الجزيرة:
2024-09-02@14:56:50 GMT

هكذا انعكست العقوبات على السجاد اليدوي الإيراني

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

هكذا انعكست العقوبات على السجاد اليدوي الإيراني

طهران- "بعد أن تربّع طوال عقود على عرش المنسوجات اليدوية عالميا، واحتل المرتبة الثانية في قائمة أهم الصادرات الإيرانية بعد النفط، تظهر البيانات الرسمية تراجع صناعة السجاد اليدوي الإيراني"، بهذه العبارات يعبّر الحاج "علي رضا كاشاني" (66 عاما) صاحب أحد الأجنحة في معرض طهران للسجاد والصناعات اليدوية، عن حزنه "بسبب الفوضى التي حلّت بفخر الصناعة الفارسية"، وفق تعبيره.

رغم أن سوق السجاد اليدوي يعاني انكماشا فإنه لا يزال يمثّل تحفة الصناعات اليدوية (الجزيرة)

ويستذكر الحاج كاشاني في حديثه للجزيرة نت، أنه ورث المهنة من أبيه، وطالما رمدت عيناه وقرحت جفونها؛ طوال العقود التي أفناها في حياكة السجاد، موضحا "بالرغم من أن سوق السجاد اليدوي يعاني انكماشا؛ فإنه لا يزال يمثّل تحفة الصناعات اليدوية، ويتمتع بشهرة كبيرة لدى شعوب العالم".

وعلى هامش معرض السجاد اليدوي الإيراني في دورته الـ30، الذي يقام سنويا في العشر الأواخر من شهر أغسطس/آب، في المقر الدائم للمعارض الدولية شمالي العاصمة طهران، يعتقد "عباس كلبايكاني" (44 عاما) خريج فرع "الغزل والنسيج"، أن السجاد الإيراني رمز للحضارة الفارسية، وأن الإقبال الواسع الذي يحظى به المعرض سنويا، يدل على أن هذا المنتج الشهير سيبقى عصيا على الانكسار والإزاحة من عرشه".

تراجع صادرات المنسوجات اليدوية وانخفاض مبيعاتها في الداخل لا يعني تراجع جودة هذا الفن التقليدي (الجزيرة) فن عريق

"تراجع صادرات المنسوجات اليدوية وانخفاض مبيعاتها في الداخل، لا يعني تراجع جودة هذا الفن التقليدي الطاعن في التاريخ"، وفق كلبايكاني الذي عزا السبب –في حديث للجزيرة نت- إلى تأثر السجاد اليدوي الإيراني بالعقوبات الأميركية من جهة، وتراجع القدرة الشرائية لدى الإيرانيين من جهة أخرى.

تاريخيا، يقول كلبايكاني، إن بلاد فارس كانت قد عرفت حياكة السجاد منذ الحقبة الأخمينية، وتحديدا في 539 قبل الميلاد، حيث فتح الملك كوروش بن كمبوجية مملكة بابل، وأتی بهذه الصناعة إلى البلاد، مضيفا أن مقبرة مؤسس الإمبراطورية الفارسية الأخمينية كوروش الكبير –الواقعة حاليا في مدينة باساركاد بمحافظة فارس جنوبي البلاد- كانت قد فُرشت بأجود السجاد اليدوي الإيراني.

السجاد اليدوي العجمي شق طريقه لأول مرة في القرن 19 الميلادي إلى القارة الأوروبية (الجزيرة)

أما في تاريخنا المعاصر، فإن "سجادة بازيريك" التي اكتشفت في 1949، خلال المرحلة الثانية من الحفريات الروسية بمنطقة بازيريك الواقعة في سيبيريا، تعدّ من أقدم السجاد اليدوي في العالم، ويعود تاريخ حياكتها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وتحتفظ بها موسكو في متحف "هيرميتاج" بمدينة سان بطرسبرغ.

وتذكر الدراسات الإيرانية أن السجاد اليدوي العجمي شق طريقه لأول مرة في القرن 19 الميلادي إلى القارة الأوروبية؛ حيث ازدهرت الصناعة في العصر الصفوي؛ لا سيما علی يد الملك شاه عباس الصفوي (1571- 1629)؛ الذي أمر بإنشاء أكبر مصنع للسجاد اليدوي في مدينة أصفهان وسط البلاد.

