بالنسبة لمعظم الناس، خاصة النساء، عندما نتحدث عن "شراء ملابس مستعملة"، قد يذهب الذهن أولا إلى أن الظروف المادية متعسرة، لكن بالنسبة لبعض "الإكسسوارات" التي ترتديها النساء بدرجة كبيرة مع الملابس قد لا تكون بسبب الظروف المادية، إذ تباع بعض حقائب اليد المستعملة بأسعار غالية الثمن، وقد يكون بعضها أغلى من الجديدة، ما يجعلنا نتساءل عن السبب.

الطلب على حقائب اليد "ذات الحالة المقبولة" التي تظهر عليها علامات الخدوش والبقع تضاعف منذ 2022 (الفرنسية) حقائب الأثرياء المستعملة

أفادت منصة البيع بالتجزئة الفاخرة "ذا ريل ريال" الأميركية أن المتسوقين يتجهون نحو عمليات الشراء التجارية على السلع الفاخرة المستعملة، وذكرت المنصة أن الجيل "زي"، وجيل الألفية مهتمون بهذا النوع من الشراء أكثر من غيرهم.

وحسب شركة البيع والشحن الفاخرة، فإن الطلب على حقائب اليد "ذات الحالة المقبولة"، مثل تلك التي تظهر عليها علامات التآكل، كالخدوش والبقع؛ لكنها لا تزال بحالة جيدة قد تضاعف منذ 2022، ووجد التقرير -أيضا- أن هذه الحقائب تباع بسعر 33% أقل من الأنواع الأخرى"، ما يعني أنها تلقى رواجا، وتباع بسعر ليس قليلا كذلك.

ذكاء المستهلكات

وفقا لتقرير نشرته منصة "ياهو فينانس" في أغسطس/آب الماضي، فإن مستهلكي المنتجات الفاخرة يحاولون أن يكونوا أكثر انتقائية، ويتجهون نحو شراء منتجات ذات قيمة أكبر، حتى لو كانت مستعملة.

وأشار التقرير إلى أن هذا النمط من شراء الحقائب المستعملة هو نمط فيه "ذكاء" من المستهلكات، وذلك لاتجاههن إلى اقتناء حقيبة مستخدمة بشكل خفيف، أو في حالة جيدة بدلا من شراء واحدة جديدة تماما.

المستهلكات أصبحن على استعداد للتضحية بالكمال من أجل القدرة على تحمل تكاليف الحقيبة (الفرنسية) "ماركات" الأثرياء بتكاليف محتملة

بينما يرى تقرير مجلة "فوغ بيزنس" التي تركز على قطاع المال والأزياء، أن هذا الاتجاه هو علامة على أن الوصمة ضد شراء السلع المستعملة آخذة في التلاشي، وأن المستهلكات أصبحن أكثر حساسية للسعر، وأنهن على استعداد للتضحية بالكمال من أجل القدرة على تحمل التكاليف، في ظل ارتفاع تكلفة السلع الفاخرة الجديدة.

كما أن 66% من مشتريات المنتجات المستعملة في تقرير "ذا ريل ريال" يقلن، إنهن تسوقن للحصول على صفقة جيدة في المقام الأول، من خلال اقتناء منتج فاخر لكن بسعر عادل.

موظفة تفحص حقيبة يد "هيرمس كيلي" المستعملة والتحقق من صحتها (غيتي) منتجات فاخرة في متناول الجميع

يساعد شراء المنتجات الفاخرة المستعملة على جعل الرفاهية والمنتجات الفاخرة في متناول جميع النساء، وأشار تقرير "ذا ريل ريال" إلى تضاعف الطلب على حقائب اليد في حالة جيدة تقريبا، كما يشير إلى أن 58% من المشترين الذين يقتنون حقائب يد مستعملة بـ "حالة جيدة"، هم متسوقون ومتسوقات جدد.

اقتناء قطع فريدة

الرغبة في الحصول على قطع فريدة وأصلية، هو أحد العوامل التي تدفع مشتري الحقائب المستعملة إلى شراء المستعملة بدلا من الجديدة، إذ إن بعض الحقائب اليدوية لـ"ماركات" الأثرياء تُنتج بكميات محدودة جدا، مما يجعلها نادرة ومميزة، وعندما تنفد هذه الحقائب من المتاجر الرسمية، يصبح العثور عليها مستعملة أمرا صعبا ونادرا، مما يزيد من قيمتها وسعرها، لذلك قد تباع بسعر غال في سوق المستعمل، حتى إنه قد يتجاوز لبعض القطع السعر الأصلي.

