الفنان الفلسطيني سليم ضو عن تقديم شخصية محمد الفايد في The Crown: دور حياتي
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
من بداية بسيطة يشق طريقه إلى تكوين إمبراطورية ضخمة تحمل اسمه وتقدمه إلى العالم كرجل أعمال واقتصادي من طراز خاص، تطرق مسلسل «The Crown» خلال أحداثه شخصية الملياردير المصري الراحل محمد الفايد ورحلته التى خاضها من الإسكندرية حتى أصبح من أبرز رجال الأعمال في المملكة المتحدة، وذلك قبل رحيله مساء أمس عن عمر يناهز الـ94 عامًا.
«دور حياتي» هكذا وصف الفنان الفلسطيني سليم ضو تجسيد شخصية رجل الأعمال المصري محمد الفايد ضمن أحداث الجزء الخامس من مسلسل «The Crown» الذي تطرق إلى جزء من السيرة الذاتية للملياردير المصري ضمن سياق الأحداث التي ركزت بشكل أساسي على العائلة المالكة في بريطانيا.
وتحدث «ضو» عن رجل الأعمال الذي جسد شخصيته في حوار مع صحيفة «تليجراف» البريطانية، قائلا: «إنَّه أسطورة في الشرق الأوسط فهو ثري للغاية، ورجل أعمال كبير وناجح للغاية، لذا فإن التحدي المتمثل في لعب شخصيته كان هائلاً».
سليم ضو: محمد الفايد جاء من اللا شيء وأصبح كل شيءوتابع حديثه عن رجل الأعمال المصري، قائلًا: «أراد أن يكون على القمة طوال الوقت، بالنسبة لي هو الرجل الذي جاء من اللا شيء وأصبح كل شيء، ولكنها بالطبع لم تكن رحلة سهلة».
أدرك «ضو» أن تقديم شخصية حقيقة على الشاشة به مسؤولية إضافية لذلك قضى فترة طويلة في التعرف على تفاصيل الشخصية، قائلا: «بالطبع من المهم أن أحترم هذه المسؤولية، لكن الأمر مهم بشكل خاص عندما أقدم، كفلسطيني شخصًا عربيًا، وهو أيضًا أسطوري للغاية من المهم للجميع في العالم العربي أن أفهمه بشكل صحيح».
وأضاف: «هذا الرجل، لقد كان مكسورًا جدًا أن عندما فقد ابنه، ولكن لم يسبق لأحد أن رآه هكذا فهو أيضًا قوي جدًا، وهذا ما يميز هذه الشخصية فهو يستيقظ ويواصل حياته، أنا أحبه من كل قلبي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محمد الفايد مسلسل The Crown محمد الفاید
إقرأ أيضاً:
المنشاوي.. "القارئ الباكي" الذي نجا من محاولة اغتيال بالسم
يعد الشيخ محمد صديق المنشاوي واحداً من أعظم قراء القرآن الكريم في تاريخ العالم الإسلامي، حيث تميز بصوته الخاشع الباكي الذي أسر القلوب وأدخل السكينة على النفوس، وارتبط الجمهور بتلاواته العذبة، لا سيما خلال شهر رمضان.
النشأة في بيت القرآنوُلِدَ الشيخ محمد صديق المنشاوي في 20 يناير (كانون الثاني) 1920 بمدينة المنشاة بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، في أسرة قرآنية عريقة اشتهرت بتلاوة كتاب الله وحفظه. فقد كان والده، الشيخ صديق المنشاوي، وأجداده من قبله، من كبار قرّاء القرآن، وكذلك شقيقاه أحمد ومحمود صديق المنشاوي.
أتم الشيخ حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره، حيث بدأ رحلته مع الحفظ على يد الشيخ محمد النمكي، ثم انتقل إلى القاهرة لإتقان أحكام التلاوة والقراءات السبع والعشر الكبرى، على يد مشايخ مثل الشيخ محمد السعودي والشيخ أبو العلا محمد.
وبفضل صوته العذب ودقة أدائه، أصبح المنشاوي مدرسة قرآنية متفردة، أطلق عليها البعض "المدرسة المنشاوية".
