هل تخشى الولايات المتحدة توسيع بريكس؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتطوير خطابها الموجّه إلى بلدان العالم النامية، في ظل توسيع مجموعة بريكس، إلا أن قلة في واشنطن يرون في النادي المدعوم صينياً تهديداً مباشراً للولايات المتحدة.
اتفقت بلدان بريكس - أي البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا -، في قمة الأسبوع الماضي، على ضمّ 6 دول أخرى، فيما اعتبرها الرئيس الصيني شي جين بينغ لحظة تاريخية بالنسبة للاقتصادات الناشئة، التي تقف في وجه نظام عالمي يتزعمّه الغرب.
وبينما اجتمع قادة بلدان بريكس في جوهانسبرغ، كرّرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهّداتها بشأن زيادة تمويل دول العالم النامية، عبر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وتعهّد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك ساليفان الكفاح من أجل إصلاح مؤسستي الإقراض الدوليتين اللتين تتخذان من واشنطن مقراً، خلال قمة مرتقبة لمجموعة العشرين تستضيفها نيودلهي.
وترمي هذه القمة من جهة لتعزيز دور المنظّمة المدعومة من واشنطن، والتي تضم بلدانا غنية وأخرى فقيرة، ومن جهة أخرى لتعزيز دور الهند العضو الرئيسي في الناديين.
كما ركّزت الولايات المتحدة على انسحاب روسيا من اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة سمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا إلى دول العالم النامية، بينما شكّكت بعض البلدان في الأولوية الغربية المتمثّلة بإرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى كييف.
وقلّلت واشنطن علناً من أهمية توسيع بريكس، واكتفت بالتنويه إلى أنّ من حقّ البلدان اختيار شركائها.
توسعة عضوية #بريكس.. هل هي شهادة فشل للقيادة الأمريكية للعالم؟ https://t.co/uN3MxxOY7o pic.twitter.com/zJ7JYuEl8Y
— 24.ae (@20fourMedia) August 30, 2023
وبينما لفت إلى التباينات الكبيرة في السياسات بين دولها، قال ساليفان للصحافيين في وقت سابق: "لا نرى أن بريكس يمكن أن تتطور إلى خصم جيوسياسي من نوع ما للولايات المتحدة أو غيرها".
"خيارات لا بدائل"
لكنّ خبراء يرون أنّ توسيع بريكس كشف على الأقلّ عن حاجة للتعامل بطريقة جديدة مع الاحتياجات التي لا تتمّ تلبيتها، على الصعيد الاقتصادي إن لم يكن الأمني.
وقال سارانغ شيدور، مدير برنامج "غلوبال ساوث"، في معهد "كوينسي" المدافع عن سياسة خارجية أمريكية أقلّ تركيزاً على الجانب العسكري، إنّ البلدان الناشئة "تبحث عن خيارات لا بدائل".
وأضاف "إنها رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنّ هذه الفجوات مؤذية، وأنّ بلداننا لا تكتفي بالشكوى منها وتوجيه الانتقادات من الهامش، بل تتحرّك في مسعى لسدّ هذه الفجوات".
وأشار بيان صادر عن قمة بريكس إلى انهيار منظومة تسوية النزاعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، إذ عرقلت واشنطن منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب التعيينات بحجّة المعاملة غير المنصفة.
وبينما كثّف بايدن التحرّك من أجل المناخ داخل بلاده، إلا أنّه يُستبعد للولايات المتحدة التي لطالما كانت أكبر مصدر للانبعاثات، قبل أن تتجاوزها الصين حالياً، أن تقترب من تحقيق وعود رئيسها بتخصيص أكثر من 11 مليار دولار سنوياً بحلول العام 2024 لمساعدة البلدان النامية الأكثر تأثّراً بتغيّر المناخ.
وقال شيدور: "أعتقد أنّ الولايات المتحدة بدأت تأخذ الأمر على محمل الجدّ.. لكن هذه جميعها بيانات. هل هي مرتبطة بأيّ أموال؟".
أقل تماسكا؟
وتُعدّ إيران العضو المقبل في بريكس الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لواشنطن. واعتبرت طهران أنّ انضمامها للتكتل سيساعدها على التحرّر من عزلتها المدفوعة من الولايات المتحدة على خلفية برنامج الجمهورية الإسلامية النووي، والحملة الأمنية التي نفّذتها ضدّ المحتجين.
وتشمل الدول التي ستنضمّ إلى المجموعة الإمارات ومصر والسعودية.
لافروف يجدد الترحيب بـ #الإمارات في #بريكس.. شريكنا الأول في العالم العربيhttps://t.co/NHPJeNKbco
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) September 1, 2023
ويسود التوتر في أوساط بلدان بريكس الأساسية. فمثلاً، تقيم الصين علاقة شائكة مع الهند، التي تتقارب بدورها مع الولايات المتحدة، وتصرّ على "الاستقلالية الاستراتيجية".
وبينما أيّد بيان بريكس إصلاح مجلس الأمن الدولي، وهو أمر يمثّل أولوية بالنسبة للهند والبرازيل، يستبعد كثيرون أن تقبل الصين وروسيا اللتان تملكان حقّ النقض في المجلس التخفيف من سلطتيهما طوعاً.
