صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-24@23:50:03 GMT

كيف انجو من الحنين ورصاص الحزن

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

كيف انجو من الحنين ورصاص الحزن

هادية حسب الله

وانا أقلب الواتساب بحثا عن رسالة تطمئن القلب حول الاهل والأحباب، طالعنى تقرير فى أحد القروبات الامدرمانية ، ذكر ان المنطقة حول كلية التربية وهى منطقة المقابر تقريبا ( البكرى. أحمد شرفى) لا تسيطر عليها اى قوى عسكرية. دون ان أفكر وجدتنى اتنهد بارتياح غبى. وأقول لنفسى ” الحمد لله لن يشهد سكان القبور على المعارك.

لن ترى أمى وأبى وجدتى وكل من أحبهم هذا الموت” ..الموت.. تنبهت لبداهة ان الموت لا يخيف سكان القبور. ولا يحزنهم.واشفقت على نفسى من رهقها. اذ سعدت بنجاة أهل القبور.
اترانا سننجو من حنيننا ؟ من رصاص الحزن المخترق للقلب! كل صباح أصحو وامدد تثاؤبى متصورة اننى بفراشى بغرفتى بالمنزل. افتح عينى ببطء حتى لا تقع عيناى على مكانى الجديد وأتأكد اننى لست بمنزلى.
ابتلع دمعى المالح وانا أبحث عن معلقة او سكين بالمطبخ الجديد .وانا مصرة اننى وضعته بمكانه المحدد لاكتشف اننى مسجونة الذاكرة فى مطبخى القديم.
يصيبنى السهاد وانا استمع لكل الأصوات الغريبة بليل بلاد أخرى. يعاف نومى هذا الليل المعبأ باصوات أخرى .. ليس هذا ليلى.
أصحو وانا اشعر بالارهاق اتجنب التلفون والتلفزيون خوفا من معرفة الاخبار. أوقد بخورى لكى لا تفاجئ انفى رائحة الغربة…نعم للغربة رائحة نافذة جارحة للقلب قبل الأنف. رائحة شجر لم يخرج من طيننا. طعام مطهو بطريقة جدات لسن جداتى. غسيل منشور ببلكونة قريبة بقايا عطن وصابون. نسمات معبأة ببرودة ما: برودة السلام دون مقالدة. برودة الشاى الأحمر دون نعناع أخضر. برودة الطرق الغريبة. برودة كل شىء. فالدفء هناك بحضن البلاد وحدها.
لم أكن اظن اننى ساكأفح فيما أكافح فى حياتى، الغربة.
تباهيت كثيرا بصمودنا عن الخروج من البلاد طوال سنوات شبابنا. واننا سنظل هناك مزروعين كشجر النيم بشارع النيل. كشجرة التبلدى عظيمة الجذور بباب بيت أمى. ظننا اننا لن نخرج أبدا. وصدقت ظنى اننى سأقضى ماتبقى من العمر هناك وأمضى لحياتى الأخرى بقرب أماتى. بمقابر جدودى محمولة على أكتاف أحبتى. وسط دمع صادق.
الان انا وأسرتى نواجه الغربة وجها لوجه. نواجه أيام بلا صوت بائع اللبن. والاذان. ورائحة سوق سمك الموردة حين تغلق أنفك لنفاذ رائحة السمك. نواجه الايام دون مناداة “الكماسرة” بموقف مواصلات الشهداء والمؤسسة. وممازحة اطفال الجيران.
ورغم كل الافتقاد لكل التفاصيل أثق اننا سننجو حتما وستنجو البلاد. فنحن مخلوقين لشوارعنا المعفرة بغبارها وتمام محبتها.
ستنجو البلاد من تآمر القتلة جميعهم. ستنجو حبيبتنا البلاد ونقالدها بالتخلى عن كل ما يؤذيها سنهبها اخلاصنا الكبير ونتجاهل صغائر نفوسنا..لاشىء أقسى من اختبارنا هذا لنجنبها المزيد من الخراب.

الوسومهادية حسب الله

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

بدء «الشبط».. أشد أيام الشتاء برودة

أبوظبي: وسام شوقي
توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية، أن الطقس اليوم السبت صحو إلى غائم جزئياً، ورطب ليلاً وصباح الأحد مع فرصة تشكل الضباب أو الضباب الخفيف على بعض المناطق الداخلية والساحلية، والرياح شمالية شرقية وشرقية تتحول إلى شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة ونشطة أحياناً وسرعتها من 10 إلى 25 تصل إلى 35 كم/س، والبحر خفيف إلى متوسط الموج أحياناً في الخليج العربي وخفيف الموج في بحر عمان.
وأشار إلى أن طقس يوم غدٍ الأحد سيكون صحواً إلى غائم جزئياً وغائماً ليلاً وصباح الاثنين على الجزر وبعض المناطق الساحلية الغربية، ورطباً ليلاً وصباح الاثنين مع فرصة تشكل الضباب أو الضباب الخفيف على بعض المناطق الداخلية والساحلية، والرياح شمالية غربية إلى جنوبية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة، تنشط أحياناً، وسرعتها من 10 إلى 20 تصل إلى 35 كم/س، والبحر خفيف إلى متوسط الموج في الخليج العربي وخفيف الموج في بحر عمان.
إلى ذلك، بدأت فترة الشبط التي تُعرف بأنها أشد أيام الشتاء برودة، حيث تنخفض في الإمارات درجات الحرارة بشكل ملحوظ وتُسَجَّلُ أرقام قياسية.
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، إبراهيم الجروان، أن التغيرات المناخية الأخيرة أثرت في طبيعة الشتاء بالدولة، مما يجعل هذا الموسم أكثر تحدياً، مشيراً إلى أن درجات الحرارة في بعض المناطق تجاوزت ثلاثة أضعاف المعدلات الطبيعية، مبرزاً أن الشتاء الحالي يُظهر برودة نسبية مقارنة بالعام الماضي.
وأشار الجروان إلى أن فترة الشبط، التي تبدأ مع طلوع نجم النعايم في 16 يناير/كانون الثاني وتمتد حتى 10 فبراير/شباط، تُعتبر ذروة برد الشتاء، وتُعرف هذه الفترة باسم «برد الأزيرق»، حيث تستمر لثمانية أيام موزعة بين طالع النعايم وطالع البلدة، مما يجعلها فترة محورية في التراث الثقافي والفلكي لسكان الخليج.وتحدث الجروان عن تأثير الرياح الشمالية السائدة خلال هذه الفترة، والتي تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.

مقالات مشابهة

  • بدء «الشبط».. أشد أيام الشتاء برودة
  • وسط حالة من الحزن والأسى.. تشييع جثمان اللاعب الشاب “بوبو” بالإسكندرية
  • أحزن كل من سمع خبر وفاته .. رحيل مشرّف لأخصائي جراحة القلب أحمد ماهر
  • جمعية تدبير مقابر سلا تنظم حملات تنظيف قبيل شهر رمضان
  • يسرا اللوزي: الحزن ساعدني على تقمص شخصيتي "في السراب"
  • رئيس التدخل السريع ينهمر بالبكاء: نتأثر نفسيا عندما نواجه هذه الحالات
  • وزير الخارجية السوري: نواجه تحدي ديون حلفاء الأسد.. ورؤيتنا هي التنمية الاقتصادية
  • جوتيريش أمام المنتدى الاقتصادي العالمي: نواجه تهديدا نوويا يتطلب اهتماما عالميا
  • حاجة جميلة من رائحة البطل.. الرئيس السيسي عن هدية والدة الشهيد عمر القاضي
  • الحزن يسيطر على الخطوط الجوية التركية