عاد حوالي 4 ملايين طفل إلى المدارس الابتدائية والثانوية، الجمعة، وفقا لوزارة التعليم الأوكرانية، في موسم دراسي ثالث يأتي في ظل الهجوم الروسي على بلادهم.

ووفقا لبيانات منظمة اليونيسف، سيحضر حوالي ثلث الأطفال المسجلين في أوكرانيا دروسا حضوريا هذا العام، فيما سيدرس الباقون جزئيا عبر الإنترنت.

وكشف وزير التعليم الأوكراني، أوكسن ليسوفي، الأسبوع الجاري، أن 84 بالمئة من المدارس أصبحت الآن مجهزة بمخابئ قابلة للاستخدام.

بكييف، أعدت كاترينا بيليبينكو، حقيبتي ظهر، استعدادا لليوم الدراسي الأول لابنها الأصغر؛ واحدة تضم الأدوات المدرسية، والثانية مخصصة بالمخبأ.

تقول كاترينا لشبكة "سي إن إن": "سيتم الاحتفاظ بالحقيبة المخصصة للملجأ في حجرة الدراسة، قيل لنا أنها يجب أن تحتوي على ماء، لعبة... وشيء يأكلونه أثناء انتظارهم في الملجأ حتى ينتهي إنذار الغارة الجوية ".

وسيعود ابنا ريبيكا، البالغان من العمر 6 و14 عاما، للمدرسة، حيث قررت مدرستهم في كييف استئناف الدراسة الحضورية بعد استطلاع رأي أولياء الأمور، قبل بضعة أسابيع.

مخاطر الدراسة

وتنطوي الدراسية الحضورية على مخاطر عديدة، إذ سبق أن تعرضت بعض المدارس لاستهداف مباشر وأغلقت مدارس أخرى أبوابها كإجراء احترازي منذ بداية الغزو الروسي قبل 18 شهرا، والذي تضمن هجمات بالصواريخ والمدفعية على مناطق سكنية في جميع أنحاء البلاد.

لكن ريبيكا تقول إنها حريصة على أن يحظى أبناؤها بتجربة مدرسية أقرب ما تكون إلى "العادية"، على الرغم من أن والدهما، (زوجها) يقاتل حاليا في الجبهات الأمامية.

وعادة ما يكون اليوم الأول من المدرسة مناسبة خاصة في أوكرانيا، حيث تتجمع حشود من الآباء والأمهات خارج بوابات المدارس، فيما يرتدي الأطفال أفضل ملابسهم ويقدمون لمعلميهم الزهور، غير أن الحرب غيرت كل هذا.

تكشف ريبيكا: "قيل لنا إنه لا ينبغي لنا شراء الزهور هذا العام، ولكن بدلا من ذلك نتبرع للجيش الأوكراني"، وتضيف "أنا سعيدة لأننا في أوكرانيا وابني سيذهب إلى الصف الأول هنا.. كان من المهم بالنسبة لي ألا نكون في بولندا أو أي مكان آخر في بلد أجنبي عندما يبدأ سنته الدراسية الأولى".

غالبية المدرسين في أوكرانيا أبلغوا عن تدهور في مهارات طلابهم ـ صورة تعبيرية.

"المدرسة قريبة، لذا يمكنني دائما الوصول إليها بسرعة إذا لزم الأمر، لكني قلقة رغم ذلك بشأن ما سيكون عليه الأمر" تقول الأم، مسترسلة: "تطرح دائما مخاوف من هجمات أو ما إن كانت الكهرباء ستكون متوفرة".

وعلى بعد مئات الكيلومترات بعيدا عن كييف، لم يسمح للطفل، دميترو أوكرانسكي، البالغ من العمر 9 سنوات بالعودة إلى الدراسة الحضورية  في زابوريجيا، حيث الهجمات تتكرر على المدينة القريبة من خطوط المواجهة بجنوب أوكرانيا، ما يجعل الذهاب إلى المدرسة مهمة "خطيرة للغاية". 

تصرّح والدة دميترو، فيكتوريا أوكراينسكا، لشبكة "سي إن إن"، بأنها لن تغامر بإرسال ابنها إلى المدرسة حتى لو كان هذا الخيار متاحا أمامها، مضيفة: "لن يخاطر أحد بذلك. تلقينا أربعة إنذارات لغارات جوية هذا الصباح فقط. وتابعت "قد تكون هناك ضربات في أي لحظة".

"طفولة ضائعة"

وكان للغزو الذي شنته موسكو على الأراضي الأوكراني في فبراير من العام الماضي، أثر مروع على ملايين الأطفال في جميع أنحاء أوكرانيا.

ووفقا لبيانات رسمية صادرة عن السلطات الأوكرانية، قتل 503 طفل وجرح 1117 منذ بدء الغزو الروسي. 

