عبد الله علي إبراهيم

(لا أعرف من أكثر التسليم بفشله أو الاعتذار عنه مثل صفوة السودان. ولا يترتب على مثل الإقرار أو الاعتذار كبير شيء. فتجدهم يتنادون اليوم يتنادون في جماعات هنا وهناك إلى تدبيج خطط للخروج من الحرب وسبل إصلاح الحال بعدها كأن هذه الحرب مجرد عبث ولعنة، كما يزعم كثير منه، لا يترتب قيامها على مساءلة لجماعاتها عن “فشلهم وإدمان الفشل” حتى أخذتهم بغتة.

ومن أذكى ما سمعته عن إسماعيل حاج موسى تساءل مرة إن كان لقولنا بفشل الصفوة تبعة أم أنه حسن تخلص. فلم أر قيام أي من المساعي الحميدة التي تنادت لوقف الحرب والإصلاح بعدها على نقد لأداءات الصفوة التاريخية التي تعترف هي نفسها بأنها طالحة جداً. فتقرأ في المحاولات حسن نية جم فيما يصدر من بيان عن هذه المساعي وطمأنينة إلى أن القادم أحلى. وهم في هذا مثل ما قيل عمن تزوج للمرة الثانية. قيل عنه إنه (أو إنها) غلّبت الامل على التجربة. والأمل ليس استراتيجية.
وجدتني طوال سنوات معارضة الإنقاذ، بل ونميري، أحاسب هذه الصفوة (البرجوازية الصغيرة في اليمين واليسار وهذه قصة أخرى) على عوس يدها في الفكر والممارسة طالما اعترفت لا بفشلها على الملأ فحسب، بل وإدمان الفشل. وهو نقد تتحاشى أن تديره مع نفسها مؤثرة ملص جلد المخطئ “تلهجنا” باعتذار ما بفيدك. ولم تنم بالنتيجة عادة التفكير في أدائها عشماً أن تحسن في المرة القادمة. ولا أعرف كيف يأمن إلى الأمل وقد تلبد الوطن بحرب هي ثمرة مرة، لا خبيثة، لفشل صفوة تباهي به وتفتخر في معرض الاعتذار.
أنشر تباعاً بعض ما نشرت في نقد فكر صفوة البرجوازية الصغيرة التي عكرت صفاء الوطن بالانقلاب والحركة المسلحة بعد الحركة المسلحة فجعلته خرائب تذروه الرياح).

