أقيم مساء أمس الجمعة، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض السويس للكتاب الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، لقاءً مفتوحًا مع الكاتبة أمينة زيدان بعنوان "الرحلة من السويس إلى جائزة نجيب محفوظ" ضمن البرنامج الثقافي لمعرض السويس الأول للكتاب، أداره الصحفي محمود الجمل، وبحضور جماهيري كثيف.


تناول اللقاء مجموعة من القضايا التي تشغل الحياة الثقافية، وأهمها الموقف من شعار "التنوير"، وهل حقق هذا الشعار ما كان يصبوا إليه أصحابه، وترى أمينة زيدان أن مصطلح التنوير، الذي يدعو إلى الهدم ثم البناء، يتجاهل واقعنا المعيش، وبخاصة عاداتنا وتقاليدنا، ومن الأفضل أن ننطلق من الواقع المعيش، ونبني عليه، على ما هو موجود فعلًا، حتى تتبلور رؤيتنا داخل محيطنا الاجتماعي الغني بالتجارب المتميزة في شتى المجالات.

أهمية التجارب الكتابية 


وأكدت على أهمية التجارب الكتابية التي قدمها جيلها- جيل التسعينيات، مشيرة إلى تجربة الكاتب ناصر الحلواني.
وأكدت زيدان أنها مسكونة بالفجيعة لما سمعته من حكايات في طفولتها عن الحرب، ثم تجربة التهجير من السويس، والعودة إليها في منتصف السبعينيات وهي مدينة محطمة، وما أنتجته هذه التجربة من أزمات نفسية لدى أبناء هذا الجيل من أبناء السويس، وبخاصة ضرب شركة المعمل وحرق العمال وقتل المدنيين، وما تكشفه هذه الأعمال غير الإنسانية التي قام بها العدو.


ومن الحرب على السويس ينتقل الحوار إلى دور الكاتب في المجتمع، فتؤكد زيدان أن الكاتب هو ضمير أمته، بل هو ضمير العالم؛ لأنه يجب أن يعمل على مشروع في قلبه الإنسان وحقوقه، وهو خط الدفاع الأول في بلده، وأضافت أن الكتابة توجه الإنسان إلى قضاياه الأساسية الجادة، والأسئلة الكبرى في الحياة، والتي تحمي المجتمع وتحافظ على القيم والأخلاق والتقاليد الدينية.


وتستطرد زيدان، علينا الآن التوجه إلى الجيل الجديد لنحمي مواهبهم ونحافظ عليهم من الانزلاق.. لدينا أجيال مبدعة، لقد قدمت السويس أجيالا كثيرة من الأدباء للحياة الثقافية منذ عام 1924.


كما أشار الكاتب الصحفي محمود الجمل، إلى أنه علينا ردم الفجوة بين الأجيال، ولتكن تجربة الكاتب والروائي محمد الراوي ملهمة لنا في هذا الطريق، وندوة "الكتابة الجديدة"، كذلك تجربة الكابتن غزالي في الشعر، وندعو من هنا إلى أهمية إعادة طباعة أعمال رواد الكتابة في السويس.

أهمية مراجعة الكاتب لأفكاره


ثم تواصل الحوار حول أهمية مراجعة الكاتب لأفكاره ومواقفه، فحكت زيدان عن علاقتها بالمدارس الأدبية مثل "النسوية"، و"كتابة الجسد"، وغيرهما، فأكدت أن هذه الاتجاهات وما تحمله من أفكار تؤدي إلى تفكك المجتمع، وعلى جيلي أن يراجع نفسه، فبعض هذه الأفكار جعلتنا نقع في أخطاء مثل فصل أو عزل الروح عن الجسد، وغيرها، إلا أن التجربة جعلتنا نعي الأمور، ونعود مرة أخرى إلى قضايانا وأهمها قضية "الوعي"، لنحمي ونحافظ على تراثنا الثقافي.
 

وصرحت زيدان بأنها حصلت على جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية عام 2007 بضربة حظ؛ لأنها ترى أن هناك كُتابًا أفضل منها بكثير لم يحصلوا على هذه الجائزة، رغم استحقاقهم لها، مثل الناقدة والأديبة رضوى عاشور، رحمها الله، صاحبة المشروع الأدبي الكبير، والذي أنتج ثلاثية غرناطة.


قابلت الأستاذ نجيب محفوظ.. واستلمت منه الجائزة، وكانت أول مرة أقابله في حياتي، رجل في منتهى التواضع، قدم صورة للعالم خاصة جدًا، في القلب منها روح مصر، والتي عكسها بذكاء وجمال، لنقرأ محفوظ بعيدًا عما قدمته السينما؛ لأن الأعمال السينمائية تحمل رؤية المخرج، أما الكتاب فيقدم رؤية محفوظ، ولنقرأ محفوظ بعيدًا عن الشائعات التي تقول إنه طعن في الرموز الدينية، فمن قرأ محفوظ يعلم جيدًا أنه لم يمس أي رمز ديني، والذي طعنه لم يقرأ له سطرًا، ولنقرأ محفوظ الكاتب العالمي كما نقرأ تولستوي وغيره.