وأفاد خبير الاقتصاد لدى معهد السلام في الولايات المتحدة هنري توغندات أنّ الصين جعلت بريكس أقل تماسكاً عن غير قصد، عبر دعمها توسيع التكتّل، لتكون أشبه بمجموعة العشرين من مجموعة السبع، وهو تكتل للديمقراطيات الصناعية الكبرى التي تتشارك المبادئ ذاتها إلى حدّ بعيد.
وقال في تعليقه على مجموعة العشرين "اللافت هو أنّ هناك العديد من القضايا التي لا تتوافق دولها عليها".
وغابت بلدان جنوب شرق آسيا عن توسّع بريكس، رغم الدور القيادي لإندونيسيا في حركة عدم الانحياز العائدة إلى حقبة الحرب الباردة، في وقت تتمسّك فيه الصين بموقف أكثر تشدّداً في النزاعات البحرية في المنطقة.
بريكس بلس.. هل تلتقط #واشنطن الرسالة؟ https://t.co/JH4Y4rI0ed pic.twitter.com/ams0UypGZi
— 24.ae (@20fourMedia) August 29, 2023
وأوضحت المحلّلة السابقة المتخصصة في وكالة الاستخبارات المركزية لدى المجلس الأطلسي كولين كوتل أنّه بالنسبة للصين، كان توسيع بريكس مرتبطاً أكثر بخطاب هدفه إظهار أنّ الدول النامية تصطف إلى جانبها، بدلاً من أيّ خطط ملموسة للعمل المشترك.
مع ذلك، يعكس توسيع بريكس برأيها وجود رغبة في إحداث تغيّر.
وأضافت أنّ على الولايات المتحدة أن تضع استراتيجية أكثر فعالية من إصرارها الدائم على العمل مع "بلدان تفكر بالطريقة ذاتها"، لكن يُستبعد أن تنجح في استنساخ نهج الصين في الإنفاق على مشاريع البنى التحتية.
وقالت "يجب أن تكون هناك حزمة كاملة، الرؤية المفصّلة البعيدة الأمد، إضافة إلى الأموال الملموسة الداعمة لها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مجموعة بريكس الولايات المتحدة الولایات المتحدة توسیع بریکس
إقرأ أيضاً:
ارتفاع قياسي في مستوى سطح البحر يهدد الولايات المتحدة.. كم وصلت ارتفاعات الأمواج؟
حالة من القلق يعيشها الأمريكيون، وسط تحذيرات ارتفاع الأمواج ومياه البحر، واحتمالية تعرض العديد من سواحلها لفيضانات كبرى، ما دفعهم إلى إعلان حالة التأهب القصوى، بحسب وكالة «أسوشيتد برس»، وصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكيتيان.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية من أمواج خطيرة كبيرة يصل ارتفاعها إلى 35 قدمًا، أي 10.7 مترًا، وقالت في بيان: «يمكن أن تجتاح الأمواج الكبيرة الشاطئ دون سابق إنذار، ما يؤدي إلى سحب الناس إلى البحر من فوق الصخور والأرصفة والشواطئ».
وتلقى السكان في كاليفورنيا تنبيهًا على هواتفهم يخبرهم بتجنب جميع الشواطئ بما في ذلك مناطق الإطلالات الساحلية مثل الصخور أو الأرصفة أو المنحدرات، وحذر من أن الأمواج القوية قد تجتاح الشواطئ بأكملها بشكل غير متوقع.
كاليفورنيا ليست وحدهالكن ما يحدث في كاليفورنيا من مخاوف الفيضانات وارتفاع الأمواج ليست كل الحكاية، إذ أن ارتفاع مستوى البحر في الولايات المتحدة يهدد بفيضانات أكبر خلال الفترة المقبلة.
ارتفاع مستوى سطح البحر في الولايات المتحدةارتفع مستوى سطح البحر في الولايات المتحدة بمقدار 7.3 بوصة بين عامي 2010 و2023؛ كما ارتفع في الجنوب فقط بمعدل أسرع مرتين من المتوسط العالمي، وفي الـ30 عامًا السابقة، ارتفع مستوى المحيط بنحو 3.7 بوصة.
وأثارت سرعة ارتفاع مستوى سطح البحر قلق العلماء، وقال كريس بيكوتش، عالم مساعد في مؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات: «ما رأيناه على مدى العقد والعقد والنصف الماضيين في خليج المكسيك أسرع من معظم توقعات المناخ.. وهذا ما يسبب هذا القلق الكبير».
كوكب الأرض وارتفاع سطح البحروتتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، أن يشهد كوكب الأرض بالكامل ارتفاعًا في مستوى سطح البحر يتراوح بين 1 و3 أقدام بحلول نهاية هذا القرن، كما يعتقد الكثير من العلماء أن مستويات المياه سترتفع في كل مكان، ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب وذوبان الجليد، يفترضون أن المحيطات والبحار أيضًا سترتفع نفس الطريقة.
ويتتبع العلماء هذه التغيرات بمجموعة من الأقمار الصناعية التي ترسل موجات من الأرض وتقيس المدة التي تستغرقها هذه الموجات للعودة إلى أجهزة الاستشعار الخاصة بها، وبعد مرور بعض الوقت، يقوم القمر الصناعي برحلة أخرى فوق نفس المنطقة، لمراقبة مدى اقتراب الأرض أو ابتعادها.