بحثت دراسة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد عام 2021 في الآثار الصحية للاستهلاك المنتظم للحوم، بما يتجاوز العلاقة الراسخة بين اللحوم الحمراء والمعالجة وسرطان الأمعاء،  يهدف هذا التحقيق إلى الكشف عن الروابط المحتملة بين استهلاك اللحوم ومختلف الحالات الصحية غير السرطانية التي تؤدي عادة إلى دخول المستشفى في المملكة المتحدة.

وحللت الدراسة، التي نشرت في مجلة BMC Medicine، السجلات الصحية لما يقرب من 475 ألف فرد في منتصف العمر في بريطانيا على مدى 8 سنوات. 

وكشفت النتائج عن اتجاه مثير للقلق: الأفراد الذين تناولوا اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والدواجن (مثل الدجاج والديك الرومي) ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع واجهوا خطرًا متزايدًا للإصابة بتسعة أمراض مختلفة.

تحذير عاجل.. تجنب استخدام هذا النوع من شفاطات المشروبات أضرار القهوة على الحامل.. احذري تناولها

ومن أبرز الاكتشافات العلاقة بين استهلاك اللحوم وأمراض القلب، تناول اللحوم الحمراء والمعالجة غير المصنعة بانتظام يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 15%، ويعزى هذا الارتفاع في المخاطر إلى الأحماض الدهنية المشبعة الموجودة في هذه اللحوم، والتي يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول "الضار" وتساهم في مشاكل القلب، كما سلطت الدراسة الضوء على العلاقة بين استهلاك اللحوم ومرض السكري، وكشفت أن الاستهلاك اليومي للحوم الحمراء والمصنعة يزيد من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 30%، في حين ارتبط استهلاك الدواجن بارتفاع خطر الإصابة بالسكري بنسبة 14%. بالإضافة إلى ذلك، ارتبط استهلاك الدواجن بزيادة خطر الإصابة بمرض الجزر المعدي المريئي والتهاب المعدة بنسبة 17%.

ومن المثير للاهتمام أن البحث سلط الضوء على أن هذه المخاطر الصحية كانت سائدة في المقام الأول بين آكلي اللحوم الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. ومع ذلك، يبدو أن العديد من هذه المخاطر تتضاءل عند حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) للمشاركين، يبدو أن الاختلافات في مؤشر كتلة الجسم مسؤولة عن جزء كبير من المخاطر الصحية المتزايدة المرتبطة باستهلاك اللحوم.

ومن المهم ملاحظة أنه في حين تثير هذه الدراسة مخاوف بشأن المخاطر الصحية للاستهلاك المنتظم للحوم، يؤكد الخبراء على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن، يمكن أن تكون اللحوم بالفعل جزءًا من نظام غذائي صحي، لكن الاعتدال هو المفتاح،  توصي هيئة الصحة العامة في إنجلترا بالحد من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة إلى 70 جرامًا يوميًا، وينصح الخبراء بالتركيز على نظام غذائي متنوع غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات مع تقليل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والملح والسكر.

ومع ذلك، فإن هذه الدراسة لها حدودها، يمكن أن تكون استبيانات تكرار الطعام المستخدمة لتقييم النظام الغذائي ذاتية وتختلف بين الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، افتقرت الدراسة إلى بيانات حول طرق تحضير اللحوم، مثل القطع الخالية من الدهون أو الدهنية والشوي أو القلي، ومن المثير للاهتمام أن البحث وجد أن تناول اللحوم الحمراء والدواجن ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن هذه الدراسة ركزت في المقام الأول على البالغين البيض في منتصف العمر في المملكة المتحدة (متوسط ​​العمر 55 عامًا)، وقصر نطاقها على مجموعات سكانية أخرى تتمتع بخصائص صحية ونمط حياة وخصائص وراثية مميزة.

وإذا كنت تفكر في تقليل استهلاك اللحوم لتجنب المخاطر الصحية المحتملة، فمن المستحسن دمج المصادر النباتية للعناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والزنك وفيتامين ب 12.

المصدر: timesofindia.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: للحوم اللحوم اللحوم الحمراء الدواجن اللحوم الحمراء المخاطر الصحیة تناول اللحوم خطر الإصابة

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة تكشف خرافة العصائر الصحية

في خضم ما شهدته السنوات الأخيرة من ترويج للعصير كطريقة لتناول الفاكهة والخضروات، وتسويق الأنظمة الغذائية التي تعتمد على العصير فقط، بدعوى تحسين الصحة وإنقاص الوزن وتنظيف الجهاز الهضمي من السموم.