أخذت دائماً على دعاة أفريقانية السودان أنهم أرادوا باطلاً من دعوة حق. فقد أرادوا بها كسب نقاط سياسية ضد نظم تطرفت في إسلاموعربيتها كما يقولون. فسعّروا بها فتنة بين العروبة والإسلام من جهة والأفريقانية من الجهة الأخرى ستبقى دماء ضحاياها في دارفور والجنوب بذمتهم سائلين الله أن تؤرق منامهم. سألتهم مرة كيف غربتم الإسلام والعروبة عن أفريقيا والإسلام يكاد يكون الدين الأول في القارة. وهي منزلة لا نجدها للدين حتى في القارة التي أشرق فيها. ويتحدث باللغة العربية في أفريقيا جمهرة أغزر بكثير مما يتحدث بها الناس في بلدها الأصل.
أما خطيئتهم الكبري فهي أن صورة أفريقيا عندهم كولاج (خليط) نمطيات من صنع الغرب لأفريقيا. فهي عندهم زنج ورقص وطبل وإيقاع وفهد ونبل بدائي. ولم أر في كتاباتهم إشارة لنقد هذا التنميط الذي ذاع بعد صدور كتاب موديمبي، المفكر الكنغولي، “إختراع أفريقيا” (1988). بل لا يكاد أحد منهم يذكر ولو لماماً (سوى عبد الحي) كتاب قُدفري لينهاردت، الأنثربولجي البريطاني، القيم عن ديانة الدينكا على كثرة ما هرجوا عن حقوقهم الثقافية.
تنبهت بكلمة أخيرة للدكتور عزالدين عمر موسي في تأبين المرحوم عثمان سيد أحمد، مدير مركز الشيخ محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين الحضاري بمؤسسة قطر للتربية والعلوم، إلى مساهمة السودان للثقافة الأفريقية المعاصرة المنكورة من عتاة الأفريقانيين. وجددت لي ما كنت لفت نظر الأفريقانيين إليه قديماً. فقلت لهم إن أرادوا معرفة منزلة السودان في أفريقيا فليذهبوا إلى ود الفادني القربية من الخرطوم ليروا طلاباً من أصقاع أفريقيا يطالعون كتاب الله في مسيدها. وهذه البعثات الأفريقية للعلم الديني قديمة في هذا المسيد وغيره. ثم أخذها عنهم معهد أم درمان الديني ثم الجامعة الإسلامية. ثم توسعت جامعة أفريقيا العالمية في هذا الابتعاث حتى قال مبيكي، حين زارها وهو رئيس لجنوب أفريقيا، إنه لم ير جامعة أفريقية جمعت سائر أفريقيا بين جدرانها. والصفوة الأفريقانية “الغبيانة” عن هذا الدور السوداني في أفريقيا تزعجنا من الجهة الأخرى بالطالب أو الطالبين الذين جاء بهم الإنجليز من الصومال لحنتوب أو بخت الرضا.
كان للسودان دور ثقافي رائد في نيجريا في عهد استقلالها الباكر. وسنتجاوز قضاة الشرع الذين بعثهم الإنجليز في الثلاثينيات ليعملوا في محاكم نيجريا الشرعية ودور مدرستهم العربية التي افتتحوها في تنشئة المثقف النيجيري المسلم من أمثال الدكتور الساني رئيس قسم الدراسات الدينية بجامعة نورثوسترن الأمريكية. فقد ذهب عبد الله الطيب منتدباً لإقامة كلية للدراسات العربية والإسلامية في زاريا في صحبة من صغار الأساتذة وطلاب الدراسات العليا بجامعة الخرطوم. ثم ذهب إليها محمد أحمد الحاج وفتحي المصري وعثمان سيد أحمد واعتنوا بتراث الشيخ عثمان دان فوديو مؤسس دولة سكوتو. ونشأت مدرسة للتاريخ بجامعة زاريا بفضل جهودهم ضارعت مدرسة إبادان ودار السلام.
يهرف الأفريقانيون بما لا يدرون أو بما تلقوه ارتجالاً من بروبقندا الحركة الشعبية وناسب قضيتهم العاجلة في السياسة. فلو قرأوا كتاب عبد الهادي الصديق عن السودان وأفريقيا لعرفوا التزام السودان المشرف بالقارة. والأدوار كثيرة. فالمهندسون السودانيون كانوا طليعة مشروع السكة الحديدية بزامبيا. وحتى الرباطاب استثمروا في زراعة البصل بإريتريا خلال الحرب العالمية الأخيرة. وسيعلمون متى تثقفوا أن تعظيمهم لارتباطنا بالعرب دون أفريقيا مجرد لعان سياسي. فلم تكن صلتنا بالعرب مما أجمعنا عليه. فالإمام الهادي طلب من نميري فض الاتحاد الثلاثي مع مصر وليبيا قبل أن يصالحه. وكان الشيوعيون من أقوى معارضي ذلك الاتحاد.
لا أعرف أطروحة حمل الجهل والغرض أهلها إليها مثل أفريقانية السودان. كنا أحسن العرب وأحسن الأفارقة في ظروف عسيرة محبطة. ناضل النفر منا لنكون كذلك.

الوسومعبد الله علي إبراهيم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: عبد الله علي إبراهيم

إقرأ أيضاً:

تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا يخيم على خطط بوتن لإقامة قاعدة بحرية في أفريقيا

يهدد صراع أمريكي-روسي خطط بوتين لإقامة قاعدة بحرية في أفريقيا، يقول خبير في الكرملين: “تنظر موسكو إلى السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي، كمكان منطقي لتوسيع نفوذ روسيا في أفريقيا”، تحذر إدارة ترامب من “عواقب وخيمة” بشأن خطط روسيا لافتتاح قاعدة بحرية في السودان الذي تمزقه الحرب. وقد أثارت أنباء تطوير القاعدة تحذيراً غير معتاد من وزارة الخارجية الأمريكية.

