شاهد: البابا فرنسيس يدعو من منغوليا إلى بذل المزيد من الجهود لحماية البيئة
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
انتقد البابا الفساد أمام قادة منغوليا حيث أثارت فضيحة في قطاع التعدين تظاهرات واسعة في كانون الأول/ديسمبر 2022.
أشاد البابا فرنسيس السبت بـ"حكمة" منغوليا، التي يعيش الكثير من سكانها منذ قرون في وئام مع الطبيعة، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود لحماية البيئة في هذا البلد الآسيوي الذي يعاني من التلوث. وحث الحبر الأعظم، الذي يبلغ من العمر 86 عاماً على "التعهد بشكل عاجل وضروري الآن بحماية كوكب الأرض".
ومنغوليا هي من أكبر مصدري الفحم، ويصنّف الهواء في عاصمتها أولان باتور بأنه من الأكثر تلوثاً في العالم. وتواجه مناطق واسعة من البلاد خطر التصحّر بسبب تغيّر المناخ والإفراط في الرعي والتعدين.
كما انتقد البابا الفساد أمام قادة منغوليا حيث أثارت فضيحة في قطاع التعدين تظاهرات واسعة في كانون الأول/ديسمبر 2022.
وحذر البابا من أن الفساد يمثل "تهديدا خطيرا لتنمية أي مجموعة بشرية، ويتغذى على عقلية نفعية وعديمة الضمير تُفقِر بلدانا بكاملها".
وتأتي زيارة البابا لهذا البلد الذي تدين غالبية سكانه بالبوذية، بمثابة بادرة دعم لواحدة من أصغر المجموعات الكاثوليكية في العالم يُقدّر عددها بنحو 1400 شخص من أصل ثلاثة ملايين نسمة.
حجّاج إلى منغولياوزيارة البابا هذه يترقّبها بشغف عدد كبير من الحجّاج الذين أتوا إلى منغوليا من دول آسيوية أخرى في محاولة للقاء رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1.3 مليار مؤمن.
والتقى البابا فرنسيس السبت مؤمنين من الطائفة الكاثوليكية التي يخدمها 25 كاهناً و33 راهبة بينهم منغوليان، في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس.
أكد البابا فرنسيس خلال اللقاء أنه "ليس لدى الحكومات ما تخشاه من عمل الكنيسة التبشيري، لأنها لا تتبع أجندة سياسية"، في تصريح اعتبر أنه موجه للصين حيث يشكل الدين موضوعا شائكاً.
وتثير أي منظمة، خصوصا الدينية منها، قلق الحزب الشيوعي الحاكم، الذي يخشى أن تهدد سلطته. ومنذ فترة طويلة، يسود الحذر في العلاقة بين بكين والفاتيكان نظرا لنفوذ الكرسي الرسولي السياسي وتأثيره المحتمل على الكاثوليك الصينيين.
"تعزيز الثقة المتبادلة"ولا ترتبط الصين بعلاقات دبلوماسية مع حاضرة الفاتيكان. لكن ذلك لم يمنع الطرفين في العام 2022 من تجديد اتفاق تاريخي تم توقيعه عام 2018 بشأن المسألة الشائكة المتمثلة في تعيين أساقفة في الصين.
وكان الفاتيكان قد أفاد الجمعة عبر تلغرام بأنّ البابا عبّر عن "تمنّياته الطيّبة" للرئيس الصيني شي جينبينغ وشعبه، بينما كانت طائرته تُحلّق في أجواء البلاد في طريقها إلى منغوليا. وردّت بكين بتأكيد رغبتها في "تعزيز الثقة المتبادلة" مع الفاتيكان.
شاهد: أطفال منغوليا يستقبلون البابا فرنسيس بالزي التقليديالبابا فرنسيس يحثّ الشباب على مواجهة تحدي أزمة المناخ ومحاربة الفقروتشكّل تايوان مسألة شائكة في علاقات الصين مع أي طرف خارجي. وتتمتع الجزيرة بحكم ذاتي، لكن بكين تعتبرها جزءا من أراضيها، وتعهدت إعادتها الى سيادتها بالقوة إن لزم الأمر.
وأعلنت تايوان السبت أنها تدعم جهود الفاتيكان للتواصل مع بكين، وأعربت عن أملها في أن تؤدي هذه الخطوة إلى وقف "تدهور الحرية الدينية ووضع حقوق الإنسان" في الصين.
