16 قتيلا غالبيتهم من الزوار الإيرانيين في حادث سير في العراق
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
قتل 16 شخصا غالبيتهم من الزوار الإيرانيين في حادث سير وقع ليل الجمعة السبت شمال بغداد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء العراقية.
ووقع الحادث بين مدينتي الدجيل وسامراء في صلاح الدين، وفق ما نقلت الوكالة عن المدير العام لدائرة الصحة في المحافظة خالد برهان.
وأشار إلى أن “حادث سير مروع على الطريق الرابط بين قضاء الدجيل وسامراء أدى إلى مصرع 16 زائرا وجرح 13 بحالات حرجة”، لافتا الى أن “أغلب المتوفين هم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ويحج ملايين الزوار الشيعة الى العراق لإحياء أربعينية الإمام الحسين التي تبلغ ذروة مراسمها هذا العام في السادس من أيلول/سبتمبر والسابع منه.
وتشهد مدينة كربلاء الواقعة في وسط العراق توافد ملايين الزوّار إليها سنوياً لإحياء مرور 40 يوماً على ذكرى واقعة الطفّ التي قُتل فيها ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة في العاشر من محرّم من عام 61 للهجرة (680 ميلادية).
وتصل نسبة كبيرة من الزوار سيرا الى مرقد الإمام في كربلاء جنوب بغداد، بينما يستخدم آخرون وسائل نقل برية لنقلهم من المعابر البرية أو الجوية.
ووفق أحدث أرقام وزارة الداخلية العراقية، دخل أكثر من 2,6 مليون زائر العراق عبر المنافذ البرية والمطارات لغرض زيارة الأربعين.
وقضى ما لا يقلّ عن 20 شخصاً، غالبيتهم زوّار إيرانيون، بحوادث سير وقعت في جنوب العراق يومي الإثنين والثلاثاء تزامناً مع توافد حشود الزوّار إلى مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الحسين.
وتشهد الطرق حوادث متكررة بسبب تهالك البنى التحتية في عموم العراق.
وأشار تقرير أعدته وزارة الصحة للعام 2022 الى تسجيل أكثر من 4.900 حالة وفاة جراء حوادث السير.
المصدر أ ف ب الوسومإيران العراقالمصدر: كويت نيوز
إقرأ أيضاً:
عن احتمالات اندلاع المعركة البرية المتعثرة ضد الحوثيين
منذ الخامس عشر من شهر آذار/ مارس الماضي، وهو اليوم الذي وجّه فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببدء عملية عسكرية جوية واسعة ضد جماعة الحوثي، والأنظار تتجه إلى التداعيات المحتملة لهذه العملية التي تشير التصريحات الأمريكية إلى أنها تأتي في إطار مهمة "تفكيك" جماعة الحوثي، والجميع تقريبا ينتظرون بدء عملية عسكرية برية قد تنهي تواجد الحوثيين في الحديدة والساحل الغربي وربما تحييدهم عسكريا وسياسيا على مستوى اليمن.
يصرح ترامب بأن بلاده ستوقف ضرباتها الجوية للحوثيين إذا توقفوا عن استهداف الملاحة الدولية، وهي تصريحات لا تتطابق تماما مع الأهداف الحقيقية للحملة الأمريكية التي تشكل تحولا جادا في الموقف الأمريكي؛ من دعم سياسي وعسكري مكشوف لجماعة الحوثي إلى استهدافهم وتفكيك كيانهم العسكري، وهو أمر سيفضي إلى واقع جيوسياسي جديد لا نضمن ما إذا كان سيندرج ضمن توجه لإعادة تمكين الدولة اليمينة أم إلى وضعها في خانة الاستهداف المريح لهذه الدولة من قبل المتربصين بها من الطامعين الإقليميين والدوليين.
تبدو السعودية في وضعية مريحة تقريبا، وليس لدي أدنى شك في أن الضربات الأمريكية التي تستهدف مواقع عسكرية حوثية على خطوط التماس مع القوات الحكومية؛ خصوصا في مأرب، تعكس التنسيق المفترض مع الجانب السعودي، وربما تهيئ لإنجاز العملية البرية المتعثرة منذ سنوات ضد الحوثيين
هالني ما سمعته من قائد يمني كبير في السلطة الشرعية، الذي تحدث عن عملية إنزال لأسلحة أمريكية لصالح الحوثيين في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، واستغربت أكثر أن هذه الجريمة السياسية العابرة للحدود، ظلت قيد التداول المحدود في السلطة الشرعية والمعنيين في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن حدثا كهذا مثل حينها رسالة قوية حول طبيعة الموقف الأيديولوجي الأمريكي تجاه الفاعلين في اليمن، والأهم؛ تجاه التدخل العسكري السعودي في اليمن.
