"انفطر قلبي..أصبحت عاطلة عن العمل..أناشد السلطات بالتدخّل العاجل لتستعيد منطقتنا إشعاعها وحتّى لا تُطْمَسَ هويتنا وتاريخنا ".. بهذه الكلمات تحدّثت "حميدة" التي اقترن اسمها لأكثر من 40 عاما بقرية تكرونة الأمازيغية.

قبل ثلاث سنوات فقدت حميدة وهي ستينية أصيلة تكرونة من معتمدية النفيضة، مورد رزقها الوحيد إثر صدور قرار يقضي بغلق جميع الفضاءات المفتوحة للعموم ومنع جميع الرحلات السياحية إلى الموقع بسبب انهيار أجزاء من الجبل في مناسبتين.

اشتهرت حميدة بطهي طبق كسكسي لذيذ  بلحم الخروف وإعداد خبز الطابونة لزائريها حيث بات منزلها الذي ورثته عن والدها وهو في أعلى قمّة القرية مقصدا للسيّاح من أنحاء العالم ومن تونس لتناول ما جادت به أناملها وللاستمتاع بإطلالة رائعة تتخلّلها فرصة لالتقاط صور تذكاريّة.

لكن قرار تحجير الزيارة لقرية تكرونة عصف بمورد رزق حميدة وآخرين ممّن يأملون لفتة لأقدم القرى الأمازيغية الجبليّة التي تعود إلى الفترة الجيولوجية المعروفة باسم "ميوسيون miocene" لكونهم سئموا الإهمال والتهميش  وأبوْا مبارحة مسقط رأسهم  وتشبثوا بأرض أجدادهم على حدّ قولهم.

وبتاريخ 30 أوت 2023، صدر قرار من ولاية سوسة عقب إجتماع اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بشأن المنطقة الأثرية بتكرونة يُلزم نحو 10 عائلات بإخلاء منازلهم ضمانا لسلامتهم نظرا للخطر المحدّق بهم واستباقا لأيّ كارثة قبل هطول الأمطار.

وفي حال تعثّرت المفاوضات مع المعنيين ورفضوا الاخلاء سيتمّ تنفيذ القرار بقوةّ القانون وفق نص البلاغ الذي تم نشره على الصفحة الرسمية للولاية .

كما سيتمّ إعداد تقرير مفصّل في الغرض سيُرْفع  إلى أعلى هرم في السلطة على أن يُعْقد  مجلس وزاري بمقرّ الولاية في أسرع وقت ممكن.

قرار إخلاء المساكن المهدّدة يقابله رفض قاطع للمتساكنين

"لن أغادر منزلي كلّفني ذلك ما كلّفني" بلهجة حادّة تحدّث إلينا سالم الفهري سبعيني وهو من السكّان المحليين لقرية تكرونة ومن المشمولين بقرار الإخلاء بحكم الخطر الذي يهدّد منزله، وفق خبراء .

وتساءل" أين سأغادر أنا وعائلتي...كيف أغادر منزلي بعد أنّ تكبّدت عناء تشييده بكلفة وصلت 400 ألف دينار ووفّرت هذا المبلغ بعد أن فرّطت بالبيع في مصوغ زوجتي وبعت ما أملك من الزيتون.

وأضاف بالقول" حادثة انهيار صخرتين وقعت في الجزء المطلّ على جبل زغوان وهو بعيد كلّ البعد عن مساكننا المطلّة على مدينة سوسة ممّا يستبعد تموقعنا في وضعية خطيرة، وفق تقديره"

كما اعترضت جنات وهي ستينية أصيلة تكرونة على تنفيذ قرار إخلاء مسكنها وعبرت عن رفضها لمقترح السلطة الجهوية والمحلية بتقديم مساعدة بمعين كراء ب 250 دينار على مدى عام أو أكثر  إلى حين استكمال عملية ترميم وصيانة الموقع الأثري. 

ويشار إلى أن معلوم التعويض القانوني المقترح من طرف السلطة محلّ نظر لدى القضاء.