وأوضحت وزارة الخارجية التايوانية في بيان "بلادنا تحترم الحرية الدينية بالكامل وتدعم جهود الكرسي الرسولي المستمرة للانخراط في حوار مع الصين لحل المشاكل الدينية للكنيسة الكاثوليكية في الصين".
"اخفاء الوجه"وفي ساحة سخباتار الواسعة التي تضم مركز السلطة في منغوليا، ترقب أكثر من ألف شخص بحماسة وصول البابا فرنسيس.
ولتجنب التعرف إليهم، قام العديد من الصينيين الذين أتوا من بلادهم بإخفاء وجوههم خلف كمامة ونظارات شمسية.
وقالت مواطنة صينية فضلت عدم ذكر اسمها "يجب أن نتوارى عن الأنظار، وقبل كل شيء، يجب ألا نقول إننا هنا من أجل البابا. عند الجمارك سألونا إذا كنا كاثوليكيين، فقلنا إننا جئنا لمشاهدة المعالم السياحية".
وأشار سائح صيني لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته خوفا من تعرضه لإجراءات عقابية "العديد من الكاثوليك في الصين أرادوا القدوم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. نحن محظوظون".
"شخص رائع"وقال إنختور داغفادورج، وهو من منغوليا، "لست كاثوليكياً ولكني أريد رؤيته شخصيًا. يبدو شخصًا رائعًا" معرباً عن "سعادته الكبيرة".
وخلف الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة، وقفت غالينا كروتيلينا (62 عاماً) في الصف الأمامي بعدما قطعت أكثر من ستة آلاف كيلومتر آتية من موسكو مع صديقها لرؤية البابا.
وقالت هذه الروسية الأرثوذكسية التي وضعت صليباً ذهبياً حول عنقها لفرانس برس "وصلنا قبل ساعة بالقطار".
ويلقي البابا الأحد خلال لقاء متعدد الأديان، كلمة بحضور رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أولان باتور، قبل أن يرأس قداسا في ملعب للهوكي على الجليد بُني قبل فترة قصيرة.
وتشكل الزيارة اختبارًا لصحة البابا الذي يواصل السفر رغم خضوعه لعملية جراحية لمعالجة فتق في البطن في حزيران/يونيو ومعاناته من أوجاع في الركبة تضطره للتنقل على كرسي متحرك.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية البابا فرنسيس يحثّ الشباب على مواجهة تحدي أزمة المناخ ومحاربة الفقر انطلاق الأيام العالمية للشباب في لشبونة عشية وصول البابا فرنسيس داعيًا لمساعدة الشباب على الزواج.. البابا فرنسيس يحذر من "شتاء ديموغرافي" في إيطاليا منغوليا المسيحية الفاتيكان البابا فرنسيسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: منغوليا المسيحية الفاتيكان البابا فرنسيس روسيا الصين الشرق الأوسط علم اكتشاف الفضاء الذهب أوكرانيا تعليم العراق أزمة اقتصادية بريطانيا روسيا الصين الشرق الأوسط علم اكتشاف الفضاء الذهب أوكرانيا البابا فرنسیس فی الصین
إقرأ أيضاً:
مجمع الكرادلة الهيئة التي تنتخب بابا الفاتيكان
الهيئة الاستشارية العليا للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، تتكون من مجموعة من الكرادلة يشكلون مساعدي البابا ومستشاريه المقربين، الذين يشغلون المناصب في الإدارة المركزية لشؤون الكنيسة بالفاتيكان، ويديرون أكبر أبرشيات العالم.
والكرادلة هم أصحاب الرتبة الكنسية الأعلى بعد رتبة البابا، ويتم تعيينهم بموجب مرسوم بابوي، ويعتبرون أمراء الكنيسة، ويحملون لقب صاحب السيادة، ولا يخضعون لأي ولاية قضائية باستثناء سلطة البابا، ويتمتع المقيمون منهم في مدينة روما أو وخارجها بحقوق وامتيازات المواطنة نفسها.
