واصل  الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي درسه الأسبوعي بمسجد ابن عطاء الله السكندري مستكملًا شرح كتاب تاج العروس الحاوي، مشيرًا إلى أنه يجب على الشيخ مراعاة القلوب في تذكيره مستشهدًا بماقاله الإمام  زروق بأن القلوب على ثلاثة أصناف منها  قلب ميت لا ينفع فيه الوعظ ولا التذكير.


وهناك  قلب حي، دائم الذكر لله لا يغفل عنه وتجده في كل أمر مهم، وقلب مريض غلب صحته على مرضه أو غلب مرضه على صحته، وهذا النوع هو محل الطريق والمجاهدات.

وقال د. مهنا إن المصاب  هو من محقته الذنوب والشهوات، فنحن ندخل الطريق لتطهير قلوبنا من العيوب والأمراض، وقد كان مولانا الشيخ محمد زكي إبراهيم  يوصي تلاميذه دائمًا بأوراد يواظبون عليها وهناك ما يسمى بورد الأساس وهو: الاستغفار والصلاة على النبي ثم قول لا إله إلا الله: فكان يقول الاستغفار تطهير للقلوب ثم الصلاة على النبي تعطير للقلب، فيكون بعد ذلك أهلًا للقدسية وهي قول لا إله إلا الله.

وأوضح د. مهنا أن الله لو كشف عن بصائرنا لرأينا أقدراه سبحانه وتعالى نازلة من السماء كالمطر، أقدار الخير وأقدار الشر، والأقدار لها أوعية، وأوعية الأقدار قلوب العباد، وأقدار الخير لا تنزل إلا في أوعية خير، وأقدر الشر لا تنزل إلا في أوعية شر، فمن جاهد نفسه نزلت فيها أقدار الخير ووجهته إلى أعمال الخير، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى واتبع نفسه هواها، نزلت فيه أقدار الشر وساقته إلى أعمال الشر، فإذا اهتم الإنسان بقلبه خرجت الأعمال وعليها رائحة القبول.

وحذر د. مهنا مما تحدثه الذنوب في القلب قائلًا: مثل العبد إذا فعل المعصية كمثل القِدر الجديد يوقد تحتها النار ساعة فتسود، فالقلب كالقِدر يسود بالمعاصي، فإذا بادرت إلى غسل القدر أي بادرت إلى التوبة والاستغفار فذلك هو غسيل وتطهير للقلب من الذنوب، أما إذا تركت القدر وطبخت فيها مرة بعد مرة ثبت السواد فيها حتى تنكسر، فإذا لم يواظب العبد على التوبة والاستغفار فيسود القلب ويغطي  عليه الصدأ ويتمكن منه حتى يموت، وهو ما يستوجب علينا طلب التوبة من الله دائمًا لأن التوبة من وفضل من الله على عباده فهو سبحانه التواب

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد مهنا الأزهر

إقرأ أيضاً:

عمرو الورداني: استحضروا رسول الله في قلوبكم وراجعوا أمامه نياتكم في أفعال الخير

دعا الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، المسلمين إلى مراجعة نياتهم في أعمال الخير، فى مدارسة مع رسول الله، قائلا: "استحضر رسول الله في قلب وأسأله كما كان يفعل الصحابة، هل أؤدي الأعمال الصالحة حبًا لله أم انتظارًا لمدح الناس؟ هل أصلي وأتصدق وأساعد الآخرين ابتغاءً لرضا الله وحده، أم أننا ننتظر مقابلًا؟".  

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له، ضرورة استحضار رسول الله ﷺ، في القلب قائلاً: "اليوم، اجلس معه، لا مجرد تخيّل، بل استحضره في قلبك، كما كان يجلس الصحابة بين يديه، واسأله: هل أعمالي تشبه عملك؟ هل نيتي مثل نيتك؟ هل أسير على طريقك؟ اجعل هذه الأسئلة جزءًا من قلبك، فإن كنت صادقًا، فقد بدأت المسيرة الحقيقية نحو الله".  

