وزير الصحة السوداني يحذر من تفاقم الأوضاع في بلاده
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
كشف هيثم محمد إبراهيم، وزير الصحة السوداني، عن إحصائية أفادت أن الصراع المستمر في البلاد أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1500 مدني.
مع بداية موسم الأمطار، تتزايد المخاوف بشأن احتمال تفشي الأوبئة، ويتفاقم ذلك بسبب المشهد المثير للقلق للجثث المتناثرة في شوارع الخرطوم لفترة قاربت لأربعة أشهر
وأثرت الأزمة بشكل كبير على البنية التحتية للرعاية الصحية في السودان، مما جعل 80٪ من المرافق الصحية غير صالحة للعمل بسبب التفجيرات وعمليات الإجلاء القسري والنقص الحاد في الإمدادات الطبية.
وقال إبراهيم خلال مقابلة مع صحيفة "سودان تربيون"، إن وزارة الصحة سجلت رسميًا "1500 قتيل مدني وأكثر من 6000 جريح نتيجة الصراع".
وتوقع الوزير أن يتجاوز العدد الفعلي للضحايا الأرقام المعلنة رسميا، نظرا للظروف التي تمنع وصول العديد من الحالات إلى المستشفيات أو المشارح.
ولجأ المواطنون، بسبب الأزمة، إلى أساليب دفن غير تقليدية، لتوفير مثوى أخير للضحايا داخل المنازل وحتى في الشوارع العامة والميادين والأحياء.
وجعلت الأعمال العدائية المستمرة مغادرة المقابر أو الوصول إليها أمرًا غير عملي.
ودقت منظمات حقوق الإنسان ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن عدد القتلى الناجم عن الحرب في السودان قد يتجاوز ثلاثة آلاف، مع دفن العديد من المتوفين مباشرة، دون مرافق طبية.
ويعد ارتفاع عدد الضحايا بمثابة تذكير مؤثر بالحاجة الملحة لوقف إطلاق النار والمساعدات العالمية المنسقة للتخفيف من الأزمة الإنسانية والصحية المتصاعدة.
وأعرب الوزير عن مخاوفه من احتمال تفشي الأوبئة الناتجة عن انتشار الجثث في مختلف الولايات، خاصة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.
وشدد على العواقب الوخيمة لهذه الجثث التي تؤثر على مياه الأمطار، وسلط الضوء على قدرتها على إثارة العديد من الأوبئة.
وعقب زيارته لبعض الأحياء بولاية الخرطوم، لاحظ الوزير عدم وجود جثث في بعض الأحياء المكتظة بالسكان، لكنه نبه إلى أن هذه الملاحظة لا تلغي المخاطر الكامنة، مشددا على ضرورة البقاء في حالة يقظة.
وشدد الوزير على أهمية تجنب هذه المخاطر لمنع التداعيات البيئية في العديد من الولايات السودانية، مشيرًا إلى التهديدات البيئية الإضافية التي تتزامن مع بداية فصل الخريف.
وتشمل هذه التهديدات أمراض مثل الإسهال وانتشار البعوض الناقل للأمراض.
وفي جنوب كردفان، تم الإبلاغ عن حالات إسهال مائي، على الرغم من إمكانية العلاج السريع بسبب وفرة إمدادات الولاية من المحاليل الوريدية.
وفيما يتعلق بمرض الحصبة، كشف الوزير عن تسجيل أكثر من 3000 حالة إصابة في ثماني ولايات مختلفة، مما أدى إلى وفاة 58 شخصًا، وتأثرت ولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق بشكل خاص.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزير الصحة السوداني فيروس كورونا الأوبئة
إقرأ أيضاً:
الوزير صابري يدعو إلى "تحالف إفريقي من أجل التشغيل" محذرا من "غياب التأطير والتحفيز" للشباب
افتتح هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالتشغيل، الدورة الثالثة لأيام الهندسة الاقتصادية الإفريقية (JAIE) التي تحتضنها جامعة محمد الخامس بالرباط، مؤكداً على أن « الهندسة الاقتصادية لم تعد ترفاً أكاديمياً، بل أداة فعلية لتحقيق تنمية اجتماعية عادلة وشاملة في إفريقيا ».