حذرت دراسة نشرت بمجلة "نيوترنتس" أواخر يناير/كانون الثاني الماضي من أن "خلو العصير من معظم الألياف غير القابلة للذوبان، قد يقلل من الفوائد الصحية للفواكه والخضروات الكاملة، ويؤدي أيضا إلى تحولات سلبية في بكتيريا الأمعاء والفم المرتبطة بالالتهاب، ويؤثر على التمثيل الغذائي والمناعة والصحة العقلية" وأن الاقتصار على شرب العصائر لتنظيف الجسم من السموم "قد يضر بالصحة في غضون 3 أيام".

ومع أن عصر الفواكه والخضروات يُعد طريقة شائعة ومريحة للحصول على العناصر الغذائية، لكن الخبراء يقولون إن "العصير لا يكفي أن يكون بديلا عن نظام غذائي متوازن" وخصوصا بعد أن جاءت هذه الأبحاث الجديدة لتكشف أن "العصير قد لا يستحق العصر"، على حد قول سارة غارون، اختصاصية التغذية المعتمدة والكاتبة المتخصصة في مجال الصحة والعافية لموقع "هيلث"، موضحة أنه "حتى قبل نشر هذه الدراسة، حذر العديد من الخبراء من أن سمعة العصير كوسيلة لإزالة السموم أو إنقاص الوزن تفوق فوائده الصحية الفعلية".

إعلان عواقب التضحية بالألياف

وفقا لشبكة "وايومنغ نيوز" الأميركية، شملت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة نورث ويسترن في إلينوي، 3 مجموعات من البالغين الأصحاء، تناولت إحداها "العصير فقط"، وتناولت الثانية "العصير مع الأطعمة الكاملة"، أما المجموعة الثالثة فتناولت "أطعمة نباتية كاملة فقط".

ووجد فريق البحث أن المجموعة الأولى، التي تناولت العصير فقط، أظهرت أكبر زيادة في بكتيريا الأمعاء المرتبطة بالالتهاب، بينما شهدت المجموعة الأخيرة التي تناولت "الأطعمة النباتية الكاملة" تغييرات ميكروبية أكثر صحة. أما المجموعة الوسطى التي تناولت "العصير بالإضافة إلى الطعام"، فقد أظهرت بعض التحولات البكتيرية، ولكنها كانت أقل حدة من المجموعة التي تناولت العصير فقط.

وقال الباحثون إن نتائجهم تشير إلى أن "العصير بدون ألياف قد يعطل الميكروبيوم أو البكتيريا المفيدة، مما يؤدي إلى عواقب صحية طويلة الأمد".

تناول العصائر قد يؤدي إلى اختلال التوازن الميكروبي الذي يسبب عواقب سلبية من قبيل الالتهاب في صحة الأمعاء (غيتي) تأثير العصير على الأطفال

قالت الدكتورة ميليندا رينغ، الأستاذة في كلية الطب بجامعة نورث ويسترن، والمشرفة الرئيسية على الدراسة، "يعتقد معظم الناس أن العصير هو تطهير صحي لسموم الجسم، لكن تناوله بكميات كبيرة مع القليل من الألياف، يمكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن الميكروبي الذي يسبب عواقب سلبية من قبيل الالتهاب وتضرر صحة الأمعاء".

وأوضحت أن "العصير يزيل الكثير من الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات الكاملة، والتي تغذي البكتيريا المفيدة التي تنتج مركبات مضادة للالتهابات". وأضافت أن "المحتوى العالي من السكر في العصير يغذي البكتيريا الضارة المحبة للسكر بشكل أكبر، مما يؤثر سلبا على الأمعاء وميكروبات اللعاب".

ووجد فريق البحث أن ميكروبيوم الفم أيضا أظهر تغييرات "دراماتيكية" أثناء اتباع نظام غذائي يعتمد على العصير فقط، تمثلت في "انخفاض البكتيريا المفيدة، وزيادة المجموعة البكتيرية المرتبطة بالالتهاب". وقالت رينغ إن "هذا يُظهر بوضوح مدى سرعة تأثير العصير والأنظمة الغذائية الخالية من الألياف على الميكروبيوم ومجموعات البكتيريا المرتبطة بالصحة، وخاصة عند الأطفال، الذين غالبا ما يستهلكون العصير كبديل للفاكهة".

إعلان

وأوصت من يحبون العصير، بالتأكد من "الحفاظ على الألياف سليمة، أو تناول العصائر مع الأطعمة الكاملة لموازنة التأثير على ميكروبيوم الفم والأمعاء".

 النتائج الخمس للإفراط في العصير

"في حين يبدو الاعتماد على العصير الأمر مفيدا من الناحية النظرية، بالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في تناول ما يكفي من الفواكه والخضروات"، كما تقول أماندا بيفر، اختصاصية التغذية الصحية في "هيوستن ميثوديست"، لكنها توضح أن عصر الفاكهة والخضروات قد يتسبب في الآتي:

خسارة عناصر غذائية حيوية للصحة، ويجعلها تخلو تماما تقريبا من البروتين والدهون الصحية وبعض الفيتامينات مثل فيتامين بي 12.