واختتم اللقاء بالحديث عن العمل الذي تكتبه الآن، وهو مشروعها الكبير كتابة رواية عن فلسطين، وقد وضعت عنوانًا لها: "شرفة تطل على العدو"، وهي تكتب هذه الرواية تتذكر ميدان الإسعاف بالسويس، وبيت جدها الذي صور فيه فيلم "كتيبة الإعدام" لنور الشريف، وعلى ذلك "مدينة السويس" هي البطل في كل أعمال الكاتبة أمينة زيدان من مجموعتها الأولى "حدث سرًا" إلى روايتها الأخيرة "شهوة الصمت"، مرورًا برواية "نبيذ أحمر" الرواية الفائزة بجائزة نجيب محفوظ.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نجيب محفوظ المصرية العامة للكتاب الهيئة المصرية العامة للكتاب نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني الهيئة المصرية العامة معرض السويس للكتاب نجیب محفوظ

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة ومحافظ الجيزة يفتتحان معرض فيصل للكتاب وخصم 50% على بعض الإصدارات

افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، فعاليات الدورة الثالثة عشرة من معرض فيصل الرمضاني للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، بأرض هيئة الكتاب بمنطقة الطالبية بشارع فيصل، بالتعاون مع محافظة الجيزة. 

جاء ذلك بحضور الدكتور محمد البيومي، أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والدكتورة كرمة سامي، رئيس المركز القومي للترجمة.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن معرض فيصل الرمضاني للكتاب يُعد من الفعاليات الثقافية المهمة التي تحرص الوزارة على تنظيمها سنويًا خلال الشهر الكريم، لما يمثله من فرصة متميزة لنشر المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي بين المواطنين
وأعلن وزير الثقافة عن خصم 50% على إصدارات وزارة الثقافة المشاركة بالمعرض، في إطار جهود الوزارة لدعم القراءة وتشجيع المواطنين على اقتناء الكتب.


وأشار الوزير إلى أن المعرض بات يُمثل حدثًا ثقافيًا بارزًا ينتظره أبناء محافظة الجيزة سنويًا، حيث يتيح لهم فرصة ثمينة للاطلاع على أحدث الإصدارات في مختلف المجالات، إلى جانب ما يقدمه من أنشطة ثقافية وفنية تثري الحياة الفكرية داخل المحافظة. وأضاف أن المعرض يلعب دورًا مهمًا في دعم الأجيال الشابة من خلال توفير مصادر معرفية تسهم في تنمية وعيهم وصقل مهاراتهم.

كما دعا الوزير جميع المواطنين إلى زيارة المعرض والاستمتاع بفعالياته المصاحبة، التي تشمل ندوات فكرية وأمسيات رمضانية وعروضًا فنية متنوعة، مؤكدًا أن الثقافة والفنون هما ركيزتان أساسيتان في بناء المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية.

من جانبه، عبر المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، عن سعادته بافتتاح الدورة الثالثة عشرة من معرض فيصل الرمضاني للكتاب، مؤكدًا أنه يُعد نافذة سنوية لمحبي الكتاب والثقافة والفنون، وأوضح أن المعرض أصبح يُمثل رئة ثقافية، ومتنفسًا لأهالي الجيزة ومنطقة فيصل، ودورة بعد الأخرى يتأكد لنا الدور المهم الذي يلعبه المعرض في بناء وعي المواطنين من أهالي المحافظة، وخاصة الفئات العمرية من الأطفال والشباب، وفي تطوير مهاراتهم، وتنمية قدراتهم، من خلال القيمة التي تحملها الكتب كأحد المصادر المهمة للمعرفة، وهو ما يتسق مع رؤية الدولة المصرية وقيادتها السياسية في تحقيق رؤية التنمية المستدامة 2030.

وأشاد المحافظ بالتنسيق الدائم بين وزارة الثقافة والمحافظة لفتح آفاق ثقافية جديدة، وإخراجها بالصورة التي تتسق مع تطلعات مواطني المحافظة، وهو ما انعكس اليوم على التنظيم الرائع للمعرض. كما أوضح أنه يتوقع إقبالًا جماهيريًا كبيرًا على المعرض في دورته الجديدة، طوال أيامه التي تستمر لمدة 10 أيام، بدءًا من اليوم الخميس 13 مارس وحتى السبت الموافق 22 من الشهر ذاته.

ويشارك في الدورة الحالية للمعرض مجموعة من دور النشر المصرية، إلى جانب قطاعات وزارة الثقافة، والمؤسسات المختلفة، وسور الأزبكية.

ويصاحب المعرض برنامجًا ثقافيًا وفنيًا متنوعًا، يُقام على هامشه طوال أيامه عقب الإفطار، من الساعة الثامنة مساءً وحتى الثانية عشرة منتصف الليل.

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي للمرأة .. احتفالية فى معرض فيصل للكتاب
  • معرض فيصل للكتاب يحتفي باليوم العالمي للمرأة.. الليلة
  • وزير الثقافة ومحافظ الجيزة يفتتحان معرض فيصل للكتاب وخصم 50% على بعض الإصدارات
  • «تريندز» يشارك في لندن الدولي للكتاب
  • خصم 50%.. وزير الثقافة ومحافظ الجيزة يفتتحان معرض فيصل للكتاب
  • وزير الثقافة ومحافظ الجيزة يفتتحان معرض فيصل الثالث عشر للكتاب
  • السعودية تختتم مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب 2025
  • مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تشارك في معرض لندن الدولي للكتاب 2025
  • وزارة الثقافة تفرج عن نتائج جائزة المغرب للكتاب
  • غدًا.. افتتاح معرض فيصل الثالث عشر للكتاب