سودانايل:
2025-02-23@18:26:26 GMT

الأغنية تدخل إلى الشماتة والعبودية

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

ahmadalkhamisi2012@gmail.com

ظلت الأغنية المصرية منذ نشأتها محكومة بالتيار العاطفي الذاتي، والوطني العام، لكن ذلك لم يمنع الظهور القوي لتيار آخر يغازل بكل الطرق غرائز المستمع الجنسية بحثا عن الرواج السريع، وفي ذلك السياق لم تخل حتى أغنيات أم كلثوم في بداية حياتها من طقطوقة عام 1926 تقول فيها: " الخلاعة والدلاعة مذهبي.

. من زمان أهوى صفاها والنبي"، وسبقت ذلك الست نعيمة المصرية في أغنيتها : " هات القزازة واقعد لاعبني.. دي المزة طازة والحال عاجبني"، وأغنيات نعيمة المصرية من نوع :" ما تخافش عليا أنا واحده سيجوريا.. في العشق واخده البكالوريا". كما غنت منيرة المهدية سلطانة الطرب : " بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة". ولم يخل تاريخ الأغنية قط من ذلك اللون الذي يغازل لدي المستمع الغريزة والمخدرات والخمور إما صراحة أو تلميحا ، هذا كله مفهوم بحكم أن الأغنية أكثر الأشكال الموسيقية انتشارا وربحية، في الظروف التي لم تنتشر فيها الأشكال الموسيقية الأخرى مثل الباليه والسيمفونية وقطع الموسيقا البحت. مفهوم إذن اتساع نطاق ما يسمى " تيار الأغاني الهابطة" وركائزه، لكن ليس مفهوما ولا بأي حال ما نسمعه الآن من التغني بالكراهية والشماتة والمذلة، فلم يسبق قط أن تغنى أحد بكلمات مغناة تقول: " اللي يزعلني حوت يبلعه داهية تولعه.. تتلم عليه الناس والدنيا وفين يوجعه.. وفي كل طريق تطلع له الحاجة اللي توقعه" ! ويسبح حتى مطرب معروف مثل راغب علامة في تيار الكراهية والشماته حين يغني:" اللي سابنا قفلنا بابنا.. واللي ما بيعرفش قيمتنا خد معاه الشر وراح" ! فهل يمكن لمثل هذه المشاعر السوداء أن تغدو مادة للفن وللتغني بها؟. ذلك يشبه الكتابة عن شخص بالغ البخل، ضن على ابنه بأموال العلاج، وعلى زوجته بنفقات الطعام، ثم فقد ذلك الشخص أمواله فجأة في حريق، وأصبح مطلوبا من الأديب أن يستدر العطف عليه، وهذا مستحيل، مهما بلغت عبقرية الأديب، لسبب بسيط أن الفن هنا يدافع عن قضية خاسرة، أي البخل، والدفاع عن الكراهية في الفن قضية خاسرة تسقط كل إبداع. الوجه الآخر للشماتة هو أغنيات المذلة من نوع : " اتعودت انك تهدمني.. وبتدمرني.. وتكسرني". وهما وجهان لعملة واحدة : الروح والعقل المشوه المريض. وما من حل إزاء تلك الأورام الغنائية إلا أن تبرز وتظهر وتعم النماذج التي تتغنى بالحب، وبالحياة، والأمل، وأن نعمل على نشر مراكز الموسيقا في المناطق الشعبية، والرجوع إلى حصص الموسيقا في المدارس، وأكشاك الموسيقا في الحدائق التي تبث روائع الموسيقا العربية، وتوسيع نطاق حضور الفنون في الجامعات، وفتح الأبواب أمام الشبان من الفنانين، وما من سبيل آخر لكسر شوكة ذلك التيار الذي يغترف ما يظنه تجديدا من بئر سوداء.
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

110 شاحنات مساعدات إغاثية متنوعة تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شرعت 110 شاحنات من المساعدات الإنسانية والإغاثية المتنوعة في الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة اليوم /الأحد/.


وصرح مصدر مسئول بميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء، بأن الشاحنات من بينها 10 شاحنات وقود ستدخل القطاع عقب تفتيشها عن طريق منفذي "كرم أبو سالم" و"العوجة البري" جنوب شرق قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • إعلامي عن محمد صلاح أمام السيتي: ايه اللي بيعملوا ده
  • اللي يتكلم عليا غلط مستحملوش.. نجم الأهلي السابق يكذب إكرامي
  • 110 شاحنات مساعدات إغاثية متنوعة تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة
  • اللي هيفوز هنقوله مبروك .. أحمد موسى عن مباراة القمة: أهم حاجة الروح الرياضية
  • الجرافات المصرية تدخل قطاع غزة لإزالة الأنقاض (صور)
  • تركي آل شيخ: كل اللي هيظهر في الاستوديو التحليلي لمباراة القمة أهلاوية
  • مسلسلا رمضان 2025.. Watch it تكشف عن الأغنية الدعائية لـ «ولاد الشمس» بالتعاون مع عصام صاصا | فيديو
  • «زامباهولا».. أكرم حسني يستعد لطرح الأغنية الدعائية لـ «الكابتن» بالتعاون مع شارموفرز
  • "أشياء جميلة".. الأغنية الرقمية الأكثر مبيعاً عالمياً لعام 2024
  • صبرت عليكم كتير .. بلاغ عاجل من خالد يوسف للنيابة والداخلية | إيه اللي حصل؟