طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات السعودية بإلغاء حكم الإعدام ضد المدرس المتقاعد محمد بن ناصر الغامدي، البالغ من العمر 54 عاما، الذي أدين لمجرد ممارسته نشاطه السلمي على الإنترنت باستخدام تطبيقَي تويتر ويوتيوب والإفراج الفوري عنه، بحسب بيان المنظمة.

وقالت المنظمة إن شقيق الغامدي أبلغها، أن قوى الأمن السعودية أعتقلت شقيقه محمد في 11 حزيران/يونيو 2022, عندما كان برفقة زوجته وأطفاله أمام منزلهم في حي النوارية في مدينة مكة.

 



وأوضح سعيد الغامدي، أن شقيقه محمد احتجز في حبس انفرادي بسجن ذهبان قرب مدينة جدة لأربعة أشهر، حيث لم يسمح له خلالها بالاتصال بعائلته أو الحصول على محام طوال تلك الفترة. 

يدوره قال مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، فيليب لوثر،  إن "السلطات السعودية أنفقت مليارات الدولارات لتلميع صورتها، ولكن لا يمكن لأي مبلغ من المال تغطية مدى القمع التي انحدرت إليه البلاد". 

وأضاف، "أن حكم الإعدام الصادر بحق محمد بن ناصر الغامدي، لمجرد التعبير عن آرائه على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الذي يملك 10 متابعين فقط على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مثير للسخرية. 

وأوضح لوثر، أن الحكم يأتي في سياق تصعيد ملحوظ في حملة القمع التي تشنها المملكة على أي شكل من أشكال المعارضة.

وأكد لوثر، أن من المستحيل التصديق بأن السلطات السعودية مهتمة حقا بالإصلاح في الوقت الذي تواصل فيه إعدام الأشخاص في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك إعدام الأحداث الجانحين والأشخاص المدانين بعد محاكمات صورية لمجرد معارضتهم الحكومة. 

وبحسب المنظمة، فقد أدين الغامدي بموجب قانون مكافحة الإرهاب السعودي. حيث شملت لائحة التهم“خلع البيعة لولاة الأمر وتأييد فكر وكيان إرهابي واستخدام حساباته على تويتر ويوتيوب لمتابعة وتأييد الأفراد الذين يسعون إلى زعزعة النظام العام بالإضافة إلى التعاطف مع موقوفين في قضايا إرهابية”.

وذكرت العفو الدولية، أن لائحة الاتهام استشهدت بعدة تغريدات للغامدي انتقد فيها الملك وولي العهد والسياسة الخارجية السعودية، ودعا إلى الإفراج عن رجال الدين المحتجزين، كما احتج على زيادة الأسعار. 

ويعتقد الدكتور سعيد الغامدي شقيق المعتقل، وهو باحث إسلامي ومعارض سعودي يعيش في بريطانيا شقيق المعتقل أن حكم الإعدام الصادر بحق شقيقه كان انتقاما منه بسبب نشاطاته.

وذكر سعيد الغامدي أن السلطات السعودية طالبته عدة مرات بالعودة إلى البلاد، لكنه رفض ذلك، معتبرا أن الحكم ضد شقيقه كان انتقاما منه، كون التهم الموجهة لمحمد الغامدي لا تستدعي هذه العقوبة القاسية.
 



وأضاف، أن المحققين سألوا محمد الغامدي أثناء الاستجواب عن آرائه السياسية ورأيه بمواطنين سعوديين محتجزين، بمن فيهم رجال الدين سلمان العودة وعوض القرني، الذين اعتقلا عام 2017 ويواجهان عقوبة الإعدام بسبب آرائهما السياسية.

وقالت المنظمة إن "يتعين على السلطات السعودية إلغاء عقوبة الإعدام في جميع الحالات من دون استثناء بغض النظر عن طبيعة الجريمة أو خصائص الجاني أو الطريقة التي تستخدمها الدولة لإعدام السجين".

بدوره ذكر المسؤول في المنظمة فيليب لوثر، إن عقوبة الإعدام تشكل انتهاكا للحق في الحياة وهي أقصى أشكال العقوبة القاسية واللاإنسانية والمهينة.

وبحسب لوثر، فقد كان الحكم على محمد بن ناصر الغامدي، "عقوبة انتقامية مصممة ليس فقط لاستهدافه، بل أيضًا لتكون بمثابة انتقام من أفعال فرد آخر على الأقل من أفراد الأسرة كان أكثر صراحة من الناحية السياسية”.

وأكدت "العفو الدولية" أنه خلال العامين الماضيين، تصاعد حملة القمع في السعودية ضد الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم. 

ووثقت المنظمة قضايا 15 شخصا حكم عليهم في 2022 بالسجن بين 10 أعوام و45 عاما لمجرد ممارستهم أنشطة سلمية على الإنترنت، بما في ذلك فترة عقوبة يُعتقد أنها الفترة الأطول التي صدرت بحق امرأة سعودية بسبب تعبيرها عن رأيها على مواقع التواصل الاجتماعي.

واستخدمت المحكمة الجزائية المتخصصة مواد قانونية مبهمة بموجب قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية والإرهاب تساوي بين التعبير السلمي والأنشطة عبر الإنترنت من جهة و”الإرهاب” من جهة أخرى لمقاضاة هؤلاء الأفراد. 

وأشارت المنظمة إلى أن السعودية تعد إحدى أكثر الدول تنفيذا لعقوبة الإعدام في العالم. حيث أعدمت الرياض خلال عام 2022 وحده، 196 شخصا، وهو أعلى عدد من عمليات الإعدام السنوية التي سجلتها منظمة العفو الدولية في البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية. 

