تصعيد حوثي واكب زيارة غروندبرغ إلى المناطق اليمنية المحررة
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
انتهزت الميليشيات الحوثية في اليمن زيارة المبعوث الأممي إلى المناطق المحررة في عدن ومأرب لارتكاب مزيد من التصعيد العسكري، حيث اعترف قادتها بأنهم أطلقوا صواريخ إلى البحر الأحمر، وهددوا باستهداف ميناء عدن، وذلك بالتزامن مع قصفهم مخيمات للنازحين في مأرب.
وكان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، وصل إلى عدن قبل أن يتوجه إلى مأرب لأول مرة، حيث ناقش مع كبار المسؤولين اليمنيين مساعيه الرامية إلى إحداث اختراق في جدار الأزمة المستعصية بفعل تنعت الحوثيين.
واعترف رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط، في كلمة له أمام مناصرين للجماعة في محافظة عمران (شمال صنعاء)، بأن جماعته أطلقت صواريخ إلى البحر الأحمر، زاعماً أن العملية أجبرت سفينة عسكرية أميركية على مغادرة مكانها.
المشاط، أكد كذلك، قيام جماعته بتهديد سفينتين كانتا تريدان الرسو في ميناء عدن، زاعماً أنهما كانتا بصدد نقل شحنة من الغاز الطبيعي.
في غضون ذلك، دانت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب بشدة، الهجوم الصاروخي الذي شنته ميليشيا الحوثي الإرهابية على مخيمات النزوح في محافظة مأرب، بالتزامن مع وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى المحافظة.
وأوضحت الوحدة الحكومية، في بيان، أن الميليشيات استهدفت بأربعة صواريخ وبشكل مباشر مخيمات «المنين القبلي وآل مسلل وحاجبة ومستوصف شقمان»، ووصفت ذلك بـ«العمل الإرهابي المروع الذي استهدف المدنيين الأبرياء والنازحين»، وقالت إنه «يتعارض تماماً مع قوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي».
وطالبت الوحدة التنفيذية اليمنية، في بيانها، بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لضبط الميليشيات وتقديمها للعدالة، داعية المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة والحماية للأشخاص المتضررين من هذا الهجوم، ومساندتهم في إعادة بناء منازلهم التالفة، وتأمين احتياجاتهم الأساسية، وتحمل المسؤولية في توفير الحماية والرعاية للنازحين وضمان سلامتهم.
خلية إرهابية
إلى ذلك، قال مصدر عسكري في القوات اليمنية المشتركة المرابطة في الساحل الغربي التابع لمحافظة تعز (جنوبي غرب) في بيان صحافي، إن الوحدات المرابطة في محور البرح نصبت كميناً لعناصر خلية إرهابية حوثية بعد تلقيها معلومات تحصلت عليها شعبة الاستخبارات العامة، بتحضير ما يطلق عليها وحدة «العمليات الإيذائية» التابعة للحوثيين.
وأوضح المصدر أنه تم الاشتباك مع عناصر الخلية الإرهابية الذين كان بحوزتهم 3 عبوات ناسفة مموهة على شكل أحجار، وأسلحة شخصية، عند اقترابهم من نطاق تمركز القوات التي استطاعت أسر 2 من عناصر الخلية.
وبحسب المصدر العسكري، تم العثور بحوزة عناصر الخلية على هواتف وخرائط ومقاطع فيديو توثق عدداً من العمليات الإرهابية التي نفذتها في عدد من المناطق المحررة بمحافظة تعز.
وأضاف المصدر، أن التحقيقات الأولية مع العناصر الحوثية أكدت أنهم مكلفون التسلل لزراعة 3 عبوات في الخط الإسفلتي الرابط بين منطقتي البرح والوازعية، كما كشفت التحقيقات عن أن الخلية تقف خلف عدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت عربات عسكرية وسيارات المواطنين في الطرق الرئيسية بالمناطق المحررة بمحافظة تعز والساحل الغربي، بينها مناطق الكدحة، ومقبنة، وجبل حبشي، والطوير، والأحكوم، وأن عناصر الخلية تلقوا عدداً من الدورات التخصصية في زراعة العبوات الناسفة.
> إلهاء المجتمع الدولي
على وقع التصعيد الحوثي، اتهم عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب سلطان العرادة، الميليشيات الحوثية بأنها تعمل على إلهاء المجتمع الدولي استعداداً للحرب، وأن حديثها عن السلام مجرد تكتيك لتنفيذ تلك الغاية.
تصريحات العرادة جاءت خلال لقائه في مأرب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، في أول زيارة للأخير إلى المحافظة، حيث كُرس اللقاء لمناقشة المستجدات في الملفات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، بحسب ما نقله الإعلام الرسمي اليمني.
وجدد العرادة، وفق وكالة «سبأ» الحكومية، دعم المجلس الرئاسي والحكومة جهود المبعوث الأممي لتحقيق السلام في اليمن، مع ضرورة الالتزام بالمرجعيات الأساسية الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216) مع تأكيده أن الشعب اليمني مع السلام، وأن الحوثي يرى في السلام الحقيقي نهاية لمشروعه، المرتبط بولاية الفقيه وميليشيات إيران.
