الخليج الجديد:
2024-10-05@16:18:11 GMT

مصر تواجه مشكلات اقتصادية عدة.. هذه تداعياتها

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

مصر تواجه مشكلات اقتصادية عدة.. هذه تداعياتها

ماذا يعني أن دولة يبلغ عدد سكانها حوالي 113 مليون نسمة تقترب من الانهيار الاقتصادي؟، وعلى من يحمل المصريون مسؤولية الأزمة؟.

أسئلة عدة طرحها تقرير لموقع "سي إس مونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى أن اللوم يقع على عاتق الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي استولى على السلطة في ثورة مضادة عام 2013، ووعد بالاستقرار والازدهار، دون أن يحقق ذلك.

وسجلت مصر في يوليو/تموز، معدل تضخم سنوي قياسي بلغ 38.2%، بعد أن سجلت الرقم القياسي السابق (36.8%) في يونيو/حزيران، وذلك بعد أن شهد الجنيه المصري سقوطا حرا، فقد خلاله نحو 50% من قيمته مقابل الدولار، منذ مارس/آذار 2022.

كما تعاني مصر من نقص في العملة، مع استمرار ارتفاع تكلفة السلع المستوردة، وخاصة القمح.

ويرى التقرير أنه مع أن اللحوم والدواجن والبيض أصبحت الآن بعيدة عن متناول الأسرة المتوسطة، فإن الحكومة تشجع المواطنين على تناول أقدام الدجاج، والتي قد يكون من الصعب العثور عليها في بعض الأحيان بسبب الطلب.

وينوه أن البلد المثقل بالديون، وأكبر مقترض من صندوق النقد الدولي، أصبح على حافة التخلف عن السداد، حيث أن 40% من موازنة مصر تخدم ديونها.

اقرأ أيضاً

كابيتال إنتليجنس تخفض تصنيف ديون مصر طويلة الأجل.. لماذا؟

ويتعثر تسلم قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، وهو قرض تشتد الحاجة إليه، بسبب رفض الحكومة تنفيذ الإصلاحات.

وكذلك كان انسحاب روسيا من صفقة حبوب البحر الأسود الشهر الماضي، بمثابة ضربة أخرى لبلد حصل على 80% من الحبوب والقمح من أوكرانيا وروسيا.

وكان الجنرال السيسي شرع في تنفيذ سلسلة من المشاريع الضخمة الطموحة والمكلفة، حيث استخدم الأموال المقترضة، في بناء مدينة إدارية في الصحراء بقيمة 58 مليار دولار، ووسع قناة السويس بتكلفة 8.2 مليارات دولار، بالإضافة إلى الطرق السريعة والمناطق السياحية الساحلية.

ويقول المحللون إن هذه المشاريع أفادت الشركات المملوكة للجيش وحلفائه، مما عزز شبكة محسوبيته وقبضته على السلطة.

ومع عبء الديون الثقيل وانكماش القطاع الخاص، كانت البلاد عرضة للصدمات الاقتصادية الناجمة عن وباء (كوفيد-19) وحرب أوكرانيا.

ومع ارتفاع معدلات الفقر ونضال الأسر من أجل إطعام نفسها، بلغت الانتقادات الموجهة للرئيس أعلى مستوياتها على الإطلاق.

اقرأ أيضاً

جولدمان ساكس: مصر ستصبح سابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2075

ويشير التقرير إلى تكاثر المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والكتابات على الجدران التي تنتقد السيسي، وهي أفعال يعاقب عليها بالسجن مدى الحياة.

وتحث شخصيات عامة السيسي على عدم الترشح لولاية ثالثة، كما تنتقد الصحف الموالية للنظام والنقاد وحتى أعضاء البرلمان سياساته الاقتصادية علناً، مما دفع الرئيس إلى الاتصال ببرامج حوارية للدفاع عن سجله.

ومع ذلك، لا يرجح التقرير أن ينتفض المصريون ضد السيسي، فقد تم حظر الجماعات السياسية وجماعات المجتمع المدني والناشطين أو نفيهم أو سجنهم أو قتلهم.

في المقابل، شهد عام 2022 بالفعل رقما قياسيا بلغ 22 ألف مصري يهاجر إلى أوروبا، معظمهم عن طريق القوارب، حتى باتت مصر أكبر بلد منشأ للهجرة غير النظامية إلى أوروبا، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

ويقول الخبراء إن هذا الرقم من المقرر أن يتم تجاوزه في عام 2023.

