الخليج الجديد:
2025-04-17@08:52:07 GMT

غاز لبنان.. و«الاستثمار الجيوسياسي»

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

غاز لبنان.. و«الاستثمار الجيوسياسي»

غاز لبنان.. و«الاستثمار الجيوسياسي»

يؤكد «الوصي» الأميركي على الشركة المشغلة، أي «توتال» حالياً، أو أي شركة أخرى، أن «لا تكون خاضعة للعقوبات».

يفرض اتفاق ترسيم الحدود البحرية على «أي شركة تريد الاستثمار في الغاز والنفط اللبناني، أن تعرف أنها خاضعة لشروط أميركا ولوصايتها وإشرافها».

ترتكز الاستراتيجية الفرنسية على 3 مستويات: سياسي وفقاً لاتفاق الترسيم؛ اقتصادي ربحي؛ استراتيجي يتعلق بحاجة أوروبا لتأمين استهلاكها من النفط والغاز.

يتيح اتفاق ترسيم الحدود البحرية لواشنطن تعزيز نفوذها في شرق المتوسط، واحتلال موقع متقدم في سياق التنافس الإقليمي والدولي على استثمار النفط والغاز.

تحقيق تسوية سياسية وانتخاب رئيس يشكل الثقلَ الإستراتيجي لاستكمال موقع لبنان بالمعادلة الإقليمية، إذ ينتظر أن يشهد دوراً مميزاً بدخوله نادي الدول المنتجة للنفط.

انتقل الرهان على الدور الأميركي من «رعاية» إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي وصفه بايدن بـ«فتح كبير»، إلى دور «الوصاية» على تنفيذه، وفقاً لبنود الاتفاق.

دخلت منصة الحفر والتنقيب «ترانس أوشن» الأميركية بثقلها المشهدَ السياسي اللبناني في تقاطع مصالح مشتركة مع «توتال» الفرنسية التي تقود كونسورتيوم يضم «إيني» الإيطالية و«قطر للطاقة».

* * *

بعد مرور 11 شهراً على توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في 27 أكتوبر 2022، والذي وقّعه الرئيس السابق ميشال عون قبل ثلاثة أيام فقط من انتهاء ولايته، تتكثف حالياً الجهود الدولية والإقليمية، على وقع حفر بئر استكشافية في البلوك رقم (9) جنوب العاصمة بيروت، لإيجاد تسوية سياسية تؤدي إلى انتخاب رئيس الجمهورية.

على أساس أن تحقيق ذلك يشكل الثقلَ الإستراتيجي لاستكمال موقع لبنان في المعادلة الإقليمية، حيث ينتظر أن يشهد دوراً مميزاً بعد دخوله نادي الدول المنتجة للنفط.

وإذا كان لبنان بأزماته السياسية والمالية والاقتصادية، المتعددة والمتنوعة، لم يكن قبل عملية حفر البئر الاستكشافية التي بدأت الخميس الماضي، ضمن أولويات المجتمع الدولي، فإن الوضع سيتغير بعد انتهاء مرحلة الحفر، والمتوقعة بنهاية أكتوبر المقبل، لاسيما إذا جاءت النتائج إيجابية لجهة وجود كميات تجارية من الغاز، وفق تقارير الخبراء التي تتوقع ثروة لا تقل قيمتها عن 100 مليار دولار.

وتبلغ حصة لبنان 62% مقابل 38% للشركات المتعاقدة. وقد وصف البلوك 9 بأنه «واعد»، نظراً لتطابق الطبقات الجيولوجية والجيوفيزيائية فيه مع حقل «كاريش» الإسرائيلي الذي تبلغ احتياطات الغاز فيه 1.75 تريليون قدم مكعب.. الأمر الذي يشجع الشركات الملتزمة على حفر مزيد من الآبار الاستكشافية.

وهكذا دخلت منصة الحفر والتنقيب «ترانس أوشن» الأميركية بثقلها المشهدَ السياسي اللبناني، وفي تقاطع مصالح مشتركة مع شركة «توتال» الفرنسية التي تقود كونسورتيوم يضمها مع شركتي «إيني» الإيطالية و«قطر للطاقة». وهذا مع العلم بأن الإستراتيجية الفرنسية ترتكز على ثلاثة مستويات:

الأول سياسي وفقاً لاتفاق الترسيم، والثاني اقتصادي ربحي، والثالث استراتيجي يتعلق بحاجة القارة الأوروبية إلى تأمين استهلاكها من النفط والغاز بديلاً عن المصدر الروسي خصوصاً بعد حرب أوكرانيا.

وتبرز أهمية الرهان على الدور الأميركي، الذي انتقل من دور «الرعاية» بإنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي وصفه الرئيس جو بايدن بـ«الفتح الكبير»، إلى دور «الوصاية» على تنفيذه، وفقاً للبنود الواردة في الاتفاق.

