شبكة اخبار العراق:
2025-01-10@05:58:38 GMT

لن يبكي أحد على الأكراد

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

لن يبكي أحد على الأكراد

آخر تحديث: 2 شتنبر 2023 - 9:42 صبقلم:فاروق يوسف قبل 1991 لم تكن إيران وتركيا تشعران بالخطر الذي يمثله أكراد العراق على أمنهما واستقرارهما وتمكنهما من ضبط أمور حدودهما مع العراق.كانت هناك حكومة قوية في بغداد استطاعت أن تنهي التمرد الكردي عام 1975 حين وقّع العراق مع إيران اتفاقية ترسيم الحدود فتعهدت الحكومة الإيرانية يومها بالكف عن دعم المتمردين الأكراد مما أدى إلى انهيار الحلم الكردي في إنشاء دولة قومية مرة أخرى.

بعد أن ألحقت قوات التحالف الدولي التي تزعمتها الولايات المتحدة الهزيمة بالقوات العراقية وأخرجتها من الكويت فرضت حظرا على الطيران العراقي في سماء المنطقة الشمالية مما سمح للأكراد أن يلملموا أحوالهم من غير أن يتمكنوا من طي صفحة خلافاتهم الداخلية.سمحت تلك الخلافات للتدخل الخارجي في أن يكون جزءا من الصراع بين الحزبين الرئيسيين في المنطقة التي صار يُطلق عليها “كردستان” على أمل إقامة كردستان الكبرى. توزع ولاء الحزبين بين الدولتين الجارتين. كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يميل إلى تركيا فيما يميل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلى إيران. كان ذلك تقليدا قديما حكم الحزبين بالذيلية بحثا عن سند إقليمي على الرغم من أن مسعود بارزاني قد استنجد بصدام حسين يوم أوشكت قوات الاتحاد الوطني على الدخول إلى أربيل عام 1996. تدخلت القوات العراقية يومها وخرجت بعد ثلاثة أيام بعد أن أزيح الخطر عن أربيل.وبالرغم من تبعية الحزبين إقليميا فإن الدولتين الجارتين لم تثقا بما يخبئه أكراد العراق. صحّت توقعاتهما بعد 2003. سقط النظام العراقي بالغزو الأميركي ونجح الأكراد دستوريا في إقامة كيانهم المستقل في ما يُسمى بالإقليم الكردي الذي هو في حقيقته دولة داخل الدولة، وهي دولة تعتاش على حصة الأكراد في واردات النفط العراقي بعد أن فرض الأميركان نظام المحاصصة الطائفية الذي سمح للأكراد في أن يكونوا جزءا من الطبقة السياسية التي تحكم العراق من غير أن يسمحوا لحكومة بغداد بالاطلاع على أحوالهم وطريقة تصريفهم لشؤونهم السياسية. ومما يؤخذ على الزعماء الأكراد أنهم لم يراعوا حساسية الدولتين المحيطتين بهما من مسألة تماديهما في التشديد على ضرورة قيام كيان سياسي كردي مستقل. والأنكى من ذلك أن الإقليم صار مأوى للمتمردين الأكراد الهاربين من إيران وتركيا، بل صار القاعدة التي تنطلق منها عمليات الفريقين ضد بلديهما.“لن تكون هناك دولة كردية في شمال العراق.” ذلك هو الموقف الحاسم الذي اتخذته الدولتان التي سبق لهما أن عاشتا تنافسا على مناطق النفوذ استفاد منه الأكراد. ذلك ما جسّده القصف المشترك عبر السنوات الماضية للأراضي العراقية التي توهّم الأكراد أنها ستكون نواة لقيام دولتهم الكبرى التي تشمل أجزاء من العراق وسوريا وإيران وتركيا. وكان استقبال المتمردين الأكراد من الدول الثلاث عنوانا للبدء في صياغة تاريخ جديد للمنطقة تُرسم من خلاله خرائط تمحو حدودا وتحل محلها حدود جديدة. خدع زعماء الأكراد أنفسهم حين صدقوا أن ضعف الحكومة العراقية وتراخيها في مواجهة استقلالهم النسبي سيكونان مقياسا للعلاقة بدولتين قويتين هما إيران وتركيا. أما أكراد سوريا فإنهم يتمتعون بحماية أميركية ما دامت الحرب في ذلك البلد المدمر قائمة. تكمن مشكلتهم في أنهم يحلمون بطريقة عمياء ليحولوا أحلام الشعب الكردي إلى كوابيس مرعبة.السؤال: هل يجهل مسعود بارزاني المولود في جمهورية مهاباد الكردية الإيرانية عام 1946 أن أيّ نظام سياسي يقوم في إيران بغض النظر عن توجهاته لا يمكن أن يقبل بدولة كردية في العراق. والسؤال نفسه يمكن أن يوجه إلى بافل ابن جلال طالباني الذي يتزعم الاتحاد الوطني فيما يتعلق بموقف تركيا من تلك الدولة التي من اليسير القضاء عليها لحظة ولادتها.     عبر سنوات الاستقلال الكردي تمكن حزب العمال الكردستاني من أن يستقر في شمال العراق ويكون جزءا من بيئته السياسية والاجتماعية كما أن المتمردين الأكراد الهاربين من إيران قد كثرت أعدادهم وصاروا يشكلون عنصر إزعاج بالنسبة إلى المدن الحدودية. لذلك لا أعتقد أن أكراد العراق سيتمتعون طويلا باستقلالهم.قرأ زعماؤهم الخارطة السياسية خطأً. وهو ما سيؤدي بكل أحلامهم إلى السراب. ذلك ما ينسجم مع مخططات الأحزاب الشيعية في بغداد. أوهم الزعماء الأكراد بقيام كردستان الكبرى غير أنهم من خلال ذلك الحلم سيجردونهم من كردستان الصغرى.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: إیران وترکیا