التحاقه بالإذاعة المصريةبدأ الشيخ محمد صديق المنشاوي رحلته مع التلاوة الاحترافية في إحدى ليالي رمضان عام 1952، عندما اصطحبه والده إلى سهرة قرآنية في محافظة سوهاج، حيث تلا خواتيم سورة "المؤمنون" أمام حشد كبير من المستمعين. وبمجرد انتهائه، تدافع الحاضرون للثناء عليه، ليبدأ منذ تلك الليلة رحلة التألق والشهرة.
ولم يكن التحاق الشيخ المنشاوي بالإذاعة المصرية أمراً عادياً، بل كان نتيجة إصرار المسؤولين على ضمه، بعد أن رفض في البداية إجراء الاختبار، فبعدما وصل صوته إلى الإذاعة، أرسل المسؤولون إليه دعوة للانضمام، لكنه رفض الذهاب، فما كان من الإذاعة إلا أن انتقلت إليه بنفسها.
ففي إحدى الليالي، بينما كان يُحيي أمسية قرآنية في قرية بإسنا بمحافظة الأقصر، فوجئ الشيخ بمندوب الإذاعة يسجّل تلاوته مباشرة؛ وهكذا أصبح أول قارئ يتم اعتماده في الإذاعة دون أن يذهب إليها بنفسه.
عُرف الشيخ محمد صديق المنشاوي بكرامته وعزة نفسه، وهو ما ظهر بوضوح في واقعة رفضه التلاوة أمام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. فقد دعاه أحد الوزراء لحضور حفل رسمي، قائلًا له: "سيكون لك الشرف أن تقرأ القرآن أمام الرئيس عبدالناصر"، فما كان من الشيخ إلا أن رد بحزم: "ولماذا لا يكون الشرف لعبدالناصر أن يستمع إلى القرآن بصوت المنشاوي؟!".
ورفض الدعوة، معلقاً: "لقد أخطأ عبدالناصر حين أرسل إليّ أسوأ رسله".
محاولة اغتياله بالسم
لم يكن النجاح الذي حققه الشيخ محمد صديق المنشاوي خاليًاً من الحقد والغيرة، حتى وصل الأمر إلى محاولة التخلص منه بالسم، فبحسب ما رواه حفيده الشيخ علاء المنشاوي، فإن جدّه تعرض لمحاولة اغتيال في عام 1963، حين دعاه أحد الأشخاص إلى سهرة قرآنية، وبعد انتهائها، طلب منه المضيف تناول الطعام مع أهل بيته.
في البداية رفض، لكن بعد إلحاح وافق، وعندما همّ بتناول الطعام، اقترب منه الطباخ مرتعشاً، وهمس في أذنه: "يا شيخ محمد، لا تأكل هذا الطعام، فقد دُسّ لك السم فيه"، فتظاهر الشيخ بالإعياء، ورفض تناول الطعام بحجة عدم الشعور بالجوع، ثم انسحب من المكان.
ولم يكشف المنشاوي عن هوية من حاول اغتياله، لكنه أخبر عائلته أنه كان أحد قراء القرآن المشهورين.
سر لقب "القارئ الباكي"اكتسب محمد صديق المنشاوي لقب "القارئ الباكي" بسبب خشوعه العميق وتأثره الشديد بمعاني القرآن الكريم أثناء تلاوته، فقد كان صوته يحمل نبرة حزينة تخترق القلوب، وكأنه يبكي من خشية الله، مما جعل مستمعيه يشعرون بروحانية خاصة خلال تلاوته.
وكان الشيخ يقرأ القرآن بإحساس صادق ومعايشة كاملة للآيات، فتتجلى في صوته مشاعر التضرع والتذلل والخشية، حتى وصفه الشيخ محمد متولي الشعراوي قائلًا: "من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي.. إنه ورفاقه الأربعة (مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط عبد الصمد، والبنَّا، والحصري) يركبون مركباً، ويُبحرون في بحار القرآن الكريم، ولن تتوقف هذه المركب عن الإبحار حتى يرث الله الأرض ومن عليها".
ورغم رحيله المبكر عن عمر يناهز 49 عاماً في 20 يونيو 1969، ترك الشيخ محمد صديق المنشاوي إرثاً خالداً، حيث سجّل القرآن الكريم كاملًا مرتلًا ومجوّداً، إلى جانب العديد من التلاوات النادرة في دول مثل الكويت، سوريا، ليبيا، وفلسطين، حيث تلا القرآن في المسجد الأقصى أيضاً.