أطفال أوكرانيا في زمن الحرب.. العودة إلى المدرسة تعني الاستعداد للقصف
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
عاد حوالي 4 ملايين طفل إلى المدارس الابتدائية والثانوية، الجمعة، وفقا لوزارة التعليم الأوكرانية، في موسم دراسي ثالث يأتي في ظل الهجوم الروسي على بلادهم.
ووفقا لبيانات منظمة اليونيسف، سيحضر حوالي ثلث الأطفال المسجلين في أوكرانيا دروسا حضوريا هذا العام، فيما سيدرس الباقون جزئيا عبر الإنترنت.
وكشف وزير التعليم الأوكراني، أوكسن ليسوفي، الأسبوع الجاري، أن 84 بالمئة من المدارس أصبحت الآن مجهزة بمخابئ قابلة للاستخدام.
بكييف، أعدت كاترينا بيليبينكو، حقيبتي ظهر، استعدادا لليوم الدراسي الأول لابنها الأصغر؛ واحدة تضم الأدوات المدرسية، والثانية مخصصة بالمخبأ.
تقول كاترينا لشبكة "سي إن إن": "سيتم الاحتفاظ بالحقيبة المخصصة للملجأ في حجرة الدراسة، قيل لنا أنها يجب أن تحتوي على ماء، لعبة... وشيء يأكلونه أثناء انتظارهم في الملجأ حتى ينتهي إنذار الغارة الجوية ".
وسيعود ابنا ريبيكا، البالغان من العمر 6 و14 عاما، للمدرسة، حيث قررت مدرستهم في كييف استئناف الدراسة الحضورية بعد استطلاع رأي أولياء الأمور، قبل بضعة أسابيع.
مخاطر الدراسةوتنطوي الدراسية الحضورية على مخاطر عديدة، إذ سبق أن تعرضت بعض المدارس لاستهداف مباشر وأغلقت مدارس أخرى أبوابها كإجراء احترازي منذ بداية الغزو الروسي قبل 18 شهرا، والذي تضمن هجمات بالصواريخ والمدفعية على مناطق سكنية في جميع أنحاء البلاد.
لكن ريبيكا تقول إنها حريصة على أن يحظى أبناؤها بتجربة مدرسية أقرب ما تكون إلى "العادية"، على الرغم من أن والدهما، (زوجها) يقاتل حاليا في الجبهات الأمامية.
وعادة ما يكون اليوم الأول من المدرسة مناسبة خاصة في أوكرانيا، حيث تتجمع حشود من الآباء والأمهات خارج بوابات المدارس، فيما يرتدي الأطفال أفضل ملابسهم ويقدمون لمعلميهم الزهور، غير أن الحرب غيرت كل هذا.
تكشف ريبيكا: "قيل لنا إنه لا ينبغي لنا شراء الزهور هذا العام، ولكن بدلا من ذلك نتبرع للجيش الأوكراني"، وتضيف "أنا سعيدة لأننا في أوكرانيا وابني سيذهب إلى الصف الأول هنا.. كان من المهم بالنسبة لي ألا نكون في بولندا أو أي مكان آخر في بلد أجنبي عندما يبدأ سنته الدراسية الأولى".
غالبية المدرسين في أوكرانيا أبلغوا عن تدهور في مهارات طلابهم ـ صورة تعبيرية."المدرسة قريبة، لذا يمكنني دائما الوصول إليها بسرعة إذا لزم الأمر، لكني قلقة رغم ذلك بشأن ما سيكون عليه الأمر" تقول الأم، مسترسلة: "تطرح دائما مخاوف من هجمات أو ما إن كانت الكهرباء ستكون متوفرة".
وعلى بعد مئات الكيلومترات بعيدا عن كييف، لم يسمح للطفل، دميترو أوكرانسكي، البالغ من العمر 9 سنوات بالعودة إلى الدراسة الحضورية في زابوريجيا، حيث الهجمات تتكرر على المدينة القريبة من خطوط المواجهة بجنوب أوكرانيا، ما يجعل الذهاب إلى المدرسة مهمة "خطيرة للغاية".
تصرّح والدة دميترو، فيكتوريا أوكراينسكا، لشبكة "سي إن إن"، بأنها لن تغامر بإرسال ابنها إلى المدرسة حتى لو كان هذا الخيار متاحا أمامها، مضيفة: "لن يخاطر أحد بذلك. تلقينا أربعة إنذارات لغارات جوية هذا الصباح فقط. وتابعت "قد تكون هناك ضربات في أي لحظة".