ووفقا لخبراء "يبدو الوضع ميئوسا منه على نحو متزايد، ولهذا السبب نشهد زيادة طفيفة في الهجرة غير الشرعية من مصر، وهو أمر لم نشهده من قبل على الإطلاق".

اقرأ أيضاً

تصريحات السيسي حول الأزمة الاقتصادية والكهرباء تثير غضب المصريين.. ماذا قال؟

وفي يونيو/حزيران، كان ما يقدر بنحو 200 مصري من بين أكثر من 600 شخص لقوا حتفهم في مأساة انقلاب قارب أدريانا بالقرب من اليونان، وهي أعنف كارثة لقوارب المهاجرين في التاريخ الحديث.

وفي إشارة لسوء الأوضاع، يفيد التقرير أنه بالرغم من الوفيات في البحر، ما زال المصريون يبيعون المنازل والأراضي ويأخذون القروض لدفع رسوم تتراوح بين 4000 إلى 5000 دولار للمهربين لتهريبهم من ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

وأمام ذلك، يصر صندوق النقد الدولي ودول الخليج على أن تقوم مصر بإصلاحات هيكلية وإدخال سعر صرف مرن قبل تزويدها بأموال إضافية، وهي إجراءات لا يستطيع السيسي القيام بها أو لا يرغب في القيام بها.

ويشير التقرير أنه بدلاً من تخفيف قبضة الجيش على الاقتصاد، وهو متطلب أساسي لصندوق النقد الدولي، تعمل الحكومة على التوسع، حيث اشترت الشركات التابعة للجيش مؤخراً حصة قدرها 20% في شركة الطاقة المحلية.

وفي هذا السياق تحجم دول الخليج، التي ضخت 40 مليار دولار إلى مصر منذ صعود السيسي إلى السلطة، عن شراء أصول الدولة في البلاد لتكافح مصر من أجل جمع الأموال.

اقرأ أيضاً

رسائل سعودية إلى مصر: لسنا ملزمين بتصحيح أخطائكم ولن نتدخل باقتصادكم

ووفقا لخبراء فإنه من الصعب إعطاء الأموال لـ"نظام فاسد" أشعل النار في مبلغ هائل من المال، ولم يُظهر سوى القليل من الاهتمام بتغيير نهجه، وهي الخطوة الأساسية نحو الإصلاح.

وبدلا من ذلك، أبدى الحلفاء والدول المجاورة استعدادا لتقديم ما يكفي من المساعدات لتفادي الانهيار، ولكن ليس بما يكفي لتمكين سياسات السيسي.

ويورد التقرير عددا من أمثلة هذه المساعدات مثل الاتفاق مع صندوق أبوظبي للتنمية في الإمارات للحصول على منحة بقيمة 400 مليون دولار للمساعدة في دفع ثمن واردات القمح خلال الخريف.

ومع ذلك، فإن الكثير من هذه المساعدات يقابلها جزئياً ارتفاع بنسبة 8.6% في أسعار القمح العالمية، بسبب انسحاب روسيا من صفقة الحبوب المدعومة من الأمم المتحدة.

ومع عدم وجود منقذين بقيمة مليار دولار في الأفق، فإن مقولة ما إذا كانت مصر "أكبر من أن يُسمَح لها بالإفلاس" ستكون موضع اختبار في الأشهر المقبلة، وكذلك الحال مع صبر المصريين.

اقرأ أيضاً

أبعاد توسّع الجيش المصري في المشهد الاقتصادي

المصدر | تايلور لاك/ سي إس مونيتور – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر الاقتصاد الجيش السيسي صندوق النقد الدولی التقریر أن اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

كارثة اقتصادية.. أخبار سيئة لبوتين قادمة من السعودية

قالت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية، إن روسيا تواجه خطر الحرمان من الأموال اللازمة لتشغيل اقتصادها الحربي في حال نفذت السعودية خططها الرامية لزيادة إنتاجها من النفط وحماية مكانتها باعتبارها أكبر مصدر للخام في العالم.

ويقول تجار النفط إن السعودية تستعد الآن للرد من خلال استعراض عضلاتها وقلب الطاولة على المنتجين الأصغر، حيث ستصدر المزيد من النفط لانتزاع حصة في السوق وزيادة الأرباح، حتى مع انخفاض الأسعار، وفقا للصحيفة.



