موقع 24:
2024-10-05@15:58:48 GMT

هل تخشى الولايات المتحدة توسيع بريكس؟

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

هل تخشى الولايات المتحدة توسيع بريكس؟

تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتطوير خطابها الموجّه إلى بلدان العالم النامية، في ظل توسيع مجموعة بريكس، إلا أن قلة في واشنطن يرون في النادي المدعوم صينياً تهديداً مباشراً للولايات المتحدة.

اتفقت بلدان بريكس - أي البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا -، في قمة الأسبوع الماضي، على ضمّ 6 دول أخرى، فيما اعتبرها الرئيس الصيني شي جين بينغ لحظة تاريخية بالنسبة للاقتصادات الناشئة، التي تقف في وجه نظام عالمي يتزعمّه الغرب.



وبينما اجتمع قادة بلدان بريكس في جوهانسبرغ، كرّرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهّداتها بشأن زيادة تمويل دول العالم النامية، عبر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.



وتعهّد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك ساليفان الكفاح من أجل إصلاح مؤسستي الإقراض الدوليتين اللتين تتخذان من واشنطن مقراً، خلال قمة مرتقبة لمجموعة العشرين تستضيفها نيودلهي.

وترمي هذه القمة من جهة لتعزيز دور المنظّمة المدعومة من واشنطن، والتي تضم بلدانا غنية وأخرى فقيرة، ومن جهة أخرى لتعزيز دور الهند العضو الرئيسي في الناديين.

كما ركّزت الولايات المتحدة على انسحاب روسيا من اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة سمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا إلى دول العالم النامية، بينما شكّكت بعض البلدان في الأولوية الغربية المتمثّلة بإرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى كييف.

وقلّلت واشنطن علناً من أهمية توسيع بريكس، واكتفت بالتنويه إلى أنّ من حقّ البلدان اختيار شركائها.

توسعة عضوية #بريكس.. هل هي شهادة فشل للقيادة الأمريكية للعالم؟ https://t.co/uN3MxxOY7o pic.twitter.com/zJ7JYuEl8Y

— 24.ae (@20fourMedia) August 30, 2023



وبينما لفت إلى التباينات الكبيرة في السياسات بين دولها، قال ساليفان للصحافيين في وقت سابق: "لا نرى أن بريكس يمكن أن تتطور إلى خصم جيوسياسي من نوع ما للولايات المتحدة أو غيرها".
"خيارات لا بدائل"
لكنّ خبراء يرون أنّ توسيع بريكس كشف على الأقلّ عن حاجة للتعامل بطريقة جديدة مع الاحتياجات التي لا تتمّ تلبيتها، على الصعيد الاقتصادي إن لم يكن الأمني.

وقال سارانغ شيدور، مدير برنامج "غلوبال ساوث"، في معهد "كوينسي" المدافع عن سياسة خارجية أمريكية أقلّ تركيزاً على الجانب العسكري، إنّ البلدان الناشئة "تبحث عن خيارات لا بدائل".

وأضاف "إنها رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنّ هذه الفجوات مؤذية، وأنّ بلداننا لا تكتفي بالشكوى منها وتوجيه الانتقادات من الهامش، بل تتحرّك في مسعى لسدّ هذه الفجوات".

وأشار بيان صادر عن قمة بريكس إلى انهيار منظومة تسوية النزاعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، إذ عرقلت واشنطن منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب التعيينات بحجّة المعاملة غير المنصفة.

وبينما كثّف بايدن التحرّك من أجل المناخ داخل بلاده، إلا أنّه يُستبعد للولايات المتحدة التي لطالما كانت أكبر مصدر للانبعاثات، قبل أن تتجاوزها الصين حالياً، أن تقترب من تحقيق وعود رئيسها بتخصيص أكثر من 11 مليار دولار سنوياً بحلول العام 2024 لمساعدة البلدان النامية الأكثر تأثّراً بتغيّر المناخ.

وقال شيدور: "أعتقد أنّ الولايات المتحدة بدأت تأخذ الأمر على محمل الجدّ.. لكن هذه جميعها بيانات. هل هي مرتبطة بأيّ أموال؟".
أقل تماسكا؟
وتُعدّ إيران العضو المقبل في بريكس الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لواشنطن. واعتبرت طهران أنّ انضمامها للتكتل سيساعدها على التحرّر من عزلتها المدفوعة من الولايات المتحدة على خلفية برنامج الجمهورية الإسلامية النووي، والحملة الأمنية التي نفّذتها ضدّ المحتجين.
وتشمل الدول التي ستنضمّ إلى المجموعة الإمارات ومصر والسعودية.

لافروف يجدد الترحيب بـ #الإمارات في #بريكس.. شريكنا الأول في العالم العربيhttps://t.co/NHPJeNKbco

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) September 1, 2023



ويسود التوتر في أوساط بلدان بريكس الأساسية. فمثلاً، تقيم الصين علاقة شائكة مع الهند، التي تتقارب بدورها مع الولايات المتحدة، وتصرّ على "الاستقلالية الاستراتيجية".
وبينما أيّد بيان بريكس إصلاح مجلس الأمن الدولي، وهو أمر يمثّل أولوية بالنسبة للهند والبرازيل، يستبعد كثيرون أن تقبل الصين وروسيا اللتان تملكان حقّ النقض في المجلس التخفيف من سلطتيهما طوعاً.
وأفاد خبير الاقتصاد لدى معهد السلام في الولايات المتحدة هنري توغندات أنّ الصين جعلت بريكس أقل تماسكاً عن غير قصد، عبر دعمها توسيع التكتّل، لتكون أشبه بمجموعة العشرين من مجموعة السبع، وهو تكتل للديمقراطيات الصناعية الكبرى التي تتشارك المبادئ ذاتها إلى حدّ بعيد.