_يقول خبير في الكرملين إن "موسكو تنظر إلى السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي، كمكان منطقي لتوسيع بصمة روسيا في أفريقيا"._

بقلم بول تيلسلي، فوكس نيوز

24 أبريل 2025

يهدد صراع أمريكي-روسي خطط بوتين لإقامة قاعدة بحرية في أفريقيا
يقول خبير في الكرملين: “تنظر موسكو إلى السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي، كمكان منطقي لتوسيع نفوذ روسيا في أفريقيا”

تحذر إدارة ترامب من “عواقب وخيمة” بشأن خطط روسيا لافتتاح قاعدة بحرية في السودان الذي تمزقه الحرب. وقد أثارت أنباء تطوير القاعدة تحذيراً غير معتاد من وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لفوكس نيوز ديجيتال: “نشجع جميع الدول، بما في ذلك السودان، على تجنب أي معاملات مع قطاع الدفاع الروسي”.

يبدو أن الكرملين يائس من الانضمام إلى “نادي القوى البحرية” في القرن الأفريقي، مع خططه المعتمدة لإقامة قاعدة للسفن الحربية والغواصات النووية في ميناء بورتسودان. وهذا ليس بعيدًا عن الساحل الهندي من جيبوتي، حيث توجد قواعد أمريكية وصينية. ومع احتمال قيام الحكومة السورية الجديدة بطرد الروس من قاعدتهم في طرطوس، ستكون بورتسودان القاعدة البحرية الأجنبية الوحيدة لروسيا.

قالت ريبيكا كوفلر، محللة استخبارات عسكرية استراتيجية، لفوكس نيوز ديجيتال: “تنظر موسكو إلى السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي، كمكان منطقي لتوسيع نفوذ روسيا في أفريقيا، والذي يراه بوتين كساحة مواجهة جيوسياسية رئيسية مع الولايات المتحدة والصين”.

وأضافت: “تعتبر روسيا الولايات المتحدة والصين أهم خصومها، وقد تدخل موسكو في صراع عسكري معهما على المدى البعيد. لذا، يرغب بوتين في نشر قدرات استخباراتية وعسكرية بالقرب من قاعدة جيبوتي الأمريكية والمنشآت الصينية”.

وأردفت كوفلر: “نظرًا لأن الولايات المتحدة والصين لديهما وجود بحري بالفعل قبالة القرن الأفريقي، فإن روسيا تنظر إلى بورتسودان كمركز لوجستي لنقل الأسلحة وتخزين العتاد العسكري والذخائر وكافة القدرات القتالية”.

وقال جون هاردي، نائب مدير برنامج روسيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، لفوكس نيوز ديجيتال: “منشأة الدعم البحري الروسية المحتملة في السودان ستعزز قدرة روسيا على إبراز قوتها في البحر الأحمر والمحيط الهندي”. وأضاف: “أصبحت هذه القضية أكثر أهمية لموسكو في ظل حالة عدم اليقين بشأن مستقبل منشأة طرطوس اللوجستية البحرية”.

إن وجود قاعدة بحرية روسية في المحيط الهندي له تداعيات عسكرية استراتيجية — فهي قريبة نسبيًا من البحر الأحمر وقناة السويس، التي يمر عبرها ما يُقدر بنحو 12% من تجارة الشحن العالمية، ويقال إن 61% من حركة ناقلات النفط العالمية تستخدم القناة أيضًا. وذكرت كوفلر أن هذا يشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا.

وتابعت: “إذا رأت روسيا تصعيدًا وشيكًا ضدها — كحشد قوات الناتو أو إجراءات اقتصادية صارمة تهدف إلى تدمير الاقتصاد الروسي — فلا أستبعد أن يأذن بوتين بعمل تخريبي لاستغلال نقطة الاختناق وتعطيل أو زعزعة الشحن العالمي كوسيلة لردع الغرب عن تهديد روسيا”.

وقد أُعطي الضوء الأخضر للاتفاق الذي يسمح لموسكو ببناء قاعدة عسكرية، رغم وجود تحديات لوجستية خطيرة. أوضحت كوفلر: “تم إبرام الاتفاق بين السودان وروسيا في فبراير، بعد اجتماع بين وزير الخارجية السوداني علي يوسف شريف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو”.

لذا جاءت تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية الحادة لفوكس نيوز ديجيتال: “الولايات المتحدة على علم بالاتفاق المعلن بين روسيا والقوات المسلحة السودانية بشأن إنشاء منشأة بحرية روسية على الساحل السوداني. نشجع جميع الدول، بما في ذلك السودان، على تجنب أي معاملات مع قطاع الدفاع الروسي، والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، منها فرض عقوبات على الكيانات أو الأفراد المرتبطين بتلك المعاملات”.
“المضي قدمًا في مثل هذه المنشأة أو أي شكل آخر من أشكال التعاون الأمني مع روسيا سيؤدي إلى مزيد من عزل السودان، وتعميق الصراع الحالي، وتعريض الاستقرار الإقليمي لمزيد من الخطر”.