ويُعد انتخاب البابا الجديد المهمة الأبرز لمجمع الكرادلة، والذي يتم في اجتماع سري مغلق، قد يستغرق أياما، يُطلق عليه "المجمع المغلق"، ولا يسمح لأي من الكرادلة مغادرته حتى انتخاب البابا، وإعلان ذلك للحشود المنتظرة خارج كنيسة سيستينا، مقر الاقتراع، عبر دخان أبيض يتصاعد منها.
النشأة
نشأت رتبة كاردينال، في عهد البابا سلفستر الأول، حوالي العام 315 ميلادي، وهي الرتبة الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية بعد رتبة البابا، وكان يحملها الأساقفة الذين يشكلون مجموعة مستشاري البابا الأقربين ومعاونيه.
توسع استخدام لقب كاردينال، فأصبح يُطلق على قساوسة الأبرشيات السبع في روما، والكهنة والشمامسة الذين يديرون الكنائس داخل أسوار المدينة، ويؤدون الخدمات الأسبوعية في الكنائس البطريركية الأربع: كنيسة القديس بطرس وكنيسة القديس بولس وكنيسة القديسة ماريا وكنيسة القديس لورانس.
إعلانوكانت وظائف الكرادلة في العقود الأولى تقتصر على الطقوس الكنسية، وكان على كرادلة الأبرشيات السبع في روما أداء الخدمات الأسبوعية في كاتدرائية اللاتراني بروما، لذلك أُطلق عليهم أحيانا "الأساقفة اللاترانيون".
وبمرور الزمن، شكلت مجموعة الكرادلة الذين ساعدوا البابا بشكل منتظم في كافة المهام الرعوية، والتي شملت العمل الإداري والقانوني والعقائدي والطقوس، "كوريا" خاصة بالبابا، على غرار الكوريا اللاتينية، أي مجلس مدينة روما في عصور ما قبل المسيحية، والذي كان يساعد في حكم المجتمع المدني في مدينة روما ومحيطها.
وبحلول منتصف القرن الحادي عشر، أخذ التنظيم الكنسي شكلا أكثر مركزية، وخضعت الكنيسة الأوروبية لسيطرة بابوية قوية ومباشرة، وهو الأمر الذي أدى إلى توسع مؤسسات الإدارة الكنسية، وتزايد الحاجة إلى موظفين قادرين على الإشراف على الأعمال البابوية، وحينها تولى الكرادلة مهام مؤسسية جديدة محل وظائفهم المتعلقة بالطقوس الكنسية.
ومنذ عام 1059 أصبح الكرادلة هم القائمين رسميا على مهمة انتخاب البابا، ومع ذلك، لم يتم إنشاء "مجمع الكرادلة" بشكله المعروف حتى عام 1150م، فترأسه وقتها أسقف أوستيا، وكانت مهمته إدارة الكرسي الرسولي عند وفاة البابا إلى حين انتخاب البابا الجديد.
وفي القرن الثاني عشر أصبح الكرادلة يُعينون في الكنائس الرئيسية خارج روما، وكان يُطلَب منهم عادة التنازل عن مناصبهم والإقامة في روما، ثم أصبح من الشائع أن يبقوا في مناصبهم، وتدار أبرشياتهم من قبل آخرين، ولكن منذ القرن السادس عشر، أصبح من الممكن لهم الإقامة في أبرشياتهم خارج روما، رغم حصولهم على لقب كاردينال.
وقد أخذ مجمع الكرادلة صفة العالمية بشكل واضح منذ النصف الأول من القرن العشرين، في عهد البابا بيوس الثاني عشر، فقد أصبح ثلث الكرادلة المعينين في عهده من خارج أوروبا، وكان هو أول من عين كرادلة في أفريقيا والهند والصين، ثم سار البابا بولس السادس على نهجه، فوسع عام 1965 نطاق مجمع الكرادلة ليشمل البطاركة الشرقيين.
إعلان
أعضاء مجمع الكرادلة
يتألف المجمع من مجموعة من الكرادلة، يشغلون المناصب في الإدارة المركزية لشؤون الكنيسة الكاثوليكية، أو ما يسمى "الكوريا الرومانية"، ويساعدون البابا في ممارسة سلطته ومهامه المختلفة، كما يضم المجمع أساقفة الأبرشيات المهمة في روما وحول العالم.
