بعد "صيام طويل" عن المبادرات، منذ "سقوط" دعوتيه إلى الحوار بضربة "الثنائي المسيحي" القاضية، معطوفًا على تحوّله إلى "طرف" كما يقول بتبنّيه ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، عاد رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ممارسة الدور الذي أتقنه لسنوات طويلة، فأطلق "مبادرة جديدة" يتوخّى من خلالها إنهاء الفراغ، و"الاحتفال بانتخاب رئيس" خلال مهلة وجيزة.


 
استبق بري عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الشهر المقبل، أو لعلّه سعى إلى "ملاقاة" الرجل في منتصف الطريق، بعدما تعرّضت مهمّته للكثير من التصويب، وأفرِغت من مضمونها، حتى بات إعلان انتهاء "المبادرة الفرنسية" مسألة وقت لا أكثر بنظر كثيرين، لدرجة أنّ بعض القوى السياسية بدأت تستعدّ لمرحلة "ما بعد لودريان"، مع تكهّنات بدخول "وسطاء جدد" على الخطّ، لاستكمال ما بدأه الفرنسيّون، من زوايا أخرى.
 
لكنّ بري قرّر على ما يبدو محاولة "إنعاش" ما سُمّيت "فرصة أخيرة"، عبر دعوة ثالثة إلى الحوار، لكن مع "مدة صلاحية" محدودة، لا تتخطّى الأيام السبعة، على أن تعقبها "جلسات مفتوحة ومتتالية لانتخاب رئيس للجمهورية"، كما تطالب القوى المعارضة، فهل تتجاوب الأخيرة مع اقتراحه، وتكون "الثالثة ثابتة"، إن جاز التعبير ويلتئم الحوار أخيرًا؟ وهل تقع "صحوة الضمير" التي تحدّث عنها بري في خطابه، ويبدو أنّه "يراهن" عليها؟!
 
اقتراح "متوازن ومدوزَن"
 قد تكون أهمية "مبادرة" بري المستجدّة أنها تأتي بعد فترة طويلة من "الصيام" عن المبادرات، مع "فرملة" رئيس البرلمان لمساعيه وجهوده، لأكثر من سبب، بينها مواقف الطرفين المعنيَّيْن قبل غيرهما باستحقاق الرئاسة، أي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" اللذين يتحمّلان مسؤولية "إفشال" الحوار الذي دعا إليه بري منذ ما قبل اليوم الأول للشغور، إضافة إلى اعتبار بري أنّه أضحى "طرفًا"، وما عاد بمقدوره قيادة أيّ حوار.
 
هنا، يلفت العارفون إلى نقطتين "أساسيتين" يُبنى عليهما في مبادرة بري، فهو بدعوته إلى الحوار، لم يقل إنّه من سيقوده أو سيرعاه، بل اكتفى باستخدام تعبير "تعالوا لحوار"، أي بمنطق "الجماعة"، وهو على الأرجح، يبني في ذلك على المبادرة الفرنسية المُنتظَر استكمالها في شهر أيلول الذي حدّده الموفد الرئاسي الفرنسي للعودة، علمًا أنّ البعض يؤكد وجود "تكامل" بين الجانبين، في ظلّ "تنسيق" قائم بينهما على إطلاق الحوار قريبًا.
 
أما النقطة الثانية، فتكمن بحديث بري الصريح للمرّة الأولى عن "جلسات انتخابية مفتوحة ومتتالية"، ولعلّ هذا بالتحديد هو "بيت قصيد" حديثه، خصوصًا أنّ لودريان سبق أيضًا أن تحدّث عن الأمر، لكنه قوبل بتشكيك البعض بمضيّ بري و"حزب الله" بهذا الخيار، ومطالبة البعض الآخر بـ"ضمانات"، ليأتي كلام بري المستجدّ بمثابة "التعهّد" المطلوب في هذا الإطار، ما يعني أنّ الحوار لن يكون مفتوحًا، وبعده ستتحقّق رغبات المعارضين.
 
هل يتجاوب "الثنائي المسيحي"؟
 ومع أنّ مبادرة بري، المتكاملة مع المبادرة الفرنسية شكلاً ومضمونًا، بدت "متوازنة ومدوزَنة" إلى حدّ بعيد، فهو تمسّك بفكرة الحوار للتوافق والتفاهم، كما يطالب هو ومعه "حزب الله" وآخرون منذ اليوم الأول، عمد إلى تلبية مطالب، وربما "هواجس"، الطرف الآخر بتضمين اقتراحه "الجلسات المتتالية والمفتوحة"، إلا أنّ ذلك لم يَبدْ كافيًا لحسم "تجاوب" الأفرقاء، ولا سيما "الثنائي المسيحي"، الذي أشار إليه بري في خطابه، ولو من دون تسميته بالاسم.
 
