تزامنًا مع الأعياد.. بوادر عدوان إسرائيلي جديد على المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا
مع كل موسم أعياد يهودية جديدة، يتجدد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، ويأخذ منحى تصاعديًا أكثر خطورة على هويته الإسلامية، ولاسيما مع تبني حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة مشروع بناء "الهيكل" المزعوم فوق أنقاضه.
وشرعت "جماعات الهيكل" المزعوم بحملة لحشد أكبر عدد ممكن من المستوطنين المتطرفين لتنفيذ اقتحامات واسعة وجماعية للمسجد الأقصى خلال موسم الأعياد المقبلة، والذي يُعد الأطول هذا العام.
وتبدأ الأعياد برأس "السنة العبرية" يومي السبت والأحد الموافق 16 و17 أيلول/ سبتمبر الجاري، متبوعًا بأيام "التوبة" العشر التي تتكثف فيها الاقتحامات، يليها "عيد الغفران" يوم الاثنين 25 من نفس الشهر، ثم "عيد العرش" التوراتي الذي يبدأ من يوم السبت 30 سبتمبر، وحتى السبت 7 أكتوبر المقبل.
وعيد "العرش" يعد أحد أعياد "الحج التوراتية" الثلاثة التي ترتبط بـ"الهيكل" المزعوم، وهو ما توظفه الجماعات المتطرفة لفرض كامل طقوسه داخل المسجد الأقصى.
وفي هذا العيد، يُحاول المستوطنون إدخال "القرابين النباتية" إلى الأقصى، تعبيرًا عن كونه "الهيكل" المزعوم، كما يشكل موسمًا سنويًا لرفع أعداد المقتحمين لنحو 1500 يوميًا على مدى سبعة أيامٍ متتالية.
حرب مُستعرة
المختص في شؤون القدس جمال عمرو يقول: إن "الحرب الدينية على المسجد الأقصى تستعر بشدة، وتزداد نيرانها وقوتها في أبشع صورة، ولاسيما في ظل حكومة عنصرية فاشية تسعى لتحقيق مآربها ومخططات جماعاتها المتطرفة بحق المسجد".
ويوضح، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يستغل أعياده لأجل شن عدوان جديد على الأقصى، والمقدسيين، عبر تصاعد وتيرة الاقتحامات وأعداد المقتحمين، وأداء الطقوس الدينية التلمودية علنًا داخله، وكذلك عمليات الاستفزاز في المدينة المقدسة.
ويضيف أن "الإسرائيليين ماضون في إشعال الحرب الدينية، التي أصبحت أكثر وضوحًا وخطورة على الأقصى، في ظل تلك الحكومة اليمينية ووجود الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
ويتابع "نحن أمام قوة إسرائيلية غاشمة شديدة التطرف ضد الأقصى ومحيطه، تعمل ليلًا ونهارًا على التنكيل بالمرابطين والمرابطات، وإبعادهم إما خارج القدس بأكملها، أو البلدة القديمة وبعيدًا عن المسجد المبارك".
ووفقًا للباحث عمرو، فإن "المتطرف بن غفير يُعطي تعليماته للشرطة للاعتداء على المقدسيين والأقصى، والتي تنفذها فورًا دون أي تردد، ما يدلل على أن الحكومة الإسرائيلية تُشعل حربًا دينية فعليًا على المسجد".
ويطالب الفلسطينيين ووسائل الإعلام المختلفة بضرورة فضح الاحتلال وممارساته بحق الأقصى، لأن العالم لم يعد يقبل بأي حروب صليبية دينية يهودية مجددًا.
وحول إجراءات الاحتلال بحق مرابطي الأقصى، يتوقع الباحث المقدسي مزيدًا من حملات الاعتقال والتنكيل بشتى الوسائل، فضلًا عن عمليات الإبعاد عن المسجد، قبيل حلول الأعياد، بهدف تهيئة الأجواء وإتاحة المجال للمتطرفين لتنفيذ اقتحاماتهم واستفزازاتهم.