المعرض يضم أنواعا متعددة الأحجام والألوان للمنسوجات اليدوية (الجزيرة) تراجع وانكماش

وواصل السجاد اليدوي الإيراني ازدهاره وتفوقه حتى قبل نحو عقدين؛ حيث بلغت حصته 45% من صادرات السلع غير النفطية بحلول 1995، وفق أحمد كريمي أصفهاني، رئيس نقابة مصدّري السجاد اليدوي، الذي أوضح –في تصريح صحفي- أن قيمة صادرات هذا القطاع بلغت حينها مليار و750 مليون دولار، في حين تراجعت مؤخرا إلى نحو 50 مليون دولار فقط.

في السياق، نشرت "وكالة أنباء فارس" المقربة من الحرس الثوري، تقريرا تحت عنوان "السجاد الإيراني يهوي من عرشه ويتراجع من المرتبة الأولى إلى الرابعة عالميا"، مؤكدة أن صادرات السجاد اليدوي انخفضت بنسبة 85% في الحجم، و90% في القيمة منذ 1999 حتى ربيع العام الإيراني الماضي.

السلطات الإيرانية تتحدث عن مبالغة في الأرقام المعلنة عن تراجع صادرات السجاد اليدوي (الجزيرة)

واستنادا إلى بيانات منظمة الجمارك الإيرانية، يفيد التقرير أن حصة البلاد من صادرات السجاد اليدوي تراجعت إلى أقل من 1% من إجمالي صادرات السلع غير النفطية، وذلك بعد أن كانت قد سجلت أكثر من 17% منها بحلول 2000.

من ناحيتها، وجّهت فرحناز رافع، رئيسة المركز الوطني للسجاد الإيراني، أصابع الاتهام إلى العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية عقب انسحابها من الاتفاق النووي في 2018، مؤكدة أنه عقب تراجع صادرات السجاد اليدوي الإيراني في الأسواق العالمية بفعل العقوبات، أطاحت الهند بالصناعة الإيرانية واحتلت المرتبة الأولى.

السجادة اليدوية تمثّل أحد معالم الهوية والحضارة الفارسية على مر التاريخ (الجزيرة) الأسباب والحلول

وفي مؤتمرها الصحفي على هامش معرض طهران للسجاد اليدوي، تحدثت المسؤولة الإيرانية عن مبالغة في الأرقام المعلنة عن تراجع صادرات السجاد اليدوي، مؤكدة أن جزءا من صادرات بلادها من السجاد اليدوي يتم بشكل غير رسمي بسبب العقوبات المفروضة على هذا القطاع، ولا يدخل في الإحصاءات الرسمية.

وأشارت فرحناز، إلى أن السجاد اليدوي كان يتربع على المركز الأول في قائمة صادرات السلع الإيرانية غير النفطية، والمرتبة الثانية من صادرات البلاد بعد النفط حتى قبيل عودة العقوبات، حيث بلغت قيمة صادراته 700 مليون دولار، مضيفة أن الصين تعدّ أكبر مستورد للسجاد اليدوي الإيراني، وأن الولايات المتحدة الأميركية كانت تستورد ثلثي سجادها من إيران حتى قبل 2018.

السجاد اليدوي كان يتربع على المركز الأول في قائمة صادرات السلع الإيرانية غير النفطية، والثانية من الصادرات بعد النفط  (الجزيرة)

من ناحيته، يلخّص أحد عظيم زاده، رئيس نقابة مصدري السجاد الإيراني بمدينة تبريز، أبرز أسباب تراجع صادرات السجاد اليدوي وفق التالي:

العقوبات الأميركية ما أدى إلى عرقلة المبادلات المالية، وحظر بعض الدول استيراد السجاد الإيراني. السياسيات الاقتصادية والمالية ومنها: تأرجح سعر الصرف، وضرورة إعادة العوائد وتحويلها إلى العملة الوطنية خلال فترة زمنية محددة. تراجع الدعم الحكومي لهذا القطاع، بما في ذلك إهمال الدعاية والتسويق داخليا وخارجيا.
منتجو السجاد اليدوي الإيراني يؤكدون ضرورة المحافظة على شهرته العالمية حتى يبقى عصيا على المنافسة (الجزيرة)