بالنسبة إلى "التيار الوطني الحر"، يعتقد العارفون أنّ مقاربته ستكون "إيجابية"، على الرغم من موقف "السلبي" من رئيس البرلمان، فـ"التيار" الذي يتحاور أصلاً مع "حزب الله"، ويتجاوب من الأصل مع الحراك الفرنسي، يقول صراحةً إنّه "يرحّب" بأيّ حوار شرط أن يكون "بنّاءً وغير مفتوح"، لكنّ أوساطه تصرّ على أنّ الحوار إن تمّ، لا يجب أن يتمّ بقيادة بري، الذي لا يمتلك برأيها، مواصفات "الوسيط النزيه"، وهو ما جعل "التيار" يرفض مبادرتيه السابقتين.
 
لكنّ موقف "التيار" المَرِن يُقابَل حتى الآن، بآخر أكثر "تشدّدًا" من جانب "القوات اللبنانية"، التي تعتبر أوساطها أنّ "تعهّد" بري، إن صحّ الوصف، جاء "متأخّرًا جدًا"، وأشبه بـ"الابتزاز" في مكان ما، على طريقة "خذوا الجلسات المفتوحة وأعطونا الحوار". وفيما ترى هذه الأوساط أنّ الإصرار على الحوار بهذا الشكل "مريب" في مكانٍ ما، تصرّ على أنّ المطلوب "تطبيق الدستور"، ولا شيء سوى ذلك، وبالتالي الذهاب إلى الجلسات فورًا، وبلا أيّ "مقايضات".
 
تقول أوساط "القوات" إنّ الأمور اختلفت اليوم، وإنّ "جبهة طويلة عريضة" تعلن جهارًا أنّها ترفض الجلوس مع "حزب الله"، وأنّ انتخاب الرئيس يجب أن يحصل أولاً، ليأتي الحوار برعاية "فخامته" بعد ذلك. لكن ثمّة من يسأل في المقابل عن سبب هذا "الخوف" من الحوار، وهو الذي يناقض "الفرض" بمفهومه العريض، ولماذا رفضه إذا ما كان ضمن "خارطة طريق" ستقود حتمًا إلى انتخاب رئيس، إما بالتفاهم أو بالانتخاب إذا ما تعذّر الأول؟!

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس النواب: الحوار ممتد حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية

أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، امتداد المناقشات حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية، حتى تتضح جميع الآراء بشأن الإجراءات الجنائية، موجها حديثه للنواب: «هذا هو الحوار المجتمعي بمعناه الدستوري، لأنكم جميعا تمثلون الشعب المصري».

تشكيل لجنة فرعية لصياغة قانون الإجراءات القانونية

وأضاف «جبالي»، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، التي تشهد الآن استكمال مناقشة تقرير اللجنة التشريعية عن مشروع قانون الإجراءات الجنائية: «ستتاح الفرصة أمام الجميع بما في ذلك المواطنين للإدلاء برأيهم».

وأوضح أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ البرلمان المصري، أن تتشكل لجنة فرعية تمثل فيها الجهات كافة ذات الصلة، لصياعة قانون الإجراءات الجنائية.

رئيس مجلس النواب: سنستمع إلى الآراء كافة 

وأشار رئيس مجلس النواب، إلى أنه سيجري الاستماع إلى الآراء كافة، في مشروع قانون الإجراءات الجنائية، حتى الخروج بقانون متوازن.

وتابع رئيس مجلس النواب: «من يطلع على أحكام الدستور المصري، يفهم أن الجالسين الآن هم ممثلوا الشعب المصري، الحوار ممتد وأطمنئكم جميعا وأطمئن جميع المواطنين، أن الحوار والمناقشات وإبداء جميع الرؤى ممتدة لفترة، حتى تتضح جميع الآراء المتعلقة بمشروع القانون».

مقالات مشابهة

  • ما الذي فعله ترامب لـإسرائيل حتى يلقى ترحيبا حارا بإعادة انتخابه؟
  • ما الذي فعله ترامب لإسرائيل حتى يلقى ترحيبا حارا بإعادة انتخابه؟
  • البابا تواضروس الثانى يلقى عظته الاسبوعية من كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالظاهر
  • جنبلاط: المطلوب من إسرائيل تنفيذ 1701.. وهذا ما حدث بعد اغتيال نصر الله
  • مصدر من هيئة المحامين يكذب وهبي... هذا دليل رفضه التجاوب مع رسالة جمعية هيئات المحامين للحوار
  • رئيس الدولة يطمئن على صحة طارق محمد عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في مستشفى زايد العسكري
  • سعر الذهب اليوم في مصر .. عيار 21 يكسر التوقعات ويسجل رقمًا جديدًا
  • وهبي: لا أرفض الحوار مع المحامين ولكن رئيس جمعيتهم يضع شروطا على الدولة
  • رئيس مجلس النواب: الحوار ممتد حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • بصواريخ نوعيّة... ما الهدق الإسرائيليّ الذي قصفه حزب الله؟