"طفولة ضائعة"وكان للغزو الذي شنته موسكو على الأراضي الأوكراني في فبراير من العام الماضي، أثر مروع على ملايين الأطفال في جميع أنحاء أوكرانيا.
ووفقا لبيانات رسمية صادرة عن السلطات الأوكرانية، قتل 503 طفل وجرح 1117 منذ بدء الغزو الروسي.
ولا يزال أكثر من 1100 طفل في عداد المفقودين، بحسب المعطيات التي أشارت أيضا إلى تهجير أو ترحيل ما يقرب من 20 ألف طفل قسريا، فيما يعيش مئات الآلاف بعيدا عن بلادهم كلاجئين.
وقال ممثلو الادعاء الأوكرانيون، الخميس، إن البلاد فتحت أكثر من 3000 قضية جنائية بشأن جرائم روسيا المزعومة ضد الأطفال في أوكرانيا، بما في ذلك العشرات من قضايا التعذيب.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مارس الماضي، بتهمة ارتكاب جريمة حرب، تتمثل في "الترحيل غير القانوني" للأطفال.
ويشمل العدد ما لا يقل عن 19 ألف طفل أوكراني، بحسب كييف. ونفت موسكو مرارا اتهامات التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان.
تحذير من اليونيسفوحذرت اليونيسف من أنه حتى الأطفال الذين يتمتعون بالأمان الجسدي يتعرضون للأذى بسبب الصراع، ويعانون من مشاكل تتعلق بالصحة النفسية، إضافة إلى التخلف عن الدراسة.
ووجدت دراسة أجرتها اليونيسف أن غالبية المدرسين في أوكرانيا أبلغوا عن تدهور في مهارات طلابهم، على مستوى تعلمهم اللغات والقراءة والرياضيات.
وجاء في بيانات أن الهجمات الجوية الروسية دمرت تماما 1300 مدرسة منذ بداية الغزو، كما رصدت الأضرار التي لحقت بمدارس أخرى كثيرة.
وأضافت المنظمة "داخل أوكرانيا، استمرت الهجمات على المدارس بلا هوادة، مما عرض الأطفال لمحنة شديدة وتركهم بدون أماكن آمنة للتعلم".
وقالت إن الحرب جاءت عقب اضطرابات سابقة بسبب فيروس كورونا، مما يعني أن بعض الأطفال الأوكرانيين سيواجهون اضطرابات للعام الدراسي الرابع على التوالي عند عودتهم للدراسة.
وقالت، ريجينا دو دومينيكيس، المديرة الإقليمية لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى بالمنظمة: "لم يجد أطفال أوكرانيا صعوبة في استكمال تعليمهم بسبب هذا الوضع فحسب، وإنما صعوبة أيضا في الاحتفاظ بما تعلموه عندما كانت مدارسهم تعمل بكامل طاقتها".
وبالنسبة لأطفال أوكرانيا اللاجئين، فإن بداية العام الدراسي الجديد "غير مؤكدة" أيضا، حيث لم يتم تسجيل أكثر من نصف الأطفال في أنظمة التعليم الوطنية في سبعة بلدان تستضيفهم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
«يونيسف»: عدد كبير من أطفال غزة يحتاجون إلى تلقي العلاج بالخارج
قال كاظم أبو خلف الناطق باسم يونيسيف إنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد قصف الممرات التي قالت إنّها آمنة لمرور المدنيين والأطفال والنساء في غزة، وعدد كبير من الأطفال يحتاج إلى الخدمات الطبية اللازمة وتلقي العلاج بالخارج.
وأضاف «أبو خلف» في تصريحات خاصة لقناة القاهرة الإخبارية، إنَّه يجب إتاحة ممرات آمنة في قطاع غزة لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، مبينا أنَّ كل شيء في قطاع غزة يتعرض للقصف، مضيفًا أنَّ الضحايا يقدرون بالآلاف، ولا يوجد حصانة لشيء في غزة، والدمار في البنية التحتية، والأراضي الزراعية، والمستشفيات، والمدارس، وأن ما يحدث في قطاع غزة بحق الأطفال لا يمكن وصفه، وأعداد كبيرة من الأطفال في غزة يتعرضون للإيذاء النفسي والجسدي جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع.