إخلاء مساكن تكرونة المهدّدة.. يعصف بتاريخ القرية الأمازيغيّة (فيديو)
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
"انفطر قلبي..أصبحت عاطلة عن العمل..أناشد السلطات بالتدخّل العاجل لتستعيد منطقتنا إشعاعها وحتّى لا تُطْمَسَ هويتنا وتاريخنا ".. بهذه الكلمات تحدّثت "حميدة" التي اقترن اسمها لأكثر من 40 عاما بقرية تكرونة الأمازيغية.
قبل ثلاث سنوات فقدت حميدة وهي ستينية أصيلة تكرونة من معتمدية النفيضة، مورد رزقها الوحيد إثر صدور قرار يقضي بغلق جميع الفضاءات المفتوحة للعموم ومنع جميع الرحلات السياحية إلى الموقع بسبب انهيار أجزاء من الجبل في مناسبتين.
اشتهرت حميدة بطهي طبق كسكسي لذيذ بلحم الخروف وإعداد خبز الطابونة لزائريها حيث بات منزلها الذي ورثته عن والدها وهو في أعلى قمّة القرية مقصدا للسيّاح من أنحاء العالم ومن تونس لتناول ما جادت به أناملها وللاستمتاع بإطلالة رائعة تتخلّلها فرصة لالتقاط صور تذكاريّة.
لكن قرار تحجير الزيارة لقرية تكرونة عصف بمورد رزق حميدة وآخرين ممّن يأملون لفتة لأقدم القرى الأمازيغية الجبليّة التي تعود إلى الفترة الجيولوجية المعروفة باسم "ميوسيون miocene" لكونهم سئموا الإهمال والتهميش وأبوْا مبارحة مسقط رأسهم وتشبثوا بأرض أجدادهم على حدّ قولهم.
وبتاريخ 30 أوت 2023، صدر قرار من ولاية سوسة عقب إجتماع اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بشأن المنطقة الأثرية بتكرونة يُلزم نحو 10 عائلات بإخلاء منازلهم ضمانا لسلامتهم نظرا للخطر المحدّق بهم واستباقا لأيّ كارثة قبل هطول الأمطار.
وفي حال تعثّرت المفاوضات مع المعنيين ورفضوا الاخلاء سيتمّ تنفيذ القرار بقوةّ القانون وفق نص البلاغ الذي تم نشره على الصفحة الرسمية للولاية .
كما سيتمّ إعداد تقرير مفصّل في الغرض سيُرْفع إلى أعلى هرم في السلطة على أن يُعْقد مجلس وزاري بمقرّ الولاية في أسرع وقت ممكن.
قرار إخلاء المساكن المهدّدة يقابله رفض قاطع للمتساكنين
"لن أغادر منزلي كلّفني ذلك ما كلّفني" بلهجة حادّة تحدّث إلينا سالم الفهري سبعيني وهو من السكّان المحليين لقرية تكرونة ومن المشمولين بقرار الإخلاء بحكم الخطر الذي يهدّد منزله، وفق خبراء .
وتساءل" أين سأغادر أنا وعائلتي...كيف أغادر منزلي بعد أنّ تكبّدت عناء تشييده بكلفة وصلت 400 ألف دينار ووفّرت هذا المبلغ بعد أن فرّطت بالبيع في مصوغ زوجتي وبعت ما أملك من الزيتون.
وأضاف بالقول" حادثة انهيار صخرتين وقعت في الجزء المطلّ على جبل زغوان وهو بعيد كلّ البعد عن مساكننا المطلّة على مدينة سوسة ممّا يستبعد تموقعنا في وضعية خطيرة، وفق تقديره"
كما اعترضت جنات وهي ستينية أصيلة تكرونة على تنفيذ قرار إخلاء مسكنها وعبرت عن رفضها لمقترح السلطة الجهوية والمحلية بتقديم مساعدة بمعين كراء ب 250 دينار على مدى عام أو أكثر إلى حين استكمال عملية ترميم وصيانة الموقع الأثري.
ويشار إلى أن معلوم التعويض القانوني المقترح من طرف السلطة محلّ نظر لدى القضاء.
قوّة القانون لمصلحة المتساكنين
من جانبه شدّد والي سوسة نبيل الفرجاني على ضرورة توعية المعنيين بقرار الإخلاء مؤكدا حرصه على إيجاد حلّ لانقاذ قرية تكرونة من الانهيارات الصخريّة التي أصبحت تهدّد أمن السكان خصوصا ونحن على أبواب موسم شتوي، وفق قوله.
وأضاف أنه من المنتظر عقد مجلس وزاري بمقر الولاية يضمّ كلّ من وزارات الثقافة والسياحة والمالية للنظر في مسألة رصد الاعتمادات لترميم الموقع والتي تمّ تقديرها بحوالي 5 ملايين دينار .
إيناس الهمّامي
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
الكويت.. إخلاء سبيل إعلامية في قضية الإساءة لرئيس وزراء العراق
الكويت – قررت محكمة الجنايات في الكويت إخلاء سبيل الإعلامية فجر السعيد، بكفالة 1000 دينار في قضية الإساءة لرئيس الوزراء العراقي بعد تنازل محامي السفارة العراقية.
وبحسب وسائل إعلام كويتية، تنازل وكيل السفارة العراقية المحامي حسن الموسوي أمام محكمة الجنايات عن الشكوى المقدمة ضد فجر السعيد، تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وذلك بعد اعتذارها.
وكانت السعيد قد أصدرت بيان اعتذار عبر حسابها في منصة إكس، عقب تقديم شكوى ضدها من رئيس وزراء العراق، بسبب تغريدات نشرتها في حسابها أساءت من خلالها إلى رئيس وزراء العراق؛ ما دعاه إلى تقديم شكوى ضدها.
وكانت السعيد متهمة بـ”التطاول على دولة عربية شقيقة”، وقال في بيانها: “أتقدم باعتذاري الى جمهورية العراق الشقيق متمثلة حكومة وشعبا بجميع طوائفها وخاصة السيد معالي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المحترم والحشد الشعبي، وذلك عن كل ما بدر مني مما قد يعكر صفو العلاقات بين البلدين أو ما قد بدر مني بالخطأ أو عن غير قصد، وخير الخطائين التوابون”.
وذكرت أن اعتذارها يأتي “حرصا على العلاقات الطيبة الكويتية العراقية والتي عملت دائما بشخصي وبصفتي إعلامية على توثيق وتوطيد هذه العلاقات وإرجاع المياه لمجاريها وتضميد جروح الماضي، وحرصا مني على ألا يشوبها شائبة”.
وواصلت: “أتقدم باعتذاري لكم جميعا عن ذلك وألتمس منكم جميعا قبول اعتذاري هذا والصفح والتسامح والتصالح والتنازل عني في الدنيا ويوم الدين وإن الصفح من شيم الكرام”.
وأشارت إلى عزمها “اعتزال العمل السياسي وجميع ما يتطرق له من النقد السياسي وغيره”.
ورغم إخلاء سبيل السعيد، في هذه القضية، لكنها ما تزال محبوسة 3 سنوات على ذمة قضية أمن دولة، وبانتظار تحديد جلسة الاستئناف بعد طعنها على الحكم.
المصدر: وسائل إعلام كويتية