تحرير أوكرانيا مشكوك فيه.. واشنطن تحذر كييف من خسائر كبيرة
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
أشاد البيت الأبيض، وفقا لما نشرته صحيفة صنداي تايمز، "بالتقدم الملحوظ" الذي حققته القوات الأوكرانية في هجومها المضاد ضد القوات الروسية هذا الأسبوع، لكنه حذر من أن القتال العنيف ما زال ينتظر قواتها في المستقبل.
وقال نائب وزير الدفاع في أوكرانيا، أمس، إن قوات بلاده اخترقت الخطوط الروسية في عدة مواقع، فيما قال مسؤولون في واشنطن إن قوات كييف أحرزت تقدماً خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة "لاحظت خلال الـ 72 ساعة الماضية أو نحو ذلك بعض التقدم الملحوظ الذي أحرزته القوات المسلحة الأوكرانية في خط التقدم الجنوبي الخارج من منطقة زابوريزهيا.
أضاف: "لقد حققوا بعض النجاح ضد الخط الثاني من الدفاعات الروسية". "هذا لا يعني أنهم لا يدركون أنه لا يزال أمامهم بعض القتال العنيف بينما يحاولون التقدم جنوبًا"، أو أن روسيا يمكن أن تشن هجوما مضادًا".
وانتقدت بعض الشخصيات العسكرية الغربية البارزة التقدم البطيء للهجوم المضاد الذي طال انتظاره ضد الاحتلال الروسي في أجزاء من البلاد.
ولم يسفر الهجوم المضاد بعد عن استعادة أي بلدات أو مدن رئيسية. لكن في الأسبوع الماضي، استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على قرية روبوتاين، وهي قرية ذات أهمية استراتيجية، تقع خلف الأراضي المرتفعة التي تحتلها روسيا، والخنادق الضخمة المضادة للدبابات وخطوط التحصينات الخرسانية التي يمكن رؤيتها من الفضاء.
وقالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع في كييف، إن القوات تتقدم في أجزاء أخرى من منطقة زابوريزهيا. وقالت: هناك هجوم في عدة اتجاهات وفي مناطق معينة. وفي بعض الأماكن، تم اختراق هذا الخط الأول. وفي بعض المناطق لم يتم اختراقه، والوضع مختلف.
وأضافت نائبة وزير الدفاع في كييف أن القوات الأوكرانية التي كانت تقاتل من أجل التقدم عبر مناطق مليئة بالألغام لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، اصطدمت بالتحصينات الروسية الدفاعية.
وقالت: انتقلنا بالفعل إلى الخط التالي، يكون العدو أكثر تحصينًا هناك، وبالإضافة إلى الألغام، نرى أيضًا تحصينات خرسانية، على سبيل المثال، تحت المرتفعات المسيطرة الرئيسية، ويتعين على قواتنا المسلحة التغلب على الكثير من التحديات والعقبات من أجل المضي قدما".
وردد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، هذا التحذير، حيث قال لشبكة سي أن أن، إنه بينما كانت قوات بلاده تتقدم وتسيطر على الأراضي، فإن المعركة صعبة.
كما انتقد وزير الخارجية الأوكراني أولئك الذين انتقدوا الهجوم المضاد. وقال خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إسبانيا: "أوصي جميع المنتقدين بأن يصمتوا، وأن يأتوا إلى أوكرانيا ويحاولوا تحرير سنتيمتر مربع واحد بأنفسهم.
كان روبرت بريجر، رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، صرح لصحيفة "دي فيلت" في وقت سابق أن "الروس سيكونون قادرين على مواصلة هذه الحرب لفترة طويلة"، مضيفًا: "يظل من المشكوك فيه ما إذا كان من الممكن استعادة السيادة الكاملة لأوكرانيا بالوسائل المتاحة".
وقال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية لوكالة فرانس برس: إن الحرب دموية، وعدد كبير من الضحايا من الجانبين. "لكن الأوكرانيين لا يزال لديهم قدر كبير من القوة القتالية الاحتياطية.