وقال في تعليقه على مجموعة العشرين "اللافت هو أنّ هناك العديد من القضايا التي لا تتوافق دولها عليها".

وغابت بلدان جنوب شرق آسيا عن توسّع بريكس، رغم الدور القيادي لإندونيسيا في حركة عدم الانحياز العائدة إلى حقبة الحرب الباردة، في وقت تتمسّك فيه الصين بموقف أكثر تشدّداً في النزاعات البحرية في المنطقة.

بريكس بلس.. هل تلتقط #واشنطن الرسالة؟ https://t.co/JH4Y4rI0ed pic.twitter.com/ams0UypGZi

— 24.ae (@20fourMedia) August 29, 2023



وأوضحت المحلّلة السابقة المتخصصة في وكالة الاستخبارات المركزية لدى المجلس الأطلسي كولين كوتل أنّه بالنسبة للصين، كان توسيع بريكس مرتبطاً أكثر بخطاب هدفه إظهار أنّ الدول النامية تصطف إلى جانبها، بدلاً من أيّ خطط ملموسة للعمل المشترك.

مع ذلك، يعكس توسيع بريكس برأيها وجود رغبة في إحداث تغيّر.

وأضافت أنّ على الولايات المتحدة أن تضع استراتيجية أكثر فعالية من إصرارها الدائم على العمل مع "بلدان تفكر بالطريقة ذاتها"، لكن يُستبعد أن تنجح في استنساخ نهج الصين في الإنفاق على مشاريع البنى التحتية.

وقالت "يجب أن تكون هناك حزمة كاملة، الرؤية المفصّلة البعيدة الأمد، إضافة إلى الأموال الملموسة الداعمة لها".


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مجموعة بريكس الولايات المتحدة الولایات المتحدة توسیع بریکس

إقرأ أيضاً:

عبر إكس وفيس بوك وإنستغرام وتلغرام..سي.آي.إيه تتوسع في تجنيد الجواسيس في الصين وإيران

بدأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي.آي.إيه الأربعاء، مسعى جديداً لتجنيد مخبرين في الصين، وإيران، وكوريا الشمالية، لتضيف إلى ما تقول إنه جهد ناجح في تجنيد الروس.

وقال متحدث باسم "سي.آي.إيه" في بيان إن الوكالة نشرت إرشادات بالماندرين الصينية، والفارسية، والكورية، على حساباتها على منصات إكس، وفيس بوك، وإنستغرام، وتلغرام، ولينكدإن، ودارك ويب،  للتواصل معها بصورة آمنة.

وأضاف المتحدث "جهودنا في هذا الصدد نجحت في روسيا، ونريد التأكد أن إبلاغ مواطنين في أنظمة استبدادية أخرى أننا نتيح العمل"، وتابع أن الوكالة تتأقلم مع تزايد قمع الدول والمراقبة العالمية.

#CIA is providing instructions in multiple languages on how to securely contact us. Our global mission demands that individuals be able to reach CIA securely from anywhere. Be cautious of accounts that claim to represent CIA. pic.twitter.com/ToXpF7LWBZ

— CIA (@CIA) October 2, 2024

وفي إرشادات مكتوبة ضمن مقطع فيديو بالماندرين على يوتيوب تنصح بالتواصل مع "سي.آي.إيه" عبر موقعها الرسمي باستخدام الشبكات الخاصة الافتراضية أو شبكة تور المشفرة الموثوقة. وقالت الوكالة: "أمنكم وسلامتكم هما اعتبارنا الأول".

وطلبت الوكالة من المترشحين أسماء ومواقع وبيانات تواصل غير مرتبطة بهوياتهم الحقيقية، بالإضافة إلى معلومات قد تكون محل اهتمام الوكالة، وقالت إن الردود غير مضمونة وقد تستغرق وقتاً.

ويتزايد طلب "سي.آي.إيه" للمعلومات المخابراتية في ظل توسيع الصين تعاونها مع روسيا وإيران واستعراض قدراتها العسكرية في المنطقة.

وتُعرف روسيا،والصين، وإيران، وكوريا الشمالية داخل مجتمع المخابرات الأمريكي بـ "أهداف صعبة"، لأنها دول يصعب اختراق حكوماتها.

وتواجه واشنطن أيضاً صعوبات في الصراع بين إيران و إسرائيل، ومع برنامج طهران النووي وتزايد صلاتها بروسيا ودعمها لوكلاء مسلحين.

ولم ترد السفارتان الروسية والصينية في واشنطن وبعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلبات للتعليق.

مقالات مشابهة

  • جغرافيا متفجرة وأضغان كامنة.. كيف توظف واشنطن تحالف كواد لمواجهة الصين؟
  • مسؤول أمريكي: الصين ترفض التعاون مع الولايات المتحدة بشأن أزمة اليمن
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • لافروف: الولايات المتحدة لم تبد أدنى إدانة للغزو البري الإسرائيلي للبنان
  • بورتنيكوف: واشنطن تسعى مع حلفائها إلى توسيع منطقة القتال لتشمل بيلاروس ومولدوفا
  • الصين تصعق الولايات المتحدة بموقفها من الحوثيين في اليمن!
  • خبير: أمريكا تخشى اختراق قراصنة الصين لشركات الاتصالات وسرقة معلومات حساسة
  • سفير روسيا لدى واشنطن: الولايات المتحدة تمهد الطريق أمام صراع نووي
  • الصين ترفض دعوات الولايات المتحدة للتعاون في أزمة الحوثيين
  • عبر إكس وفيس بوك وإنستغرام وتلغرام..سي.آي.إيه تتوسع في تجنيد الجواسيس في الصين وإيران