وبحسب تقرير الصحيفة، فإن من شأن هذه الاستراتيجية أن تؤدي لانهيار أسعار النفط، وهي "أخبار سيئة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تعتمد بلاده بشكل رئيسي على النفط والغاز في تمويل ميزانيتها.

ويقول محلل الطاقة الروسي المقيم في النرويج ميخائيل كروتيخين إن التحرك المحتمل للسعودية يشكل "خطرا هائلا" على ميزانية الدولة الروسية بسبب اعتمادها الكبير على إيرادات النفط، مضيفا "يجب علينا الآن أن ننتظر ونراقب".

وأضاف، أن السعودية "تدرك تماما أن الشركات الروسية لا تلتزم بمطلب خفض الإنتاج، لذلك تقوم بوضع خططها الخاصة".

من جانبها قالت الباحثة في مركز كارنيغي ألكسندرا بروكوبينكو إن المخاطر كبيرة بالنسبة للكرملين، مبينا أنه في ظل "الأسعار الحالية، فإن أي انخفاض في أسعار النفط بمقدار 20 دولارا سيؤدي إلى انخفاض في الإيرادات الروسية بمقدار 1.8 تريليون روبل (20 مليار دولار)، وهذا يعادل حوالي 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا".

وأضافت بروكوبينكو: "ستواجه الحكومة خيارا بين تقليص الإنفاق، وهو أمر غير مرجح خلال الحرب، أو مواجهة ضغط حصول تضخم وارتفاع في أسعار الفائدة بشكل خانق".

ووكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت في وقت سابق أن الرياض تشعر بالإحباط من فشل الدول المنتجة الأخرى في التنسيق بشأن خفض الإمدادات لرفع أسعار النفط إلى حوالي 100 دولار للبرميل، مقارنة بالسعر الحالي البالغ 70 دولارا.

وسبق أن كانت صحيفة "فايننشال تايمز" ذكرت الأسبوع الماضي أن السعودية قد تتخلى عن طموحاتها طويلة الأمد لتقييد إمدادات النفط من أجل دفع الأسعار إلى حوالي 100 دولار للبرميل.

ويؤكد خبراء سوق النفط أن السعودية لديها القدرة الهائلة على الإنتاج والتصدير لتغيير استراتيجيتها والسعي إلى الهيمنة على السوق من خلال زيادة حجم الإنتاج بدلا من التركيز على الأسعار.



ويشير مدير تحليلات أسواق النفط في شركة "آي سي آي إس" أجاي بارمار إلى أن "الاقتصاد العالمي بطيء نوعا ما، والطلب على النفط ليس بالقدر الذي تريده السعودية".

وبين بارمار أن "بعض المنتجين، بما في ذلك روسيا، يتجاوزون حصصهم باستمرار، والسعوديون يفقدون صبرهم".

وأضاف أن "الرسالة التي تريد السعودية إيصالها مفادها بأن على منتجي النفط أن يعملوا بجد أو سيكسبون إيرادات أقل".

ومع ذلك، حتى إذا اتخذت السعودية هذه الخطوة، فمن غير المرجح أن تتراجع روسيا المنهكة ماليا عن حربها ضد أوكرانيا.

ويقول الخبير الاقتصادي هيلي سيمولا إن "روسيا ستظل قادرة على تمويل الحرب لبعض الوقت.. لن تنتهي الحرب لأن روسيا لا تمتلك المال".

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدًا في «البوابة».. السيسي وبن زايد يشهدان إطلاق مشروع رأس الحكمة التنموي
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. «السيسي» و«بن زايد» يشهدان إطلاق مشروع «رأس الحكمة»
  • الإمارات ومصر.. استثمارات ناجحة وعلاقات اقتصادية نموذجية  
  • كارثة اقتصادية.. أخبار سيئة لبوتين قادمة من السعودية
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي: مصر أكبر من جميع التحديات والصعاب
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. السيسي وبن زايد يرفعان علم القوات المسلحة المصرية على الأكاديمية العسكرية
  • استقرار أسعار الذهب وسط ترقب بيانات اقتصادية أمريكية
  • الذهب حبيس نطاق ضيق وسط ترقب لبيانات اقتصادية مهمة
  • الذهب حبيس نطاق ضيق وسط ترقب بيانات اقتصادية أميركية
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي وقائد الدفاع الأوغندي يبحثان الأوضاع الإقليمية وجهود التنمية بين الدول الأفريقية