قوّة القانون لمصلحة المتساكنين

من جانبه شدّد والي سوسة نبيل الفرجاني على ضرورة توعية المعنيين بقرار الإخلاء مؤكدا حرصه على إيجاد حلّ لانقاذ قرية تكرونة من الانهيارات الصخريّة التي أصبحت تهدّد أمن السكان خصوصا ونحن على أبواب موسم شتوي، وفق قوله.

وأضاف أنه من المنتظر عقد مجلس وزاري بمقر الولاية يضمّ كلّ من وزارات الثقافة والسياحة والمالية للنظر في مسألة رصد الاعتمادات لترميم الموقع والتي تمّ تقديرها بحوالي 5 ملايين دينار .

إيناس الهمّامي
 

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

"أدانتِ العقارية" تطلق مشروع "مساكن يناير" بمدينة السلطان هيثم

 

 

الرؤية-ريم الحامدية

أطلقت "أدانتِ العقارية"- ذراع التطوير العقاري لمجموعة "الأدراك" إحدى الشركات الرائدة في سلطنة عمان- مشروعها المميز "مساكن يناير" الواقع في قلب مدينة السلطان هيثم، أول مدينة ذكية في سلطنة عمان، وذلك في حفل بفندق سانت ريجيس بمسقط، بحضور معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني، وعدد من كبار الشخصيات البارزة من القطاعين الحكومي والخاص.

ويمثل هذا المشروع محطة جديدة في مفهوم الحياة الفاخرة، حيث يجمع بين الاستدامة والتصميم الذي يُعزز المجتمع والترابط، وقد أُطلق عليه اسم "يناير" تيمناً بالشهر الذي تولى فيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، إذ يهدف المشروع إلى وضع معايير جديدة في قطاع العقارات كونه مشروعاً للتملك الحر لجميع الجنسيات.

وبهذه المناسبة، أكد معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي أهمية موقع المشروع قائلا: "تمثل مساكن يناير التي تقع في قلب مدينة السلطان هيثم، روح التطور العمراني المستدام، وتتماشى مع أهداف رؤية عمان 2040، وتظهر التزام البلاد بالابتكار".

وتمثل "مساكن يناير" أكثر من مجرد عنوان، فهي وجهة متكاملة للحياة العصرية للباحثين عن التميز، حيث يقع المشروع في منطقة السيب بمسقط، وهو جزء من تحول حضري شامل بقيادة وزارة الإسكان والتخطيط العمراني.

وتمتد هذه المدينة الصديقة للبيئة على مساحة 2.9 مليون متر مربع، وتضم مكونات رئيسية مثل المساحات الخضراء، البنية التحتية الذكية، والمرافق المتكاملة التي تشمل الرعاية الصحية، المدارس، الجامعات، المساجد، المنشآت التجارية، الأسواق، والمراكز الثقافية ومراكز رعاية الأطفال.

ويتألف المشروع من ستة أبراج أيقونية مترابطة بشوارع خضراء وممرات واسعة، ويعتمد تصميمه على الهندسة المعمارية العصرية، والمبادئ الصديقة للبيئة، والتقنيات الذكية. ويشمل المشروع أنواعاً مختلفة من الوحدات السكنية: أستوديوهات، شقق بغرفة وصالة، شقق بغرفتين وصالة، فلل بثلاث غرف نوم، وبنتهاوس بمساحات تتراوح بين 71 مترا مربعا إلى 462 مترا مربعا، كما يتميز المشروع بمرافق تعزز أسلوب حياة نشط ومترابط، بما في ذلك مراكز اللياقة البدنية والصحية، مساحات مجتمعية، وخدمات للراحة والترفيه.

