أمريكا تمنع مواطنيها من زيارة كوريا الشمالية للعام السابع على التوالي
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
السبت, 2 سبتمبر 2023 2:13 م
متابعة/ المركز الخبري الوطني
جددت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الحظر على الرحلات السياحية إلى كوريا الشمالية، للعام السابع على التوالي.
وزعمت وزارة الخارجية الأمريكية أن تجديد الحظر ياتي بمزاعم وجود “خطر جدي مستمر للاعتقال والاحتجاز طويل الأمد للمواطنين الأمريكيين” هناك، وفقا لموقع “NK News”.
وتعليقا على تجديد حظر السفر إلى كوريا الشمالية، يعتقد خبراء لـ”سبوتنيك” أن المواطنين داخل الولايات المتحدة تعرضوا “لغسل دماغ”، من خلال الدعاية الحكومية الرسمية، التي تصور كوريا الشمالية على أنها دولة شمولية قمعية. وفرضت أمريكا حظر السفر إلى كوريا الشمالية لأول مرة في عام 2017، في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. وقالت بيتسي يون عضوة مجموعة “نودوتول” لتنمية المجتمع الكوري، في تصريحات لـ”سبوتنيك”، إنه “لا يوجد أي أساس” لادعاءات الحكومة الأمريكية، مشددة على أن منظمتها “نودوتدول” نظمت 11 برنامجا تعليميا لكوريا الشمالية بين عامي 2001 و2015، والتي “لم تواجه أي مشكلات هناك، بل بيئة آمنة”. بينما أشارت إلى إن القضية الجانبية، المتمثلة في برنامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية، هي أمر “للولايات المتحدة نفسها يد في تصعيده”.
وشددت يون على أن “الأمر الأكثر أهمية في هذا الوقت هو الحاجة إلى إنهاء الحرب الكورية رسميا، وتفعيل معاهدة السلام من أجل السلام الدائم”.
وتابعت: “في غياب أي ضمانات للسلام الدائم، فإن التأثير الحتمي ستكون أشياء مثل التصعيد العسكري، مثل المناورات التي تمارسها أمريكا مع كوريا الجنوبية، أو جهود كوريا الشمالية لضمان إمكانية الدفاع عنها”.
وأكدت يون أن “حظر أمريكا على مواطنيها السفر إلى كوريا الشمالية، كان في الواقع “شيطنة” لبيونغ يانغ، وله هدفان رئيسيان، أحدها هو جعل الناس في أمريكا يشعرون وكأن الناس في كوريا الشمالية غرباء نوعا ما ومنفصلون للغاية، وألا يفكروا فيهم كبشر عاديين”. ”أما الهدف الثاني، فهو توضيح ضرورة إنقاذ مواطني كوريا الشمالية من أنفسهم، وهذا لا يتحقق سوى بالتدخل العسكري هناك لتحقيق هذا الإنقاذ”، بحسب يون.
ولفتت بيتسي يون، إلى أن “كوريا الشمالية ليست الدولة الوحيدة التي تتعرض لهذا النوع من الشيطنة من قبل القوى الغربية؛ إذ فرضت واشنطن قيودا صارمة على السفر إلى جارتها الثورية الاشتراكية كوبا، ما يجعل السياحة هناك مستحيلة على مواطني الولايات المتحدة”.
وأضافت: “هذا سينطبق على أي مكان تقوم أمريكا حاليا بتشويه صورته، لكن الذهاب إلى هناك بشكل مباشر، والتعامل مع الناس على مستوى إنساني للغاية، يساعد حقا في إزالة سحابة غسيل الدماغ التي يتعرض لها الشعب الأمريكي والناس في الغرب بشكل عام، بشأن نوعية الأشخاص الساكنين في كوريا الشمالية، وما هي طبيعة بلادهم”.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: إلى کوریا الشمالیة السفر إلى
إقرأ أيضاً:
هل خوف كوريا الشمالية على وجودها وراء إرسال قواتها للمشاركة في حرب أوكرانيا؟
واشنطن "د. ب. أ": يرى المحلل الاستراتيجي السويدي جاكوب هالجرين أنه منذ ظهورها إلى الوجود في النصف الأول من خمسينيات القرن العشرين، تمتلك جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أو كوريا الشمالية تاريخا طويلا في الممارسات العدوانية، وشهرة كبيرة في الخطاب العسكري المتطرف، ورغم ذلك ظلت تحركاتها العسكرية الفعلية تحت قيادة الرئيس الحالي كيم يونج أون داخل حدودها مع التحلي بدرجة ما من ضبط النفس. لذلك فإن إرسال بيونج يانج نحو 12 ألف جندي لمساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا يعتبر تطورا جديدا وخطيرا.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يتساءل هالجرين الدبلوماسي السويدي السابق ومدير المعهد السويدي للشؤون الدولية عما دفع كوريا الشمالية للقيام بتلك الخطوة المتطرفة.