ويشترط لاختيار الكاردينال أن يكون قد نال رتبة كاهن على الأقل، إضافة إلى تمييزه في العقيدة والتقوى والفضيلة والحكمة في أداء واجباته، ويتم تعيينه بموجب مرسوم من الحبر الأعظم (البابا)، ويصبح الكاردينال ملزما بواجباته ويتمتع بالحقوق المحددة له في القانون الكنسي، بمجرد إعلان ذلك المرسوم في مجمع الكرادلة.
ويترأس المجمع رئيس يطلق عليه لقب عميد، ويساعده نائب، كلاهما يتم اختياره من الكرادلة الأساقفة، الذين يديرون كنائس الضواحي، وهي الأبرشيات الأقرب إلى روما، وتشمل: ألبانو، وفراسكاتي (توسكولوم) وأوستيا وباليسترينا وبورتو سانتا روفينا وفيليتري سيجني، ثم يصدق البابا على الانتخاب.
ولم يكن عدد كرادلة المجمع ثابتا دائما، فقد ظل يتغير بحسب العصور، وحتى القرن الخامس عشر الميلادي كان عددهم نحو 24 كاردينالا، وفي منتصف القرن السادس عشر، رفع البابا بولس الرابع العدد إلى 70، ثم إلى 76 في عهد البابا بيوس الرابع بين عامي 1559 و1565، وتم إعادة عدد كرادلة المجمع إلى 70 مرة أخرى في العام 1586، في عهد البابا سكستوس الخامس، وهو العدد نفسه الذي أكده قانون الكنيسة عام 1917.
وزاد البابا بولس السادس عام 1973 الحد الأقصى لعدد الكرادلة الذين يحق لهم انتخاب البابا إلى 120، واتبع البابا يوحنا بولس الثاني التوجه عينه في الدستور الرسولي الصادر عام 1996، ويعود ذلك إلى الرغبة البابوية في أن يضم المجمع أساقفة من جميع أنحاء العالم.
إعلانوفي العام 2001، أصبح عدد أعضاء المجمع 178 كاردينالا، يمثلون جميع القارات، وينتمون إلى 63 دولة، منهم 92 من أوروبا، و18 من أميركا الشمالية، و32 من أميركا اللاتينية، و15 من أفريقيا، و17 من آسيا، و4 من أوقيانوسيا.
وفي مطلع عام 2025، بلغ عدد أعضاء المجمع 252 كاردينالا، يمثلون أكثر من 90 دولة حول العالم، منهم 138 كاردينالا يحق لهم التصويت لانتخاب البابا الجديد.
المهام والوظائف
تتمثل المهمة الرئيسية لمجمع الكرادلة في تقديم المشورة للبابا ومساعدته، وأعضاؤه هم المسؤولون الرئيسيون عن شؤون الكنيسة، ويعملون في قسم أو أكثر من أقسام الكوريا الرومانية في الفاتيكان.
وتُسمى الأقسام الرئيسية في الكوريا الرومانية مجامع؛ لأنها تتكون من عدد من الكرادلة الذين يملكون حق التصويت، بقيادة أحد الكرادلة.
ويمارس أعضاء المجمع بمهامهم على صورتين:
العمل بشكل جماعي:إذ يتم استدعاء الأعضاء جميعا للتشاور في القضايا ذات الأهمية، ويتعين على الكرادلة الذين يتولون مسؤولية أبرشية خارج روما أن يحضروا إلى روما كلما استدعاهم الحبر الأعظم.
ويتخذ المجمع القرارات بشكل جماعي، ثم يصدق عليها البابا، إلا في حالة انتخاب البابا، أو القرارات التي لا يمكن تأخيرها في المرحلة الانتقالية بعد وفاته.
ولمجمع الكرادلة دور رئيسي في الإدارة المركزية لشؤون الكنيسة في فترة شغور الكرسي الرسولي، إما لوفاة البابا أو (في حالات نادرة) استقالته، وذلك وفقا لمعاهدة لاتيران عام 1929، ويقرر المجمع في الشؤون العادية للكرسي الرسولي، وكذلك المسائل المتعلقة بجنازة البابا ودفنه وانتخابه.
العمل بشكل فردي:إذ يؤدي الكرادلة واجباتهم ومهامهم المتعلقة بالوظائف والمناصب التي يشغلونها في الكوريا الرومانية، وتتطلب طبيعة العمل ممن يشغل أي منصب في الكوريا الإقامة في روما، وإن لم يكن أسقفا لإحدى كنائس روما.