وتستند "أدانتِ العقارية"، باعتبارها الذراع التطوير العقاري لمجموعة "الأدراك"، على خبرة تمتد على مدى 39 عاماً في القطاع العقاري في سلطنة عمان والإمارات، حيث تعكس هذه الخبرة التزام المجموعة باستخدام مواد عالية الجودة وحرفية متقنة. ويعزز ذلك النجاح والتقدير الذي حققته خبرات المجموعة في تنفيذها لمشاريع بناء لصالح شركة "إلينغتون للتطوير العقاري" في الإمارات، حيث تنفذ حالياً مشروعين مرموقين هما مشروعي EH3 و EH4 مما يعزز السمعة المتميزة.

وذكر الدكتور توماس ألكسندر المؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الأدراك: "أدانتِ العقارية لا تبني مجرد عقارات، بل تصنع إرثًا، وبالاستفادة من خبرة مجموعة الأدراك التي تمتد لـ39 عامًا، فإننا نضع معايير جديدة للمعيشة الفاخرة والمستدامة في عُمان. إن التزامنا بالجودة والابتكار لا يتزعزع بينما نشكّل مستقبل المساحات الحضرية."

وبيّن: "فيما يتعلق بالتصميم والبناء المستدامين لمشروع يناير، فإن مساكن يناير هي شهادة على التزامنا بالحياة الصديقة للبيئة، ومن خلال استخدام مواد البناء المستدامة والتقنيات المبتكرة والتصميم الأخضر، نقوم بإنشاء مشروع ليس فاخرًا فحسب، بل مسؤولًا أيضًا من الناحية البيئية".

وأشار الدكتور عادل توماس ألكسندر المدير التنفيذي لمجموعة "الأدراك" والرئيس التنفيذي لشركة أدانتِ العقارية، إلى أن الاستثمار في يناير لا يقتصر فقط على شراء العقارات، بل هو استثمار في مستقبل مزدهر، حيث توفر سلطنة عمان بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة، مع إمكانية التملك الحر، وعدم فرض ضرائب على الدخل الشخصي أو الممتلكات أو الإرث، بالإضافة إلى منح الإقامة للمستثمرين وعائلاتهم المرتبطة بملكية العقار.

وسلط الدكتور عادل الضوء على تركيز المشروع على المجتمع وأسلوب الحياة قائلاً: "في مسكن يناير، نحن نصنع مكاناً يتيح للناس التواصل، والازدهار، وخلق ذكريات تدوم طويلاً، وتركيزنا على الاستدامة، والمساحات المجتمعية، والمرافق الفاخرة يعكس التزامنا بتحسين جودة الحياة لسكاننا، والمجتمع المتكامل في يناير مصمم ليلبي احتياجات الجيل الجديد مع المحافظة على أنماط الحياة التقليدية".

مقالات مشابهة

  • رغم مخاطر النيران.. العشرات يرفضون إخلاء منازلهم في لوس أنجلوس خشية سرقتها
  • «التعليم العالي»: ابتكار تكنولوجي لجهاز مكافحة سوسة النخيل بنسبة نجاح 90%
  • كيت ميدلتون ورحلتها مع السرطان.. أول زيارة علنية لها إلى المستشفى الذي عالجها.. فيديو
  • الفنانة يسرى بوحموش تتألق بالزي الأمازيغي بمناسبة رأس السنة الأمازيغية
  • صاروخ يمني يعصف بهيبة الردع الإسرائيلي: من صنعاء إلى يافا المحتلة.. قواعد اشتباك جديدة
  • "أدانتِ العقارية" تطلق مشروع "مساكن يناير" بمدينة السلطان هيثم
  • الحصيني: غدا بداية الشبط الذي يسمى في الخليج ببرد البطين .. فيديو
  • تعرف على الطبيب الفلسطيني الذي يتمسك بمهمته الإنسانية رغم ساقه المبتورة (فيديو)
  • الشيخ الماجد يوضح الحكم في الأب الذي يفرق في التعامل بين الأولاد والبنات.. فيديو
  • تجسد تقاليد العرس الأمازيغي الأصيل…رئيس الحكومة يدشن معرض للصناعة التقليدية في إحتفالات السنة الأمازيغية