كما أن تصميم بعض الحقائب اليدوية يصبح "كلاسيكيا" ومشهورا على مر الزمن، لذلك قد تكون بعض الحقائب التي صُنِعت قبل سنوات معروفة بتصميمها الرائع والمميز، مما يجعل الناس يبحثون عنها ويشترونها مستعملة بسبب التاريخ الذي تحمله والقيمة التاريخية لها.

ويعدّ بعض الناس جمع الحقائب الفاخرة والمميزة هواية فاخرة بحد ذاتها. ومن ثم يكون هناك طلب مرتفع على الحقائب المستعملة، لا سيما تلك التي يصعب الحصول عليها بشكل جديد.

إعادة البيع فرصة للحصول على المنتجات التي تريدها النساء ولا يستطعن الحصول عليها (غيتي) "كوتة" شراء لـ"ماركات" الأثرياء

تضع بعض "الماركات" الفاخرة حصة بعدد القطع المسموح بشرائها لكل عميل في السنة، لذلك يجد بعض المشترين المتحمسين في أسواق إعادة البيع، فرصة للحصول على المنتجات التي يريدونها ولا يستطيعون الحصول عليها.

على سبيل المثال؛ في 2021، قدمت "شانيل" حصة من شأنها أن تقيد العميل بإجراء 12 عملية شراء من كل فئة سنويا. وهذا يعني أنه يمكن للعميل شراء ما يصل إلى 12 حقيبة يد، وما يصل إلى 12 سلعة جلدية صغيرة و"إكسسوارات" وما إلى ذلك، في كل سنة تقويمية.

وبالنسبة لمعظم الناس فإن 12 قطعة سنويا من كل فئة هي كمية كبيرة، ولكن هناك أشخاص من هواة جمع "شانيل" أو "الماركات" الفاخرة، يصبح بالنسبة لهم 12 قطعة ستكون مقيدة جدا، حسب تقرير بثته "رويترز".

منصات إعادة البيع عبر الإنترنت سهلت شراء واقتناء السلع المستعملة (غيتي)

وفي الواقع؛ هناك العديد من الأسباب وراء رغبة العلامات التجارية في فرض حدود على الشراء، ففي 2021، اعترف برونو بافلوفسكي، رئيس "شانيل فاشن" و"شانيل ساس"، في مقابلة مع "فوغ بيزنس"، أن شانيل ليس لديها ما يكفي من المنتجات لبيعها لعملائها.

ووفقا له، ليس لأنهم لا يريدون التصنيع، ولكن لأن الطلب يفوق باستمرار توقعاتهم، وكان يتحدث عن الطلب على حقائب اليد من شانيل على وجه الخصوص.

ومع ذلك، في حالة شانيل، لا يقتصر الأمر على نقص المنتجات فقط. ففي صناعة الرفاهية إذا لم تكن حصرية؛ فإنها لم تعد فاخرة. لذلك فإن السبب الرئيس وراء رغبة النساء في إنفاق الآلاف على السلع الفاخرة، هو ندرتها وتفردها. وقد أصبح من السهل جدا أن تحصل على أي حقيبة يد أخرى من شانيل مؤخرا. ما عليك سوى الذهاب إلى أحد مئات البائعين الفاخرين، وستكون الحقيبة ملكك.

أصحابها السابقون مميزون

بعض الحقائب اليدوية لـ"ماركات" الأثرياء قد يكون تملكها شخصيات مشهورة أو بارزة، وعندما تُباع هذه الحقائب المستعملة، قد تكون لها تاريخ سابق يرتبط بشخصية مشهورة، مما يجعلها تحمل قيمة تذكارية، وتوقيعا شخصيا مميزا.

الطلب المتزايد على حقائب اليد المستخدمة بشكل واضح بسبب الشعبية المتزايدة للاستدامة (غيتي) انتشار منصات إعادة البيع

يشير تقرير المنصة الإعلامية التابعة لشبكة "فوغ" العالمية إلى أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، قد سهّل على الأشخاص العثور على السلع المستعملة وشراءها، كما هو الحال بالنسبة لمنصات إعادة البيع عبر الإنترنت، التي سهلت على الأشخاص شراء وبيع السلع المستعملة.