ولا يزال أكثر من 1100 طفل في عداد المفقودين، بحسب المعطيات التي أشارت أيضا إلى تهجير أو ترحيل ما يقرب من 20 ألف طفل قسريا، فيما يعيش مئات الآلاف بعيدا عن بلادهم كلاجئين.

وقال ممثلو الادعاء الأوكرانيون، الخميس، إن البلاد فتحت أكثر من 3000 قضية جنائية بشأن جرائم روسيا المزعومة ضد الأطفال في أوكرانيا، بما في ذلك العشرات من قضايا التعذيب. 

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مارس الماضي، بتهمة ارتكاب جريمة حرب، تتمثل في "الترحيل غير القانوني" للأطفال. 

ويشمل العدد ما لا يقل عن 19 ألف طفل أوكراني، بحسب كييف. ونفت موسكو مرارا اتهامات التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان.

تحذير من اليونيسف

وحذرت اليونيسف من أنه حتى الأطفال الذين يتمتعون بالأمان الجسدي يتعرضون للأذى بسبب الصراع، ويعانون من مشاكل تتعلق بالصحة النفسية، إضافة إلى التخلف عن الدراسة. 

ووجدت دراسة أجرتها اليونيسف أن غالبية المدرسين في أوكرانيا أبلغوا عن تدهور في مهارات طلابهم، على مستوى تعلمهم اللغات والقراءة والرياضيات.

وجاء في بيانات أن الهجمات الجوية الروسية دمرت تماما 1300 مدرسة منذ بداية الغزو، كما رصدت الأضرار التي لحقت بمدارس أخرى كثيرة.

وأضافت المنظمة "داخل أوكرانيا، استمرت الهجمات على المدارس بلا هوادة، مما عرض الأطفال لمحنة شديدة وتركهم بدون أماكن آمنة للتعلم".

وقالت إن الحرب جاءت عقب اضطرابات سابقة بسبب فيروس كورونا، مما يعني أن بعض الأطفال الأوكرانيين سيواجهون اضطرابات للعام الدراسي الرابع على التوالي عند عودتهم للدراسة.

وقالت، ريجينا دو دومينيكيس، المديرة الإقليمية لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى بالمنظمة: "لم يجد أطفال أوكرانيا صعوبة في استكمال تعليمهم بسبب هذا الوضع فحسب، وإنما صعوبة أيضا في الاحتفاظ بما تعلموه عندما كانت مدارسهم تعمل بكامل طاقتها".

وبالنسبة لأطفال أوكرانيا اللاجئين، فإن بداية العام الدراسي الجديد "غير مؤكدة" أيضا، حيث لم يتم تسجيل أكثر من نصف الأطفال في أنظمة التعليم الوطنية في سبعة بلدان تستضيفهم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

بغداد تصعد دعمها الإنساني للبنان.. وبدء تسجيل أطفال النازحين في المدارس العراقية

تواصل الحكومة العراقية والمؤسسات الخاصة تقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين في ظل تصاعد أزمة النزوح، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في مناطق الجنوب اللبناني.

وبدأت وزارة التربية العراقية الأربعاء، بتسجيل الطلبة والتلاميذ اللبنانيين في مديرياتها، ليتسنى لهم بدء الدوام في المدارس.

وقال المتحدث باسم الوزارة كريم السيد لموقع "الحرة" إن "إجراءات تسجيل التلاميذ والطلبة اللبنانيين في العراق، بدأت الأربعاء".

وأضاف أن "أعداد الطلبة ما زالت قليلة، لكننا نتوقع أن ترتفع خلال الأيام المقبلة مع بدء استقرار العائلات وتثبيت أماكن إقاماتهم".

وأشار السيد إلى أن "الحكومة ستستقبل جميع الطلبة، إن كانوا يمتلكون وثائق دراسية تثبت مراحلهم الدراسية، أو الذين لا يمتلكون على اعتبار أنهزم جاءوا في وضع استثنائي، لكنها ستحدد لهم فترة زمنية لإثبات ذلك".

وعلى المساعدات الصحية، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، الأربعاء، عن تهيئة كميات جديدة من المساعدات الطبية لإرسالها إلى لبنان.

وقال لوكالة الأنباء العراقية الرسمية إن "الوزارة مستعدة لاستقبال أي عدد من الجرحى اللبنانيين، وتقديم كل المساعدات اللازمة في المستشفيات الحكومية وغير الحكومية".

وأشار البدر إلى أن "وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي وجه باستنفار المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، لتقديم الدعم للبنانيين".