ويقول هالجرين الذي عمل سفيرا للسويد لدى كوريا الشمالية خلال الفترة من 2018 إلى 2021 إن البعض يشير إلى حاجة كوريا الشمالية الملحة للمساعدات الإنسانية والنفط والغاز الطبيعي وصواريخ الدفاع الجوي بالإضافة إلى الحاجة إلى اكتساب خبرة قتال حقيقية كأسباب لقرار حكومة كيم يونج أون إرسال قوات بلاده للحرب في أوكرانيا. ورغم أن هذه الأسباب مهمة، فعلى المرء النظر إلى التاريخ الطويل للعلاقات الروسية الكورية الشمالية والتعمق في بعدها النفسي للوصول إلى فهم كامل لمبرارات قيام كوريا الشمالية بهذه الخطوة الآن.
فقد كان كيم إيل سونج مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وجد كيم يونج أون قد تلقى تدريبه في روسيا، و بعد طلب متكرر حصل على الضوء الأخضر من جوزيف ستالين زعيم الاتحاد السوفيتي السابق لغزو الشطر الجنوبي من شبه جزيرة كوريا في يونيو 1950 لتنشب الحرب الكورية التي انتهت بتقسيم شبه الجزيرة إلى دولتين.
ويقول هالجرين نائب مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام سابقا، إن كيم يونج أون يعرف تاريخ أسرته وأن الاتحاد السوفيتي هو من أنشأ الدولة التي يرأسها في البداية. كما أنه يمكن أن يكون قد درس تجربة جده عندما انحاز إلى الاتحاد السوفيتي ضد الصين مقابل للحصول على الدعم والمساعدات السوفيتية.
وبعد بدء الحرب الروسية الاوكرانية في عام 2022، وجد كيم يونج أون نفسه في مكان جيوسياسي رائع كما حدث مع جده في وقت سابق. وبعد ثلاثين عاما من اعتماد غير مريح على الصين، تذكرت روسيا الخاضعة للعقوبات ارتباطها الوثيق بكوريا الشمالية، والتي كانت تنتظر لحظة الاستفادة من إحياء التحالف مع روسيا. وفي الوقت الحالي أصبحت روسيا مثل كوريا الشمالية تعتمد على العلاقات الوثيقة مع الصين، لكن تستطيع روسيا أن تحصل من كوريا الشمالية على أشياء لا تريد الصين وربما لا تستطيع تقديمها لها.
ورغم ذلك فإن السبب الحقيقي الدقيق وراء قرار كيم يونج أون إرسال قواته إلى أوكرانيا للمحاربة إلى جانب القوات الروسية، سيظل موضع تكهنات لوقت طويل قادم.
ومع ذلك فإن هذا القرار مرتبط بالحوافز التي أشار إليها هالجرين، سواء كانت مرتبطة بالمساعدات الاقتصادية أو بنقل التكنولوجيا المتطورة، بما في ذلك الدعم الروسي لتطوير البرنامج النووي الكوري الشمالي. ولكن هذه الأمور ليست جديدة، لذلك فالمحتمل أن يكون سبب نشر القوات الكورية الشمالية في أوكرانيا أعمق ويرتبط بشعور متزايد لدى بيونج يانج بأنها تواجه خطرا وجوديا من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وهو أمر بالغ الخطورة ويمكن أن يهدد بعواقب أسوأ بكثير.
ويرى هالجرين أن هذا الشعور بالتهديد الوجودي تفاقم نتيجة اتفاق التحالف الثلاثي الأخير بين اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وزيادة تعاون كوريا الجنوبية واليابان مع حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقد وصف كيم يونج أون هذا التعاون باسم "ناتو آسيوي".
السبب الثاني هو تدخل أوكرانيا لإقليم كورسك الروسي وهو ما أدى إلى إسراع موسكو وبيونج يانج للتصديق على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بينهما.
كما أن قرار كوريا الشمالية دعم روسيا في الدفاع عن أراضيها، فيما وصفته بيونج يانج بالكفاح المقدس ضد الولايات المتحدة والغرب، بنشر قواتها البرية في أرض المعركة بأوكرانيا ليس لمجرد رد الجميل لروسيا على ما فعلته معها في الحرب الكورية قبل نحو سبعة عقود، وإنما أيضا نتيجة لشعور كوريا الشمالية بأنها تقف إلى جانب روسيا في صراع شديد ضد الولايات المتحدة والغرب، وأنه إذا كان من الممكن التدخل في أوكرانيا حليفة الغرب لروسيا، فإن كوريا الشمالية قد تصبح هدفا للتدخل العسكري في المستقبل.
ولذلك ينبغي النظر إلى نشر قوات كوريا الشمالية في أوكرانيا باعتباره رسالة مبطنة إلى الولايات المتحدة ورئيسها المنتخب دونالد ترامب. وهناك المزيد من الرسائل المنتظرة من بيونج يانج، منها التجربة النووية السابعة لكوريا الشمالية، والتي تفيد التقارير بأنها جاهزة للتنفيذ، وأنها ستظل بمثابة ورقة رابحة في جعبتها لأي مفاوضات مستقبلية.
أخيرا فإن نشر القوات الكورية الشمالية زاد من تعقيد الأمور لأي رئيس أمريكي يطمح في عقد صفقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وربما عقد صفقة مع بيونج يانج.