إعلانوليس كل من حمل لقب كاردينال مكلف بمسؤولية فعلية في المجمع، فبعض الكرادلة يحملون لقبا أو منصبا فخريا، دون سلطة فعلية، وينقسم الكرادلة في المجمع إلى ثلاث رتب:
الكرادلة الأساقفة: وهم الأعلى رتبة والأقل عددا، وهم على نوعين: الأول: الذين يشغلون المناصب المهمة في الكوريا الرومانية، والذين يعملون في الكنائس الرئيسية في روما (كنائس الضواحي). الثاني: بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية، الذين هم أعضاء في مجمع الكرادلة. الكهنة الكرادلة: ويمثلون الرتبة المتوسطة، وهم الأكثر عددا في مجمع الكرادلة، وتضم هذه الرتبة مسؤولين في الكوريا الرومانية، وأساقفة الأبرشيات الكبرى في العالم. الشمامسة الكرادلة: وهي الرتبة الأقل، وتشمل مسؤولين في الكوريا الرومانية، واللاهوتيين (رجال الدين) الذين كرمهم البابا لمساهمتهم في الكنيسة.
ويُطلب من الكرادلة الذين يرأسون الدوائر والأقسام الدائمة في الكوريا الرومانية ومدينة الفاتيكان، إذا بلغوا الـ75 من العمر أن يقدموا استقالتهم من مناصبهم إلى البابا، الذي ينظر في جميع الظروف، ويقيِّم الحالة، ويتخذ التدابير المناسبة.
ويصبح لقب الكرادلة الذين يبلغون الـ80 من العمر فخريا، وفقا للقرار الذي أصدره البابا بولس السادس عام 1970، إذ يترتب على ذلك إيقاف عضويتهم في دوائر الكوريا الرومانية وجميع الهيئات الدائمة للكرسي الرسولي ودولة الفاتيكان، ويُمنع مشاركتهم في انتخاب البابا أو الدخول إلى مجمع الكرادلة.
وفي العام 2001، كان عدد أعضاء المجمع 178، من بينهم 50 كاردينالا تجاوزت أعمارهم الثمانين، لا يمكنهم دخول المجمع ولا يحق لهم الانتخاب، وإن كان ذلك لا يمنع من انتخاب أحدهم لمنصب البابا.
أنواع المجامعتنعقد داخل مجمع الكرادلة ثلاثة أنواع من المجامع:
المجامع العامةوتضم جميع أعضاء المجمع من الكرادلة، الذين لم يمنعهم عذر من الحضور، كالمرض وغيره من الأسباب القانونية، وتكون بدعوة من البابا ورئاسته، وفيها يتم اتخاذ القرارات الأكثر أهمية في الشؤون الكنسية.
إعلانوغالبا ما تقتصر المجامع العامة على الكرادلة، وقد يُسمح لممثلي الدول المدنية وغيرهم بالحضور في بعض الحالات، مثل الاحتفالات والمناسبات.
وفي فترة خلو الكرسي البابوي، يدعو رئيس المجمع الكرادلة للاجتماع ويرأسه، ويتخذ القرارات بشكل جماعي، بشأن جنازة البابا وأعمال الكرسي الرسولي التي لا يمكن تأخيرها.
وتخضع القرارات بالكامل للدستور الرسولي، ولا يُسمح بتغييرات جوهرية في عمل الكرسي الرسولي في غياب البابا، ويمكن للمجمع العام تعيين النقاط المتنازع عليها في تفسير القانون.
يتألف من الكاميرلينغو أو الحاجب، وهو منصب كنسي يساعده ثلاثة كرادلة، يُطلق عليهم اسم المساعدين، يتم اختيارهم بالقرعة من رتب الكرادلة الثلاث.
ويتولى المجمع الخاص الأعمال العادية للكنيسة الرومانية، ويدير الكاميرلينغو الكرسي الرسولي والشؤون المالية والدنيوية فيه، أثناء فترة شغوره، ويحيل المسائل المهمة إلى المجامع العامة.