أما على اليابسة القاحلة في السودان، فقد وصف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة توم فليتشر الوضع يوم الاثنين حول مدينة الفاشر ومخيم زمزم الضخم للاجئين في دارفور بأنه “مروع”.

لقد تجاوزت الحرب الأهلية في السودان، بين القوات المسلحة الحكومية وقوات الدعم السريع المتمردة، عامها الثاني الدموي. فقد قُتل عشرات الآلاف، واقتُلع ما يُقدر بـ 13 مليون شخص من منازلهم. وتصف الأمم المتحدة الوضع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بينما تصفه اليونيسف بـ”الجحيم على الأرض”.
وقال الباحث في الشأن السوداني إريك ريفز لفوكس نيوز ديجيتال: “لا يمكن المبالغة في وحشية ومدى تدمير هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم (للاجئين)”. وأضاف: “المخيم الذي وُجد منذ 2004 لم يعد موجودًا، حتى بعد أن نما ليضم أكثر من 500 ألف شخص”.
وأشار ريفز بقلق إلى أن “الموت الحقيقي بدأ للتو. فقد فرّ تقريبًا جميع سكان زمزم، وفي كل الاتجاهات لا تزال تهديدات قوات الدعم السريع قائمة. هذا يخلق حالة انعدام أمن تمنع وصول المنظمات الإنسانية إلى هؤلاء المتفرقين. أعداد هائلة ستموت إما بسبب عنف الدعم السريع أو نقص الغذاء والماء والمأوى”.

وأُفيد بمقتل 30 آخرين يوم الثلاثاء في هجوم جديد لقوات الدعم السريع على الفاشر. وفي الأسبوع الماضي فقط، أعلنت قوات الدعم السريع عن إنشاء حكومتها الخاصة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية لفوكس نيوز ديجيتال: “تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء إعلان قوات الدعم السريع والجهات المرتبطة بها تشكيل حكومة موازية في السودان. هذا المسعى لتشكيل حكومة موازية لا يخدم قضية السلام والأمن، ويهدد فعليًا بتقسيم البلاد”.
“سيؤدي ذلك فقط إلى مزيد من زعزعة استقرار البلاد، وتهديد وحدة أراضي السودان، ونشر المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. أوضحت الولايات المتحدة أن مصلحتها تكمن في استعادة السلام وإنهاء التهديدات التي يشكلها الصراع في السودان على الاستقرار الإقليمي. الطريق الأفضل للسلام والاستقرار هو وقف فوري ودائم للأعمال العدائية حتى تبدأ عملية إقامة حكومة مدنية وإعادة بناء البلاد”، بحسب ما قاله المتحدث باسم الوزارة.

ووضع كاليب وايس، محرر مجلة “لونغ وور جورنال” ومدير برنامج الانشقاقات في مؤسسة بريدجواي، جزءًا من اللوم على إدارة بايدن لعدم إنهاء الحرب السودانية. وقال لفوكس نيوز ديجيتال: “توقفت الإدارة عن تسهيل أي محادثات سلام أو وساطة جدية أو اتخاذ موقف حازم من الداعمين الخارجيين لمختلف الجماعات لدفعهم نحو الجدية في محاولات التفاوض السابقة. هنا يكمن فشل إدارة بايدن”.
--------------------------------
*بول تيلسلي* مراسل مخضرم، غطّى الشؤون الأفريقية لأكثر من ثلاثة عقود من جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا.

   

مقالات مشابهة

  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا يخيم على خطط بوتن لإقامة قاعدة بحرية في أفريقيا
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد إطلاق كتاب "الأدلة على وجود الله وظهوره"
  • شاهد بالفيديو.. مواطنون سوريون يعودون لفتح مطاعمهم بشارع الستين بالخرطوم ويطالبون الأهالي بالعودة: (لا تلتفتوا للشائعات الخرطوم آمنة مطمئنة وبإذن الله ترجع أحسن من الأول بهمة شبابها)
  • خفض الانخراط الأمريكي في أفريقيا.. مخاوف على القارة وتأثيرات على السودان
  • هل للكرادلة الأفارقة تأثير في اختيار بابا الفاتيكان الجديد