ويشكل الرباط والاعتكاف المتواصل في المسجد الأقصى-كما يؤكد عمرو- الوسيلة الأنجع للتصدي لاقتحامات المستوطنين ومواجهة المخططات التهويدية ضده.
أكثر شراسة
أما المختص في شؤون القدس زياد إبحيص فيقول: إن "الأعياد اليهودية تأتي هذا العام في سياق ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية المستحوذ على نصف حقائب حكومة نتنياهو، وجماعات الهيكل التي هي واجهة هذا التيار في العدوان على الأقصى، ما يجعلها مدفوعة بكل السبل لفرض مفاعيل هذا النفوذ غير المسبوق في المسجد".
ويضيف في مقالة له، أن "الأعياد تشكل الموسم الأعتى والأكثر شراسة وخطورة على هوية الأقصى، فنحن نؤرخ فيه لمجزرة الأقصى 1990، ولهبة النفق 1996، ولانتفاضة الأقصى 2000، ولهبة السكاكين 2015، ما يجعل هذه الأعياد الموسم الأكثر تفجرًا على مدى تاريخ الصراع".
ووفقًا لإبحيص، فإن "هذا العدوان، وسائر الاعتداءات منذ عام 2019، تُركز على التأسيس المعنوي للهيكل عبر فرض الطقوس التوراتية، باعتباره الهدف المرحلي الأكثر نشاطًا في هذه الفترة، مع عودة السعي النشط لفرض تقدم في التقسيم الزماني والمكاني، ما يعني محاولة تحويل الأقصى من مقدس إسلامي خالص إلى مشترك".
ويرى أن هناك مقدمات وسوابق بالفعل تُشجعهم على المضي قدمًا في ذلك، تتمثل في نجاح شرطة الاحتلال في فرض عزلة كاملة على الساحة الشرقية للأقصى خلال الاقتحامات، ونجاح "جماعات الهيكل" في "نفخ البوق" داخل المسجد، وتقديم "القرابين النباتية" فيه، خلال عامي 2021 و2022.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: المسجد الأقصى عدوان إسرائيلي مدينة القدس الأقصى المسجد الأقصى على المسجد
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: هناك تقدم في مباحثات صفقة تبادل الأسرى
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن هناك تقدم في مباحثات صفقة التبادل، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
نتنياهو أمام الكنيست: نغير وجه الشرق الأوسط ونتقدم في ملف استعادة الأسرى لابيد يرفض المشاركة بلجنة يسعى نتنياهو لتشكيلها للتحقيق في أحداث 7 أكتوبر
وتابع نتنياهو:"نتخذ إجراءات على كل المستويات لإعادة المحتجزين".
النيابة العامة الإسرائيلية: نتنياهو متورط بشكل واضح في قضية الرشوة
وفي إطار آخر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوصول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى قاعة المحكمة للإدلاء بشهادته في قضية الرشوة المتهم فيها.
وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية، أن النيابة العامة أكدت أن نتنياهو متورط بشكل واضح في قضية الرشوة.
ووجهت إلى نتنياهو في عام 2019 تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وبدأت المحاكمة في عام 2020 في 3 قضايا جنائية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وبموجب القانون الإسرائيلي، فإن رئيس الوزراء غير مجبر على التنحي ما لم تتم إدانته وإذا استأنف على حكم الإدانه، فيمكنه الاحتفاظ بمنصبه طوال عملية الاستئناف.
وتصل عقوبة تهم الرشوة إلى السجن لمدة 10 سنوات أو غرامة، ويعاقب على الاحتيال وخيانة الأمانة بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات.
وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 وشن إسرائيل حربا على غزة استبعدت محاكمة نتنياهو عن الأنظار لكن مشاكله القانونية عادت لتؤدي إلى انقسام الإسرائيليين بشدة وإرباك السياسة الإسرائيلية.
مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يستدعي عددًا من حراسه:
اقتحم مستوطنون، اليوم الإثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت محافظة القدس، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.