الهند تستعد لإرسال بعثة لدراسة الشمس
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
بعد نجاح هبوط الهند على سطح القمر بمركبة تشاندرايان-3، من المقرر أن تطلق وكالة الفضاء الهندية صاروخا اليوم “السبت” لدراسة الشمس.
يهدف أول مسبار شمسي فضائي في الهند إلى دراسة الرياح الشمسية التي يمكن أن تسبب اضطرابات على الأرض.
وأطلق على المسبار اسم أديتيا-إل1، المأخوذ من كلمة هندية تعني الشمس، ومن المقرر أن ينطلق الصاروخ في الساعة 1150 صباحاً.
وتأتي البعثة الشمسية بعد تفوق الهند على روسيا أواخر الشهر الماضي لتصبح أول دولة تهبط على القطب الجنوبي للقمر. وبينما كان لدى روسيا مركبة أكثر قوة، فقد تفوقت مركبة تشاندرايان-3 الهندية على لونا-25 الروسية ونفذت هبوطاً نموذجياً.
وتم تصميم المسبار أديتيا-إل1 بحيث يتمكن من قطع مسافة تصل إلى نحو 1.5 مليون كيلومتر على مدى أربعة أشهر والوصول إلى ما يشبه ساحة انتظار في الفضاء حيث تميل الأشياء إلى البقاء في مكانها بسبب توازن قوى الجاذبية، الأمر الذي يقلل استهلاك المركبة الفضائية للوقود.
وتسمى هذه المناطق نقاط لاجرانج، والتي سميت على اسم عالم الرياضيات الإيطالي الفرنسي جوزيف لوي لاجرانج.
وقال علماء من منظمة أبحاث الفضاء الهندية إنه من الممكن أن تساعد البيانات الواردة من البعثة على المدى الطويل في فهم تأثير الشمس على أنماط مناخ الأرض بشكل أفضل ومنشأ الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات التي تتدفق من الشمس عبر النظام الشمسي.
البيان
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مقدِّمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السِّينما الأمريكيَّة «2»
يوحِّد الشيخ أحمد، فـي السرد الذي أتناوله منذ الحلقة السابقة، فـي هندامه بين الزِّيين العربي والغربي المُحكَمين بصورة رشيقة. كما أنه يتحدث عدة لغات أجنبية بما فـي ذلك الألمانية، والإيطالية، والإنجليزية التي يحكيها خالية من الأخطاء النحوية واللفظية، وإن يكُ بصورة رسمية أكثر مما ينبغي، ومتقعرة ومتحذلقة. لكن، ما هو أهم من ذلك، أعتقد أن علينا ملاحظة أنه من النادر أن يتحدث بالعربية، التي هي لغته الأم. وفـي لمسة غامرة من لمسات «التَّسَسْلُج» (self- sociologization) يبوح الشيخ أحمد لـ«ضيوفه» (هكذا أصبحوا فـي السرد من وجهة نظر الشيخ): «إن دين قومي كان بدائيا دوما». وعلاوة على ذلك، فإنه يعترف بصورة صريحة وبعيدة عن كل اعتذار، فـيما يخص قومه، إن «تعصبهم لا يمكن التحكم به». ويضيء الشيخ أحمد عبارته التعريفـية الخاصة بقومه عبر الحديث عن عقيدتهم: إن دينهم، ببساطة، هو «الوثنية والخرافة». وكما لو أنه يردد مثل ببغاء قارئا وثيقة أنثروبولوجية، واستشراقية، وسوسيولوجية، وثقافـية، وسياسية كلاسيكية خُطَّت فـي القرن التاسع عشر مع إكمال السيطرة الغربية الكولونيالية على الشرق العربي، فإن الشيخ أحمد يضيف بسخاء منقطع النظير: «نحن نعلم جيدا أننا برابرة» (هكذا)! وحقا فإن الأحداث التي تعقب ذلك ستكون «بربرية» بكل تأكيد.
ما حدث هو أنه بعد بضع مناورات لطيفة ظاهريا من «الضيافة العربية» الأصيلة، المُدَاوِرة والخبيثة التي انطوت، بالطبع، على عدة محاولات لئيمة وخسيسة لغواية المرأة الأمريكية والإيقاع بها جنسيا، فإن الشيخ العربي أحمد يُسفر عن وجهه الحقيقي البشع من دون رتوش أو أقنعة، ويفعل ما كان وقوعه مسألة وقت فقط فـي الانتظار؛ فهو يأخذ الغربيين الثلاثة سيئي الحظ رهائن لديه (بتسمية «ضيوف» بطبيعة الحال). وإذ يتصاعد السرد الذي يبدو للوهلة الأولى أنه «شخصي» إلى حد بعيد فإن الصراع يحتقن بصورة درامية و«جمعية» ليصبح «سياسيا» إلى الدرجة التي يعلن فـيها الطيار الأسير: «إن سياسة الحكومة الأمريكية هي عدم إجراء مقايضة مع رجال العصابات». ومن أجل إطلاق سراح الرهائن التعساء وإنهاء هذه القصة «الشيطانية» بكافة المقاييس والأعراف، فإن طائرات حربية أمريكية تلقي قنابلها على الموقع العربي «الشيطاني» بامتياز شديد، وتدك معقل الشيخ أحمد وقومه. أما الشيخ أحمد، وقد شهد وشاهد عظمة القوة والتفوق فـي القصف الجوي، فإنه يعلن لرهائنه الغربيين بطريقة مذلة ومُهانة كانوا يرغبون بكل تأكيد فـي الاستماع إليها تشنيفا للأذن ورؤيتها رأي العين من باب التوكيد الجازم، والثقة بالنفس، والشماتة: «إنني أنحني أمام قواتكم المتفوقة».