المجمع المغلق (انتخاب البابا)عند موت البابا، يصادق الكاميرلينغو على وفاته، ويدمر خاتمه المخصص لختم الوثائق الرسمية، ثم يجهز لدفنه، وينظم اجتماعا عاما، يستمر في الأيام التي تسبق انعقاد المجمع المغلق، يُسمح فيه لجميع الكرادلة بالمشاركة، ولا يقتصر على من يملكون حق التصويت.
ويناقش الاجتماع العام احتياجات الكنيسة وعلاقاتها بالعالم، ووضع الكوريا وكل ما يتعلق بعملها.
وتبدأ مراسم اختيار البابا الجديد غالبا في 15 إلى 20 يوما من تاريخ فراغ الكرسي الرسولي، ويجوز أن يكون قبل ذلك، إذ يدعو عميد المجمع الكرادلة لما يُعرف بـ"المجمع المغلق" أو "المجمع السري".
ويترأس العميد المجمع للبدء بعملية اقتراع، تتم بشكل سري، وهو نهج بدأه البابا غريغوري الخامس عشر، حوالي العام 1621م.
وفي اليوم الأول للمجمع يتوجه الكرادلة الناخبون إلى كنيسة بولين بالفاتيكان، للاستماع لموعظة صباحية قصيرة والدعاء وطلب المساعدة في عملية الانتخاب، ثم يتوجهون إلى كنيسة سيستينا، حيث يؤدون يمين الحفاظ على السرية التامة، وعدم السماح بتدخل السلطات المدنية في كل ما يتعلق بانتخاب البابا.
إعلانويُمنع كل من أدى اليمين من الخروج من المجمع، أو الاتصال بالعالم الخارجي بأي شكل من الأشكال، فيتم إغلاق جميع الهواتف وأجهزة الراديو والتلفزيون واتصالات الإنترنت، ولا يسمح بإدخال الرسائل أو الصحف، إلى حين نجاح المجمع في انتخاب البابا الجديد.
ويتم الانتخاب تحت إدارة لجنة، يتم تعيينها باختيار 9 كرادلة عشوائيا، منهم 3 لجمع الأصوات، و3 للمراجعة، و3 للإشراف على التصويت، ويكون الانتخاب عبر عدد من جولات التصويت، تحدد بـ 4 جولات في كل يوم، باستثناء اليوم الأول، بسبب الانشغال باختيار المرشحين.
ويتفاوت عدد الجولات في كل عملية انتخابية للبابا الجديد، فقد يتم اختياره عبر عدد قليل من الجولات، إذا وُجد مرشح قوي قادر على الفوز بسرعة، ولكن إذا تعذر ذلك، ووصل عدد الجولات إلى 34، فلا يُصوَّت حينها إلا للمرشحَين اللذين حصلا على أعلى الأصوات، وفي هذه الحالة لا يحق للمرشحَين التصويت، ولا يتحقق فوز أحدهما إلا بحصوله على ثلثي الأصوات.
وتُعتمد نتيجة الاقتراع عموما بحصول أحد المرشحِين على الأغلبية بثلثي المجمع، وعندها يستدعي رئيس المجمع المرشح الفائز إلى مقدمة الكنيسة، ويتأكد من قبوله المنصب، ثم يطلب منه اختيار اسمه البابوي.
وقد تستمر عملية الاقتراع أياما، وتتخلل الجولات خطب وصلوات ومناقشات مكثفة، وبعد كل جولة يتم حرق أوراق الاقتراع، ويشير الدخان الأسود الناتج عن الحرق، والمتصاعد خارج الكنيسة، بأن نتيجة التصويت فشلت في اختيار البابا الجديد.
وإذا فاز أحد المرشحين، تُحرق أوراق الاقتراع بإضافة مادة إلى النار تُحول الدخان إلى اللون الأبيض، وهذه العلامة هي عبارة عن إعلان للحشود المنتظرة في الخارج عن نجاح المجمع في اختيار البابا الجديد.
ويذكر التاريخ الكنسي أن أطول مجمع بابوي كان في أواخر القرن الثالث عشر، وقد استمر نحو ثلاث سنوات (34 شهرا) بسبب الصراع السياسي الداخلي الهائل، وقد توفي ثلاثة من الكرادلة المصوتين أثناء العملية، وانتهى بانتخاب البابا غريغوري العاشر، بينما لم يستغرق انتخاب البابا يوليوس الثاني عام 1503 سوى بضع ساعات.
إعلان