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى عظيم زاده أن الحل يكمن في اتخاد السلطات الإيرانية دبلوماسية خاصة؛ لإيجاد حلول بديلة لتجاوز قضية المبادلات المالية، وإبطال مفعول الحظر الأميركي، والتسويق للسجاد اليدوي داخليا وخارجيا، إلى جانب تطوير الصناعة الإيرانية، والمحافظة على شهرتها العالمية لكي تبقى عصية على المنافسة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غیر النفطیة من صادرات

إقرأ أيضاً:

مصدر إيراني: إسرائيل تتواصل مع جماعات إرهابية لزعزعة أمننا

نقلت وكالة فارس الإيرانية -عن مصدر مطلع- أن إسرائيل تتواصل مجددا مع ما وصفها بجماعات إرهابية لزعزعة الأمن، مؤكدا أن هناك تحركات أمنية إسرائيلية داخل إيران لمنع أو تخفيف حدة الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران يوم 31 يوليو/تموز الماضي.

وقال المصدر إن "الكيان الصهيوني تواصل مجددا مع جماعات إرهابية جنوب شرقي إيران لزعزعة أمننا"، لافتا إلى أن إسرائيل بدأت تحركات أمنية داخل إيران لمنع أو تخفيف حدة الرد على اغتيال هنية وأن "مساعي الكيان الصهيوني لن تثني إيران عن الانتقام وقرارنا بالرد لا عودة عنه".

وتأتي هذا التصريحات الإيرانية في ظل تأكيدات متواصلة من طهران، بأن ردها على اغتيال هنية آت وسيكون مفاجئا ومتناسبا، باعتبار "اغتيال هنية جريمة لا تُغتفر وانتهاك لسيادة وسلامة الأراضي الإيرانية".

وقد أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان منتصف الشهر الجاري أن بلاده تعتبر الرد لمعاقبة المعتدي حقا شرعيا لكل الدول وحلا لوقف الجرائم والاعتداءات، مضيفا أن اغتيال هنية كضيف لدى إيران انتهاك للقانون الدولي، وأنه يأمل في أن يلقى الفعل الإسرائيلي إدانة من العالم.

كما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في وقت سابق، إن بلاده لا ترغب في توسيع دائرة الحرب والتصعيد في المنطقة، لكنها لن تتراجع عن حقها في الرد على اغتيال هنية، في حين أكدت إيران أن قرار هجومها الذي تتوعد به إسرائيل لا علاقة له بوقف محتمل لإطلاق النار في قطاع غزة.

بالمقابل، جددت إسرائيل مرات عدة التأكيد على استعدادها العسكري لمواجهة الرد الإيراني المتوقع على اغتيال هنية في طهران، وأنها صدّقت على "خطط التعامل مع السيناريوهات المختلفة".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي ولقائه قائد السلاح تومر بار، مطلع الشهر الجاري، إن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة للانتقال السريع إلى الهجوم إذا نفذت إيران ردا عسكريا.

ويترافق ذلك مع إعلان الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري بالطائرات المقاتلة والسفن الحربية في الشرق الأوسط، في ظل دعوات أممية ودولية تطالب بضرورة التهدئة وتجنب التصعيد الذي قد "يدفع نحو اندلاع حرب إقليمية".

مقالات مشابهة

  • هل أصبحت إيران رائدة في القدرات الصاروخية؟
  • طهران: صادرات إيران غير النفطية تتجاوز الـ21 مليار دولار في غضون 5 اشهر
  • انضمام دبابة (إم60) المتطورة إلى القوات البرية للجيش الإيراني
  • الإعلان عن سبب تحطم طائرة الرئيس الإيراني
  • الرئيس المشاط يتسلم أوراق اعتماد سفير إيران لدى اليمن
  • حرس الثورة الإيراني يعتقل إرهابياً في سيستان وبلوشستان
  • مصدر إيراني: إسرائيل تتواصل مع جماعات إرهابية لزعزعة أمننا
  • البحرية الإيرانية تؤكد تواجدها في البحر الأحمر.. هذه مهمتها
  • جرد بالسياسات الإيرانية المُضرّة…وهذه طريقة علاجها !
  • هل يحسّن مسؤولو الاقتصاد الجدد حياة الإيرانيين؟