وذهب بوجوسلاف باتشيك، وهو جنرال متقاعد بالجيش البولندي، إلى أبعد من ذلك، حيث كتب على موقع بيزنيس الرت على الإنترنت أن الإيقاع الحالي للهجوم المضاد "لا يسمح بالأمل في أنه سيحقق أهدافه قبل بدء موسم الأمطار هذا العام".
وتعتزم الولايات المتحدة للمرة الأولى إرسال ذخائر مثيرة للجدل خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.
وذكرت رويترز أن هذه الطلقات، التي يمكن أن تساعد في تدمير الدبابات الروسية، وهي جزء من حزمة جديدة لأوكرانيا سيتم الكشف عنها الأسبوع المقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البيت الأبيض القتال القوات الروسية القوات الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
لا شك أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين التعويض عنها، لكن بعض المجالات أسهل من غيرها مثل القذائف، وفقا لخبراء.
يرى معهد كيل الألماني أن الولايات المتحدة قدمت بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الفترة من 2022 إلى 2024. ويقول مصدر عسكري أوروبي لوكالة "فرانس برس" إن جزءا من المساعدات سُلم بالفعل، ولكن إذا لم يشهد الوضع على الجبهة تحولا في مواجهة الروس "فسيكون الأمر معقدا في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو، بدون مساعدات جديدة" بالنسبة للأوكرانيين.
ويقول المحلل الأوكراني فولوديمير فيسينكو: "إذا أخذنا في الحسبان ما تم تسليمه وما لدينا وما ننتجه، فإننا قادرون على دعم المجهود الحربي لستة أشهر على الأقل من دون تغيير طبيعة الحرب بشكل كبير".
ويرى يوهان ميشال، الباحث في جامعة ليون 3، أن "في معادلة حرب الاستنزاف أنت تضحي إما بالرجال أو بالأرض أو بالذخيرة. وإذا نفدت ذخيرتك، فإنك إما أن تنسحب أو تضحي بالرجال".
في ما يلي أربعة مجالات عسكرية قد تتأثر بتعليق المساعدات الأمريكية:
الدفاع المضاد للطائرات
تتعرض أوكرانيا باستمرار لوابل من الصواريخ والمُسيَّرات ضد مدنها وبلداتها أو بنيتها التحتية. تؤدي هذه الهجمات الكبيرة إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإجبارها على استخدام كميات كبيرة من الذخيرة.
بعيدا عن خط المواجهة، تمتلك أوكرانيا سبعة أنظمة باتريوت أمريكية حصلت عليها من الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا، ونظامين أوروبيين من طراز "SAMP/T" حصلت عليهما من روما وباريس لتنفيذ عمليات اعتراض على ارتفاعات عالية. ولدى كييف قدراتها الخاصة وحصلت على أنظمة أخرى تعمل على مدى أقل.
يقول الباحث الأوكراني ميخايلو ساموس، مدير شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة، وهي مؤسسة بحثية في كييف، إن "الصواريخ البالستية مهمة جدا لحماية مدننا، وليس قواتنا. لذا فإن ترامب سيساعد بوتين على قتل المدنيين".
ويشرح ليو بيريا-بينييه من مركز إيفري الفرنسي للأبحاث "مع الباتريوت، كما هي الحال مع جميع الأنظمة الأمريكية، لدينا مشكلتان، مشكلة الذخائر ومشكلة قطع الغيار للصيانة. في ما يخص قطع الغيار، هل سنتمكن من شرائها من الأمريكيين وتسليمها للأوكرانيين أم أن الأمريكيين سيعارضون ذلك؟ لا نعلم".
لتوفير ذخائر الباتريوت، تقوم ألمانيا ببناء أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل عام 2027. وسوف تجد أوروبا صعوبة في تعويض أي نقص في هذا المجال.