وأضاف الورداني أن النبي ﷺ كان يرى الله في كل شيء، ولم يكن قلبه يتشتت بين الأهواء، بل كان مخلصًا في كل حركاته وسكناته. وقال مخاطبًا رسول الله ﷺ: "يا رسول الله، علمتنا أن النية هي التي تعطي الحياة معناها، فالقلب إذا لم يكن حاضرًا، فلا معنى للصلاة، ولا للعبادة، ولا للعمل الصالح، نريد أن نتعلم منك كيف تكون نياتنا خالصة لله، صافية نقية، لا نبتغي بها إلا وجهه الكريم".  

ودعا: "اللهم كما منحت نبيك الإخلاص، امنحنا نصيبًا منه، وأخلص نياتنا كما أخلص نية حبيبك المصطفى ﷺ، واجعل أعمالنا وقلوبنا موصولة بنيته، ولا تقطع قلوبنا عن قلبه، واجمعنا به في الدنيا والآخرة".

دعاء الليلة التاسعة من رمضان .. ردده الآن يغفر الذنوب ويفك الكروبأقوى دعاء لطرد الشيطان.. ردده باستمرار يعصمك من ارتكاب المعاصي

وجه الدكتور عمرو الورداني، عدة نصائح للجمهور بشأن إمكانية التغلب على الغضب.

وقال "الورداني"، خلال برنامج "ولا تعسروا" الذي يقدمه عبر شاشة القناة الأولى المصرية، إن أولى خطوات التغلب على الغضب هي الاستعانة بذكر الله والدعاء بصلاح الحال وهدوء البال.

وأضاف أنه يجب أيضًا الاجتماع بالأبناء للحديث معهم في الأمور التي تهمهم بجانب إشراكهم في المساعدة بما يتفق مع قدراتهم، معلقا: "وانت كمان ساعدهم فيما يحتاجونه".

وتابع: "اعتذر لأولادك ولشريكة حياتك لو غضبك عليهم، فالاعتذار لا يقلل من شأنك".

يعتبر الغضب أمرًا فطريًا طبع عليه كثير من الناس وقل من يسلم من شره وبلاه، ولكن من عباد الله من يوفقه الله فيتغلب على غضبه، ومن الناس من يضعف أمام الغضب فربما وقع في السباب والشتام والعدوان إلى أن ينتهي به إلى العدوان وسفك الدماء وتدمير الأموال والقدح في الأعراض بلا مبرر شرعي.

إذا سمعت ما يغضبك فعليك بالوضوء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”.

دعاء الغضب

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم.

دعاء النبي عند الغضب

وردت العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تعلمنا ما يقوله الشخص عند الغضب، فقد استبَّ رجلان عند النبي ‏صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه فقال صلى الله عليه ‏وسلم: إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: ” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” ‏(متفق عليه من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه).

وصايا النبي للسيطرة على الغضب

ورد عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم بعض الوصايا لإسكان الغضب ومنها قوله: “إذا غضبت فإن كنت قائماً فاقعد، وإن كنت قاعداً فاتكئ، وإن كنت متكئاً ‏فاضطجع”.

ومن طرق السيطرة على الغضب وإسكانه: الوضوء، ونستدل على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الغضب من ‏الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ” .


 


 

مقالات مشابهة

  • “هيئة الزكاة” تُصدر كتاب “المقاصد الشرعية للزكاة”
  • كتاب الإمام راشد بن سعيد في اجتماع كلمة أهل عُمان
  • وفاة الدكتور كمال الشرافي عن عمر يناهز 67 عاما
  • محمد بن راشد يصدر مرسوماً بإعادة تشكيل مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل
  • محمد بن راشد يعيد تشكيل مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل برئاسة حمدان بن محمد
  • كتاب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمد بن مكرم
  • شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى
  • عمرو الورداني: استحضروا رسول الله في قلوبكم وراجعوا أمامه نياتكم في أفعال الخير
  • دعاء الليلة التاسعة من رمضان .. ردده الآن يغفر الذنوب ويفك الكروب
  • البيت الرمضاني