إبراهيم شعبان يكتب: قمة السيسي والبرهان.. السودان في القلب
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
أتابع باهتمام شديد، كل ما يدور حول السودان من اجتماعات ولقاءات ونقاشات، وقلبي ينزف بخصوص الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب السوداني بعد اندلاع الحرب قبل 5 أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وكما قلت سابقا في مقال لي بعنوان "الخريف السوداني.. مأساة بكل الألوان"، فإن السودان الذي خرج من ثلاثة عقود قضاها تحت حكم الرئيس السوداني السابق، عمر البشير في المنصب منذ 1989 وحتى الثورة السودانية، في 2019 لم يكن بحاجة لحرب جديدة.
وجاءت القمة، بين الرئيس السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، وفي أول زيارة خارجية للبرهان منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي، لتكون الحدث السياسي الأبرز هذا الأسبوع فيما يتعلق بالسودان لأسباب عدة:-
- أن يزور البرهان مصر، ويلتقي الرئيس السيسي فهذا يكشف محورية الدور المصري في الأزمة السودانية الثقيلة، والثقة في التحركات المصرية لتطويق الأزمة بعد مرور هذه الشهور، ومحاولة السيطرة عليها وعدم تزايدها أو اتساعها لمدى زمني أكبر.
- تصريحات الفريق عبد الفتاح البرهان، عقب اللقاء مع الرئس السيسي، كشفت تماما الغرض من زيارة مصر، ولقاء القيادة المصرية في هذا الوقت العصيب الذي يمر به السودان.
وقد كان البرهان واضحا في الإشادة التامة بالمساندة المصرية الصادقة والحثيثة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التأريخي الذي يمر به، وتأكيده بشكل مباشر، أن القوات المسلحة السودانية لا تسعى للاستمرار في الحكم، وأن ما يسعى له الجيش هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وإنهم يسعون لاستكمال المسار الانتقالي الديمقراطي إلى أن يختار الشعب السودان من سيحكمه.
- والشاهد أن، قمة السيسي والبرهان في مصر، جاءت بعد أسابيع قليلة من تحرك مصري آخر، للنظر في الأزمة السودانية وتداعياتها، عبر مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على المنطقة، حيث أكد الرئيس السيسي خلال هذا المؤتمر وبعده، بذل مصر كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني، والمطالبة بوقف الحرب، والبدء في مفاوضات لانهاء القتال وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية.
- وعليه فقمة السيسي والبرهان في مصر، خطوة مهمة تحرك المشهد في السودان، كما ان التناول السوداني، لأبعاد وتداعيات هذه القمة يؤكد السعادة بها، وتوقع حدوث تغييرات جذرية بالمشهد السوداني لصالح بدء المفاوضات ووقف القتال.
- ورأيي أن الأطراف السودانية، وإن لم تستجب للتحركات المصرية والعربية عبر قمة جدة وغيرها، لتطويق دائرة النار في السودان، فقد تنزلق البلد بكاملها الى اللادولة لا قدر الله، وهذا ما ستكون له تداعياته الأكثر إيلاما على عشرات الملايين من السودانيين، وقد تسقط في بئر حرب أهلية واسعة النطاق، وهو أقسى ما يخشاه المجتمع الدولي فيما يمر به السودان.
- على الحكماء والقوى الوطنية والسياسية بالسودان، أن ترفع صوتها لإعلاء السلام بين الأشقاء السودانيين والوصول لوقف تام لإطلاق النار والتفاوض سياسيا بخصوص المشهد، لكن التصور أن الحرب والعمليات العسكرية لأي من الطرفين، قد تحقق الهدف في النهاية، فهذا في رأيي تصور قاصر. ولابد من مسار سياسي يضبط الرؤية في السودان، ولابد للقوى والأطراف السودانية، أن تأخذ بعين الاعتبار، أن الخرطوم دمرت خلال شهور قليلة بسبب الحرب، وأن ملايين السودانيين نزحوا داخليا وخارحيا، وأن تقارير أممية تتحدث عن نزوح 4 ملايين سوداني. وتعطل أكثر من 80% من المستشفيات في جميع أنحاء السودان عن العمل، وأن هناك 11 مليون شخص في السودان، يحتاجون إلى مساعدات صحية عاجلة بما في ذلك 4 ملايين طفل وامرأة، وغيرها من الأوضاع الانسانية المؤلمة.
وختامًا.. السودان المنهك بعد حرب دارفور، وانفصال الشمال عن الجنوب وثورة 2019، ووضعه الاقتصادي الصعب، ليس في حاجة أبدا لاستمرار حرب جديدة، ولكنه في أمس الحاجة، لإخماد البنادق وزرع السنابل، والانتباه لحياة ملايين السودانيين ومعيشتهم.. السودان في القلب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
اتهمت تقارير سودانية، الأربعاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" بحق المواطنين في قرية "ود عشيب" بولاية الجزيرة وسط السودان، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة العشرات.
وقال بيان لـ"مؤتمر الجزيرة"، وهو كيان مدني تشكل بعد سيطرة قوات الدعم على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، إن الأخيرة ارتكبت "مجزرة مروعة بحق المواطنين"، الثلاثاء.
وأضاف البيان أن أهالي القرية يعانون من "حصار" قوات الدعم السريع ومن "تعدياتها المستمرة التي تسببت في كارثة إنسانية لا تقل أبداً عن تلك التي تسببت بها في مدينة الهلالية، وراح ضحيتها 26 مواطنا جراء الجوع والمرض".
وتواصلت "الحرة" مع متحدث باسم قوات الدعم السريع للحصول على تعليق، الذي لم يرد حتى موعد نشر الخبر.
اتهامات جديدة لـ"الدعم السريع" بقتل مدنيين في الجزيرة السودانية كشفت تقارير سودانية محلية، السبت، مقتل 23 مواطنا بإحدى قرى ولاية الجزيرة على يد قوات الدعم السريع، في استمرار للاتهامات التي تواجهها المجموعة التي دخلت في حرب مع الجيش منذ أبريل 2023.وطالما تنفي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وتقول إنها تستهدف "مجموعات مسلحة موالية للجيش".
يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وافق، الإثنين، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة، وذلك خلال لقاء جرى بينهما في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.
من جانبه، عبّر المبعوث الأميركي الخاص للسودان عن سعادته بزيارة السودان، مبيناً أنها (الزيارة) "تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، مثلما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية".
البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، الإثنين في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.وأوضح أنه عقد اجتماعات "مثمرة" مع البرهان، وقادة المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة الإنساني.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.
وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".