساجد والرموز الإسلامية: كما حدث في مسجد بابري الذي هدمه المتطرفون عام 1992، ويجري اليوم التمهيد لاستهداف مساجد أخرى مثل مسجد غيانفابي في فاراناسي.

4- حملات المقاطعة الاقتصادية للمسلمين: عبر هاشتاغات علنية تدعو لمقاطعة التجار المسلمين، ومنعهم من العمل في الأسواق والمناسبات الشعبية.

5- شيطنة المسلمين في الإعلام: بتصويرهم كإرهابيين، أو عملاء لباكستان، أو ناقلي الأوبئة، مما يشرعن الاعتداء عليهم في الشوارع.

6- تشجيع العنف الجماعي والإفلات من العقاب: كما حدث في مذابح غوجارات عام 2002 حين كان مودي رئيس وزراء الولاية، أو الاعتداءات المتكررة على المسلمين بتهمة ذبح الأبقار.

ثالثا: هل تتحول الهند إلى "أندلس ثانية"؟

هذا هو السؤال المرعب الذي طرحه الدكتور ظفر الإسلام خان في حواره الأخير، وهو صحفي ومترجم معروف للقرآن الكريم إلى الإنجليزية، حيث شبّه ما يحدث اليوم بالتحولات التي سبقت سقوط الأندلس، عندما تم نزع الهوية الإسلامية بالتدريج، وتجريم اللغة العربية، وتصفية العلماء، وانتهى الأمر بالمذابح والتهجير القسري.

وقد لا تكون المقارنة مبالغا فيها؛ فالهند تشهد اليوم محاولة هندسة حضارية تستهدف محو الإسلام كهوية وثقافة وتاريخ من الأرض التي سكنها المسلمون أكثر من 1300 عام.

رابعا: دروس الأندلس.. لمن أراد الاتعاظ

إن قراءة التاريخ الأندلسي تعلمنا أن السقوط الحضاري لا يحدث فجأة، بل عبر مراحل:

• تشرذم سياسي أفقد المسلمين وحدتهم، فصاروا دويلات متناحرة، كما يحدث اليوم في تفرق الجماعات الإسلامية بين منهجيات متصارعة.
هند تشهد اليوم محاولة هندسة حضارية تستهدف محو الإسلام كهوية وثقافة وتاريخ من الأرض التي سكنها المسلمون أكثر من 1300 عام
• فقدان الوعي الجمعي بالخطر الوجودي، حيث غفل الناس عن خطورة الاستهداف الثقافي والديني حتى صار واقعا مفروضا.

• التخاذل أمام الهجمة الحضارية، وركون بعض النخب إلى المداهنة، أو الهجرة الفكرية إلى القيم الغالبة طلبا للنجاة الفردية.

• الاعتماد على الخارج، حيث ظنّ الأندلسيون أن الاستنجاد بالفرنجة قد ينقذهم، فكان ذلك بابا لهلاكهم، وهو ما تكرره بعض الأصوات اليوم باستجداء الغرب لحماية المسلمين.

خامسا: ما السبل المتاحة للمواجهة؟

في مواجهة هذا الخطر الوجودي، لا بد من مشروع استراتيجي للمقاومة، يعتمد على الداخل المسلم في الهند، ويستفيد من الدعم الخارجي دون الارتهان له. ويمكن تحديد أهم السبل في النقاط الآتية:

1- بناء الوعي الجماعي: لا بد من نشر الوعي بحجم المخاطر، وخلق حالة من الإدراك العميق بضرورة الوحدة والتكاتف، بعيدا عن الخلافات الفقهية أو الحزبية.

2- تعزيز العمل المدني والقانوني: عبر دعم المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لرصد الانتهاكات، والدفاع عن حقوق المسلمين أمام القضاء، والتصدي لمحاولات التهجير وسحب الجنسية.

3- تفعيل الإعلام الإسلامي في الهند: لمواجهة خطاب الكراهية، وتقديم الرواية الإسلامية بهوية وطنية هندية، تُظهر إسهام المسلمين في بناء الهند الحديثة.

4- التمسك بالهوية الإسلامية: عبر دعم التعليم الإسلامي، وحماية اللغة العربية والأردية، وتعزيز المؤسسات الدينية المستقلة عن السلطة.

5- بناء التحالفات مع الأقليات الأخرى: كالمسيحيين والداليت، الذين يشاركون المسلمين القلق من المشروع القومي الهندوسي، مما يفتح بابا لتحالف اجتماعي عريض من أجل حماية التعددية.

6- الضغط الدولي: من خلال الجاليات الإسلامية والهندية في الخارج، والمؤسسات الدولية، لإبقاء الملف حاضرا على طاولة النقاش العالمي، وربطه بملف حقوق الإنسان.

7- الإعداد المستقبلي للمواجهة الحضارية: بتخريج قيادات جديدة من الشباب المسلم، تجمع بين الفهم العميق للدين والوعي السياسي، لتكون قادرة على قيادة الأمة في ظل هذه التحديات.

خاتمة: بين الأمل والخطر

ليست المعركة محسومة، ولا القدر حتميا، فكما صمد المسلمون في البوسنة، وفلسطين، وتركيا، وغيرها، يمكن لمسلمي الهند أن يُفشلوا هذا المشروع الشيطاني، شرط أن يتجاوزوا الانقسام، ويدركوا أن المعركة اليوم هي معركة وجود لا معركة تفاصيل.

إن الأندلس لم تسقط في يومٍ واحد، بل عبر مراحل من التراخي والانهزام. وإذا أراد مسلمو الهند ألا يكونوا الأندلس الثانية، فعليهم أن يكتبوا تاريخا مختلفا، يبدأ من الآن.

مقالات مشابهة

  • دراسة عالمية تدق ناقوس الخطر تجاه وباء قصر النظر بين الأطفال والمراهقين
  • فتح تدعو حماس للتعاون مع جهود عباس لوقف شلال الدم الفلسطيني
  • كيف تمزّق فيديوهات حماس للأسرى المجتمع الإسرائيلي وتزيد الضغط على دولة الاحتلال؟
  • من تازربو إلى نالوت.. الجراد يتمدد واللجنة الوطنية تدق ناقوس الخطر
  • نبي الغضب يدق ناقوس الخطر
  • موقع أمريكي يشخّص الخطر الذي يواجه ترامب بسبب تجاوزه للحدود الدستورية
  • دراسة: تدهور السمع قد يدق ناقوس الخطر على القلب!
  • “تجمع القبائل والعشائر” في غزة : نبارك الأعمال البطولية للمقاومة الفلسطينية
  • إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان
  • الخطر الوجودي الذي يهدد مسلمي الهند