وكالة اليعقوب: لم يتم إخطارنا بقرار البوسنة وأوقفنا الآن تنظيم الرحلات المباشرة
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
اكد سفير مملكة البحرين لدى موسكو احمد الساعاتي على ان جميع المواطنين البحرينيين الذين كانوا قد علقوا اليوم في مطار سراييفو الدولي لعدم حملهم تأشيرات زيارة الى جمهورية البوسنة، قد حصلوا على تأشيرات بصورة استثنائية في المطار.
وقال الساعاتي لـ «الأيام» ان جميع المواطنين البحرينيين الذين لم يكونوا على علم بالاجراءات الجديدة التي فرضتها السلطات البوسنية وهي الحصول على تأشيرة سارية المفعول لزيارة البوسنة والهرسك، قد تم انجاز معاملاتهم، وحصلوا على تأشيرات في المطار بشكل استثنائي، وذلك بعد ان تدخلت وزارة الخارجية البحرينية عبر سفارة المملكة لدى جمهورية روسيا الاتحادية- موسكو وخاطبت وزارتي الخارجية والداخلية البوسنية وحصلوا على تأشبرات لمدة شهر.
ولفت السفير الساعاتي الى ان القرار جاء من مجلس الوزراء البوسني بفرض التاشيرات المسبقة، فيما لم تصدر السلطات البوسنية الية التاشيرة الالكترونية مما يستدعي للحصول على تاشيرة لزيارة البوسنة اما عبر ارسال الجواز الى سفارة جمهورية البوسنة لدى ابوظبي - دولة الامارات العربية المتحدة عبر شركات الشحن بعد مل الاستمارة وكافة المتطلبات، والحصول على التاشيرة في غضون 10 ايام، او عبر الحضور الشخصي الى مبنى سفارة البوسنة في امارة ابوظبي حيث تصدر في غضون يومين..
وشدد السفير الساعاتي على ان وزارة الخارجية البحرينية حريصة كل الحرص على تسهيل كافة معاملات رعاياها ومتابعة اوضاعهم، حيث تعاملت السفارة البحرينية في موسكو مع اوضاع العالقين، وحرصت على الفور التدخل لتسهيل عبورهم وارسال مندوب عن السفارة لتسهيل اصدار تاشيرات لهم، واستقبالهم، وذلك امتثالا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم على تقديم كل المساعدة لرعايا المملكة اينما كانوا.
ولفت السفير الساعاتي الى السلطات البحرينية قد عممت الزامية التاشيرات على كافة الوكالات العاملة في مجال السياحة والسفر كي يتم اخطار الراغبين بالسفر الى البوسنة والهرسك بالزامية الحصول على تاشيرة مسبقة، او ان يكون لديهم تاشيرة الى الولايات المتحدة الامريكية، او كندا، او تاشيرة الاتحاد الاوروبي «شنغن» كي تمنحهم السلطات البوسنية تاشيرة عند الوصول.
وكان 11 مواطن بحريني قد علقوا في مطار جمهورية البوسنة والهرسك اليوم، بعد ان فرضت السلطات البوسنية بشكل مفاجئ الزامية الحصول على تأشيرة امام رعايا المملكة الراغبين بزيارة البوسنة والهرسك، وذلك اعتبارا من الاول من سبتمبر ولم يكونوا على علم بالقرار الذي لم يتم تعميمه بشكل رسمي.
من جانبهم اكدت وكالة اليعقوب ل الايام على انهم لم يتلقوا اي تعميم بخصوص الحاجة للحصول على تأشيرة سارية المفعول امام رعايا مملكة البحرين لزيارة جمهورية البوسنة والهرسك اعتبارا من مطلع الشهر الحالي وفق ما ورد من اجراءات.
وقالت الوكالة - التي تنظم رحلات طيران مباشرة بين البحرين والبوسنة والهرسك مرتين اسبوعيا عبر استأجر طائرة تابعة للناقلة الوطنية طيران الخليج - لم يتم اشعارنا بفرض التأشيرات على رعايا المملكة من قبل اي جهات رسمية بحرينية او بوسنية حتى نتمكن من اعلام المسافرين بضرورة وجود تأشيرة لديهم..
واشارت الشركة الى انهم قد اوقفوا تنظيم الرحلات المباشرة حاليا دون ذكر الاسباب حيث لا يوجد اي رحلات مباشرة ومجدولة بين البحرين وسرايفوا على غرار بقية دول مجلس التعاون الخليجي التي يوجد رحلات مباشرة ما بينها وبين دول البلقان بما فيها البوسنة.