ويقول ميشال: "إن أوروبا تعاني من بعض القصور في هذا المجال؛ فأنظمة "SAMP/T" جيدة جدا ولكنها ليست متنقلة، ويتم إنتاجها بأعداد صغيرة جدا. لابد من زيادة الإنتاج، حتى ولو كان ذلك يعني تصنيعها في أماكن أخرى غير فرنسا وإيطاليا". لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ويؤكد بيريا-بينييه أن "العملية كان ينبغي أن تبدأ قبل عامين".
ويضيف يوهان ميشال: "إن إحدى طرق التعويض تتمثل في توفير مزيد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ عمليات اعتراض جوي وصد القاذفات الروسية التي تضرب أوكرانيا"، فالأوروبيون زودوا أوكرانيا بطائرات "إف-16" و"ميراج 2000-5"، ولديهم مجال لزيادة جهودهم في هذا المجال.
ضربات في العمق
يمكن للمعدات الأمريكية توجيه ضربات من مسافة بعيدة خلف خط المواجهة، وهو ما يجعلها بالغة الأهمية بفضل صواريخ "أتاكمس أرض-أرض" التي تطلقها راجمات "هايمارز" التي أعطت واشنطن نحو أربعين منها لأوكرانيا.
ويشير ميشال إلى أنها "إحدى المنصات القليلة في أوروبا".
ويقول بيريا-بينييه: "إن أولئك الذين يملكونها يبدون مترددين في التخلي عنها، مثل اليونانيين". ويقترح ميشال أن "هناك أنظمة تشيكية، ولكنها أقل شأنا. يتعين على الأوروبيين أن يطوروا بسرعة أنظمة خاصة بهم، أو إذا كانوا غير قادرين على ذلك، أن يشتروا أنظمة كورية جنوبية".
ويشير ساموس إلى أن هناك إمكانية لتوجيه ضربات عميقة من الجو، ولدى "الأوروبيين والأوكرانيين الوسائل التي تمكنهم من ذلك"، مثل صواريخ "سكالب" الفرنسية، و"ستورم شادو" البريطانية.
ولكن بيريا-بينييه يشير إلى أن "المشكلة هي أننا لسنا متأكدين على الإطلاق من أن هناك أوامر أخرى صدرت بعد تلك التي أُعلن عنها".
القذائف المدفعية والأنظمة المضادة للدبابات
في هذا المجال، الأوروبيون في وضع أفضل.
يقول ميشال: "ربما يكون مجال الأسلحة المضادة للدبابات هو الذي طور فيه الأوكرانيون أنظمتهم الخاصة. فالصواريخ، مثل صواريخ جافلين الشهيرة التي زودتهم بها الولايات المتحدة، تكمل أنظمة المُسيَّرات "FPV" بشكل جيد".
وفي ما يتعلق بالمدفعية، يشير بيريا-بينييه إلى أن "أوروبا حققت زيادة حقيقية في القدرة الإنتاجية، وأوكرانيا في وضع أقل سوءا".
في أوروبا، تسارعت وتيرة إنتاج القذائف وتسليمها إلى أوكرانيا، ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنتاج قذائف عيار 155 ملم بمعدل 1,5 مليون وحدة بحلول عام 2025، وهذا يزيد عن 1,2 مليون وحدة تنتجها الولايات المتحدة.
الاستطلاع/الاستعلام
تشتد الحاجة إلى الولايات المتحدة في هذا المجال الأساسي بفضل أقمارها الاصطناعية وطائراتها ومُسيَّراتها التي تقوم بجمع المعلومات ومعالجتها.
ويقول فيسينكو: "من المهم جدا أن نستمر في تلقي صور الأقمار الاصطناعية".
ويشير ميشال إلى أن "الأوروبيين لديهم بعض الأدوات، ولكنها ليست بالحجم نفسه على الإطلاق، والعديد منهم يعتمدون بشكل كامل على الولايات المتحدة في هذا المجال".