سودانايل:
2024-11-07@13:31:34 GMT

الأغنية تدخل إلى الشماتة والعبودية

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

ahmadalkhamisi2012@gmail.com

ظلت الأغنية المصرية منذ نشأتها محكومة بالتيار العاطفي الذاتي، والوطني العام، لكن ذلك لم يمنع الظهور القوي لتيار آخر يغازل بكل الطرق غرائز المستمع الجنسية بحثا عن الرواج السريع، وفي ذلك السياق لم تخل حتى أغنيات أم كلثوم في بداية حياتها من طقطوقة عام 1926 تقول فيها: " الخلاعة والدلاعة مذهبي.

. من زمان أهوى صفاها والنبي"، وسبقت ذلك الست نعيمة المصرية في أغنيتها : " هات القزازة واقعد لاعبني.. دي المزة طازة والحال عاجبني"، وأغنيات نعيمة المصرية من نوع :" ما تخافش عليا أنا واحده سيجوريا.. في العشق واخده البكالوريا". كما غنت منيرة المهدية سلطانة الطرب : " بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة". ولم يخل تاريخ الأغنية قط من ذلك اللون الذي يغازل لدي المستمع الغريزة والمخدرات والخمور إما صراحة أو تلميحا ، هذا كله مفهوم بحكم أن الأغنية أكثر الأشكال الموسيقية انتشارا وربحية، في الظروف التي لم تنتشر فيها الأشكال الموسيقية الأخرى مثل الباليه والسيمفونية وقطع الموسيقا البحت. مفهوم إذن اتساع نطاق ما يسمى " تيار الأغاني الهابطة" وركائزه، لكن ليس مفهوما ولا بأي حال ما نسمعه الآن من التغني بالكراهية والشماتة والمذلة، فلم يسبق قط أن تغنى أحد بكلمات مغناة تقول: " اللي يزعلني حوت يبلعه داهية تولعه.. تتلم عليه الناس والدنيا وفين يوجعه.. وفي كل طريق تطلع له الحاجة اللي توقعه" ! ويسبح حتى مطرب معروف مثل راغب علامة في تيار الكراهية والشماته حين يغني:" اللي سابنا قفلنا بابنا.. واللي ما بيعرفش قيمتنا خد معاه الشر وراح" ! فهل يمكن لمثل هذه المشاعر السوداء أن تغدو مادة للفن وللتغني بها؟. ذلك يشبه الكتابة عن شخص بالغ البخل، ضن على ابنه بأموال العلاج، وعلى زوجته بنفقات الطعام، ثم فقد ذلك الشخص أمواله فجأة في حريق، وأصبح مطلوبا من الأديب أن يستدر العطف عليه، وهذا مستحيل، مهما بلغت عبقرية الأديب، لسبب بسيط أن الفن هنا يدافع عن قضية خاسرة، أي البخل، والدفاع عن الكراهية في الفن قضية خاسرة تسقط كل إبداع. الوجه الآخر للشماتة هو أغنيات المذلة من نوع : " اتعودت انك تهدمني.. وبتدمرني.. وتكسرني". وهما وجهان لعملة واحدة : الروح والعقل المشوه المريض. وما من حل إزاء تلك الأورام الغنائية إلا أن تبرز وتظهر وتعم النماذج التي تتغنى بالحب، وبالحياة، والأمل، وأن نعمل على نشر مراكز الموسيقا في المناطق الشعبية، والرجوع إلى حصص الموسيقا في المدارس، وأكشاك الموسيقا في الحدائق التي تبث روائع الموسيقا العربية، وتوسيع نطاق حضور الفنون في الجامعات، وفتح الأبواب أمام الشبان من الفنانين، وما من سبيل آخر لكسر شوكة ذلك التيار الذي يغترف ما يظنه تجديدا من بئر سوداء.
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إطلاق البوستر التشويقي لفيلم الهنا اللي أنا فيه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلقت الشركة المنتجة البوستر التشويقي لفيلم الهنا اللي أنا فيه بطولة كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني وياسمين رئيس، وذلك استعداداً لطرح الفيلم قريباً في السينمات.

ويظهر البوستر التشويقي أقدام بطلتي الفيلم تتوسطهما قدم مكسورة لبطل الفيلم، في إشارة لوجود صراع على رجل، حيث تدور أحداث الفيلم حول زوجة تعيش حياة زوجية طبيعية لكن تكتشف سر خطير يجعلها تغيير حياة زوجها للأبد.

ويشارك في بطولة الفيلم حاتم صلاح، ومريم الجندي، والطفلة دالا حربي، تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج خالد مرعى. ومن إنتاج نيوسنشري، وأفلام مصر العالمية، وفيلم سكوير، وأوسكار فيلمز، وفيلمولوجي، وبداية فيلمز، توزيع داخلي دولار فيلم وتوزيع خارجي اورينت فيلمز

مقالات مشابهة

  • الورشة يناقش الأغنية الكوميدية من إسماعيل ياسين حتى اليوم
  • التحقيقات في واقعة مصـ.رع طفل الشرابية: سقط دون تدخل من أحد
  • شوف.. طرح الأغنية الدعائية لمسلسل "نقطة سوداء"
  • «شوف».. dmc تكشف عن الأغنية الدعائية لمسلسل نقطة سوداء بطولة أحمد فهمي (فيديو)
  • الأغنية الدعائية لمسلسل نقطة سوده .. اعرف موعد العرض
  • واقعة صفع طالب داخل الجامعة بسبب التدخين تستدعي تدخل البرلمان
  • أنا اللي عملتك.. عصام عبدالفتاح يرد على جهاد جريشة بعد تصريحاته
  • كثير من الإبداع.. قليل من المنع.. السينما المصرية تاريخ حافل من الفن والبهجة.. نقاد ومخرجون: التيار الإخواني وراء محاولة إضعاف القوة الناعمة لخطورة تأثيرها
  • إطلاق البوستر التشويقي لفيلم الهنا اللي أنا فيه
  • نائب رئيس مجلس السيادة يجدد التزام الدولة بدعم مبادرات التصالح المجتمعي ومناهضة خطاب الكراهية