ترضية الحركات المسلحة تعني استمرار الحرب في السودان
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
▪️البرهان سيعمل ترضية لـ “حركات سلام جوبا” في حكومته المرتقبة، وستواصل هذه الحركات في حيادها ودعم التمرد خلف الكواليس، وربما سنشاهد انقسامات جديدة في بقية الحركات وحركة صندل الجديدة، وكل من انكشف دعمه للتمرد سيتبرءون منه.
▪️اتفاق جوبا هو يهدف للاطاحة بابجيش السوداني وإزالته عن المشهد نهائياً بمسمى إنهاء دولة 56، وكل يعمل وفقاً للرؤية الكلية لسلام جوبا الذي تم بعيداً أعين المخابرات السودانية والصحافة.
▪️هذا السلام المشؤوم لم يتم إلا بعد إغتيال وزير الدفاع “جمال”، وبعدها حصل تماطل في تعيين وزير دفاع بديلاً له حتى انتهاء المفاوضات واحتفال القحاتة وحركات الكفاح بذلك، ثم السماح لهم بدخول العاصمة بكامل عتادهم وجيوشهم، وكان هذا السلام سبباً في تمدد حميدتي في العاصمة وإغلاق كل مداخلها بعدد 11 معسكر حول العاصمة و88 موقعاً داخل العاصمة كلها على مرمى حجر لأماكن تواجد خدمات الجيش وإداراته.
▪️أتوقع أن البرهان سيكرر ذات الخطأ مرة أخرى ويذهب بنفس الطريق الذي وضع السودان في هذه الأزمة، فالترضيات لن تصنع دولة بل ستزيد من وتيرة الانقسامات والتفرقة والشتات،، هذه الترضيات مارستها حكومة البشير منذ حرب الجنوب وتعاوني دولة الجنوب حتى الآن منها، كل فصيل يوقع سلام ويأخذ نصيبه وأكثر ثم يخرح منه فصيل آخر يتمرد لكي يأخذ وهكذا،،.
▪️إن حركة تحرير السودان الدارفور كانت حركة واحدة تضم جميع كيانات دارفور وطريقة الترضيات أصبحت أكثر من 110 حركات مسلحة، لو حسبنا فقط الحركات التي تقسمت بعد سلام جوبا ستجدونها أكثر من 10 حركات مسلحة كلها وليدة الانتقالية. إن كان البرهان في اجتماعه المرتقب يريد ان يرضي هذه الحركات ولم يتم دمجها فستكون هذه مصيبة كبرى والسودان سيكون موعود بحرب جديدة ربما تستمر قبل نهاية هذه الحرب.
أحمد جنداوي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يتعظ عسكر السودان من دروس التاريخ وتجارب الماضي؟
بقلم: إبراهيم سليمان
منذ اندلاع حركة التمرد المسلحة في حامية مدينة توريت عام 1955م، وحتى 15 أبريل 2023م لم يلفح الجيش السوداني، في كسب حرب واحدة على ما تطلق عليها الحركات المسلحة أو المتمردة، في أية بقعة من بقاع السودان الواسعة، ظلت القوات المسلحة السودانية، تكرر الفشل تلو الفشل في تحقيق حسم عسكري، تنهي المواجهات المسلحة، ولم يتعلموا شيئاً من دروس تاريخ الحروب الطويلة، ولم يتعظوا من نصائح الناصحين.
ورغم التفوق الذي كان يتمتع به الجيش السوداني، لوجستياً ومهنياً وسياسياً، على الحركات المسلحة، التي رفعت السلاح في وجه الدولة المركزية، فشل في تحقيق النصر الكاسح والقضاء عليها، قد نجحت في بعض الأحيان في تحجيم أنشطته بعض الحركات المسلحة لتعود أشد منعة، ورغم ذلك يصر الجيش السوداني على تكرار ذات النهج، في حربه الأخير ضد قوات الدعم السريع، التي أخرجت القيادة العامة للجيش السوداني من مقرها، واستولت على الغالبية العظمى من مؤسساتها بالعاصمة ومعظم الولايات، وظلت تلحق بها الهزائم تلو الأخرى في سابقة لم تحدث في تاريخ السودان.
بلا شك انهم يحسدون علي هذا الغباء، فقد رفضوا كافة الوساطات الوطنية والدولية الداعية إلى الجلوس للتفاوض لإنهاء الحرب، مضيعين فرصة قبول قوات الدعم السريع لهذه الدعوات على مضد ودون شروط، والجنوح للحلول السلمية، رغم أن كتائب الإسلاميين قد اعتدت عليها، وهي متفوقة ميدانياً وسياسياً، وقادرة على الحفاظ على التفوق.
هذا الغباء العسكري الملازم للجيش السوداني، ليس له تفسير سوى الغرور وجنون العظمة، والمكابرة الجوفاء، والسفه الوطني المشين، تسببوا في مقتل الملايين من أبناء الشعب السوداني، وأهدروا المليارات من الدولارات في نيران الحرب، ودمروا المئات من المنشآت الحيوية، طيلة حروبهم الممتدة بطول البلاد وعرضها، وهم يدركون في نهاية المطاف، لا خيار لهم سوى الجلوس للتفاوض، ليصبح الذين يطلقون عليهم الآن "شهداء حرب الكرامة"، فطائس، ويضيع البنى التحية للبلاد هدراً!!
هذا الغباء معطون في الجهل السياسي والعسكري، والجاهل عدو نفسه، ولما يمسك الجاهل بالسلاح، لا يتوقع منه سوى التهور والخراب، ويحتاج لمن يتمتع بالحكمة والصبر، لينزع عنه السلاح، قبل أن يلقي به في مهاوي الردى.
فيما يخص الحرب الدائرة الآن، لا شك أن الجيش السوداني، ومن ورائه الحركة الإسلامية المجرمة يأملون في تحقيق تقدم ميداني، واختراق سياسي، يضمن لهم مستقبلا سياسياً، ويوفر لهم الحصانة من المساءلة عن الفساد الشامل والإجرام المركب، متجاهلين أن كافة المعطيات ضدهم، لكن حقدهم الدفين على الشعب السوداني، يزين لهم، قتل الجميع وتدمير كل شيء قبل الانزواء في مذبلة التاريخ.
ناسين أنّ الله قد قيّض لهم بما كسبت أيديهم، من هي قادرة على كسر شوكتهم وإلى الأبد، وأن الشعب السودان، قد شهد على فسادهم وإفسادهم، وعلم علم اليقين نفاقهم وتجارتهم بالدين، وأنه يكرهم كراهية العمى، متجاهلين أن ثورة ديسمبر المجيدة لا تزال هامدة تحت رماد حربهم العبثية، وأن شباب الثورة "الراكب راسو" لم ولن ينسوا دماء رفاقهم الشهداء، وأنهم لهم بالمرصاد، ومتناسين أنهم منبوذون من العالم، وليس لهم صليح إقليمياً، فأنى لهم التناوش بعد الموت في أبريل 2019؟
ebraheemsu@gmail.com
//أقلم متّحدة ــ العدد ــ 174//