كيف أُخرج الارشيف اليهودي من العراق وما هو دور الجلبي وواشنطن؟.. هذه التفاصيل الكاملة
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
شفق نيوز/ كشف مؤرخ أمريكي كيف ساهم في إخراج آلاف الوثائق والكتب والمخطوطات المتعلقة باليهود التي كانت بحوزة العراق، وكيف ساهم القيادي العراقي المعارض وقتها احمد الجلبي في الابلاغ عن الارشيف اليهودي له، وكيف تردد الأمريكيون في بداية غزو العراق العام 2003، في المساهمة بإنقاذ هذا الارشيف.
ونقلت صحيفة "صان سينتينال" الأمريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، عن الدكتور هارولد رود قوله خلال محاضرة له أمام "مركز التراث اليهودي البابلي" في منطقة "أور يهودا"، بالقرب من مطار بن "غوريون" الإسرائيلي حيث تحدث عن دوره المركزي في انقاذ والحفاظ على الارشيف اليهودي العراقي الضخم الذي تم اكتشافه خلال الغزو الامريكي لبغداد.
واوضحت الصحيفة الامريكية ان الدكتور رود كان يتحدث امام جمهور اساسه من اليهود الذين هاجروا من العراق، والذين جرى العثور على العديد من وثائق أُسرهم في هذا الأرشيف، الذي وصفه رود بانه مهم فيما يتعلق بقصة يهود العراق.
ونقل التقرير عنه قوله "هذا تراثكم، وهذه رسائلكم، وشهادات زواجكم، و وثائقكم الجماعية، ونصوصكم المقدسة.. هذا هو الميراث الذي لديكم كل الحق فيه".
واوضح التقرير ان الدكتور رود عمل كخبير ثقافي وتاريخي في الشؤون الاسلامية والشرق اوسطية في البنتاغون طوال اكثر من 28 عاما، وهو مهتم بشكل خاص بالعراق والاسلام الشيعي، وطوّر علاقة متينة مع كبار أعضاء المعارضة العراقية ضد صدام حسين.
واشار التقرير الى ان "رود انضم في العام 2003، الى القوات الامريكية في بغداد خلال المراحل الاولى من حرب العراق، بصفته خبيرا اسلاميا".
ونقل التقرير عن رود قوله انه "كان هناك حوالي 12 مصادفة او معجزات قادتني الى الارشيف بداية الامر، ثم عشرات اخرى ساعدتني في اخراج الارشيف".
وبحسب رود، فانه مع دخول القوات الامريكية الى بغداد، فان العديد من اعضاء النظام القديم بدأوا في تسريب معلومات استخباراتية على امل الحصول على نوع من الحصانة مقابل تعاونهم في ظل الحكم الجديد، ومن بين هؤلاء المتعاونين كان رئيس "الفرع اليهودي" التابع لجهاز المخابرات العراقية.
واشار التقرير الى ان رود وصف خلال المحاضرة المكالمة الهاتفية السرية التي تلقاها من زعيم المعارضة العراقية احمد الجلبي الذي ابلغه عن اكتشاف ارشيف يهودي سري في مقر المخابرات العراقية.
وقال رود "اذكر أن الهاتف رن واتصل بي أحمد الجلبي وطلب مني ترك كل شيء والتوجه الى مقر المخابرات في اسرع وقت ممكن"، مضيفا انه "لم يكن لدي ادنى فكرة عما كنت على وشك اكتشافه".
واوضح التقرير ان رود وجد مبنى شبه منهار دمره صاروخ زنته نصف طن لكنه لم ينفجر، وكان في عمق الأرض على بعد امتار فقط من مكان العثور على الارشيف اليهودي.
وبحسب رود، فان الارشيف كان في طابق ارضي وسط الركام والمياه التي غمرت المكان وصولا الى الخصر، وظلت شاحنة طوال يومين تضخ المياه من داخل القاعة لسحبها الى الخارج. وخلال ذلك، كان رود يكثف اتصالاته مع الامريكيين والاسرائيليين من اجل العمل على انقاذ الارشيف.
ونقل التقرير عن رود قوله ان "الامريكيين لم يكونوا مهتمين بتاتا في البداية، ولم يكن بوسع الاسرائيليين سوى ان يقدموا النصيحة".
وتابع رود قائلا "أنا مؤرخ، ولست خبيرا في الترميم، لكنهم كانوا يطلبون مني تجفيف الكتب ثم وضعها في مكان بارد، لكن لم تكن هناك كهرباء، لذلك كان ذلك غير ممكن. وفي النهاية قالوا فقط: افعلوا ما بوسعكم".
ولفت التقرير الى ان منسوب المياه انخفض بعد يومين الى مستوى الكاحل، مما أتاح لرود ان ينتقل مع مجموعة صغيرة من العمال العراقيين والبدء في نقل الكتب والمستندات تدريجيا".
