تراجع أمريكا ومستقبل الصهيونية
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
عبر مراحل الحركة الرأسمالية التاريخية توالدت طبقات برجوازية اقتصادية، من الحركة الصهيونية العالمية والتي احتكرت الصناعات الحياتية والهامة عبر نظام عولمة ممتد في كل قارات العالم، وكانت البداية الحقيقية لذلك علي يد عائلة "روتشيلد"، وهي عائلة يهودية ثرية أصلها من فرانكفورت، تأسست على يد ماير أمشيل روتشيلد (1744-1812)، "صهيوني" والذي أسس وتحكم في ثورة الرأسمالية المالية في القرن الثامن عشر حيث تمكن من تأسيس عائلة مصرفية دولية وتوريث ثروته لأبنائه الخمسة الذين أسسوا نشاطات تجارية مصرفية ومالية في لندن وباريس وفرانكفورت وفيينا ونابولي.
ومن الثورة الرقمية الحديثة، هكذا استطاعت البرجوازية الصهيونية عولمة حياة الشعوب ومن ثم التحكم فيها وتحريك أحداثها، ومن هنا كانت وما زلت مصر وبما تمثله كموقع جغرافي لملتقي القارات اهم درب وطريق تم استخدامه عن طريق الاحتلال أو النفوذ السياسي والعسكري للوصول إلى الثروات والموارد الطبيعية في أفريقيا والمنطقة العربية وممر تجاري لتسويق منتجات وسلع الرأسمالية.
ومع حدوث بعض التغييرات الكبيرة التي نتجت عن سرعة دوران الرأسمالية والتي فاقت قدرات فكر الأنسان علي التحكم فيها، فاصبح المطلوب للمستقبل لاستمرار الرأسمالية هو نهج رأسمالي أخر يساير تلك السرعة خارج قدرات الأنسان، وسيتمثل ذلك النهج في موارد وثروات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي، وبما أن تلك الموارد ومشتقاتها تتواجد في الحزام الجغرافي الكبير لمصر سواء في أفريقيا أو المنطقة العربية، ولهذا تحاول أمريكا والغرب تحزيم جغرافية مصر بحزام ناري مشتعل وهذا ظهر في ليبيا وغزة والسودان والنيجر والجابون وسوريا والعراق " ولا نعلم القادم"، حتى يتم إضعافها أو تركيعها ومنعها بأن تكون درب ومرتكز لدول مجموعة بريكس، والتي ستكون الحجر الذي سيتفتت عليه النظام العالمي القائم.
والسؤال المطروح ماذا ستفعل الصهيونية التي تمتلك شركات العولمة الرأسمالية الممتدة في كل قارات العالم.؟، والتي لا يمكن تجاهل قوتها وتأثيرها في أي متغيرات قادمة، الإجابة لابد أن تمر عبر توضيح هام وهو أن أمريكا فقط تمثل موقع جغرافي لتوطين وتواجد الصهيونية الرأسمالية وليست دولة مستقلة في قرارها كما يذهب في التعاطي معها معظم الكتاب والمحللين، ولذلك فمن الوارد والمحتمل أن تساوم الصهيونية الرأسمالية الصين وروسيا علي التواجد ضمن النظام العالمي القادم طبقا لشروط، اعتقد إنها ستقوم علي انسحاب أمريكا من المشهد كقوة عظمي وتراجعها داخل حدودها لتكون ذات تأثير محدود داخل عدة أقطاب للنظام العالمي القادم، مع تعهدات بالحفاظ علي أمن وتواجد الكيان الصهيوني في فلسطين أو أن يكون هناك وطن بديل محتمل، حيث تشير أصابع المحللين إلي جزء من دولة أوكرانيا كشرط من شروط المساومة بين الصهيونية والصين وروسيا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النظام العالمي تراجع أمريكا
إقرأ أيضاً:
نصية يأمل أن يكون الاستحقاق القادم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
ليبيا – أدلى عضو مجلس النواب، عبد السلام نصية، بصوته، أمس السبت، في الاستحقاق الانتخابي لبلدية الزنتان.
وقال نصية، في منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“: “نسأل الله التوفيق لمن يتولى هذه المهمة، وأن يكون الاستحقاق القادم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قريبًا”.