يذكر ان سفارة المملكة لدى جمهورية روسيا الاتحادية تمثل البحرين دبلوماسيا لدى جمهورية البوسنة والهرسك، فيما لا يوجد سفير لجمهورية البوسنة والهرسك مقيم لدى مملكة البحرين، حيث تتولى بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الاماراتية ابو ظبي تمثيل البوسنة لدى مملكة البحرين.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مملکة البحرین
إقرأ أيضاً:
جمهورية الكدمول: للافتراس نهج (2-2)
ملخص
جاء كتاب "جمهورية الكدمول" لخطاب الحرب بتحليل اقتصادي اجتماعي هو من الفرائض الغائبة في خطاب الحرب عندنا. فلا تجد أحداً من بين الصفوة على ضفتي الحرب من استصحب علم الاقتصاد والمجتمع في فهمها. فـ"الدعم السريع" في تحليلهم حال سياسية عسكرية بحتة في طلاق بيِّن مع اقتصادها وديناميكيته. فحتى الحزب الشيوعي، الذي في عقيدته أن الاقتصاد محرك التاريخ، لا يرى منه سوى الوجه العسكري السياسي، بينما يمزج الباحثون غيرنا اقتصاده وسياسته وعسكريته مزجاً. فمنظمة "غلوبال وتنس" وصفته بـ"المركب الصناعي الميليشياوي" وسماه المتخصص في علم السودان ألكس دي وال بـ"شركة الارتزاق الخاصة العابرة للأمم".
صدر خلال شهر يناير الماضي كتيب بعنوان "جمهورية الكدمول" (غطاء رأس أفراد ’الدعم السريع‘) من وضع جشوا كريز ورجاء مكاوي من هيئة مسح الأسلحة الصغيرة في سلسلة تقاريرها حول التقديرات المبدئية للأمن الإنساني. وعززه فريق من المراسلين من داخل السودان المغيبين اسماً ممن قاموا بالبحث الذي من ورائه. فدرس التقرير لدراسة الآليات الاقتصادية التي يدير بها "الدعم السريع" المدن التي احتلها. وسمى اقتصادها، لجهة توحشه من حيث تحول القادة العسكريين أنفسهم إلى مستثمرين، بالاقتصاد السياسي الافتراسي لقيامه على النهب، والفدية عن الرهائن ومنهوب المال، والإثقال في الضريبة.
ويثير هذا الاقتصاد الافتراسي الذي كشف عنه "جمهورية الكدمول" مسألتين شاغلتين. فالمسألة الأولى هي المنهج حيال جماعات من المتعاونين مع "الدعم السريع" خلال احتلاله أحيائهم لنحو عامين. فجنح المتضررون منهم إلى أخذ القانون بيدهم بعد اقتلاع الجيش لـ"الدعم السريع" من أحيائهم والثأر لأنفسهم منهم. وحذرت الدولة، التي تستعيد آلتها حيث وجدت القوات المسلحة بصعوبة، دون هذا الانفلات، ودعت لإحالة المتهم بالتعاون إلى الحكومة.
وقد نحتاج للوعي الأمثل بهذا التعاون المنكر مع "الدعم السريع" برده إلى اقتصاد التنمر السياسي الذي كشف عنه تقرير "جمهورية الكدمول"، فنرى منه أن "التعاون" لم يكن خياراً للمتعاونين بل كان كرهاً لهم. فأقام "الدعم السريع" من فوق أنقاض الاقتصاد الذي هدمه شبكات عمالة جعلت ألا مناص لمن وقعوا تحت حكمه من السكان المفقرين من الاندماج فيها كلياً. فصار عليهم أن يتعاملوا في نطاق هذا الاقتصاد القائم في النهب الافتراسي كمنتجين إما خوفاً أو للحاجة لدخل. ففرض "الدعم" على بعضهم التجنيد إكراهاً وبسلاح التجويع. فانتمى إليه من الناس من خلا طرفه من المدخرات وانقطع معاشه، لو كان من أربابه، لـ"الدعم" لحماية نفسه أو أسرته في غيبة أي نظام بديل للعمل.
فاندماج الحرب في السوق، التي صارت الدولة ومجتمع الموارد، أغرى بالارتزاق كالخدمة الوحيدة المعروضة في هذه السوق. فالمخبر لـ"الدعم" عن العدو يصدق له "الدعم" بكشك لتجارته الصغيرة أو درداقة (لنقل البضائع في الأسواق)، ثم هناك العمال الذين يرشدون إلى بيوت أهل المال ولهم من الغنيمة نصيب، وهناك طبقة الحرامية الموكول لهم بنهب البيوت. وظهرت النعمة على كثير من الأسر التي خدمت في هذه الأشغال مع "الدعم السريع". وهكذا تخلصت إدارة "الدعم السريع" بالدفع عيناً من نظم المواهي.