إقرأ أيضاً:

السوداني في طهران: هل يغامر العراق بتحدي إيران والغرب في آنٍ واحد؟

يناير 8, 2025آخر تحديث: يناير 8, 2025

المستقلة/- في خطوة تثير العديد من التساؤلات، وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران اليوم الأربعاء في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ تشكيل الحكومة الإيرانية الحالية في أغسطس الماضي. الزيارة، التي يرافقه فيها وفد وزاري وأمني، تحمل في طياتها رسائل سياسية معقدة، حيث سيتناول السوداني ملفات حساسة للغاية، أبرزها ملف الفصائل العراقية المسلحة التي تعتبر نقطة جدل ساخنة بين القوى الغربية وطهران.

الزيارة تأتي في توقيت حساس، ويبدو أن العراق بات في مفترق طرق حقيقي. فبين ضغوطات الغرب، خاصة من الولايات المتحدة، التي تتهم بغداد بتسهيل تحركات إيران في المنطقة، ومحاولات إيران لضمان استمرار نفوذها في العراق، يظهر السؤال المحوري: هل ستتمكن حكومة السوداني من الحفاظ على توازنها بين الضغوط الإيرانية والأمريكية؟

ما يثير القلق هو ما تم تداوله حول احتمالية “إعادة هيكلة” الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وهو ما يشير إلى استجابة العراق للضغوط الغربية. هذه الخطوة، رغم كونها خطوة نحو “تحجيم” النفوذ الإيراني، قد تؤدي إلى رد فعل عنيف من الفصائل المتشددة في الحشد الشعبي، ما يفتح الباب أمام احتمالات صراع داخلي قد يعصف بالاستقرار السياسي في العراق.

إيران، من جانبها، تدرك أن أي خطوة عراقية في اتجاه الحد من نفوذها في العراق قد تؤثر على استقرارها الإقليمي. وقد أشار مراقبون إلى أن هناك رسائل إيرانية إلى السوداني مفادها: “لا تدع الضغوط الخارجية تدفعك إلى اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى انقلاب سياسي داخل العراق”.

الزيارة إلى طهران تحمل أيضًا في طياتها أبعادًا إقليمية أوسع، حيث يتطلع السوداني إلى لعب دور الوسيط بين إيران وسوريا الجديدة في محاولة لإيجاد حلول للأزمات الإقليمية. ولكن السؤال الأكبر يبقى: هل سيستطيع العراق أن يلعب هذا الدور دون أن يدفع ثمناً سياسياً كبيراً؟ وهل سيتمكن من الحفاظ على سيادته في وجه الضغوط الخارجية والداخلية؟

هذه الزيارة ستشكل علامة فارقة في تاريخ العلاقات العراقية-الإيرانية، وقد تكون بداية لتغييرات كبيرة في السياسة الإقليمية التي قد لا تقتصر تأثيراتها على العراق وحده، بل تمتد إلى باقي دول المنطقة.

مقالات مشابهة

  • يد العراق تخسر أمام إيران.. واللقاء يتجدد السبت المقبل
  • تقرير أمريكي: إيران تعيد حساباتها في العراق مع عودة ترامب
  • يد العراق في إيران لخوض وديتين أمام الرجال
  • إيران :هكذا خدعتها روسيا .. وهكذا ستخرج من العراق!
  • حصري.. العراق يوقع 8 مذكرات تفاهم مع إيران تشمل 3 مجالات
  • أحمد ياسر يكتب: هل تعود إيران إلى سوريا؟
  • السوداني في طهران: هل يغامر العراق بتحدي إيران والغرب في آنٍ واحد؟
  • الطباطبائي يدعو إلى استحداث محافظة حلبجة التي قصفت بالكيمياوي من قبل بلده الأول إيران
  • رشيد :العراق حريص على تعزيز علاقاته مع الحبيبة إيران
  • ممر داود.. مشروع يربط اسرائيل بمناطق الأكراد في العراق وسوريا