كلامٌ غير متوقع.. هكذا تنظرُ إسرائيل إلى اليونيفيل في لبنان!
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
نشر موقع "zman" الإسرائيليّ تقريراً اعتبرَ فيه أنَّ التمديد لمهمة "اليونيفيل" في لبنان هو "إنجازٌ سياسي لإسرائيل، لكنهُ لا أهميّة له على الأرض"، وقال: "خلال يوم الخميس، مدّد مجلس الأمن الدولي ولاية اليونيفيل في جنوب لبنان من دون أي تغيير في صلاحياتها، وذلك بعد صراعٍ حول حُرية عمل تلك القوات في الميدان".
وأشار الموقع في تقريرهِ الذي ترجمهُ "لبنان24" إلى أنهُ من الصعب اعتبار تمديد الولاية على أنه "إنجاز"، موضحاً أنه ربما تكون إسرائيل لم تكسب الحرب لاسيما وسط عدم وجود تنفيذ كاملٍ لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006، وأضاف: "بحسب القرار الأممي، فإنهُ لا يجوزُ لحزب الله التسلُّح إطلاقاً جنوب الليطاني، لكن الحزب أصبح حاضراً بحُكم الأمر الواقع، فهو اليوم يتحدّى إسرائيل بشكل متزايد في حين تظلّ قوات اليونيفيل حتى قبل تمديد مهمتها تعاني من الإذلال".
واعتبر الموقع أنه "ما من أحد في إسرائيل سيخدع نفسه من خلال القول إنّ شيئاً ما سوف يتغير صباح الجمعة بعد التمديد لليونيفيل، وأن تلك القوات ستبدأ العمل وستزور كل بقعة مشبوهة في جنوب لبنان"، وأردف: "قبل ذلك بأسبوع، اندهشَ المسؤولون في إسرائيل عندما رأوا لأول مرة الاقتراح الفرنسي لتغيير مهمة اليونيفيل، وقد تضمن هذا الاقتراح عدداً غير قليل من النقاط التي تتفق مع مصلحة حزب الله، إحداها كانت ربط أنشطة اليونيفيل بالجيش اللبناني. وفي النهاية، لم يتم قبول الاقتراح الفرنسي في النسخة النهائية التي وافق عليها 13 عضواً في مجلس الأمن (امتنعت الصين وروسيا عن التصويت)".
وأكمل: "لكي نفهم مدى جدية الاقتراح الفرنسي من وجهة النظر الإسرائيلية، علينا أن نغوص في التفاصيل، وإذا تم قبوله، فهذا يعني أن أيّ نشاط ميداني لليونيفيل، يجب أن يحظى بموافقة مسبقة من الجيش اللبناني، بالإضافة إلى مرافقة منه".
ورأى الموقع أنّ التعاون بين الجيش اللبناني و"حزب الله" ازداد أكثر من أيّ وقتٍ مضى، كاشفاً أنّ بعض التقديرات في إسرائيل تتحدث عن أمرٍ مهم وهو أنّه في حال اندلاع حرب مع لبنان، فإنَّ الجيش اللبناني سيكونُ إلى جانب "حزب الله".
وبحسب الموقع الإسرائيليّ، فإنّ معركة تجديد مهمة "اليونيفيل" في الأمم المتحدة ليست جديدة، لكنها اكتسبت هذا العام زخماً كبيراً في ضوء العديد من التطورات الإقليمية، وفي ظلّ جرأة "حزب الله" المتزايدة عند طول الحدود. المصدر: ترجمة "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
تفاقم الأزمات في لبنان بعد اتساع الهجمات بين حزب الله وإسرائيلالاحتلال يستهدف معظم قادة الجماعة اللبنانية بقوةالانتهاكات تستمر رغم دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في 26 نوفمبر
مع بداية عام 2024، تلقت جماعة حزب الله اللبنانية إنذارًا إسرائيليًا يهددها بأنها إذا لم تنسحب على الفور من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتوقف هجماتها الصاروخية، فإن حربًا شاملة باتت وشيكة. وكان هذا التهديد هو الذي سبق العاصفة.
وفي اليوم التالي، تحولت النيران الإسرائيلية، التي كانت تقتصر في السابق على تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ 8 أكتوبر 2023، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة.
ومن هنا بدأ الاحتلال هجماته، فاستهدفت طائرة بدون طيار إسرائيلية مكتبًا لحماس في حارة حريك، مما أسفر عن استشهاد الرجل الثالث بحزب الله، صالح العاروري. وفي الوقت نفسه، زادت عمليات قتل قادة حزب الله في جنوب لبنان بشكل كبير.