وأثار كتاب "جمهورية الكدمول"، ناظراً إلى الاقتصاد الافتراسي لـ"الدعم السريع"، سؤالاً حول إن كان بوسعه الالتزام باتفاق للسلام ينعقد معه في هذه الحرب. فمع تكلف آل دقلو بأجور جنود "الدعم السريع"، في قول الكتاب، إلا أن النهب هو المصدر الأكبر لدخول منتسبيه مع ذلك. فالنهب في "الدعم السريع"، واصل الكتاب قائلاً، ليس حدثاً عارضاً من أعراض الحرب بل مكون ضروري لنظام الأجور في "الدعم السريع". ولا يغرنك، في رأي الكتاب، قولهم إنما ينهبون مال دولة 56 الحلال على الهامش، فالنهب طاول مدن الهامش أيضاً مثل نيالا وزالنجي في ولاية دارفور.
وخلص الكتاب إلى أنه إذا كان النهب عصب اقتصاد "الدعم السريع" فالتوسع في الحرب وحده هو ما يكفل لهم تدفق المال لملاقاة أجورهم. وربما كان مصداق هذا في الاقتران أخيراً بين شكاوى من أفراد من "الدعم السريع" عن عدم قبضهم رواتبهم لشهور على فيديوهات منشورة، مع نداءات منهم لحميدتي لفك اللجام والأمر بـ"فتح" ولايات النيل والشمالية. وكأنهم يريدون حقولاً بكراً لتغنيمها بعد تجفيفهم لموارد الخرطوم والجزيرة. فـ"الدعم السريع" في قول الكتاب، في حال مقيم من الأزمة ودائماً ما كان في حاجة إلى إقليم جديد لغزوه. ويظل يخيم عليه شبح تداعي مكوناته إذا لم يجدد حقول افتراسه. وقال الكتاب إن "طبيعة الوحش" هذه إحدى المخاوف من استدامة أي وقف نار أو سلام ينعقد.
جاء الكتاب لخطاب الحرب بتحليل اقتصادي اجتماعي هو من الفرائض الغائبة في خطاب الحرب عندنا. فلا تجد أحداً من بين الصفوة على ضفتي الحرب من استصحب علم الاقتصاد والمجتمع في فهمها. فـ"الدعم السريع" في تحليلهم حال سياسية عسكرية بحتة في طلاق بيِّن مع اقتصادها وديناميكيته. فحتى الحزب الشيوعي الذي في عقيدته أن الاقتصاد محرك التاريخ لا يرى منه سوى الوجه العسكري السياسي. خلافاً لهذا يمزج الباحثون غيرنا اقتصاده وسياسته وعسكريته مزجاً. فمنظمة "غلوبال وتنس" وصفته بـ"المركب الصناعي الميليشياوي" وسماه المتخصص في علم السودان ألكس دي وال بـ"شركة الارتزاق الخاصة العابرة للأمم".
ولن نبعد النجعة إن قلنا إن الطلاق بين اقتصاد "الدعم" وعسكريته في سياسات قوى الحرية والتغيير (قحت) هي التي قادت إلى هذه الحرب. فقررت "قحت" في سياق الإصلاح الأمني والعسكري في الاتفاق الإطاري (يناير 2023) دمج "الدعم السريع" في الجيش. وهذه غفلة كبرى لأن ثروة حميدتي التي رأينا شبكاتها قيد المقاطعة الأميركية كانت ستذهب أدراج الريح بغير أن يكون زمام "الدعم السريع" بيده لا الجيش. فـ"الدعم السريع" هو الجن حارس الكنز، بل واشتطت "قحت" فوق ذلك كله وحظرت على "الدعم السريع" كميليشيات حتى إن يطرق أبواب المال والأعمال. وظنت "قحت" توقيع حميدتي على الإطاري كسباً ولم تفطن إلى أنه حين قال لها إنه سيدمج دعمه السريع في الجيش بعد 20 عاماً فكأنه قال لها سودانياً "تلقوها عند الغافل". وقال كاتب إن "قحت" لم تعط الإطاري نيرات فكرها فوضعت قوتين مسلحتين رئيستين في طريق وعر انتهى بحرب.
ibrahima@missouri.edu