لم يحدث ذلك السرد السوريالي بصورة شيطانية فـي أي من «حروب الخليج» التي نعرفها، وكنا قد شاهدنا وقائعها الدموية على شاشات التلفاز، بما فـي ذلك حرب تدمير ونهب ما تبقَّى من العراق واحتلاله رسميا (1).
لقد كان ما أتيت عليه من سرد يمثِّل من ناحية «إمكانية، أو مصداقية، أو احتمالية الحدوث» (verisimilitude) «بروفة» مبكرة على كل تلك الحروب الشنيعة فـي الخليج؛ خلاصة حبكيَّة (من:«الحبكة») للفـيلم الذي، بصورة فـي غاية النبوئية، عنوانه «مغامرة فـي العراق» «Adventure in Iraq» (من إخراج ديفِد روس ليدرمن David Ross Lederman، الولايات المتحدة الأمريكية، 1943) بطريقة «التضمين الانعكاسي» (mise-en-abyme) (2).
حقا إن الخيط الواهي الذي يفصل بين «الحقيقة» و«الخيال» يضيع هنا، ويتعذر لمسه أو مشاهدته أكثر فأكثر؛ بل يصبح الأمر ـ فـي هذا العصر ما بعد الحداثي ـ بعيد الصلة بالموضوع، وذلك من حيث إن التاريخ والسينما يسردان قصصا بنوع من التبادل شبيه، على نحو يثير الحيرة بعض الشيء، لما يدعوه غرِغُري لوكو Gregory Lukow وستيفن رِتشي Steven Ricci، فـي سياق دراستهما للطريقة التي استوعب بها النوع السينمائي (film genre) ما هو نصي (textual)، وبيني النصية (intertextual)، وفوق نصي (extratextual):«تناوب --بين--نَصِّيٌّ» (intertextual relay) (3).
----------------------------------------
(1): لقد كان من العنصرية الصريحة أن وسائل إعلام الاتجاه السائد الغربية عموما والأمريكية خصوصا، بل وللأسف حتى بعض القنوات «البديلة» هناك، دأبت على تسمية حرب «عاصفة الصحراء» (حرب تحرير الكويت) التي وقعت فـي 1991 «حرب الخليج»، بينما أطلقت وصف «حرب الخليج الثانية» على عملية احتلال العراق التي ابتدأت فـي 2003. وبهذا فإن ذلك الإعلام يتناسى، ببساطة شديدة، أن العراق وإيران قد انخرطتا فـي حرب مدمرة أعقبت تأسيس الجمهورية الإسلامية فـي 1979، وهي حرب استمرت لمدة ثماني سنوات (من 1980 إلى 1988)، وأودت بحياة أكثر من مليون إنسان، ناهيك عن أعداد الجرحى وحجم والدمار المادي. غير أن تلك الحرب الضروس، وهي حقا حرب الخليج الأولى فـي التَّاريخ المعاصر، قد استثناها الإعلام الغربي فـي ترقيمه التَّرتيبي لـ«حروب الخليج»، وذلك فـي تكريس آخر لممارسات التأريخ الكولونيالي والإمبريالي الذي يقرن «حدوث التاريخ»، و«موثوقيته الموضوعية»، و«صدقه السردي» بوصول الغربيين إلى الموقع الذي يكون فـيه على التاريخ أن يصنعه الغرب ليُسرَد بعد ذلك على ذاكرة العالم؛ ذلك أن حرب الخليج الأولى قد دارت «بينهم» (الآخرون) وبينهم» (الآخرون)، وليس «بيننا» (نحن الذين يبدأ التاريخ بوصولنا) و«بينهم» (الذين كانوا يعيشون خارج التاريخ قبل مجيئنا إلى مسرح الحدث).
(2): «التضمين الانعكاسي» (mise-en-abyme): مفهوم وَفَدَ إلى السينما من نظريتي المسرح والأدب، وفـي نظرية السينما يعني المفهوم أشياء مختلفة. أستعملُ هذا المصطلح هنا بمعنى لعبة المرايا بين النص السينمائي والتاريخ، بين الأصل والصورة، والتوالد التكاثري بينهما. للوقوف على خلفـية المصطلح ومجالات ومستويات توظيفه، انظر: إسماعيل بهاء الدين سليمان، «موسوعة الشاشة الكبيرة» (بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2012)، 900--1.
(3): Gregory Lukow and Steve Ricci, “The «Audience» Goes «public»: Intertextuality, Genre, and the Responsibilities of Film Literacy,” On Film, no. 12 (Spring 1984): 29