ظهور المارينز في وادي حضرموت.. الدلالات والرسائل
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
YNP / خاص –
مثل ظهور عناصر من جنود البحرية الأمريكية "المارينز" في مدينة سيئون كبرى مدن وادي حضرموت، تعبيرا واضحا عن حقيقة الوضع في اليمن والمنطقة، وعن اللاعب الرئيسي في الأوضاع التي تعيشها اليمن منذ أكثر من ثمان سنوات، والدور الأمريكي الفعلي في الحرب التي شهدتها البلاد على مدى السنوات الماضية.
وبطريقة مفاجئة وصل عناصر القوات الأمريكية إلى عدد من مديريات وادي حضرموت بحسب ما أفاد به شهود عيان ونقلته وسائل الإعلام التي أكدت أن أعدادا من الجنود من قوات المارينز انتشروا لثلاثاء الماضي في مديريات وادي حضرموت، دون سابق إعلان، وفي غياب أي جهة ممثلة للحكومة.
وتداول الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، صورا لقوات المارينز الأمريكية في منطقة الغرفة غرب مدينة سيئون ومناطق متفرقة في المدينة، فيما أفاد السكان، بأن الجنود وصلوا إلى منطقة الغرفة مع حراسات من جنود سعوديين ومدرعات أمريكية، مضيفين أن قوات المارينز الامريكية زارت ثانوية الغرفة للبنين أثناء الدوام الدراسي برفقة مترجم عراقي، ثم اتجهوا إلى ثانوية البنات المجاورة دون مرافقة اي ممثل للسلطة المحلية او مكتب التربية.
ظهور جنود المارينز في حضرموت، والجولات التي قاموا بها في الشوارع والأسواق وزيارتهم لمدرستين في مدينة سيئون، في وضح النهار، وأمام عدسات الكاميرا، بدا غير مألوف، في بلاد اعتاد الأجانب فيها أن يحتاطوا ويتخذوا أكبر قدر من الحذر، ولا يسيروا إلا تحت حراسة مشددة، ولا يتحركوا إلا في نطاق محدود، وبعيدا عن الأماكن العامة، وهو ما يشير إلى إن هناك عملية تهيئة لتحرك هؤلاء الجنود، وتعمد تصوير هذا التحرك، كمحاولة لجعل الأمر يبدو مألوفا وحالة طبيعية.
وأكد مراقبون أن تواجد الأمريكان في محافظة حضرموت ومحافظات أخرى شرق البلاد، ليس جديدا، حيث سبق أن وصلت قوات أمريكية وأخرى بريطانية خلال السنوات الماضية إلى محافظات حضرموت وشبوة والمهرة، جنبا إلى جنب مع القوات السعودية والإماراتية، وهو ما يؤكد أن أمريكا هي من يدير المشهد في البلاد، مشيرين إلى أن زيارات السفير الأمريكي المتكررة إلى هذه المحافظات، وعقده لقاءات مع مسئولي السلطة المحلية فيها بصورة مباشرة، وعقد اتفاقات خارج تدخل الحكومة الموالية للتحالف، يعكس طبيعة الوضع في تلك المحافظات التي يمكن الجزم بأنها تدار من الخارج وبتدخل أمريكي مباشر.