وذكرت أن هذه الحصيلة أعلى بثلاث مرات من من حصيلة عمليات الإعدام التي نفذت عام 2021 وأعلى سبع مرات على الأقل من تلك التي نُفّذت في 2020.

وتعارض منظمة العفو الدولية عقوبة الإعدام في جميع الحالات من دون استثناء بغض النظر عن طبيعة الجريمة أو ظروفها؛ أو الشعور بالذنب أو البراءة أو الخصائص الأخرى للفرد؛ أو الطريقة التي تستخدمها الدولة في تنفيذ عملية الإعدام. 

ولفتت المنطمة إلى أن 112 دولة ألغت عقوبة الإعدام في القانون أو الممارسة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السعودية الإعدام القمع السعودية إعدام قمع معارضين ابن سلمان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات السعودیة عقوبة الإعدام فی العفو الدولیة

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية تدعو للتحقيق في ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب في غزة

طالبت منظمة "العفو الدولية" بفتح تحقيق دولي بحقّ الجيش الإسرائيلي بشبهة ارتكابه "جرائم حرب" في قطاع غزة بسبب تدميره "دون مبرّر" أحياء بأكملها على طول حدود القطاع الفلسطيني مع إسرائيل من أجل إنشاء منطقة عازلة.

وقالت المنظمة الحقوقية غير الحكومية في تقرير لها اليوم الخميس إنّه بين  أكتوبر 2023 وماي 2024 وعلى طول الخط الحدودي بين القطاع وإسرائيل وبعرض يتراوح بين 1 و1.8 كيلومتر، تعرّض على ما يبدو أكثر من 90% من المباني "للتدمير أو لأضرار جسيمة" و59% من المحاصيل الزراعية للتلف.

وتغطي الأضرار ما مجموعه 58 كيلومتراً مربّعاً، أي ما يقرب من 16% من مساحة قطاع غزة، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه وكالة فرانس برس.

وقالت "العفو الدولية": إنّه في المناطق الأربع التي أجرت فيها تحقيقاتها "تمّ هدم مبان عمدا وبشكل منهجي" بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها وخارج أي قتال مع حماس.

ونقل التقرير عن إريكا غيفارا روس، المديرة العامة لمنظمة العفو الدولية، قولها "إن حملة التدمير المستمرة بلا هوادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة ترقى إلى جريمة التدمير غير المبرر، حيث أظهرت أبحاثنا مسحَ القوات الإسرائيلية المباني السكنية من الوجود وإرغام الآلاف من العائلات على الرحيل من منازلها وجعل الأراضي غير صالحة للسكن".

وأضافت: "يظهر تحليلنا نمطًا مطردًا على طول الحدود الشرقية لغزة يتّسق مع التدمير الممنهج لمنطقة بأكملها، إذ إن الدمار الذي حل بهذه المنازل لم يكن نتيجة لقتال شرس؛ وإنما جراء تعمد الجيش الإسرائيلي تدمير الأرض بالكامل بعد بسط سيطرته على المنطقة".

وأكدت أنّ "إنشاء (منطقة عازلة) "لا يمكن أن يبرّر حجم هذا التدمير الشامل والمنهجي" الذي "ينبغي بالتالي أن يكون موضوع تحقيق بشبهة ارتكاب جريمة حرب".

وأضافت: "إن الهدم العقابي للممتلكات المدنية، لا لشيء سوى أن الجماعات المسلحة قد استخدمتها، هو فعل محظور باعتباره شكلًا من أشكال العقاب الجماعي".

وأكدت منظمة العفو الدولية أنها أرست أسئلة حول هذا الموضوع إلى السلطات الإسرائيلية في مطلع  تموز / يوليو، لكنها لم تحصل على أي ردّ بعد مرور شهرين.

وفي شهر آب ـ أغسطس، قالت الأمم المتحدة بدورها إنّ تقديراتها تشير إلى أنّ حوالي ثلثي المباني في غزة قدّ تضرّرت أو دمّرت بالكامل منذ السابع من أكتوبر.

The Israeli military’s campaign to significantly expand a “buffer zone” along the eastern perimeter of #Gaza should be investigated as the war crimes of wanton destruction and collective punishment.

Read @Amnesty’s new investigation here: https://t.co/RNB6e6hpWj pic.twitter.com/5U71BCd65p

— Amnesty International (@amnesty) September 5, 2024

ومنذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

إقرأ أيضا: أسير محرر يروي شهادته عن جرائم الاحتلال بحق الأسرى قبل وبعد 7 أكتوبر

مقالات مشابهة

  • 10 سبتمبر.. الحكم في طلب رد هيئة محاكمة مضيفة طيران متهمة بقتل ابنتها
  • هل تبدل الرأفة عقوبة الإعدام للسجن.. اعرف التفاصيل
  • المنظمة الدولية للهجرة تطلق نداءالمتضررين من الفيضانات باليمن
  • منظمات حقوقية ومدنية عالمية تدعو السعودية للإفراج عن جميع المحتجزين تعسفيا
  • العفو الدولية تدعو للتحقيق بجرائم حرب صهيونية بقطاع غزة
  • "العفو الدولية" تدعو للتحقيق بجرائم حرب إسرائيلية بقطاع غزة
  • العفو الدولية تطالب بتحقيق دولي في جرائم حرب إسرائيلية بغزة
  • العفو الدولية تدعو للتحقيق في ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب في غزة
  • العفو قاتلة كويتية قبل لحظات من تنفيذ حكم إعدامها
  • العفو الدولية تتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وتطالب بتحقيق دولي