حتى إن بعض العلامات التجارية الفاخرة بدأت في تبني اتجاه إعادة البيع، على سبيل المثال، أطلقت "شانيل" مؤخرا برنامجا تجريبيا يسمح للعملاء باستبدال حقائبهم القديمة، مقابل الحصول على رصيد لشراء حقيبة جديدة.

الأثر البيئي

يعزو تقرير مجلة "فوغ بيزنس" الطلب المتزايد على حقائب اليد المستخدمة بشكل واضح إلى الشعبية المتزايدة للاستدامة، في وقت  أصبحت المستهلكات أكثر وعيا بالأثر البيئي لمشترياتهن، لذلك يحاولن استخدام منتجات موجودة بالسوق بالفعل، بدلا من شراء الجديد، ومن ثم تحفيز المصانع على إنتاج قطع جديدة أكثر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حالة جیدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أقسام مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية 2024.. تقبل من 200 درجة

مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية، إحدى مدارس التكنولوجيا التطبيقية المتخصصة في مجال تكنولوجيا الحرف والمهارات التقنية للصناعات الثقافية، وأتاحتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالشراكة مع أكاديمية الفنون، وتقبل الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية من الجنسين ( بنين وبنات) ومدة الدراسة بها 3 سنوات، يحصل خلالها الطالب على دبلوم التكنولوجيا التطبيقية في مجال تخصصه.

مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية

تضم مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية، المتخصصة في مجال تكنولوجيا الحرف والمهارات التقنية للصناعات الثقافية، 8 أقسام متنوعة.

1- قسم تكنولوجيا تصنيع وتحريك ديكور العروض الفنية.

2- قسم تكنولوجيا وتركيب وتشغيل أجهزة الإضاءة.

3- قسم تكنولوجيا تفصيل ملابس وأزياء العروض الفنية.

4- قسم تكنولوجيا الحرف اليديوية والمنتجات الورقية.

5- قسم تكنولوجيا تركيب وتشغيل أجهزة الصوت.

6- قسم تكنولوجيا تركيب وتشغيل أجهزة التصوير.

7- قسم تكنولوجيا المكياج والتنكر والأقنعة.

8- قسم تكنولوجيا صناعة وتحريك الدُمى والعرائس.

هناك مميزات على شهادة معتمدة من وزارة التربية والتعليم ومن أكاديمية الفنون، مطابقة للمعايير الدولية.

التدريب العملي أثناء فترة الدراسة التدريب العملي بمسارح وبلاتوهات أكاديمية الفنون ووزارة الثقافة، مع توفير أتوبيسات نقل الطلاب لأماكن التدريب.

يتاح لخريجي المدرسة الالتحاق بالمعهد العاالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للفنون الشعبية بشرط اجتياز اختبارات القبول بها.

شروط التقديم في مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية

من أبرز شروط التقديم حصول الطالب على مجموع لا يقل عن 200 درجة في الشهادة الإعدادية.

مقالات مشابهة

  • انكشف سعرها الحقيقي.. مداهمة ورش حقائب فاخرة بإيطاليا ووضعها تحت المراقبة القضائية
  • انكشف سعرها الحقيقي.. الشرطة الإيطالية تداهم ورش حقائب فاخرة وتضعها تحت المراقبة القضائية
  • منتخب شباب اليد يعسكر بمصر استعدادا للمشاركة الآسيوية
  • لماذا ترتفع حرارة أجسادنا بدون سبب؟
  • لغز العمر المديد: لماذا تعيش النساء عمرا أطول من الرجال؟
  • بعد أزمة "شنطة" هاجر أحمد.. تعرف على خطوات تنظيف الحقائب الفاخرة
  • أطلنطاسند للتأمين وأوطو 24 يوقعان شراكة استراتيجية(فيديو وصور)
  • أقسام مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية 2024.. تقبل من 200 درجة
  • عاجل| مصدر حكومي يكشف عن أهم الحقائب الوزارية التي يشملها التغيير المرتقب
  • منتخب يد الشواطئ احتل مركزا متأخرا .. وكسب شبابا مجيدين في المونديال