لبنان.. "نداء عاجل" لجمع 426 مليون دولار للمساعدات الإنسانية أطلق كل من رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد، عمران رضا، الثلاثاء، نداء عاجلا لجمع 426 مليون دولار لتوفير مساعدات إنسانية وإغاثية للمتضررين والنازحين جراء التطورات الأخيرة.

ووجه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بتسهيل إجراءات دخول اللبنانيين إلى الأراضي العراقية.

والأربعاء، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية، مقداد الموسوي، عن تمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين الموجودين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة ثلاثين يوماً، وتمديد آخر ، استناداً إلى أحكام قانون الإقامة، مع استمرار منح سمة الدخول مجاناً.

ووصل إلى العراق حتى الآن، 5 آلاف لبناني خلال الأيام العشرة الماضية عبر مطاري بغداد والنجف ومنفذ القائم الحدودي مع سوريا، وفقاً لوزارة الداخلية العراقية.

ومنذ بدء الأزمة في لبنان، سارعت بغداد على المستويين الحكومي والخاص، إلى إطلاق حملات إغاثة تشمل مواد غذائية ومحروقات، وأرسلت مئات الأطنان من المساعدات إلى لبنان.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، عن المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، إن "بغداد اتخذت خطوات عديدة لدعم لبنان، لاسيما منذ 7 أكتوبر 2023، من خلال تزويدها بالوقود شهرياً".

وأضاف أن "الوقود الذي يرسله العراق إلى لبنان، أسهم في استمرارية عمل المؤسسات اللبنانية، كالمستشفيات والمدارس".

وأشار العوادي إلى أن "العراق لم يتردد بتقديم الوقود والطاقة إلى لبنان، وهو مستمر بهذا النهج، فضلاً عن الإغاثات والمساعدات الطبية، إذ تم إرسال الوجبة الخامسة من المساعدات وبواقع 75 طناً".

بينهم 300 ألف طفل.. مأساة النازحين في لبنان بالأرقام قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عدد الأطفال النازحين في لبنان منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قبل عام بأكثر من 300 ألف طفل، فرّ الجزء الأكبر منهم على وقع الغارات الكثيفة المستمرة منذ الأسبوع الماضي.

وعلى مستوى المؤسسات الدينية، تستمر العتبات العلوية في النجف والحسينية والعباسية في كربلاء، باستقبال النازحين في مدن الزائرين والفنادق التابعة لها.

وأعلنت العتبة العباسية الأربعاء، عن إرسال 400 طنّ من المساعدات الإنسانية إلى لبنان، ضمن القافلة الثانية التي ترسلها، وفقاً لميثم الزيدي عضو لجنة الإغاثة في العتبة.

وقال الزيدي في بيان صحفي، إن "القافلة الثانية التي أُطلِقت براً من كربلاء المقدسة، تضمنت 40 آلية، حُمل على متنها 400 طنّ من المواد الإغاثية، والمستلزمات الضرورية التي يحتاجها الشعب اللبناني، إضافة إلى 3 صهاريج وقود بسعة 36 ألف لتر".

وفتحت العتبة العلوية في وقت سابق جميع فنادقها ومدن الزائرين التابعة لها لاستقبال النازحين اللبنانيين، وشكلت لجنة خاصة للإشراف على تقديم الخدمات اللازمة للعوائل المستضافة، مع تخصيص أرقام هواتف للتواصل وتنسيق عمليات الاستقبال والإقامة، وفقاً لبيان العتبة.

وقبل ذلك، أعلن عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، عن تشكيل العتبة الحسينية لجنة عليا لإغاثة الشعب اللبناني.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان نتيجة اشتداد القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، الذي بدأ بالتوغل البري إلى الجنوب اللبناني، واستمرار طيرانه بقصف مواقع عدة يقول إنها "تابعة" لحزب الله.

مقالات مشابهة

  • فخ لانش بوكس المدرسة يهدد صحة الأطفال في العراق
  • دراسة: قصر النظر يطال 1 من كل 3 أطفال في العالم
  • المقاهي بديل المدارس.. الهروب من الحصص الدراسية مشكلة بلا حل في الدقهلية
  • أبو النجا: تعاقدنا مع 669 معلما جديداً لتعويض النقص في درنة
  • تعليم المنيا يتابع انتظام الدراسة بعدد من المدارس
  • بغداد تصعد دعمها الإنساني للبنان.. وبدء تسجيل أطفال النازحين في المدارس العراقية
  • بين موقفين.. طلاب لبنان يواجهون المجهول
  • "التعليم".. تفاصيل النموذج الإشرافي المحدث لتطوير جودة العملية التعليمية
  • وكيل تعليم البحيرة يتفقد انتظام الدراسة بمدرسة إسماعيل الحبروك
  • إصابة 3 أطفال في حادث طعن في سويسرا