واضاف ان الكتب كانت مبللة وثقيلة، وجرى وضعها على الارض لتجف تحت الشمس، مشيرا الى انه كانت هناك معضلة دينية تتعلق بالكتب المقدسة التي يحظر وضعها على الارض، لكن حاخامات في اسرائيل اجازوا له القيام بذلك طالما ان العمل الذي يقوم به مقدس.
واشار التقرير الى ان مهمة رود استغرقت حوالي 6 اسابيع ونصف من العمل المكثف، وكان هو طوال الوقت يحاول اقناع الحكومة الامريكية بالمساهمة في هذا الجهد.
ونقل التقرير عن رود قوله انه "بعد عدة اسابيع تواصلت مع بعض الاشخاص رفيعي المستوى في اسرائيل وطلبت منهم اجراء اتصالات مع نائب الرئيس الامريكي (ديك تشيني) ووزير الدفاع (دونالد رامسفيلد)".
واضاف انه بعد ذلك مباشرة "ظهر مسؤولون امريكيون ومعهم بعض التقنيات المتطورة، وتم تحميل الارشيف بأكمله بسرعة على متن طائرة لنقله إلى معمل الترميم في هيوستن".
وبحسب التقرير، فان الارشيف يحتوي على آلاف الكتب والمخطوطات والوثائق، بما في ذلك النصوص التي يعود تاريخها إلى القرن الـ16.
ونقل التقرير عن المديرة في "مركز التراث اليهودي البابلي" ليلي شور قولها ان "الارشيف بمثابة محيط واسع من المعلومات التي تسلط الضوء على كل جانب من جوانب المجتمع اليهودي العراقي"، مضيفا ان هذه النصوص "تظهر لنا التجربة اليومية غير المفلترة للمجتمع اليهودي هناك. ما كانوا قلقين بشأنه. ما اعتقدوا أنه مهم".
وبحسب التقرير، فان الارشيف يسلط الضوء على المشكلات التي واجهها اليهود، بما في ذلك رسائل من قادة المجتمع اليهودي الى السياسيين يطلبون المساعدة في ما يتعلق بالحقوق المدنية والمخاوف الاقتصادية، كما يتضمن الارشيف ايضا وثائق مرتبطة بالعنف المعادي للسامية الذي اصاب المجتمع اليهودي في أعقاب إعلان تأسيس دولة إسرائيل، بما في ذلك لوائح باسماء الاشخاص المسجونين، وقوائم بالممتلكات التي دمرت في اعمال الشغب، والوثائق المتعلقة باعدام جواسيس.
وذكر التقرير ان مصير الأرشيف مستقبلا غير واضح، فهو موجود حاليا في الأرشيف الوطني في واشنطن، لكن الحكومة العراقية تطالب باسترداده.
ونقل التقرير عن شور قولها ان "العراقيين يطالبون بالسجلات التي سرقوها من اليهود باعتبارها تراثهم الخاص، بدلا من أُسر أصحابها الاصليين"، واصفة ذلك بانه "سخافة".
واضافت "لن نتمكن ابدا من رؤية تلك السجلات اذا تم نقلها الى العراق".
اما رود فقد قال ان "ابناء واحفاد المؤلفين الأصليين (لهذه الوثائق) جميعهم تقريبا يتواجدون في اسرائيل. هذا تراثهم وتاريخهم، وليس تاريخ العراق".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي العراق اليهود
إقرأ أيضاً:
المهيري يناقش الجهود التطويرية في طيران شرطة أبوظبي
اطلع اللواء أحمد سيف بن زيتون المهيري، قائد عام شرطة أبوظبي، على الممارسات والتقنيات المتطورة في إدارة طيران شرطة أبوظبي وذلك في إطار حرصه على متابعة سير العمل بمختلف القطاعات والإدارات والوقوف على أداء العاملين ومناقشة المقترحات الهادفة التي تعزز مبادرات وخطط التحسين والتطوير المستقبلي.
ناقش اللواء أحمد سيف بن زيتون المهيري، مع العميد طيار سعيد سالم المرر، مدير إدارة الطيران وكبار الضباط، المبادرات الريادية واطلع على الجهود التطويرية الحالية والمشروعات الإستراتيجية وسير العمل بها.
كما استمع إلى شرح حول الطائرات العمودية الجديدة والتي تمتاز بأنظمتها الحديثة المتطورة للتصوير الحراري ونقل الصورة من موقع الحدث إلى غرفة العمليات الرئيسي «مركز القيادة والتحكم» بإدارة العمليات وتعرف إلى أبرز مهامها مثل تأمين الفعاليات والمواكب والطرق ونقل القوة الشرطية وتدريب القوات الخاصة على العمليات والمهام الشرطية.
وأكد قائد عام شرطة أبوظبي، على الاهتمام بتوفير الدعم للكوادر الاحترافية ومواكبة التطورات والمستجدات العالمية في مجالات العمل الشرطي والأمني لضمان الجاهزية التامة، تحقيقاً لرؤيتها في استدامة الأمن والأمان.
ووجه بتضافر الجهود الأمنية لتحقيق توجيهات القيادة الرشيدة ومستهدفات الخطة الإستراتيجية ودعم الجهود الحالية بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين.(وام)