حتى لا نعود إلى نموذج إدارة السلطة بالخلافات
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
في اليمن ظلت السلطة ، في معظم الأحيان ، تدار بالأزمات ، وأحياناً بالتناقضات والخلافات التي تنشأ بين فرقاء السلطة ومن مواقعهم المختلفة .
فيما مضى كان لهذا الوضع أسبابه المختلفة ، والتي يأتي في مقدمتها عدم ثقة الرجل الأول في اخلاص القيادات التي تعاونه وخوفاً من أن تتحالف ضده .
انعكس كل ذلك على إدارة الدولة بصورة سلبية ، تمثلت في تضخيم الأجهزة الأمنية وتحويل السلطة الى سلطة بوليسية ، وشاعت المكايدات والمؤامرات بين أجهزة السلطة .
اليوم كان لا بد أن تتغير الأمور ، لأن جانباً أساسياً من وظيفة السلطة ومؤسساتها وأجهزتها هو الدفاع عن دولة منهوبة ، يتوقف مستقبل البلاد على استعادتها وتسليمها للشعب ، وهي مهمة تاريخية لا يمكن أن يقوم بها إلا مبادرين تاريخيين قادرين على تجاوز تجارب السلطات القديمة .
ولا بد بداية من الاشارة إلى أن الخلاف حول مسائل تتعلق بادارة الدولة هو شيء طبيعي ، لكن ما هو غير طبيعي يتمثل في تحويل أسباب هذه الخلافات إلى صخب إعلامي يتجاوز أسباب الخلاف إلى ما هو أبعد من ذلك ، ولا ينتج عنه سوى المزيد من تيئيس الناس وإرباكهم فوق ما هم فيه من وضع كارثي .
أعتقد أن الأخ رئيس مجلس القيادة لديه من الخبرة الطويلة ما يجعله مدركاً لهذه الحقيقة التي يتعين عليه أن يستخدمها في هذه اللحظة التي أخذت فيها مساحات التباعد بين مؤسسات السلطة تتسع وتتزايد ، ومنها وإليها تتسلل تعقيدات واستقطابات ستنعكس بشكل أكثر سوءاً على البلاد .
بات من المهم أن يدعو الاخ الرئيس إلى إجتماع موسع لقيادة السلطة التنفيذية ممثلة في مجلس القيادة والحكومة وقيادات السلطة التشريعية ،مجلسي النواب والشورى ، والسلطة القضائية ، للوقوف امام تداعيات هذا الوضع ، ومن خلاله يستطيع أن يقيم أهلية هذه المنظومة في التصدي للمهام الموكلة إليها .
إن مثل هذا الاجتماع لا بد أن يضع حداً لهذا الموروث السلبي لادارة السلطة والدولة ، ما لم فإنه لا بد من الاعتراف بأن الخلل بنيوي ، وأنه لا داعي للتغطية على حقيقة يصعب مواجهتها دون الرد على السؤال عما إذا كان المتصدرون للمشهد مبادرين تاريخيين أم امتداداً لتجارب الماضي .
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
عهود الرومي: «الاجتماعات السنوية» تترجم رؤى القيادة في التخطيط الاستباقي
أبوظبي (الاتحاد)
أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في التخطيط الاستباقي لتسريع الجهود التنموية في كافة القطاعات، والعمل كفريق وطني واحد لتطوير الأداء الحكومي، ووضع تصورات تنموية شاملة ومتكاملة للدولة خلال الـ50 عاماً المقبلة بما يحقق مصالح الدولة وتطلعات أبنائها.
وأشارت معاليها إلى أن الدورة الحالية تكتسب أهمية قصوى من خلال مشاركة 500 مسؤول حكومي على مستوى الدولة، ومن خلال أجندتها الثرية التي تركز على 3 مسارات رئيسة هي الأسرة، والهوية الوطنية، والذكاء الاصطناعي، بما يعزز الإنجاز في أولويات رؤية «نحن الإمارات 2031».