واعتبر المراقبون أن التواجد الأمريكي المباشر في اليمن لم يكن أمرا مستبعدا، بالنظر إلى الدور الأمريكي في إشعال الحرب في اليمن، وهو الأمر الذي كان ضمن مخطط الولايات المتحدة كوسيلة تتمكن من خلالها من فرض تواجدها العسكري في اليمن، إلى جانب دورها السياسي كأهم دولة في المجموعة الرباعية المتحكمة بالشأن اليمني بفعل القرار الأممي بوضع اليمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وكانت الحرب في اليمن قد أعلنت من العاصمة الأمريكية واشنطن ليل السادس والعشرين من مارس ٢٠١٥، وكان لذلك الإعلان دلالته الواضحة على الدور المحوري لأمريكا في قرار شن هذه الحرب، ثم كانت مبيعات الأسلحة الأمريكية للتحالف طوال سنوات الحرب هي أعلى نسبة مبيعات على مستوى الدول المصنعة، والتي مثلت الحرب بالنسبة لها فرصة لبيع صفقات من مختلف أنواع الأسلحة وبمليارات الدولارات، كما استمر الدور الأمريكي المساند للتحالف طيلة سنوات الحرب، وظلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تولي الملف اليمني أهمية خاصة، بلغت أن عينت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مبعوثا لها إلى اليمن، لضمان التواجد المباشر في قلب المشهد، وإدارة الأجندة الأمريكية بشكل أكثر فاعلية.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: يويفا يونيسيف يونيسف يونسكو يوم الولاية يوم القدس وادی حضرموت فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن في عين العاصفة.. الغارات الأمريكية تُفاقم الأزمة وتُشعل التوترات الإقليمية
تصاعدت حدة التوترات في اليمن مع تنفيذ الولايات المتحدة سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع متعددة، أبرزها ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وجددت المقاتلات الأمريكية، اليوم الأربعاء، “قصفها الجوي على مواقع جماعة “أنصار الله” في محافظتي الحديدة وتعز، ضمن عمليات عسكرية مستمرة للشهر الثاني على التوالي”.
ووفقًا لمصادر محلية، “استهدفت الغارات القاعدة البحرية ومعسكر الدفاع الساحلي في منطقة الكثيب شمال مدينة الحديدة، بالإضافة إلى المطار الدولي جنوب المدينة، فيما نفذت طائرات استطلاع أمريكية تحليقًا مكثفًا في سماء المحافظة”.
وفي محافظة تعز، “شنت المقاتلات الأمريكية غارتين على ثكنات للجماعة في جبل البرقة ومنطقة البرادة بمديرية مقبنة غرب المحافظة، وذلك بعد سلسلة غارات على مواقع استراتيجية في جزيرة كمران ومديرية الصليف شمال غربي الحديدة”.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان جماعة “أنصار الله” إسقاط طائرة استطلاع أمريكية من نوع “إم كيو9″ في أجواء محافظة حجة، ومهاجمة حاملتي الطائرات الأمريكيتين ترومان وفينسن في البحرين الأحمر والعربي باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة”.
هذا “ومنذ 15 مارس الماضي، رصدت وكالة “الأناضول” نحو 1000 غارة أمريكية على اليمن، ما أدى إلى مقتل 217 مدنيا وإصابة 436 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات “حوثية” لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة”.
هذه العمليات “جاءت بعد فشل الضربات الجوية السابقة في تحجيم تهديد “الحوثيين” للملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث استمرت الجماعة في استهداف السفن التجارية والعسكرية، إضافة إلى تنفيذ هجمات صاروخية ومسيرة باتجاه إسرائيل”.
وتأثير هذه الغارات “يتجاوز الخسائر البشرية المباشرة ليطال الوضع الإنساني بشكل خطير، ومع استمرار القصف الأمريكي المكثف، باتت البنية التحتية في اليمن، خصوصًا في مناطق الحديدة وتعز، عرضة لأضرار كبيرة، مما يفاقم أزمة إمدادات الغذاء والدواء، كما أن الاستهداف المتكرر لمرافق حيوية مثل الموانئ والمطارات يعطل حركة الإمدادات الإنسانية زاد من نقص المواد الأساسية، حيث يعتمد اليمن بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاته الغذائية”.
كما أدى التصعيد العسكري “إلى ارتفاع عدد النازحين، حيث تضطر آلاف الأسر إلى مغادرة المناطق المستهدفة، مما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا، حيث يعاني أكثر من 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفي ظل هذا التصعيد، تواجه المنظمات الإغاثية صعوبة في الوصول إلى المتضررين، خاصة مع استمرار القصف وتدهور شبكة الطرق، مما يزيد من تعقيد جهود المساعدة”.
https://twitter.com/i/status/1914758174210769363