وفي خطاب أمام ثلة من الوزراء السابقين، الأكاديميين، الباحثين، الطلبة والخبراء، شدد صابري على أن موضوع هذه الدورة، والذي يتمحور حول « تنمية الرأسمال البشري، الأنظمة الصحية والتكنولوجيات الجديدة »، يعكس بعمق التحديات التي تواجه القارة، لكنه يسلط الضوء أيضاً على الفرص الهائلة الكامنة فيها.
الشباب الإفريقي في صلب الرهانات
أبرز صابري أن إفريقيا اليوم تضم ما يقارب مليار ونصف نسمة، 30% منهم دون سن الثلاثين، وهو ما يُعد رصيداً ديمغرافياً هائلاً يمكنه إحداث نقلة نوعية إن تم تأطيره وتمكينه، محذراً في الوقت ذاته من أن « غياب التأطير والتحفيز قد يحول هذه الطاقة إلى خيبة أمل أو حتى غضب اجتماعي ».
وانطلاقاً من هذه المعطيات، أكد المتحدث أن المغرب، بتوجيهات من الملك محمد السادس، انخرط في مسار عميق لإعادة تأسيس سياساته الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تعميم الحماية الاجتماعية، وتحديث المنظومة الصحية، وخلق منظومة وطنية متكاملة للتشغيل تستجيب لطموحات الشباب المغربي.
الصحة مدخل للإنتاج والكرامة
في مقاربة جديدة لمفهوم التنمية، أشار صابري إلى أن الصحة « ليست فقط حقاً أساسياً، بل هي شرط للكرامة، وسند للإنتاجية، ومدخل رئيسي لولوج سوق الشغل »، مضيفاً أن الاستثمار في الصحة يعني الاستثمار في الانطلاق الفردي والجماعي نحو مستقبل أفضل.
مهن الغد تبدأ اليوم
وفي سعيه لاستشراف مهن المستقبل، كشف صابري أن وزارة التشغيل تعمل على تعزيز التكوين المهني والجامعي في تخصصات واعدة كالصحة الرقمية، الذكاء الاصطناعي الطبي، البيوتكنولوجيا، وتحليل المعطيات الصحية؛ وتشجيع ريادة الأعمال الصحية، خصوصاً عبر دعم الشركات الناشئة ذات الأثر الاجتماعي والمحتضنات الجهوية؛ زضمان عدالة ترابية في توزيع فرص الشغل الناتجة عن الابتكار، حتى لا تظل منحصرة في مراكز المدن الكبرى.
واستعرض المتحدث نماذج لمهن جديدة بدأت تفرض نفسها على الساحة، كمنسق التدخلات الطبية عن بُعد، محلل البيانات الصحية، مهندس نظم الدعم السريري الذكية، ومطور تطبيقات الصحة.
من أجل تحالف إفريقي من أجل التشغيل
أكد صابري في ختام خطابه أن التحول الاقتصادي الذي تصبو إليه القارة الإفريقية « لن يتحقق إلا بالتعاون، وتكامل السياسات العمومية، وتقاطع المعارف والموارد »، مشدداً على أهمية دور اللقاءات العلمية مثل JAIE في بلورة « تحالف إفريقي حقيقي من أجل التشغيل ».
واستحضر بهذه المناسبة مقتطفاً من خطاب الملك محمد السادس في أبيدجان بتاريخ 29 فبراير 2016، حين قال: « على إفريقيا أن تثق في إفريقيا »، داعياً الجميع إلى المراهنة على القدرات الذاتية للقارة، وعلى شبابها، وعلى تكاملها جنوب-جنوب.
وبنبرة تفاؤل، ختم صابري كلمته بالقول: « الاستثمار في التشغيل، هو استثمار في السلام، في الاستقرار، في الكرامة، وفي المستقبل ».
كلمات دلالية إفريقيا المغرب تحالف تشغيل حكومة شغل صابري