الشارقة في 2 سبتمبر/ وام / يستقبل مهرجان المالح والصيد البحري الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن استقبال زواره لليوم الثالث على التوالي مقدماً لهم رحلة في الماضي العريق الذي يزخر بمفردات التراث الإماراتي الأصيل وتطلعهم على المنتجات الشعبية والتراثية القديمة وتفاصيل وأسرار صناعة المالح وممارسات الصيد البحري التقليدية والحرف والصناعات البحرية اليدوية التي تجسّد مهنة الأجداد التي توارثتها الأجيال وحفظتها كجزء أصيل من الهوية الوطنية والتراث الثقافي الإماراتي العريق.

ويقدم المهرجان الذي تتواصل فعالياته حتى مساء غد عرضاً شيقاً للعديد من عناصر صناعة المالح والتراث البحري التي يقدمها الصيادين وتكشفها أحاديث الأجداد العاملين في هذا المجال من بينها صناعة الأشرعة وبناء السفن والصيد وطرق إعداد السمك "المالح" وتمليحه وتعليبه وغيرها الكثير من عروض الصناعات والحرف اليدوية التقليدية المتعلقة بالبحر فيما يزداد زخم الأنشطة التراثية والتوعوية والترفيهية المشوقة والجاذبة التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع وتهدف إلى الاحتفاء بسلسلة المهن والصناعات البحرية العريقة التي مارسها أبناء الإمارات.

وأكد سعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة أن مهرجان المالح والصيد البحري يعد حدثاً سنوياً تراثياً غنياً عن التعريف وتتمثل أهميته ومكانته كمنصة نموذجية للاحتفاء بتراثنا البحري بكلِّ عناصره ومكوّناته ورفع الوعي بأهمية هذا التراث الثقافي على مدى التاريخ وتحرص غرفة الشارقة وانطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية وبالتعاون مع كافة الجهات المنظمة على تعزيز نجاحات هذا الحدث ليبقى بمثابة إضافة نوعية لإرث دولة الإمارات بصفة عامة ولمدينة دبا الحصن على وجه الخصوص وليكون دائماً أحد الإسهامات المشتركة والمتواصلة في الحفاظ على الموروث الشعبي العريق الذي تتمتع به المنطقة وتعريف الأجيال الشابة بأحد أعرق المهن التي مارسها آبائنا وأجدادنا وهي صناعة المالح الذي تعد واحدة من أهم الصناعات الغذائية التراثية داعياً محبي الأجواء التراثية الأصيلة إلى زيارة المهرجان للاستمتاع بفعالياته المتنوعة والتعرف على الموروث البحري الإماراتي.

وأشار المشارك محمد عبدالله الظهوري الذي يعمل في صيد الأسماك وصناعة المالح منذ أكثر من 50 عاماً إلى أن مهنة صيد الأسماك وصناعة المالح هي مهنة الأجداد التي يجب الحفاظ عليها وانطلاقاً من ذلك يحرص على المشاركة سنوياً في المهرجان بهدف تعريف الأجيال بهذه المهنة العريقة ولا سيما المالح تلك الصناعة الشعبية المعروفة التي كانت ولا تزال مهنة أساسية لأهل الساحل من الصيادين.

وقال إن صناعة المالح تنشط في مواسم وفرة الأسماك حيث يقوم الصيادون وأصحاب الخبرة بتخزين الأسماك المحلية المشهورة عن طريق تمليحها وهي من أهم الطرق القديمة لحفظ الأسماك أكبر مدة ممكنة في الإمارات لافتا إلى أن صناعة المالح تحتاج إلى خبرة ومهارة عالية جداً للاحتفاظ بعناصره وبمذاقه من دون تعرضه للتلف بالإضافة إلى الخبرة في اختيار نوع السمك الطازج والمناسب للتمليح وطريقة تنظيفه وحفظه وتعريضه للشمس.

من جانبه قال عبد الله محمد علي المطوع الذي يعمل في مهنة صناعة السفن منذ 40 عاماً.. إن صناعة السفن الخشبية تعدّ من أقدم المهن في الإمارات وذلك بوصفها وسيلة مهمة لركوب البحر للغوص على اللؤلؤ أو صيد الأسماك والسفر إلى الأماكن القريبة والبعيدة مستعرضاً طريقة بناء القوارب الكبيرة والتي قد تحتاج إلى نحو ثلاثة أشهر يمتد فيها العمل من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس وتستخدم في صناعتها الأخشاب على اختلاف أنواعها، ومن أبرزها أخشاب الساج وخشب الجنقلي وخشب الفيني وخشب الفنص كما تستخدم العديد من الأدوات في صناعتها ومن ضمنها: المجدح و المنشار و الجدوم و المطرقة و السكني و المنقر و الرندة و القوبار و المسامير.

ويشهد المهرجان الذي يواصل الترحيب بزواره يومياً من 4 عصراً حتى 10 مساء العديد من الفعاليات التي تسلط الضوء على الحرف البحرية وأدوات الصيد التقليدية إلى جانب المسابقات الثقافية المتنوعة والعروض الفنية والأهازيج التراثية بمشاركة العديد من الفرق الشعبية إضافة إلى تنظيم عدد من الورش التدريبية على صناعة المالح وتقطيعه.

عبد الناصر منعم/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا

دمشق-سانا

أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف ترحيبها وفتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا بعد انتصار الثورة السورية العظيمة، وسقوط النظام البائد.

ودعت المديرية في بيان نشرته في صفحتها على فيسبوك كل من يستطيع إلى مد يد العون، وإعادة تفعيل العمل الأثري في المواقع الأثرية، بما يساهم في صون وحفظ التراث الذي هو ملك للبشرية جمعاء لتتوارثه الأجيال القادمة.

ولفتت المديرية إلى أنها تنتهز الفرصة لتؤكد أهمية تضافر جميع الجهود في سبيل حماية وحفظ التراث السوري، الذي يمثل الهوية الجامعة لكل السوريين بمختلف أطيافهم.

وقالت المديرية في بيانها: “إنها مرحلة مهمة وحساسة لاستعادة التراث الثقافي السوري، وهذا يتطلب من كل السوريين وكذلك المجتمع المحلي والدولي اجتماعهم على هدف واحد يتمثل في حماية هذا التراث، ووضع رؤية مستقبلية بمشاركة الجميع لإعادة الألق والتعافي للتراث السوري”.

ميس العاني

مقالات مشابهة

  • أفضل نباتات العطور التي تصلح زراعتها في مصر
  • صناعة الطابوق.. مهنة شاقة مستمرة بسواعد عراقية لأجل العيش (صور)
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • مهرجان الظفرة..أيادٍ تبدع في صون التراث
  • روائح الزمن الماضي.. 9 حرف يدوية بالفيوم تواجه الاندثار
  • «ملتقى متحف زايد الوطني» يناقش دور المتحف في الحفاظ على التراث البحري
  • "مش هتفرقه عن الأصلي"| "الحاج أحمد العترة" يقيم أول متحف للتماثيل المقلدة بالأقصر.. صور
  • "هنا الألباستر"| مهنة النحت في الصخر تقاوم عوامل الزمن والحداثة.. صور
  • «سوق الطيب» يعطِّر «مهرجان الحصن»
  • إثارة وتحدي في ختام مهرجان ولي عهد دبي للهجن