نزع الألياف، التي تُعد مهمة "لتغذية" البكتيريا الصحية في أمعائنا، ومساعدتنا على الشعور بالشبع، ومنع ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة كبيرة، ومنع الإمساك.

فبحسب إيمي موير، اختصاصية التغذية في جامعة كارولينا الشمالية، فإن "العصير يمكن أن يؤدي إلى فقدان حوالي 90% من الألياف، وفي الوقت نفسه يزيد بشكل فعال من نسبة السكر والكربوهيدرات".

آثار جانبية غير مرغوب فيها، حيث يمكن أن يؤدي المحتوى المنخفض من السعرات الحرارية في معظم العصائر إلى الإرهاق والصداع والرغبة الشديدة في تناول الطعام والدوخة.

تأثر العضلات والعظام، فنظرا لاحتواء العصير على كمية أقل من البروتين، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان قوة العضلات والعظام.

عبء على الكلى، حيث تحذر بيفر أولئك الذين يعانون من مشاكل في الكلى من "الإفراط في العصير"، لاحتواء بعض العصائر على الكثير من أملاح الأكسالات المُسببة لحصوات الكلى.

الإكثار من العصائر قد يؤدي إلى خسارة بعض الوزن على المدى القصير لكن هذا لا يعني أنه طريقة صحية لإنقاص الوزن (غيتي) أكذوبة إنقاص الوزن

قد يؤدي الإكثار من العصائر إلى خسارة بعض الوزن على المدى القصير، "لكن هذا لا يعني أنه طريقة صحية لإنقاص الوزن، كما أنه نقص لا يدوم"، كما تقول بيفر، موضحة أن فقدان الوزن الذي قد نراه لا يعني أن أي دهون قد فقدت، "لكنه يرجع غالبا إلى نقص الطعام في الجهاز الهضمي، وفقدان العضلات بسبب اعتماد الجسم على العصير".

إعلان

والأغرب من ذلك أن فقدان العضلات يُبطئ عملية التمثيل الغذائي، مما قد يساهم في زيادة الوزن بمجرد أن نبدأ في تناول الطعام العادي مرة أخرى "مع احتمالية المعاناة من سلبيات التمثيل الغذائي البطيء وتأثر قوة العظام".

استمتع بالفواكه والخضروات كاملة

قد يكون العصير وسيلة جيدة للبقاء رطبا والحصول على بعض الفيتامينات والمعادن، لكن اختصاصية التغذية ليزا فروشتينغت تؤكد أن دمجه ضمن الكثير من الألياف والعناصر الغذائية الأخرى طوال اليوم، هو الخيار الأفضل، وتُرجع شعبية العصير "للتأثر بشكل كبير، بالمشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي والأصدقاء والعائلة".

كما توصي بيفر "بتناول الفواكه أو الخضروات كاملة مع مصدر للبروتين مثل الزبادي اليوناني أو الحليب، بدلا من عصرها"، باعتبارها الطريقة الأفضل للحصول على الفوائد المحتملة للعصير، بالإضافة إلى الألياف الطبيعية، والشعور بالشبع لفترة أطول بعد تناول الوجبة.

وتؤكد أنه "على الرغم من أن العصائر بحد ذاتها قد تكون صحية، لكنها ليست متوازنة من الناحية الغذائية ولا ينبغي استخدامها كبدائل للوجبات"، والأفضل أن تستمتع بالفواكه والخضروات الكاملة كجزء من وجباتك ووجباتك الخفيفة.

مقالات مشابهة

  • تناوله على الإفطار يوميا: اكتشاف طعام يقيك من سرطان القولون
  • دراسة.. الشبع يحفز العقل على تناول الحلويات
  • لماذا يجب عليك تناول البرتقال يوميا؟
  • مؤثرة شهيرة تفجر مفاجأة.. أنجبت الابن الـ13 لإيلون ماسك
  • 4 فوائد أساسية.. لماذا يجب عليك تناول البرتقال يوميا؟
  • أخصائية تكشف عن الأشخاص الذين لا ينبغي عليهم تناول البوظة “الايسكريم “
  • دراسة حديثة تكشف خرافة العصائر الصحية
  • تطهير الجسم بالعصائر.. دراسة جديدة تكشف المخاطر الصحية
  • "زراعة الأرز" بين توسع الإنتاج والتوازن في استهلاك المياه.. وزير الري يقرر تحديد 724 ألف فدان لموسم 2025.. دراسة: مصر تحولت من دولة مصدرة إلى مستوردة بسبب تقليص المساحة
  • الكبدة بـ300 جنيه.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة 14 فبراير 2025