حتى اللحظة لا يتوفر اليقين بشأن مصداقية التصريحات التي يأتي معظمها من مصادر أمريكية بشأن عملية برية عسكرية وشيكة في اليمن، من أبرز أهدافها السيطرة على مدينة الحديدة وعلى الموانئ والساحل الغربي لليمن الواقع تحت سيطرة الحوثيين، تتوازى مع تقدم عسكري باتجاه العاصمة صنعاء. وأنا هنا أتحدث عن سيطرة القوات الحكومية التي ستستفيد حتما من الدعم الأمريكي والإقليمي.
وبوسع المراقب أن يتوقع من إدارة ترامب حرصا على إنجاز هدف السيطرة على الحديدة، الذي أفشله ترامب نفسه في ولايته الأولى؛ عندما منع تحرير المدينة ومينائها، وحدد وزير دفاعه حينها الجنرال ماتيس؛ فترة زمنية مدتها شهر لإنجاز اتفاق بين الأطراف اليمنية لإدارة الوضع الناشئ في هذه المدينة اليمنية الساحلية المهمة، ما دفع الجميع إلى الذهاب إلى العاصمة السويدية، حيث عقدت محادثات تحت الهراوة الأمريكية، نتج عنها اتفاق ستوكهولم أو اتفاق الحديدة في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2018، انتهى بتمكين الحوثيين بشكل مطلق من السيطرة على ميناء الحديدة.
على مدى عشر سنوات حاربت السعودية ومعها شريك غير موثوق هو الإمارات في اليمن، تحت أنظار الولايات المتحدة وبالاستفادة من الدعم اللوجستي المقدم من واشنطن، وهو أمر متوقع من حليف لطالما استفاد من التخادم والإسناد الذي حصل عليه من دول الخليج في كل حروبه الصهيونية في منطقتنا.
لكن كما هو معروف تحولت الحرب السعودية في اليمن إلى مستنقع استراتيجي لم يصنعه الحوثيون وإيران وحدهم؛ بل صنعته الصراعات الإقليمية البينية، وعمقته أكثر النخبة السياسية المتصارعة والمنقسمة في واشنطن، والتي تحولت السعودية بسببها إلى هدف لمؤامرة متعددة الأبعاد قادها اليسار الديمقراطي الأمريكي، بلغت ذروتها بوصول الرئيس السابق جو بايدن إلى البيت الأبيض، والذي اتخذ سلسلة من الإجراءات المعززة للموقف العسكري والسياسي لجماعة الحوثي وإيران في الصراع المفتوح الدائر على الساحة اليمنية مع السعودية على وجه الخصوص.
ما كان تهديدا من المحتمل جدا أن يتحول إلى فرصة لإعادة الأمور إلى نصابها، عبر التمكين الحقيقي للسلطة الشرعية من القيام بدورها على أرضية وطنية صلبة وقوية، وأجندة سياسية منسجمة مع إرادة الشعب اليمني وتطلعاته
اليوم تبدو السعودية في وضعية مريحة تقريبا، وليس لدي أدنى شك في أن الضربات الأمريكية التي تستهدف مواقع عسكرية حوثية على خطوط التماس مع القوات الحكومية؛ خصوصا في مأرب، تعكس التنسيق المفترض مع الجانب السعودي، وربما تهيئ لإنجاز العملية البرية المتعثرة منذ سنوات ضد الحوثيين.
لكن يدهشني هذا الشلل الذي تعاني منه السلطة الشرعية، والذي من المؤسف أنه يمثل حصيلة سنوات من التهشيم المتعمد لهيكلها السلطوي، وإفراغه من مضمونه الوطني الجامع، وتحويله إلى تجمع فوضوي للقيادات المرتهنة أو المنفلتة، والمشاريع السياسية العبثية.
لقد شكلت حالة الضعف المستديمة للسلطة الشرعية، إلى جانب تهاوي البنيان الهش لتحالف دعم الشرعية، إحدى أهم مصادر التهديد للدولة اليمنية ومستقبلها، وتعززت هذه التهديدات بالدعم الأمريكي المفتوح لجماعة الحوثي. أما اليوم فإن ما كان تهديدا من المحتمل جدا أن يتحول إلى فرصة لإعادة الأمور إلى نصابها، عبر التمكين الحقيقي للسلطة الشرعية من القيام بدورها على أرضية وطنية صلبة وقوية، وأجندة سياسية منسجمة مع إرادة الشعب اليمني وتطلعاته.
إن السقوط الوشيك للمشروع الإيراني الطائفي في اليمن، سيقود حتما إلى سقوط الأطماع الإقليمية، لأنها تنتج أسبابا إضافية لنزاعات خطيرة بين الدول المتورطة في هذه الأطماع، أكثر مما تخلق توافقات على تقسيم اليمن وإضعافه. هذا إذا افترضنا أن أكثر من 35 مليون إنسان في اليمن سيقبلون باستمرار هذا العبث إلى ما لا نهاية.
x.com/yaseentamimi68