تفاقم الأزمات في لبنانوحسب موقع "أراب نيوز"، أدت هذه الحرب إلى تفاقم الأزمات القائمة في لبنان، إذ دخل عام 2024 وهو يعاني من تفاقم الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن عانى بالفعل من الانهيار المالي في عام 2019، خاصة مع فشل تعيين رئيس للبلاد بسبب الانقسامات الدائرة، ما أدى إلى شلل الحكومة منذ أكتوبر 2022.
ومع اندلاع الاشتباكات على الحدود في البداية، أدى الأمر إلى نزوح 80 ألف شخص من قراهم، مما زاد من الضغط على اقتصاد البلاد وزاد من الفقر.
وفي منتصف ديسمبر 2023، أبلغت الدول المانحة لبنان بخطط لتقليص المساعدات للحماية الاجتماعية في بداية عام 2024.
لكن تصاعدت المواجهات العسكرية بسرعة، وحافظ حزب الله على استراتيجية "الجبهات المرتبطة"، وأصر على أنه سيواصل هجماته حتى انسحاب الاحتلال من غزة، بينما أصرت إسرائيل على امتثال حزب الله للقرار 1701 وسحب قواته شمال نهر الليطاني.
وبين 8 أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، شن حزب الله 1900 هجوم عسكري عبر الحدود، بينما ردت إسرائيل بـ 8300 هجوم على جنوب لبنان، وقد تسببت هذه الضربات في مقتل المئات ونزوح مجتمعات بأكملها في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة ــ وخاصة من جانب فرنسا والولايات المتحدة ــ لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه الفترة.
وتصاعدت حدة المواجهات، حيث وسع الاحتلال نطاق غاراته وأهدافه إلى منطقة بعلبك، في حين كثف حزب الله نطاق ضرباته لتتسع إلى مواقع عسكرية إسرائيلية عميقة.
ولم تسلم قوات اليونيفيل الدولية في المواقع الأمامية من إطلاق النار المتبادل، حيث تصاعدت الهجمات بعد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق عمليات القوة الأممية.
وبحلول منتصف يوليو الماضي، كانت السفارات الغربية في لبنان تحث رعاياها على مغادرة البلاد فورًا، مدركة تهديد إسرائيل بتوسيع الصراع إلى حرب شاملة على لبنان.
استهداف قادة حماسوتكثفت الضربات الإسرائيلية على قيادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل قائد فرقة الرضوان فؤاد شكر بجنوب بيروت في يوليو.
وفي اليوم التالي، تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران.
وتعمقت الضربات الجوية الإسرائيلية عبر جنوب لبنان ووادي البقاع، في حين وسع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.
وفي17 و18 سبتمبر، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا منسقًا على آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله، مما تسبب في انفجارات أسفرت عن مقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها، فإن الهجوم كان بمثابة تصعيد كبير.
وبحلول 27 سبتمبر، كان استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار قادة الجماعة اللبنانية في حارة حريك إيذانًا ببدء حرب أوسع نطاقًا، خاصة مع استخدام قوات الاحتلال صواريخ دقيقة التوجيه لضرب المباني والمخابئ، مما أسفر عن مقتل قادة حزب الله وإجبار الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء أعداد كبيرة من سكانها.
ورداً على ذلك، أكد حزب الله التزامه بربط أي وقف لإطلاق النار في لبنان بوقف النار في قطاع غزة، ومع ذلك، بحلول الأول من أكتوبر، كثفت الاحتلال الإسرائيلي غاراته، فدمرت المباني السكنية وحتى المواقع الأثرية في صور وبعلبك.
كما بدأ الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا في جنوب لبنان، ودمر قرى حدودية وقطع المعابر البرية مع سوريا لتعطيل خطوط إمداد حزب الله.
التوصل لاتفاق وقف النارفي 26 نوفمبر الماضي، توصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوساطة أمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، سبق الاتفاق تصعيد إسرائيلي هائل في بيروت.
ودخل القرار حيز التنفيذ، لكن على الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت الانتهاكات. وفي الوقت نفسه، أصبحت الخسائر الاقتصادية للحرب واضحة.
وقدر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، الخسائر الأولية بنحو 15 إلى 20 مليار دولار، مع فقدان 500 ألف وظيفة، وإغلاق الشركات على نطاق واسع، فيما أثر الدمار الزراعي على 900 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
ورغم أن قيادة حزب الله وترسانته القوية قد تقلصت بشكل كبير مع استمرار الحرب في غزة، فإن حقيقة نجاة الجماعة من الصراع منذ العام الماضي تُظهِرها باعتبارها انتصاراً في حد ذاتها.