وأضاف عضو مجلس القيادة الرئاسي: «ينبغي أن يدرك المجتمع الدولي أن الحوثي وميليشياته بحاجة إلى عملية تهيئة ليصبح جاهزاً للسلام، حيث يبحث عن سلام تكتيكي، والمفاوضون عنه مجرد غلاف سياسي وغطاء للتنظيم الجهادي والعسكري، مهمتهم الوحيدة ليست إنجاز السلام، وإنما إلهاء المجتمع الدولي وامتصاص جهوده وتمييعها لكي تتسنى لهم مواصلة الحرب كون تلك الجماعة كغيرها من القوى الإرهابية لا تعيش إلا في ظل الحرب».
وشدد العرادة على ضرورة العمل من أجل توجيه الجهد الدولي لدعم القانون، وليس المفاضلة بين منطق القانون ومنطق العنف، كون جماعة الحوثي - على حد قوله - تعمل ليل نهار على تغذية الإرهاب، وتستخدم عناصر إرهابية.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المجتمع الدولی
إقرأ أيضاً:
جبايات وجمارك إضافية ونهب للمساعدات.. الفقر والأمن الغذائي يهددان الحياة في مناطق سيطرة الحوثي
يعاني سكَّان المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي من ارتفاع حاد في الأسعار وتفاقم أزمة الأمن الغذائي، فيما يعيش أكثر من 70 بالمئة من السكان في هذه المناطق على أقل من دولارين يومياً
وشهدت أسعار السلع الأساسية مثل المواد الغذائية والمحروقات ارتفاعاً غير مسبوق، إذ زادت أسعار بعض السلع بنسبة تتراوح بين (40 إلى 70) بالمئة خلال الأشهر الماضية.
وأظهرت إحصائيات حديثة من البنك المركزي أن معدلات التضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً وصلت إلى 110 بالمئة، مما يزيد من صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
وفي حديث لوكالة "خبر" يقول اقتصاديون، إن واحدة من أبرز العوامل التي تسهم في تفاقم الوضع هي الجبايات الحوثية المفروضة على المواطنين.
وأوضحوا أن هذه الجبايات تأتي بصور عديدة بعضها يضفي عليها الحوثيون طابعا قانونيا، حيث يفرضون العديد من الرسوم والضرائب غير القانونية على السلع والخدمات، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تكلفة الحياة اليومية.
بالإضافة إلى استحداث منافذ جمركية غير قانونية على الحدود وفي الطرق الرئيسية، مما أضاف تكاليف جمركية إضافية ترفع الأسعار بشكل كبير. وهذه الخطوة بحد ذاتها تُعد استنزافاً مفتوحاً.
تزداد الأوضاع الاقتصادية سوءاً مع استمرار انقطاع الرواتب، وهو ما يعجز الكثير من المواطنين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.
فقر مدقع
أكدت تقارير محلية أن مئات آلاف الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة المليشيا يعانون من تأخر الرواتب لفترات طويلة، مما يفاقم من مستويات الفقر. علاوة على ذلك، تفتقر هذه المناطق إلى فرص العمل المناسبة، ما يجعل الشباب والعائلات رهينة للفقر المدقع.
من جهة أخرى، تعاني المنظمات الإنسانية من صعوبات كبيرة في توجيه الدعم للمحتاجين في تلك المناطق.
وأكدت تقارير دولية أن المليشيا الحوثية تستولي على جزء كبير من المساعدات الإنسانية الموجهة للمواطنين، حيث تستخدم جزءاً كبيراً من هذه الموارد لصالح عناصرها العسكرية، وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، وهو السلوك الذي تسبب بحرمان مئات الآلاف من الأسر الفقيرة من المعونات التي تعتبر شريان حياتهم الوحيد.
من ضمن التداعيات الخطيرة للأزمة الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، هو انعدام الأمن الغذائي.
وحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن نحو 2.5 مليون طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية، بينما تشير التقديرات إلى أن 70 بالمئة من السكان في هذه المناطق يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد.
ارتفاع معدلات الجريمة
بلغت نسبة الفقر في اليمن مستويات قياسية، حيث يعيش أكثر من 70 بالمئة من السكان في هذه المناطق على أقل من دولارين يومياً، فيما تشير التقارير إلى أن 85 بالمئة من السكَّان ككل في ذات المناطق يعانون من الفقر.
وأشار خبراء اقتصاديون وأكاديميون اجتماعيون، إلى أن ارتفاع الفقر أدى إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الجريمة وزيادة عمالة الأطفال وتراجع التعليم بسبب عدم قدرة الأسر على تحمل التكاليف.
وطالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الجاد، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين الفعليين بعيداً عن أي تدخلات سياسية وعسكرية لمليشيا الحوثي.
وشددوا على اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات الضغط على الحوثيين للوقف الفوري للجبايات غير القانونية، التي تفاقم الأزمة وتزيد من معاناة المواطنين.