وذلك بتفويض شامل وصلاحيات واسعة، وبمرجعية وحيدة لحسم أي خلاف قد ينشأ، سواء حصل ذلك بين الحكومات، أو بينها وبين الشركات المتعاقدة معها، حتى أن الاتفاق يفرض على «أي شركة تريد الاستثمار في الغاز والنفط اللبنانيين، أن تعرف أنها خاضعة لشروط الولايات المتحدة ولوصايتها وإشرافها».

كما يؤكد «الوصي» الأميركي على الشركة المشغلة، أي «توتال» حالياً، أو أي شركة أخرى، أن «لا تكون خاضعة للعقوبات». ولذا يفتح هذا الاتفاق الباب أمام واشنطن لتعزيز نفوذها في منطقة شرق المتوسط، واحتلال موقع متقدم في سياق التنافس الإقليمي والدولي على استثمار النفط والغاز.

ويحصل ذلك، في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات ترتبط بملفات إقليمية، تقتضي عمليات خلط للأوراق، ولعل أبرزها العودة الأميركية العلنية، من خلال تعزيز الحضور العسكري في الخليج العربي، ومحيط مضيقي هرمز وباب المندب، وإعادة تحريك قطعات عسكرية أميركية في العراق وصولا إلى الحدود السورية.

إضافة إلى تعزيز الوجود الأميركي العسكري في شرق سوريا، حيث يوجد النفط والغاز، مع تداول معلومات حول نوايا أميركية لإحداث تغيير جوهري في خارطتها العسكرية بالمنطقة.

وتبقى أخيراً الإشارة إلى مفارقة كبيرة من نتائج اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وهي أن إسرائيل كانت الأسرع في «حصاد الأرباح»، حيث أطلقت أول شحنة من حقل «كاريش» في 13 فبراير الماضي، بينما سينتظر لبنان حتى العام 2027، ليبدأ «حصاده»، إذا لم تحصل أي مشاكل تقنية في تطوير الحقل.

*عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر | الاتحاد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان أميركا إسرائيل الغاز الطبيعي حفر بئر استكشافية البلوك رقم 9 تسوية سياسية انتخاب رئيس النفط والغاز أی شرکة

إقرأ أيضاً:

مصرع وإصابة 4 من الجيش اللبناني في انفجار جنوبًا

أعلن الجيش اللبناني مصرع أحد عناصره وإصابة 3 آخرين بجروح متوسطة، إثر انفجار جسم مشبوه خلال قيام وحدة مختصة بمسح هندسي في منطقة وادي العزية بمدينة صور جنوبي البلاد.

وأعرب الرئيس اللبناني، حسبما ذكر التلفزيون اللبناني، عن ألمه لهذا الحادث، مؤكدًا أن الجيش يدفع مرة جديدة من دماء أبنائه ثمنًا لبسط سلطة الدولة وتحقيق الاستقرار في الجنوب، تنفيذًا للقرار 1701.

وشدد عون على أن المؤسسة العسكرية تبقى الملاذ الوحيد لجميع اللبنانيين للمحافظة على أمنهم وسلامتهم، وبسط السيادة على كامل الأراضي اللبنانية.

ويأتي مقتل الجندي في وقت يعمل الجيش اللبناني منذ سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر، على تفكيك بنى عسكرية تابعة لحزب الله تقع جنوب نهر الليطاني، وهي المنطقة التي نص الاتفاق على انسحاب الحزب منها مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة «يونيفيل» لانتشارها قرب الحدود مع إسرائيل.

ورغم سريان وقف إطلاق النار، أبقت إسرائيل على قواتها في 5 مرتفعات استراتيجية في جنوب لبنان، تخولها الإشراف على جانبي الحدود.ولا تزال تنفذ ضربات بشكل شبه يومي على أهداف تقول إنها تابعة للحزب خصوصا في جنوب لبنان.

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب الكامل من جنوب البلاد.

اقرأ أيضاًأبو الغيط يلتقي رئيس الحكومة اللبنانية د.نواف سلام

وزير الخارجية يؤكد دعم مصر الكامل للرئيس اللبناني جوزيف عون وحكومته

الصحة اللبنانية: استشهاد مواطن إثر غارة إسرائيلية على بلدة الطيبة

مقالات مشابهة

  • رئيس لبنان: نسعى ليكون 2025 عام حصر السلاح بيد الدولة
  • EIA: إنتاج النفط الأميركي سيبلغ ذروته بعد عامين
  • توظيف الرعاية السعودية للعلاقة مع سوريا
  • الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • عبد المسيح: لا يبنى حسن الجوار على أنقاض الكرامة
  • ضبط بضائع فاسدة ومُهرّبة في انطلياس
  • اتفاق واشنطن وطهران يهدد اسعار النفط.. مزيد من التراجع
  • لبنان في مرآة التفاهم الأميركي - الإيراني… ماذا عن حزب الله
  • ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
  • مصرع وإصابة 4 من الجيش اللبناني في انفجار جنوبًا